المسيحيون المتصهينون : استراتيجية فوهة السلاح المعقوف

بقلم اسماعیل شفیعی سروستانی
إن زرنا اي مجلس او محفل او موقع الكتروني في هذه الايام نسمع كلاما عن فرض عقوبات كبيرة على ايران واحتمال شن الحلفاء الغربيين هجوما عليها، ونتائج وتداعيات ذلك.إن الهجوم على ايران ياتي بسبب مقاومة الشمولية التي تعتمدها دلتا “اميركا وبريطانيا والكيان الصهيوني” المشؤومة، ان الهجوم ياتي بسبب التوجه نحو قوة الدين والتدين الفاعلة والباعثة للحياة والحيوية وبالتإلى فإن مهاجمة ايران تاتي بسبب الجهد الدؤوب على طريق العلم والمعر

 

 

إن زرنا اي مجلس او محفل او موقع الكتروني في هذه الايام نسمع كلاما عن فرض عقوبات كبيرة على ايران واحتمال شن الحلفاء الغربيين هجوما عليها، ونتائج وتداعيات ذلك.إن الهجوم على ايران ياتي بسبب مقاومة الشمولية التي تعتمدها دلتا “اميركا وبريطانيا والكيان الصهيوني” المشؤومة، ان الهجوم ياتي بسبب التوجه نحو قوة الدين والتدين الفاعلة والباعثة للحياة والحيوية وبالتإلى فإن مهاجمة ايران تاتي بسبب الجهد الدؤوب على طريق العلم والمعرفة وبما انه تم تحديد المسلمين مدعومين بالهداية والعناية الالهية، بالعناصر الرئيسية الثلاثة المكونة لمثلث الكمال اي التدين، العلم، والمقاومة في جغرافيا الدارة الشيعية لصاحب العصر والزمان (عج) ويسيرون على طريق كسب مدارجه ومراتبه، اعتبروا بانهم يستحقون الهجوم.
إن السير في مراتب هذا المثلث ينطوي في حد ذاته على انكار الغرب واحياء الشرق، ذلك الشئ الذي حددته منذ قرون الشخصيات الشهيرة والمنظرون والمعمارون  الرئيسيون للحضارة الغربية وحالوا بوعي تام دون تناميه ونضجه في “الشرق الإسلامي”.
ولا يجب تجاهل انه كما قال الاستاذ المغفور له فرديد، ان حقيقة الشرق هي الوحي السماوي.
إن هذه العناصر الثلاثة في السير الاكمإلى وبشرط المراقبة، تؤسس لحضارة جديدة.
ولابد من التاكيد هنا على ان نيل الوعي الشامل والخإلى من الشوائب حول كل واحد من هذه العناصر والترابط الاساسي والشامل بينها في سياق استراتيجية، بحاجة إلى التحلي بالصبر.
إن الغربيين يتذكرون ماضي تبلور مثلث الكمال ونتائجه في البلاد الإسلامية بما فيها ازدهار “الاندلس” ويعرفون نتائجه جيدا، لذلك فانهم يقفون بكل ما اوتوا من قوة بوجه نموه وتقدمه التدريجي في “ايران” ويخشونه.
وربما يمكن اعتبار استهداف الشبان بهدف الاستيلاء على روحهم، بانه يشكل اساس وجوهر حادثتين وقضيتين:
اولهما، الاستيلاء على الاندلس والثانية المواجهة في العصر الحاضر. وفي كلا الحالتين، دخل الغرب المسيحي ساحة المعركة بحيلة وحربة ثابتة.
إن نشر الفساد والانحراف بين الوسط الشبابي المسلم يعد بمثابة الاستيلاء على قلاع وحصون البلاد الإسلامية. وفي مثل هذه الحالة وشريطة ان تؤتي حيلة الخصم أكلها، يقوم فريق من الشبان من البلاد الإسلامية وهم في حالة بين النوم واليقظة بفتح بوابات الحصن امام الخصم، وجعل الحصن يستسلم للخصم.
•    ان المفاسد الاخلاقية والانحرافات الدينية تستولي بسرعة فائقة على الارواح والانفس بحيث لن تكون هناك يد قادرة على الضغط على زناد البندقية.
•    ان المفاسد الاخلاقية والانحرافات الدينية، تحول فوهة البندقية نحو صفوف الجيوش الصديقة.
وعلى الرغم من اننا شهدنا خلال العقدين الأول  والثاني من الثورة الإسلامية وباشكال مختلفة، التيارات الثقافية الغازية وشاهدنا اوجهها التطبيقية المختلفة، لكن واقعة جديدة وقعت في العقد الثالث.
وخلال هذين العقدين، كان الغزاة يتابعون استراتيجية اضعاف وتقويض ايدي الشبان المسلمين، لكن في العقد الثالث، يمكن اعتبار ادارة فوهة سلاح الشبان المسلمين نحو المسلمين انفسهم، بانه يشكل استراتيجية الغزاة.
وهدف العدو في هذه المرحلة يتمثل في انجاز اربعة مشروعات هي كالاتي:
1-    إثارة مواجهة بين الشبان الشيعة والسنة؛
2-    احياء الطوائف والنِحَل النائمة وشبه الواهنة؛
3-    ابتداع الطوائف الجديدة والحديثة؛
4-    دفع الشبان المسلمين للوقوع في شرك الكنائس التبشيرية وبالتإلى اضعاف واذلال المجتمعات الإسلامية.
إن حذف اي من اضلاع مثلث الكمال، اي التدين والعلم والمقاومة هو بمثابة الاستسلام للنقص والثغرات وبالتإلى انعدام او تناقص اثر جهود امة بدات عملية السير والسفر على طريق الكمال.
ولا ننسى بانه على امتداد جغرافيا الشرق من ضفاف البحر الابيض المتوسط إلى اقصى شرق الصين، فإن ايران وبسبب عقيدتها الولائية هي الوحيدة التي تتحدث عن ارساء مؤسسة اجتماعية وسياسية لتحقيق وجوه الافاق والانفس للدين وتعتبر ذلك ضروريا للتدين ولهذا السبب بالضبط ، تنمي بداخلها في النظرية والتطبيق، نوعا من المواجهة مع عناصر وعوامل الكفر والشرك والنفاق.
إن اطلاع الغرب على:
1-    ماضي تشكيل واتحاد هذه العناصر الثلاثة اي الدين والعلم والعمل الدؤوب في البلاد الإسلامية؛
2-    ضرورة التواصل بين هذه العناصر لوقوع حادث مختلف وذي اثر؛
3-    الموهبة الموجودة في الدارة الشيعية ايران بسكانها الشبان،
ادى إلى ان يكون التصميم والتخطيط الجاد والشامل يركز دائما على الحد من ان تؤتي  شجرة التدين والعلم والعمل الدؤوب ثمارها في هذه البلاد، بحيث انهم ينفقون من أجل ذلك لقرون. ان تجفيف جذور وموارد هذه الشجرة واحباط مفعولها، يحمل في طياته استهدافا لشبان البلدان الإسلامية من أجل انتزاع الروح والجوهر منهم.
وهذه هي الاستراتيجية الاصلية للغرب المهاجم والباغي، وهي التي تجوهلت على الدوام.
وربما كان ضروريا اعادة قراءة ما حدث في “الاندلس” خلال مواجهة الغرب المسيحي، للمسلمين للاستيلاء على الاندلس.
وللاسف وبسبب غفلة الاجهزة الثقافية المسؤولة:
1-    لم يتم تحديد اوجه هذه الاستراتيجية؛
2-    لم يتم كشف وشرح وتبيان مشروع وبرامج تنفيذية؛
3-    لم يتم تحديد الادوات والاليات والعوامل المنفذة للمشروع لدى البلاد الإسلامية بما فيها ايران؛
4-    لا يوجد تخمين دقيق عن كيفية عمل ونتائج اداء تلك العوامل؛
5-    لم يتم البحث عن طرق المواجهة واحباط المفعول وترميم الاضرار واغلاق المنافذ وتعويض الخسائر.
واود ان اقول بأن الهجوم قد بدا واتسع نطاقه من دون اطلاق رصاصة واحدة حتى.
وكما ذكرنا، فإن ثمة اربعة مشروعات تكمن على الاقل في استراتيجية اعادة فوهة البنادق، تم تنفيذ هذه المشاريع معا وبالتزامن واوجد كل منها تيارا واسعا.
إن الحديث عن كل من هذه المشروعات الاربعة يتطلب فرصة ومجالا اخر.
وخلال العقد الثالث من الثورة، بدا منفذو هذا المشروع الرابع نشاطات واسعة في ارجاء البلدان الإسلامية بما فيها “ايران”. ان مجموعة اعمال ومنشورات المبشرين الانجيليين، وزعت باعداد كبيرة وبين الشبان على هيئة اقراص مدمجة (سي دي) وكتب وكتيبات بلغات ولكنات مختلفة بما فيها الكردية والعربية واللورية والمازندرانية والغيلكية.
إن اجراءات من قبيل:
1-    اطلاق شعار، انه بعد جعل القارة الافريقية، مسيحية، يقع الدور الآن على اسيا التي اعتبرت من قبل الفاتيكان كمشروع وبرنامج القرن الحادي والعشرين؛
2-    اهتمام الكنيسة الانجيلية بتوسيع النشاطات التبشيرية عن طريق الكنائس التلفزيونية والقنوات الفضائية ؛
3-    ايفاد المبشرين الانجيليين إلى البلدان الإسلامية وشبه القارة الهندية؛
4-    انضام السيد كيسنجر الاستراتيجي الصهيوني، إلى جموع مستشاري البابا بنيدكت السادس عشر؛
5-    اختراق المبشرين الشهيرين للبيت الابيض وحتى الحدود السياسية والعسكرية للادارة الامريكية وارواء بذور حرب هرمجدون الفاصلة و…
تكشف كلها النقاب عن سيناريو وطرح شيطاني خاصة عشية الانهيار التام للحضارة الالحادية الغربية في مقابل الثقافة الدينية والإسلامية.
ولا عجب انه في ظل انتشار الامن وحسن الظن السائد في “ايران” ان يقوم المبشرون بتوزيع اعمالهم ونتاجاتهم الثقافية بالمجان على وان يحولوا الشبان المسلمين في طهران وشيراز وكرج وقم إلى شمع للانفس والارواح الشابة.
وحسب زعمهم، فإن نتيجة تطبيق هذا المشروع، يتمثل في قيام تيار مقاوم من الداخل او بالاحرى اعادة وتوجيه فوهة البنادق نحو القوات الصديقة.
•    وفي هذا الخصوص، فإن الحوزات العلمية تتحمل مسؤولية جسيمة للرد على الشبهات واعداد الخطباء والدعاة المزودين بالمعرفة العصرية والمطلعين على مصادر وتوجهات الفِرَق والنِحَل؛
•    ان الواجب المهم يقع على عاتق الاجهزة الرسمية والمؤسسات الثقافية والاعلامية، لاجتذاب الشبان وتشكيل المجاميع وعقد جلسات النقد والحوار ونشر التعاليم الحقيقية بادوات وادبيات العصر وحماية الخطباء والباحثين والمؤسسات الشعبية الناشطة وتحديد الشبهات؛
•    ان واجبا يقع على عاتق كل واحد من الرجال والنساء ممن يتولون كل حسب وظيفته، مسؤولية ولا يرغبون بأن تتحول البلاد الإسلامية والشبان والدارة الشيعية لاهل البيت (عليهم السلام) إلى هدف ولقمة سائغة لمجددي الحروب الصليبية؛
وبلا شك فإن دراسة اداء المؤسسات الثقافية الرسمية للبلاد وتحديد واجبات جديدة لها، يشكل مقدمة لاقتحام هذا الميدان الجديد الذي اخذ يستهدف ارواح الشباب. والسلام على من اتّبع الهدى

شاهد أيضاً

المسيحيون المتصهينون :مؤامرات الاستعمار والقضاء على المستضعفين

بقلم اسماعیل شفیعی سروستانیولابد هنا من إلقاء  نظرة مقتضبة على الأوجه المختلفة لثقافة الانتظار ودراسة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.