بقلم اسماعیل شفیعی سروستانی
إن تغيير النسيج السكاني والهجرة الممنهجة ومحددة الأهداف وايجاد احزمة مناطقية غير مخفية تشكل اجزاء وحلقات من سلسلة مشروع النظام العالمي الجديد والشرق الأوسط الجديد والذي يسير قدما مرحلة بمرحلة وبسرعة، وطبعا كل هذا يختفي بين مجمل الكوارث الدولية والفتن الإقليمية.
بقلم اسماعیل شفیعی سروستانی
إن تغيير النسيج السكاني والهجرة الممنهجة ومحددة الأهداف وايجاد احزمة مناطقية غير مخفية تشكل اجزاء وحلقات من سلسلة مشروع النظام العالمي الجديد والشرق الأوسط الجديد والذي يسير قدما مرحلة بمرحلة وبسرعة، وطبعا كل هذا يختفي بين مجمل الكوارث الدولية والفتن الإقليمية.
ومن وجهة نظر المصممين والمنفذين الرئيسيين فإن هذا الاختفاء يكفل تطبيق وديمومة المشاريع المحددة. ان إلقاء نظرة بسيطة على الخطط التي كشف عنها بشان الشرق الأوسط الجديد، يميط اللثام عن سر ايجاد حزام سلفي في جنوب البلاد والذي يحدث عن طريق الاستثمارات الضخمة التجارية في الظاهر في شيراز وبندرعباس وقشم وسائر مدن جنوب ايران. وفي ظل هذه الخطة يمكن ايجاد رد على التساؤل الكبير عن سر هجرة البهائيين إلى شمال ايران.
إن مراقبة وادارة جميع الشعوب والأمم وإزالة الضغوطات عن الكيان المحتل للقدس والاعلان عن عالم احادي الحكم محوره اسرائيل، رهن بتنفيذ مشروعات مثل عالم 2000 والقضاء على المستضعفين وتغيير الخريطة الجغرافية للشرق الإسلامي وتطبيق مشاريع مثل تغيير النسيج السكاني والهجرة محددة الأهداف وايجاد احزمة غير مرئية. وهذا كله ياتي ضمن النقاط المهمة التي تبقى خافية عن اعين المدافعين عن تحديد النسل والاعقام التدريجي للنساء والرجال.
إن الأوساط السرية السائدة في العالم والتي هي حصيلة تحالف الصليب وصهيون تسعى من خلال التركيز على خطرين كبيرين للاعلان عن قرب تشكل عالم احادي الحكم، وتبشر به في سياق الاعمال السينمائية الضخمة والمستندات المتعلقة بمشروع 2012. والخطر الأول يتمثل في تبلور تيار للسلطة في “الشرق الإسلامي” في مقابل الغرب وابنه المباشر الكيان المحتل للقدس، والخطر الثاني هو احتمال ظهور المنقذ الموعود من هذه المنطقة بالذات. الواقعة التي ستطيح بحكم ابليس وجحافله.
إنهم يتاملون بأن يؤدي تنفيذ هذه المشروعات إلى احتواء هذين الخطرين وتدعيم النظام العالمي الجديد واعلان عالم احادي الحكم.
وخلال العقدين الاخيرين، اعتبرت الحكومات المتعاقبة من دون الاخذ بعين الاعتبار الموقع الدولي لايران والظروف التاريخية السائدة ودور الدارة الشيعية لامام العصر والزمان (عج) بوصفها القطب المركزي للشرق الإسلامي في ظروف آخر الزمان، اعتبروا هذه البلاد وسكانها في بعض الحالات كجزيرة يمكن ان تتصرف وتمضي قدما بمناى عن جميع العلاقات والتعامل الدولي والدور الذي يحدده الاستكبار والماسونية العالمية.
إن موضوع تحديد النسل وتقليص السكان والانجاب عن طريق برامج تنظيم الاسرة يندرج في سياق الموضوعات الجادة التي يمكن نقدها ودراستها في العصر الحاضر.
إن القرار المعلن ضمن البيان الختامي لندوة “مشهد” لعام 1988 وتبليغ مجلس الوزراء بسياسات تحديد النسل في 26 فبراير 1988، تسبب في خفض عدد سكان ايران ما دفع الخبراء إلى التذكير بتجربة النمو السلبي للسكان وبروز ظواهر مثل شيخوخة السكان وتنامي عدد الاسر المؤلفة من زوج وزوجة من دون ابناء.
ويرى بعض الخبراء حتى المخلصين والمتدينين والخدومين منهم بأن الاقلاع عن نظام تحديد النسل يشكل جفاء للإسلام ويعتقدون بأن المجتمع الإسلامي الشيعي لا يجب ان يكون فقيرا وبائسا ومسكينا. هذا كلام حق واي انسان عاقل ومتدين لا يريد للمجتمع الإسلامي ان يكون معوزا ومسكينا، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو : هل فكروا في ظل اتخاذ هكذا اجراء في طريقة مواجهة الاستراتيجيات الرامية إلى تغيير النسيج السكاني وايجاد احزمة إقليمية لتغيير الطابع الشيعي لايران وتقويض “ايران الإسلامية”؟
ومع تصاعد قوة الجمهورية الإسلامية الايرانية وتزامنا مع الدعاية لخفض عدد السكان وضعت ثلاثة مشروعات تتمثل في تغيير النسيج السكاني والهجرة الهادفة وايجاد حزام مخفي في جنوب البلاد على جدول اعمال السلفيين وفرقة الوهابية الضالة.
إن الرساميل الضخمة المرسلة من الجانب الآخر من “الخليج الفارسي” كلفت حشودا غفيرة، مهمة ايجاد حزام مخفي في جنوب البلاد. ويعرف اليوم جميع سكان الجنوب، بالكامل مجموعات تجارية وادارية كبيرة تسمى “النجمة”.
وتزامنا مع تطبيق هذا المشروع بوصفه حلقة من سلسلة، مورست دعايات واسعة النطاق بجانب فتاوى من العلماء الوهابيين بشان تعدد الزوجات وزيادة الاولاد (زوجتان على الاقل وانجاب عشرين ولدا). وتقرر خلال هذا المشروع تغيير النسيج السكاني لمناطق خاصة من ايران بسرعة. ويبلغ معدل النمو السكاني اليوم في بعض المناطق 7% مقابل 1% إلى 1.3% في المناطق الشيعية. وهذا الامر ادى في بعض المناطق إلى تغيير التركيبة السكانية بنسبة 20% للشيعة مقابل 80% للمناطق غير الشيعية. ويمكن الاشارة إلى قرى كان سكانها الشيعة في السابق يبلغون 65% فيما وصلت النسبة اليوم إلى نحو 14%.
وفي الحلقة الثالثة، نشهد هجرة محددة الأهداف. وهذه الهجرة ادت إلى زيادة عدد حالات زواج الفرق المناهضة للولاية والمناهضة للشيعة مع الشبان الشيعة وان تفضي إلى تغيير النسيج السكاني بسبب سرعة الانجاب المخطط له.
وان لم تتم اعادة النظر في هذا الوضع ولا تتم مراجعة سياسة تحديد النسل بشان الشيعة في هذه البلاد ولا تتسلح الاسر بسلاح الوعي، فإن جميع مشروعات تحالف الصليب وصهيون ستنفذ بصمت ضد المستضعفين والشيعة من انصار الامامة والولاية. وكل هذا يحدث فيما اعتبر 60 من العلماء الوهابيين في كتاب “مجموع فتاوى دارالجنة”، بأن جميع الشيعة مشركون وحتى انهم يستحقون الموت والقتل.
وعلى اي حال، فإن هذه البلاد هي امانة خاصة من قبل صاحب العصر والزمان (ع)، وُضعت مهمة حماية كيانها الثقافي والأرض ي بعهدتنا حتى وقت الظهور الأكبر .
إن اعداء اهل البيت (عليهم السلام) والذين يمكن تحديدهم خارج نطاق المذاهب الاربعة لاهل السنة، يعتبرون طاعة الحاكم الشيعي حراما، وقتل الشيعة واجبا واستخدام اي اداة لمواجهة الشيعة مباحا، وله اجر وثواب، بحيث انهم يحولون بمختلف الخدع والحيل، دون حصول اتفاق واتحاد بين انصار المذاهب الإسلامية.
وهذه هي بداية القضية.
إن صراعاتنا المستقبلية لاسيما في السنوات التي تسبق الظهور، ستكون أكثر صعوبة.
لقد اجتزنا جميع سنوات الثورة والدفاع المقدس بفضل تواجد وحضور الشبان والوسط الشبابي، وان كان مقررا ان تحل خلال السنوات الاتية، الفئات العمرية المسنة والعجوز محل الفئات الشبابية، فهل تظنون انه سيكون بالامكان حماية “ايران” و “الإسلام” في الظروف العصيبة وغير الآمنة التي يتسببون بها لنا؟ وهل يمكن بواسطة الجنود المرتزقة، الحفاظ على جغرافيا هذه البلاد؟
لقد ارغم الامريكيون والبريطانيون، العرب على حذف ايات الجهاد من المناهج الدراسية وحتى انهم امروا بإزالةالاية المباركة “بسم الله الرحمن الرحيم”. وبتقديركم لِمَ صدر هذا الامر وطبق في الوطن العربي على يد الخائنين بالإسلام.
إنهم لا يريدون ان تكون هناك فئات عمرية شابة تتحلى بروح الجهاد. انهم بصدد ايجاد شعوب فاسدة تركن للترف والرفاهية. وبناء على ذلك، فانهم ضمنوا مشروع 2000، بندا ينص على خفض اسعار المخدرات.
وطالما لم يتم التعرف على مؤسسات بحثية ودراسية تبحث القضايا المتعلقة بما وراء الطبيعة، في وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي اي اية) وجهاز الاستخبارات البريطاني (اينتليجنت سرفس) ومؤسسات مراقبة الذهن وغسيل الدماغ في امريكا بما فيها “فيستاك” التابعة للمؤسسة الدولية الملكية، فإن احدا لن يفهم انهم جعلونا في غاية الانبهار بالغرب وعبدة المادة.
إن هؤلاء يتابعون أهدافهم الحالية ومآربهم بعيدة المدى بالاستعانة بالقوى الشيطانية. ان جانبا من اعمال التجسس الذي يقومون به تم ويتم بهذه الطريقة. ان الامر بحذف اية “بسم الله الرحمن الرحيم” هو الامر بحذف العائق الذي يحول دون توغل ونفوذ هذه القوى. ويجب في هذا المسار الاستعانة باهل المعرفة القلبية. لقد انصهرنا في السياسة واصبحنا منصاعين للاهواء الدنيوية.
ليحمينا الله من شرور المرض المزمن والمهلك المتمثل بالانبهار بالغرب والنزعة التغربية . ان شاء الله.