المسيحيون المتصهينون: العولمة، الاستراتيجية السافرة للمسيحيين المتصهينين

ثمة سوء فهم بين رجال السياسة في بلدان الشرق والدول النامية، حول العولمة المطروحة في الغرب. الأول انهم يظنون بأن جماعة في الغرب في لباس رجال السياسة يسعون في اجتماعات سرية، لفرض العولمة، ولابد من التفكير بطرق لمواجهتهم. ان العولمة وقبل أن  تكون موضوعا سياسيا، يمكن تحديدها في سياق الثقافة. والثقافة لا يمكن من خلال جلسات واجتماعات وقرارات سياسية بسطها وتقليصها، ولا توطينها وجعلها اقليمية ودولية.
بقلم اسماعیل شفیعی سروستانی

ثمة سوء فهم بين رجال السياسة في بلدان الشرق والدول النامية، حول العولمة المطروحة في الغرب. الأول انهم يظنون بأن جماعة في الغرب في لباس رجال السياسة يسعون في اجتماعات سرية، لفرض العولمة، ولابد من التفكير بطرق لمواجهتهم. ان العولمة وقبل أن  تكون موضوعا سياسيا، يمكن تحديدها في سياق الثقافة. والثقافة لا يمكن من خلال جلسات واجتماعات وقرارات سياسية بسطها وتقليصها، ولا توطينها وجعلها اقليمية ودولية.
إن الأمم التي تمضي المراحل الابتدائية في التفكير والفكر الكلي وتحلم بنيل الحداثة من دون التفكير بالادوات الضرورية لتجربة التنمية والحداثة، وشراء وبيع السلع والمنتجات الصناعية في اسواق الدول الغربية، لا تملك فرصة للحديث عن العولمة أو مواجهتها.
إن التاريخ والفكر الغربي الذي جلب الحداثة في ميدان الثقافة والحضارة، أصبحعالميا قبل أن  يعقد أحد العزم على  عولمته. ان هذه الحادثة أي عولمة الثقافة، وقعت بهيئتها الكاملة في القرن التاسع عشر قبل أن  تتجلي الحداثة في صناعة وتكنولوجيا القرن العشرين للولايات المتحدة الأمريكية واوروبا الغربية. وفي ظل ظهور وبروز ثقافة الحداثة، تحولت جميع مجالات ومصاديق الثقافة التقليدية للشعوب والأمم غير الغربية إلى الهامش والظل.
إن العولمة تتطلب العولمة الثقافية، افقية وتعاهد عام وجماعي في الاستنتاج الكلي والنظرة إلى الكون.
إن التشوق للحداثة ولمكاسبها التكنولوجية في ارجاء العالم ولدى اصحاب عامة الثقافات والحضارات غير الغربية، هو بشكل يعتبر الجميع بانهم بحاجة اليها وشركاء فيها ولهم الحق في امتلاكها، وبل يقومون في محاولة للتعويض عن كبريائهم الجريح بذكر ماضيهم الثقافي وعلمائهم ويعتبرون هؤلاء بانهم مهدوا وساهموا في ايحاد هكذا حالة، مثلما انه يتم في الشرق الإسلامي الاتيان على  ذكر علماء مثل ابن سينا وزكريا الرازي وابن هيثم والخيام و… ويقدمونهم بانهم كانوا الرواد والطليعيين في ارساء الحداثة، ويعتبرون الغربيين قطاع طرق سرقوا كل ما كان بحوزتهم وسجلوها باسمهم. لذلك فهم يعتبرون أنفسهم شركاء في الثقافة الحديثة والحضارة التكنولوجية.
ولا شك بأن رجالا كبارا في ميدان العلم والحكمة اشتهروا في الشرق وابدعوا واستحدثوا الكثير من الأعمال والأقوال الفريدة من نوعها، لكن ما يتم تجاهله هوأن  الثقافات التقليدية والشرقية، لم تكن تحمل توجها مبنيا على  الحداثة قبل التاريخ الجديد.
إن الاستيلاء التام والاتم ومن دون قيد أو شرط في العالم، ينبع من الشعور بالتملك التام والولاية التامة، من الاحساس بأن المرء هو صاحب الصلاحية التامة؛
من الشعور بالتسليم الضروري وضرورة استسلام كافة الكائنات امامي ولي.
من الشعور بالاشراف التام وضرورة الاشراف التام على  كافة الكائنات الأرضية والسماوية من قبلي ولاجلي؛
من الشعور بالدونية وضرورة اذلال وازدراء عموم الخلق في كافة المراتب امام انا المتوفقة؛
من الشعور بتحرر جميع الكائنات والمخلوقات على  امتداد الأرض والسماء وانعدام شان ماعدا شان الشيئية في جميع المخلوقات.
وكل هذا لا نجده في أي من الثقافات غير الغربية والعلماء غير الغربيين. ان كل هذا ملئ في الحقيقة بالاستبداد والانانية ومحورية الذات. ان كل هذا يستحدث فكرا يعتبر الإنسان مدارا للكون وحقا مسلّما به والانا المُفكِرّة وصاحبة الولاية والمشرفة على  العوالم. ويتسبب بقيام فلسفة إنسانية مروعة لا توجد في الماضي الفكري والنظري لأي قوم وأي عصر. وهذه النظرة والرؤية تعتبرأن  السلطة واستعراض السلطة وبسط السلطة وحفظ السلطة هي في شان الإنسان وضرورية في الكون.
إن الاستيلاء والتملك والاذلال من متطلبات السلطة وشرطها الضروري ومبرر لجميع اساليب وأفعال وردات فعل الإنسان في حياته الفردية والجماعية وبين جميع التعاملات والعلاقات.
ومن هنا، فإن العلم الجديد، ضروري لهذه الحضارة وهو ابن الفكر والثقافة الحديثتين. العلم الذي يتسم بنظرة تقنية بحتة تجاه العالم والإنسان. ان الاستيلاء التام ضروري للنظرة التقنية تجاه جميع الكائنات ومستحدث للتكنولوجيا.
إن التكنولوجيا، توفر إمكانية الاستيلاء الاكبر والاسرع والاسهل، كما يتبعها تعاط يزيد في كل لحظة من نطاق وعمق سلطة الإنسان وولايته.
إن هذه الرؤية لم تكن وليست سائدة لدى أي من علماء الرياضيات والفلك والكيمياء في الشرق. لذلك فإن العلم المقدس لا يستحدث قوة الاستيلاء والسيادة والحضارة التكنيكية والحديثة؛ بل على  العكس ان ذلك العلم الذي يحطم جدران الجهل، يرشد الإنسان إلى العبودية والحياة الكريمة والمدينة العالمة والفاضلة.
إن الانطلاقة والوجهة المختلفتان، تؤدي بالضرورة إلى نهج وعمل مختلفين في السير والتحرك على  امتداد المعمورة.
إن الاشتراك في اللفظ ، يقطع الطريق دائما على  العقل. ان العلم وتعريف العلم لدى ناشري ومبشري العلم القدسي والمقدس، يختلف مع كل ما هو سائد ورائج في نطاق العلوم الحديثة.
ان السعي لتقديم مسوغ ولو علمي بالظاهر (وهو في الحقيقة تفسير مادي بحت) حول جميع مكونات الكون والعلاقات بين الظواهر والأفعال، هو حصيلة تلك النظرة التكنيكية والحداثة التي تسود ثقافة عصرنا، لان الاجزاء المنتشرة هنا في نسيج متسق وموحد الافق لا تسير نحو الكل المطلق. ان الروح السائدة، هي الروح المادية، بمناي عن أي شان قدسي وسماوي. ان هذا الاسلوب من الرؤية، لفق نظرة عالمية خاصة إلى أن  قدمت الثقافة الحديثة في الوقت الحاضر، نظرة عالمية حديثة لجميع سكان الشرق والغرب. ان الجميع يتحركون في تراتيبية متماسكة، نحو بؤرة السلطة الغربية. حتى وان نطقوا مئة مرة كل يوم في ذم الغرب ونبذه.

عملية العولمة قد حدثت
إن الغرب قد جرب آخر منزل له في الحضارة التكنولوجية الأمريكية، فيما بلغ الإنسان الغربي في ظل التدرج في السلطة، مرحلة اعلان الحكومة الكونية وممارسة الضغط السياسي والاقتصادي والعسكري. انهم في المنزل الأخير، والآخرون في منازل اسفل، ينمون في داخلهم، النزعة نحو تجربة هذا التدرج.
إن الكل عشاق سلطة، والكل يمر عبر مسار النظرة العالمية ومعرفة العالم الحديث، والكل يعتبر هذه الحضارة والتجربة الحديثة ، ضرورية لوجوده، وكما هو جدير بمسافري هذا الطريق، الكل يكشر عن انيابه. والكل غارق في الثقافة العالمية، والكل جرب مراتب من المدينة الغربية، ومن أجل التخلص من ترسب الثقافات المحلية والدينية، يكرمون صورة بلا روح من الاشياء والاداب التقليدية، ويحرسونها في المتاحف، ويعرضونها في الاحتفالات والمآتم، ويستثمرونها لجلب السياح، والكل يمني النفس بالحياة والاكل والشرب والسير والسفر في الثقافة والحضارة الحديثة، لكي لا يتخلفوا عن ركب الحضارة.  
اثار وعلامات الحكومة الكونية
إن الدولة الباطلة لا تدم إلى قيام الساعة. ان الله امهل جميع الأمم لتظهر نفسها، ولتدرك عجزها في ادارة العالم واقامة العدل، وكما قال الإمام الباقر(ع): “دولتنا آخر الدول”، وهذه الدولة هي الدولة الحق وحدها والتي تكتسب مجال الحياة حتى قيام الساعة. ان عمر باقي الدول مستعجل. وتنقضي في طرفة عين وتبقي منها فحسب ذكريات والاثار التي يجب أن  تدفع ثمنها. ان النظرة التجريدية لأخبارآخر الزمان التي وردت على  لسان المعصومين(ع)، تحرمنا من كشف موقعنا. ان أحد نتائج هذه الأخباريتمثل في كشف موقعنا وظروفنا التاريخية الخاصة التي نعيشها. ونفهم بواسطة هذه الأخبارمدى ابتعادنا وقربنا من حقيقة الدين والتدين وكذلك البعد والقرب عن وقت ظهور دولة الإمام المبين. وعلى  أي حال لا يمكن تجاهل هذه الأخبار. وتحدثت الكثير من الروايات عن تاسيس الحكومة الكونية والسلطة اليهودية على  الأرض برمتها. ان هذه الهيمنة لا تستمر كثيرا منذ النشاة وحتى الانهيار. وبالتحديد عندما تبحث شعوب الأرض كلها، عن اليهود وسلطة اليهود في “فلسطين المحتلة” وتعتبر الحكومات المسيحية الاوروبية بانها غير بني اسرائيلية وغير يهودية، فإن الحكومة الكونية ومحورها اليهود تكون قد تحققت.
وقد ارسيت دعائم وركائز هذه الحكومة الكونية منذ تاسيس المنظمات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية. ان شمولية الثقافة الغربية وعولمة الحضارة الحديثة على  أساس المادية والعلمانية، والتي افضت بالنهاية إلى اصالة اللذة وغلبة الشهوة، لم تكن سوي قيام الحضارة العالمية للاشرار اليهود، ذلك العالم المنزوع من الأخلاق والمتسم بالالحاد.
إن انعدام جميع الثقافات والحضارات وانتشار الثقافة العالمية والحضارة الوأحدة في القرن العشرين قد اكتمل. ولا يوجد اليوم في العالم سوي هذه الثقافة والحضارة. وفي ارجاء العالم أصبحالكل من الحمر والسود والبيض والصفر متورطين صورة وسيرة بهذه الثقافة والحضارة الالحادية العالمية. ان بقايا بعض التقاليد الوطنية والمناطقية اصبحت تعيش على  هامش هذه الثقافة العالمية، ولا تتدخل في التطورات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في عالم اليوم.
وثمة عملية مختصرة لبناء الصورة تتم في الصمت والخلوة. وان نظرنا إلى الوراء ودققنا في الأخباروالأحداث، سنلاحظ  أن  ذلك قد تحقق.  
وخلف الصورة الظاهرة للحكومات الأمريكية والاوروبية وحتى الاسيوية، يمكن تحديد النظام السياسي والاقتصادي العالمي الخفي باعتباره الحاكم الرئيسي. إن الماسونيين ونادي روما وبيلدربرغ والمؤسسة الملكية الدولية وفي ظل معتقدات واهداف وسلطة سياسية واقتصادية مشتركة على  الصعيد العالمي، تقوم من خلال إشارة بتغيير ونقل رؤساء “البيت الابيض” و “قصر الاليزة” وتسقط الدولار بنظرة خاطفة.
رموز الحكومة الكونية
إن بوسعنا مشاهدة رمز هذه الحكومة الشيطانية أي العمود الحجري براس هرمي والمعروف ب اوبليسك  في كل مكان. في الفاتيكان وواشنطن ونيويورك وباريس والبرازيل ولندن وسائر مناطق العالم. انظروا إلى الطاولة الكبيرة للأمم المتحدة والتي صنعت على  شكل حرف G لكي تعرفوا الحكام الرئيسيين المهيمنين على  هذه الأوساط. ان شكل G يعد أحد الرموز الشهيرة للماسونية العالمية.
وقبل هذا، كانت تبذل محاولات مستميتة لتاسيس الحكومة الكونية في الخفاء، لكن يبدو انهم وفروا الآن الظروف اللأزمة للجهر بنشاطاتهم وحسمها. وخلال الأعوام الأخيرة اصبحت هذه الأوساط الخفية تنجز آخر اجراءاتها بشكل علني وسافر بما في ذلك حسم مصير “بيت المقدس” و “تدمير المسجد الاقصي” و”بناء هيكل سليمان” في “اورشليم”.
وبماأن  هؤلاء يعرفون بأن التيار الوحيد الذي يقف بوجه هذه الحكومة الشيطانية الكونية، هم اتباع آخر دين حقيقي وتحت راية المنقذ الموعود صاحب الأمر(ع)، فقد دخلوا الساحة ضد الإسلام والمهدوية بكل ما اوتوا من قوة، لازالة كل مقومات وفرص نمو هذا التيار.
العملة الموحدة
ومن اجراءات هذا التيار السري، لكن الحاكم على  النظام العالمي الجديد، هي تداول عملة عالمية موحدة.
ولا يجب تصورأن  الولايات المتحدة الأمريكية أو بعض الدول الاوروبية تشكل القطب المحوري لهذه الحكومة الكونية وحاملة راية النظام العالمي الجديد، ان سلطة وثروة أميركا وسائر الدول، هي بتصرف التيار الرئيسي السري الذي يتلاعب باميركا كيفما يشاء.
والآن يجب الانتباه إلى أحدي هاتين النقطتين:
لقد القت الأزمة الاقتصادية بظلالها على  اميركا خلال الأعوام الأخيرة، ولم يتمكن أحد حتى الآن من السيطرة على  هذه الأزمة المصطنعة. ان هذه الأزمة ستزيح الامبراطورية الأمريكية. واشار رئيس البنك المركزي الصيني آنذاك إلى الأزمة الاقتصادية واقترح اعتماد عملة جديدة بدلا من الدولار في التبادل المإلى والاقتصادي في العالم.
وراي أن  “صندوق النقد الدولي” هو الذي يمتلك صلاحية تنظيم سياسة جديدة حول هذه العملة الجديدة. ولا ننسى بأن المنظمات الدولية هذه هي اداة تلك السلطة والحكومة الكونية للمنظمات السرية الماسونية والاشرار اليهود بالمجمل والتي تتخذ القرار نيابة عن اصحاب الشركات متعددة الجنسيات بشان جميع القضايا الاقتصادية والسياسية في العالم.
وقد نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” مقابلة مع المليونير جورج سوروس، لم يتحدث أحد عنها، رغم أن  الموضوع كان مهما ومصيريا للغاية.
وتحدث سوروس عن سقوط الدولار وتراجع موقع “اميركا” واحلال عملة دولية جديدة محل الدولار.
وقال سوروس:
لقد كانت هناك عملية لتغيير احتياطي العملة الاجنبية من الدولار إلى عملات آخري. ان هذا السقوط ، منتظم ومرجو ومنشود وان النظام المإلى الدولي بحاجة إلى عملة دولية موحدة.
واضاف:
ان العالم يجب أن  يجتاز مرحلة الانطباق المؤلم الناجم عن انهيار الدولار مع تقديم عملة دولية رائجة.
وحتى انه هدد ضمنا:
ان لم تشارك الولايات المتحدة الأمريكية في مشروع إيجاد العملة الدولية الرائجة، فإن الدولار سيزول وإلى الابد.
انهم يضعون SDR محل الدولار.
و SDR هي عملة دولية، اعترف بها في عقد الستينيات من قبل “صندوق النقد الدولي” كوحدة للقياس والحساب. والطريف  ان السيد جورج سوروس كان قد توقع بأن تحل الصين في المستقبل محل اميركا كمحرك للاقتصاد العالمي وستتصرف بوصفها قائدا للنظام العالمي الجديد.
وعلى  أي حال، وبعد تاسيس الشرطة الدولية وسائر المنظمات الدولية، فإن العملة الدولية ستمهد لقيام الحكومة الكونية بشكل كامل.
إنهم يعتبرون أن  الظروف ملائمة للجهر بما كانوا يخفونه لحد الان. فضلا عن انهم يعرفون عدوهم جيدا ويعدون انفسهم لمواجهته وانصاره.
ونشير إلى تهديم “المسجد الاقصي” واقامة “هيكل سليمان” مكانه في “بيت المقدس”، انهم وبسبب معتقداتهم الشيطانية والماسونية، يسعون لنسف رمز التوحيد أي المسجد الاقصي لاقامة رمز الالحاد والكفر العالميين أي هيكل سليمان. انهم لا يعتبرون سليمان نبيا، بل يعتبرونه ساحرا وماسونيا اعظما كان قد جمع الاصنام في المعبد. ولذلك فإنهم اختاروا المعبد كقاعدة شيطانية وعالمية للمستقبل.

یتبع ان‌شاء الله…

Check Also

من بروتوكولات زعماء صهيون إلى انفلونزا الخنازير

ثمة رواية عن الامام على  بن موسى الرضا (ع) ما مضمونها انه : عندما يقدم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *