بقلم اسماعیل شفیعی سروستانی
تحدثنا قبل هذا عن خوفين أحدهما قريب والآخر بعيد، خيما على مدى العقود الثلاثة الأخيرة ككابوس مرعب على الغربيين والموجهين الذين يعملون خلف الكواليس. فالخوف القريب متعلق باحتمال قيام قوة في الزمن القريب في الشرق الإسلامي.
إن مصطلح الإسلاموفوبيا قد ساد اليوم الادبيات السياسية والاجتماعية للغرب. ان احياء روح الجهاد في الشرق الإسلامي وتبلور قوة الإسلاميين حول محور قاعدة الشيعة المناصرين لولي العصر(عج) أي “ايران” قد حول هذا الاحتمال إلى حقيقة نشهد جميعا اليوم اثارها في العالم.
والخوف البعيد متعلق باحتمال الظهور القريب للامام الموعود(ع) في الشرق الإسلامي. ان الغرب ونظرا إلي:
1- أخبارآخر الزمان الواردة في المصادر الثقافية للشعوب المختلفة؛
2- التنبؤات المتوافرة للمتنبئين على غرار ما كتبه نوستراداموس قبل نحو 600 عام؛
3- انجاز الدراسات الثقافية والتاريخية على يد الباحثين الغربيين الذين تنباوا بافول وغروب شمس الثقافة والحضارة الغربية.
لا يستبعد وقوع هذه الحادثة، بحيث أنه ورد بصراحة في بعض تنبؤات نوستراداماموس بانه:
“سيولد في بلد عربي سعيد، شخص قوي وملم بشريعة محمد(ص)، يزعج اسبانيا ويستولي على غرناطة وينتصر على اهإلى نيقوسيا عن طريق البحر”.
“إن هذا المنقذ الموعود سيكون ملكا مقتدرا ينطلق من الشرق نحو الغرب. وسيكون اعلى وافضل من جميع ملوك الشرق.
إن اصل هذه النبوءات هي باللغة العبرية لكنها ترجمت إلى اللغات الفرنسية والانجليزية والعربية والكثير من اللغات الآخري. وقبل أكثرمن 25 عاما قامت شركات انتاج الأفلام الغربية بانتاج الفلم الوثائقي “الرجل الذي كان يري المستقبل” تاسيسا على هذه النبوءات. ولا ننسى بأن عامة سكان اميركا وبريطانيا ممن ينتمون إلى الثقافة الانغلوساكسونية، يؤمنون تبعا لمذهبهم البروتستانتي بشكل غريب بالتوجهات المتعلقة بنهاية الزمان والموعود.
وفي ظل هذه المقدمة يجب القول:
ان الغربيين يرون بانه قد يكون هناك سبيل لنجاتهم من السلطة حديثة الظهور في “الشرق الإسلامي” وتحقق واقعة ظهور المهدي الموعود(ع) من الشرق الإسلامي، وذلك عن طريق إثارة حرب نهاية الزمان وتنظيم ظهور موعود مصطنع ومسيج دجال بدعم من الغرب، في أرض “فلسطين”. وفي هذا الخصوص يجب القول:
1- ان الدعاية الإعلامية لاسيما السينمائية في الغرب، قد انجزت واجب تحضير الرأي العام، بشكل جيد؛
2- لقد رسموا على مدى أكثرمن ثلاثين عاما، صورة عن المسلمين والحركات الجهادية الإسلامية، على انهم دجالون ومعادون للمسيح ومن انهم سيقفون في المستقبل بوجه المسيح الموعود؛
3- ان المسيحيين المتصهينين، قاموا عن طريق أكثرمن 1550 محطة اذاعية وتلفزيونية وممارسة الدعاية الإنجيلية بجعل الملايين من السذج، جاهزين لتقبل حرب نهاية الزمان في صحراء “هرمجدون” في “فلسطين المحتلة”.
وخلال العقدين أو العقود الثلاثة الأخيرة، يلتقي قادة بيلدربرغ بوصفهم نخبة القوة الكونية التي تعمل من خلف الكواليس، سنويا وفي فصل الربيع وفي ظل تدابير امنية مشددة، لمدة ثلاثة أيام في مكان خاص، ليتخذوا آخر القرارات المتعلقة بادارة العالم. ان هؤلاء تحدثوا خلال اجتماعات متكررة حول تاسيس الحكومة الكونية وازالة الحدود ومهدوا لتحقيقها.
وكان جورج دبليو بوش قد اعد نفسه لحرب هرمجدون لنهاية الزمان عام 2007، لكنه فشل. انهم كانوا يعتبرون ان مهاجمة ايران يشكل مقدمة لهذه القضية.
انهم بحاجة في الظروف الحالية، إلى واقعة أو شرارة، ليكبسوا من خلالها على زر حرب آخر الزمان والقضية المصطعنة على ايديهم. انهم يتصورون ان بوسعهم إنقاذ أنفسهم من خلال ذلك من ايدي المسلمين والعرب إلى الابد، وان يجعلوا المسيح الدجال والكاذب، محور تاسيس الحكومة الكونية.
وحتى انهم واستنادا إلى العديد من الوثائق والشواهد المصورة، قاموا ببناء احجار معبد بني اسرائيل الملفق الذي ينوون بناءه على انقاض “بيت المقدس” واعداد عرش المسيح الكاذب، وتنشئة رجال دين المعبد.
وقال الحاخام اليهودي رابينوفيتش، امام مؤتمر الحاخامات اليهود في العالم عام 1952:
إن التحرك الجديد لقادة ونخبة الصهيونية العالمية قد أصبح جادا وواسعا ومعمقا لدرجة أنهم يريدون حقا إثارة الحرب العالمية الثالثة بشكل أكثر وحشية من سائر الحروب.
ولا يجب تجاهل أن هؤلاء أبلغوا المسيحيين، بأن الحرب العالمية الثالثة، تشكل بداية لواقعة هرمجدون وتمهد لظهور المسيح. ويمكن خلال الأعوام الأخيرة متابعة موطئ قدم أعمال هوليوود السينمائية في هذه الإستراتيجية أي إثارة واقعة نهاية الزمان بشكل اصطناعي.
الهجوم الاستباقي
لقد سمعنا بالتاكيد ومرارا أحاديث حول هرمجدون. إن هذا الاسم يجعل لسنوات تحالف الصليب وصهيون أو أبناء ابليس بالتبني، ترتعد أوصالهم. إن هذه المفردة ليست اسم لهضبة تقع في “فلسطين المحتلة” وبالقرب من “الضفة الغربية” لنهر الأردن، فقط بل هي عنوان اختاره المسيحيون واليهود لآخر وأكبر حرب بين قوى الخير والشر في نهاية الزمان وقبل مجئ السيد المسيح(ع). وبطبيعة الحال فإن أعضاء تحالف الصليب وصهيون، يعتبرون أنفسهم في هذه الحرب بأنهم في فسطاط الخير، وعامة المسلمين والعرب والايرانيين في فسطاط الشر، ولديهم طبعا توقعات وتنبؤات حول الموعد المحتمل لوقوع هذا الصراع الأكبر في تاريخ البشرية، لأنهم يؤمنون بأن المنتصر في هذه الحرب، سيقضي على المنافس وسيقيم حكومة من العيار الثقيل على كل العالم لمدة ألف سنة. ومن أي زاوية نظرنا إلى هذه المعركة، وكيفما تم تعريف قوى الخير والشر، فإن النتيجة الثابتة لهذه الواقعة تتمثل في الظهور المقدس وإبادة الشر عن بكرة أبيه، سواء اعتبرونا في جبهة الحق أو لا. ولسنوات، أوجد تحالف الصليب وصهيون، حليفا ثالثا له، ألا وهم السلفيون أو بالأحرى الوهابيون من صلب أبوسفيان. إن تحالف هؤلاء الثلاثة أدى إلى تبلور المثلث المشؤوم والشرير الذي يضم الصليب وصهيون والسلفي. وخوفا منهم من الظهور المقدس، فقد صبوا جام حقدهم على أبناء البشرية وبيضوا وجه نيرون وهتلر في ممارسة الشر والخبث.
وليس غريبا أن ينهض السفياني من بين هذا المثلث. إن أحفاد أبوسفيان مدعومون من اليهودية الصهيونية والصليبية، وفي ظل تجميع كل قوى الشر التاريخية، يتحركون بكل ما أوتوا من قوة ضد مظهر الخير والإيمان وأصحابه. إن شيعة أهل البيت والايرانيين، هم في صلب هذه الواقعة سواء من وجهة نظرنا نحن المؤمنون بالظهور المقدس والوقائع المرتبطة به استنادا إلى روايات الأئمة المعصومين (عليهم السلام) وسواء من وجهة نظر المنتظرين الحقيقيين لهرمجدون، أي تحالف الصليب وصهيون.
إن المصير النهائي لهذا الأمر سيتقرر مع هذه الجماعة. وفي مطلق الأحوال فإن ممثلي معسكري الخير والشر سيحسمون وإلى الأبد، مصير التاريخ وقدر البشرية في آخر مواجهة أينما وقعت. ان هذه النتيجة ستتقرر في ضوء تواجدنا الجاد والعملي واضطلاعنا بدور نحن أي شيعة إلى محمد(ص). إنهم ونحن على علم تام بهذا الشئ. لكن الكلمة الأخيرة، تختزل ب” الهجوم الاستباقي” من وجهة نظرهم وبالجهوزية والانتظار من وجهة نظرنا.
إن الهجوم الاستباقي لتدمير وتحطيم كافة القواعد والمراكز والاشخاص قد وقع وأؤكد بأنه قد وقع من خلال استخدام جميع الإمكانات.
إن القتل الصامت عن طريق الطب والتغذية، وموضوع بذور الموت عن طريق ابادة وتلويث البذور والأرض في كافة مناطق العالم لاسيما الشرق الإسلامي، وموضوع قتل الشيعة في العراق وباكستان واليمن وسائر المناطق والاستيلاء على المناطق المهمة والاستراتيجية عن طريق الوجود العسكري مثل احتلال العراق وموضوع سائر التيارات يندرج كله في سياق هرمجدون اللامقدسة لتحالف الصليب وصهيون والسلفي. وبناء على ذلك فإنه يتعين على جميع الأجهزة الحكومية والخاصة التي تضطلع بدور في العلاقات السياسية والاقتصادية والصناعية والصحية والتعليمية، أن تحدد موقعها ودورها فضلا عن تحديد طريقة أداء هذا التحالف المقيت، كل حسب أدائه التخصصي، وذلك من أجل الردع والمراقبة والمواجهة. إن الهجوم الاستباقي قد بدأ منذ سنوات. إنهم يبذلون محاولات مستميتة من أجل تغيير مسار التاريخ، لكنهم سيتسببون بخسائر فادحة قبل أن يبادوا بالكامل على يد الإمام وأصحاب الإمام في واقعة الظهور الكريمة.
ولا بأس هنا من ذكر عدة أخبارلكي يتضح مدى حساسية الموضوع.
• خبر عن ميلاد دجال آخر الزمان. أذيع خبر عن ميلاد طفل مشوه الخلقة في فلسطين المحتلة. طفل بعين واحدة، وتقع عينه اليسري على جبينه. وبذلوا بذلك محاولات من خلال هذه الأخبار، للايحاء بأن هذا الطفل هو دجال فتنة آخر الزمان. وقد بثت المصادر الاسرائيلية، هذه الأخبار.
لقد حاولوا، تقديم هذا الطفل بأنه يهودي ويتطابق مع أخبارالدجال الواردة في الكتب الدينية الإسلامية والمسيحية.
وأعلن مراسل وكالة “البرز” (الايرانية) من خلال متابعاته بأن هذا المولود، ولد في الصين، من ثم تم شراؤه بمبلغ كبير من قبل شخص صهيوني ونقل إلى فلسطين المحتلة. إن اطلاع أشرار اليهود وقادة المنظمات السرية التي تسعى لتأسيس الحكومة الكونية الشيطانية، على أخبارآخر الزمان الواردة في المصادر الإسلامية والمسيحية، أدى إلى أن يقوم هؤلاء الذين لا يؤمنون أبدا بالدين والتدين والمعاد والأخلاق، بإعداد سيناريو. ويسعى هؤلاء من خلال هذا السيناريو لتحويل العناصر المذكورة في أخبارآخر الزمان ووضعها جنبا إلى جنب بصورة مصطنعة ومزورة لتبدو حقيقية. انهم يعملون للاعداد لحادث نهاية الزمان المصطنع.
وربما إن أحد أسباب تأكيد الأئمة المعصومين (عليهم السلام) على العلامات المحتومة التي تسبق الظهور والذكر الدقيق لعلامات الحوادث، يعود إلى هذا الشئ. إن بروز الشبهات في هذه الأعوام، سيتسبب بهلاك الكثير من الناس الذين لا علم لهم بالأخبارالحقيقية ويقعون ضحية الشبهات التي حاكها لهم المحتالون.
إن خطر الدجال مدمر بلا شك على المجتمعات الإنسانية بمن فيهم المسلمون. بحيث أن الأنبياء العظام تحدثوا بشأنه، بحيث أن النبي الأكرم(ص) قال ما مضمونه أنه لم يكن هناك نبي إلا وحذر أتباعه من الدجال.
إن خروج الدجال يعتبر اكبر فتنة في آخر الزمان ولن تكون فتنة مثلها منذ خلق آدم(ع) وإلى يوم القيامة الكبرى، لذلك تم التأكيد في الروايات على أنه يجب الاستعاذة بالله من شرها. وقد تحدثت المصادر المسيحية وأتباع المذاهب العامة وأهل السنة أكثرمن مصادر الشيعة عن خروج الدجال وكيف وكم عمله.
ولا يوجد أدنى شك في فتنة الدجال وكفره وطغيانه وفساده. واعتبر بعض الباحثين والكتاب المعاصرين هذه العلامة بأنها مؤشر على تيار خادع. واستنادا إلى بعض الروايات فإن دجالين وكذابين كثر سيخرجون قبل خروج الدجال الأصلي لخداع الناس. وقد نقل أنس بن مالك عن النبي الأعظم(ص) أن أكثرمن 70 دجالا سيخرجون قبل خروج الدجال.
إن تيارات الفتنة والطغيان والكفر هي دجالون يجب الاستعاذة بالله منها. التيارات التي جرت الإنسان خلال القرون الأخيرة إلى مسلخ الكفر والشرك والنفاق باسم الثقافة والحضارة والعلم.
ولا يمكن الشك بأن التيار الصهيوني الماسوني يعتبر في عصرنا الحاضر بمثابة الدجال الأعور الذي يتفوق في الظلم والدمار والفساد على كل الدجالين وأن مكافحته ستستمر حتى الظهور الأكبر للموعود المقدس.
• وكشف بعض الأخبارالنقاب عن وجود تعاون بين اجهزة الموساد والاستخبارات المركزية الأمريكية والسعودية لقمع الشيعة في اليمن.
• وجاء في الأخباربأن الشيعة في اليمن تعرضوا لهجمات بالقنابل الفسفورية.
• محاصرة اربعة مائة ألف شيعة من قبل وهابيي طالبان على الحدود الباكستانية الافغانية.
• يتعرض شيعة باكستان في منطقة “باراجنار” لسنوات لضغوط الوهابيين من جماعة طالبان من جهة ولطوق تفرضه عليهم القوات الحكومية الباكستانية والافغانية من جهة آخري. كما ان اغلاق الطرق التي يستخدمها هؤلاء الشيعة قرّب من زمن وقوع كارثة ومذابح جماعية ترتكب ضدهم. وقد تحدثت المصادر المحلية عن مقتل ما يزيد على 2000 شخص من الشيعة في هذه المنطقة منذ عام 2007 وحتى عام 2009. والملفت ان السلاح الثقيل الذي تملكه طالبان يوفر من قبل بعض الدول العربية.
• اصيب الكثير من الشيعة على اثر هجوم شنه الوهابيون المتطرفون على حي يقطنة الشيعة في المدينة المنورة عام 2009.
وورد في الأخبار بان جهاز الموساد الصهيوني انجز دراسات واسعة فيما يخص حكومة امام الزمان(ع) وعلامات ظهور آخر منقذ. وهذا الأمر دفع بالموساد إلى مواصلة دراساته وبحوثه في مجال علامات الظهور وكيفية ظهور امام الزمان(عج). ان دراسة العلامات الثلاث المتمثلة بخروج السيد الخراساني والسيد اليماني والسفياني هي من النقاط التي يهتم بها الموساد كعلامات حتمية لظهور آخر منقذ.
وقد وضعت نتائج الدراسات الأخيرة بتصرف المسؤولين الأمريكيين واليمنيين والسعوديين لاتخاذ ما يلزم في أوانه للحد من قيام السيد اليماني في السعودية أو اليمن. وهذه المعلومات كشف النقاب عنها أخيرا أحد منتسبي الموساد الذي شارك في الدراسات المذكورة.
ولا ننسى بانه تم خلال الاشهر الأخيرة من وجود جورج دبليو بوش في البيت الابيض عام 2008 تشكيل لجنة خاصة تعمل تحت اشرافه للتعرف على المهدوية وامام الزمان(ع).
إن التحقيق مع بعض الرعاة الذين اختطفوا في الصحراء بالعراق وايفاد فرق الصحفيين للتحدث إلى المؤسسات والناشطين في مجال الثقافة المهدوية تعد من المحاولات المستميتة للغرب لتعقب موطئ قدم الاشخاص المهمين والمتنفذين في واقعة الظهور الكريمة لامام الزمان(ع).
وعلى أي حال فإن العدو يتعقب الموضوع بدقة ولا يتجاهل أدنى احتمال وخيوط لابادة الشيعة وتدمير منازلهم. ويجب الانتظار ورفع الايدي بالدعاء إلى السماء، عسى أن يستجاب دعاء لمضطر.