المسيحيون المتصهينون (القسم الثالث: بني اسرائيل وبني اسماعيل)

اسماعيل شفيعي سروستاني
إن الجهل باسرار الكثير من النزاعات المزمنة والمتجذرة من جهة وعدم الاطلاع على التقدير الالهي العام وارادة الله التي تقرر البداية والنهاية والمسار العام لحركة الانسان والعالم من جهة اخرى، هما وراء الاخطاء والعثرات وبالتالي المشاركة غير المباشرة والمباشرة في الجرائم الفظيعة التي يرتكبها المجرمون، حتى وان تم ابداء وجهة نظر ولو ضئيلة يستغلها المجرمون لفائدتهم ناهيك عن المجاراة والمشاركة وموالاة الطاغوت، وهو حديث منفصل.

 

إن الجهل باسرار الكثير من النزاعات المزمنة والمتجذرة من جهة وعدم الاطلاع على التقدير الالهي العام وارادة الله التي تقرر البداية والنهاية والمسار العام لحركة الانسان والعالم من جهة اخرى، هما وراء الاخطاء والعثرات وبالتالي المشاركة غير المباشرة والمباشرة في الجرائم الفظيعة التي يرتكبها المجرمون، حتى وان تم ابداء وجهة نظر ولو ضئيلة يستغلها المجرمون لفائدتهم ناهيك عن المجاراة والمشاركة وموالاة الطاغوت، وهو حديث منفصل.
وتمر قرون على حقد اليهود وبني اسرائيل على الله ودين الله وعباد الله. ان كل التاريخ الماضي، ملئ بهذه الضغائن. ونرى اوجهها المختلفة في القتل والنهب والتحريف. سواء على مدى ثلاثة الاف عام الفاصلة بين النبي ابراهيم (ع) خليل الرحمن وبعثة خاتم الانبياء والمرسلين (ص)، وسواء بعد ذلك ، اذ ازيح الستار عن 4400 عام من جرائم بني اسرائيل ضد الانسان والله والعالم. وهل تساءلنا عن سبب كل هذه الجرائم؟
وربما يمكن حسب حجة الاسلام موسوي زنجاني اختزال كل هذه الجرائم في نمطين من القتل. قتل الانبياء والاولياء والاوصياء وهو بمنزلة قطع اتصال الانسان بالوحي والعلم الخاص النازل على الانبياء وقتل النفس.
إن غياب المعرفة وادراك سر هذا القتل، تسبب ببروز سوء الفهم والاتجاهات المختلفة والتفاسير الذاتية الاساس في تاريخ الدين والتدين.
إن التقدير العام والارادة الالهية قائمان على ان ينتقل العلم وسائر تراث الانبياء والاوصياء جيلا عن جيل من اول وصيّ اي هابيل (ع) لينتهي عن طريق نبي اخر الزمان (ص) عند سلسلة الاوصياء واخر وصيه اي صاحب الزمان المهدي الموعود (ع) ليكون بوصفه المهدي الموعود وارث ميراث جميع الانبياء والاوصياء ليوجه الحركة العامة والابدية للبشرية حول محور الاسلام والكعبة، وبالتالي اعلان الحاكمية العالمية للدين.
وكأن اكبر فضيلة وميزة لكون ان يكون الانسان وصي رسول الله (ص)، هي قبول المظلومية والشهادة، على غرار هابيل بوصفه اول وصي، استشهد بمظلومية. وبقي هذا التقليد الى الزمن الذي اصبح فيه باذن الله، وصي رسول اخر الزمان، في دائرة الغيب، وبقي بمامن عن الشهادة في ضوء قبول المظلومية التامة، لكي تتوفر امكانية تاسيس الحكومة الكونية على يد ذخيرة الله.
وفي منظومة الدين، فان شجرة الخلافة الخالدة هي الشجرة الطيبة التي اصلها ثابت وفرعها في السماء، وشجرة الرسالة والخلافة التي تتمثل جذورها في ابراهيم الخليل (ع) واخر ثمرة فرعها هو امام العصر والزمان (عج).
وهذه الشجرة اصبح لها جذر وجسمان. احدهما قصير يدعى شجرة بني اسرائيل والاخر طويل يدعى شجرة بني اسماعيل.
وبعد ابراهيم (ع)، بدا الفرع القصير من اسحاق (ع) وتفرع في نجله يعقوب (ع) الى اثني عشر فرعا. وكل فرع سمي باسم احد ابناء يعقوب (ع) الاثني عشر والمعروف ب اسرائيل.
ومن ذرية يعقوب نجل اسحاق، ظهر 48  نبيا، عرفوا بانبياء بني اسرائيل. وبعد هؤلاء انقطعت النبوة من الفرع القصير وامتدت في الفرع الطويل اي بني اسماعيل، لتستمر حتى خاتم الانبياء (ص) والاثني عشر وصيا من بعده.
يقول الله سبحانه وتعالى في الاية 54 من سورة النساء:
“فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا”.
إن اليهود يبدون حسدا تجاه رسول الله لسبب اننا آتينا آل ابراهيم (رسول الله واهل البيت) الحكمة”.
إن العداء والحسد المتجذرين لدى بني اسرائيل تجاه بني اسماعيل، يعود الى ذلك.
إن جميع الانبياء العظام الالهيين كانوا يملكون 12 وصيا او خليفة. وعندما كان الدور يصل الى الثاني عشر، كان النبي التالي يُبعث.
إن آخر انبياء بني اسرائيل، زكريا ويحيى وعيسى (ع) ابلغوا اتباعهم، بان النبوة اخذة بالانقطاع والانقراض عنا بني اسرائيل، وبشروا بمجئ النبي الخاتم من ذرية بني اسماعيل. ان جدّ رسول الله (ص) هو معد بن عدنان من احفاد اسماعيل.
إن بني اسرائيل، ومنذ اخر انبيائهم وخلافة اخر وصي، كان امامهم 600 عام لاستقبال نبي اخر الزمان، لكنهم وبدلا من الاستعداد والجهوزية، مارسوا الفساد والمؤامرة.
وخلال كل هذه القرون وحضور انبياء بني اسرائيل ومهمتهم لهداية هؤلاء القوم العصاة، فانه كان يتم حماية الدين الحنيف على يد اعقاب اسماعيل، بني هاشم واسرة عبد المطلب في منطقة نائية من “الجزيرة العربية” وبعض المناطق الاخرى.
واستنادا الى كلام بعض الكبار والعظماء، فان روح وجوهر الدين والثقافة والادب لدى الايرانيين، كان نابعا من دين ابراهيم (ع) الحنيف. ان سبب التقارب والتناغم بين الثقافة والادب الاسلامي والشيعي مع الثقافة والادب الايراني الاصيل والخالص، يعود الى هذا الامر.
إن امر الاشرار اليهود من عبدة العجل، يختلف عن اتباع النبي موسى كليم الله (ع).
وقبل بعثة خاتم النبيين (ص)، وفي ضوء اعلان اوصياء السيد المسيح (ع)، فان رجالا من ارجاء العالم كانوا بانتظار لقاء نبي اخر الزمان، ويترصدون اعلان بعثته، بمن فيهم الايرانيون ومنهم سلمان الفارسي الذي كان من مستقبلي هذا النبي الاكرم، وكما تعرفون فان سلمان ومنذ عنفوان شبابه هجر دياره لكشف حقيقة ولقاء رسول الله (ص).
وكانت اثار النبوة وميراث الرسالة عبارة عن: عصا موسى وتابوت العهد وقميص يوسف وخاتم سليمان وخف شيث وقوس ونشاب اسماعيل وسائر اثار الرسالة.
إن هذه الاثار والامانات انتقلت بواسطة اوصياء السيد المسيح (ع) وكانوا اثني عشر شخصا يدا بيد الى ان وصلت بواسطة ربى باسط ، الوصي الثاني عشر وعلى اعتاب بعثة الرسول وخاتم الانبياء (ص) وبناء على توصية من السيد المسيح (ع) الى يد سلمان الفارسي، وعندما كان اخر وصي على وشك الرحيل، اصبح سلمان، سلمان الفارسي “منا اهل البيت”.
إن انبياء بني اسرائيل كانت مدة مهمتهم وجيزة، وكان عدد من يخاطبونهم محدود، ويقتصرون على بني اسرائيل وابناء وذرية يعقوب (ع)، وفي المقابل فان رسالة بني اسماعيل كانت ابدية وكونية واعلنت الخلافة بينهم بانها كونية ودائمية.
إن انتقال ميراث النبوة هذا وكذلك الخلافة الكونية لبني اسماعيل، لم يكن بالشئ الذي يطيقه اشرار اليهود لا المؤمنين ب موسى كليم الله واوصياء عيسى (ع).
إن مراسم ذبح اسماعيل (ع) ذبيح الله في “منى” ودفنه في “حجر اسماعيل” وتقليد اقامة الصلاة خلف “مقام ابراهيم” والحج في “المسجد الحرام” طبقا لسنة ابراهيم (ع)، كلها علامات تذكر الجميع، بان مراسم الذبح هي احتفال بقاء ذرية وصيّ ابراهيم اي اسماعيل ذبيح الله لكي يثبت بان نبي اخر الزمان (ص) والمهدي الموعود (عج) هو في صلب وذرية اسماعيل وان مكان ظهوره هو بيت الله. ان بناء بيت الله على يد ابراهيم وهاجر واسماعيل هو اعلان البرنامج العالمي للاسلام وان دفن اسماعيل في “حجر اسماعيل” مؤشر على الحركة الابدية للبشرية حول محور “الكعبة” لكي يُعرف بان هذه الحركة والذبح والشهادة هي في سبيل الله والاسلام. وفي المقابل، فان بني اسرائيل تعقبوا المسيح اليهودي وحاولوا احياء “بيت المقدس” او الكعبة الاسرائيلية – التي دمرت مرتان على يد نبوخذنصر وفي عام 70 للميلاد على يد القائد الرومي – لكي يعلنوا بالحيلة ان سنة الطواف والذبح وتقديم الاضاحي هي لهم، عسى ان يتمكنوا من الاستحواذ على تاسيس الحكومة الكونية والابدية عن طريق التزوير والتحريف والقتل والنهب والسلب.
إن اعلان بيت المقدس كعاصمة للحكومة الكونية للمسيح اليهودي والعمل على تدمير “المسجد الاقصى” وبناء دعائم “هيكل سليمان” في اطراف هذا المسجد وايجاد عجل احمر الشعر عن طريق الدراسات الوراثية لنحره كضحية في هذا المعبد اليهودي، كلها مصدرها الحقد والحسد تجاه بني اسماعيل.
إن الاصوليين الانجيليين في “اميركا” و “بريطانيا” يلقنون شعوب الغرب عن طريق الوف الرسائل بان المسيح سيظهر قريبا، وبالذات بعد حرب هرمجدون الذرية في صحراء هرمجدون في “فلسطين” المحتلة، جنوب “حيفا”، ويقومون من خلال التزوير والتحريف، بتقديم المسلمين والعرب على انهم جناح الشر والدجّال، وان حماة اسرائيل هم جناح الخير والسلامة.
إن سر العداء الذين يناصب ضد شيعة آل محمد (ص) يعود الى دعم هؤلاء القوم الكرماء لذرية بني اسماعيل واخر وصيّ النبي اي المهدي الموعود (عج)، المقرر ان يكون مؤسس الحكومة الكونية والابدية.
إن المسايرين القدماء لبني اسرائيل اي بني امية وبني العباس، حاولوا هم الاخرون على مدى القرون الماضية، حرف سلسلة الوصاية عن بني اسماعيل ونقلها الى بني امية، عسى ان يتمكنوا من الاستحواذ على فرصة تاسيس الحكومة الكونية، في حين ان التاريخ يشهد بان اليهود وخلال كل العقود السالفة وغداة رحيل النبي (ص) عشعشوا في بيت بني امية. ان الفتنة في “العراق” و “ايران”، والمجازر المروعة التي ترتكب ضد الفلسطينيين ورصد “السعودية” 250 مليار دينار لمراقبة وتوجيه الانتخابات العراقية، واغتيال قادة الحركات الاسلامية والشيعية وتوجيه ودعم مجموعتي “القاعدة” و “جند الله”  الارهابيتين، وامثالهما، يصب كله في خانة الحسد والحقد الدفين الذي يكنه بني اسرائيل ضد بني اسماعيل.
إن “ايران” وشعبها الكريم، هم من ضمن الممهدين للنهضة العالمية لوصيّ رسول الله (ص) ومن المسايرين والداعمين لهذا الامام والمضطعلين بدور في تاسيس حكومته.
وحسب روايات المعصومين (ع) فان 150 ايرانيا او بعضهم متحدرين من اصول ايرانية، هم من انصار الامام الخاصين البالغ عددهم 313 شخصا.
إن تادية هذا الدور، قد ورد في التقدير الالهي العام، كما خلافة الامام المبين من سلالة بني اسماعيل ومحو وابادة الشرك والكفر والنفاق في اخر الزمان، وتم تبيانه بصراحة في “القران الكريم”.
ولا يجب نسيان بداية ووجهة ومسار الحركة والانخداع بشياطين واشرار اليهود.
وان اعلنوا في ظل المكر والدسيسة وتحريف تعاليم الانبياء السابقين، بانهم ورثة “النيل” الى “الفرات” ويعتبرون ان من واجبهم تاسيس اسرائيل الكبرى، ويخونون جميع الانبياء من خلال خرق جميع المواثيق، فان الله تعالى جعل تاسيس الحكومة الكونية خاصا بنبي اخر الزمان من ذرية اسماعيل (ع)، بحيث ان اخر وصيّه اي المهدي (عج) هو من يتولى ذلك.   
إن المعصومين (ع) يعتبرون في تفسير “فدك” بان مِلك ومُلك خاتم النبيين(ص) هو ميراث ذريته، مثلما ان الامام الكاظم (ع) اعلن في المحاجة والمناظرة مع هارون بان القصد من فدك، هو ليس تلك المزرعة والبستان المعروف في اطراف المدينة، بل القصد هو جميع البلاد الاسلامية بدء من اليمن وانتهاء بسمرقند وافغانستان وبدء من افريقيا وانتهاء بخزر وارمينيا.
وجاء في التاريخ بان هارون قام بقتل الامام الكاظم (ع) بسبب تفسير الامام هذا لفدك.
وفي عصرنا وزماننا هذا، وبعد مضي ثلاثة الاف عام، وبل ازيد، فان ثمة جماعة ظاهرها اسلامي وهي في الحقيقة مسلمون متصهينون، يتصدون لبني اسماعيل دعما لبني اسرائيل او ان يقتلونهم، ويقتلونهم وهم مقيدي الايدي او انهم يسعون من خلال قتل الاولياء والعلماء ومواجهة الفقهاء، لقطع ارتباط الناس بعلم الدين، لكن ليس بعيدا، ان تبزغ الشمس القدسية من وراء جبال الغيبة. ولو كره المشركون.
یتبع إن شاء الله


جـمیع الحقـوق مـحفوظـة لمركز موعود الثقافی
لا یسمح باستخدام أی مادة بشكل تجاریّ دون أذن خطّیّ من ادارة الموقع
ولا یسمح بنقلها واستخدامها دون الإشارة إلى مصدرها.

شاهد أيضاً

من بروتوكولات زعماء صهيون إلى انفلونزا الخنازير

ثمة رواية عن الامام على  بن موسى الرضا (ع) ما مضمونها انه : عندما يقدم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *