اسماعیل شفیعی سروستانی
إن فك شيفرة الكثير من الغموض في الميادين السياسية وعملية صنع القرار لدى قادة تحالف الصليب وصهيون تجاه الشرق الإسلامي والانتاج المتسلسل لمئات الأفلام السينمائية والتوثيقية حول آخر الزمان ونهاية العالم وحتى الحاح هذا التحالف على البقاء في مناطق مهمة مثل العراق وإثارة الأزمات في الشرق الإسلامي، لا يتحقق من دون الاهتمام بموضوع وأخبارآخر الزمان، ويتضح بهذه الوسيلة موقع واداء هذه الموضوعات المتعلقة بثقافة الانتظار وتكتسي قيمة وقدرا، ويتضح من خلال ذلك التكليف الفردي والاجتماعي للمنتظرين.
اسماعیل شفیعی سروستانی
إن فك شيفرة الكثير من الغموض في الميادين السياسية وعملية صنع القرار لدى قادة تحالف الصليب وصهيون تجاه الشرق الإسلامي والانتاج المتسلسل لمئات الأفلام السينمائية والتوثيقية حول آخر الزمان ونهاية العالم وحتى الحاح هذا التحالف على البقاء في مناطق مهمة مثل العراق وإثارة الأزمات في الشرق الإسلامي، لا يتحقق من دون الاهتمام بموضوع وأخبارآخر الزمان، ويتضح بهذه الوسيلة موقع واداء هذه الموضوعات المتعلقة بثقافة الانتظار وتكتسي قيمة وقدرا، ويتضح من خلال ذلك التكليف الفردي والاجتماعي للمنتظرين.
ولا يخفي على أحد بأن الماسونية التي تتولي توجيه دفة سياسة العالم وثقافته واقتصاده، قد اعدت نفسها لاعلان الحكومة الكونية للاشرار اليهود وذلك عقب حادثة كبيرة ومصطعنة، ويبدون في هذا الخصوص استعجالا لا يوصف.
وكان يُتصور بأن المسار التاريخي لعلمنة الثقافة والحضارة العالميتين، والتي تترجم في الواقع على هيئة توسع الالحاد والتحلل، سيجتذب ويصهر القوي المتبقية من ثقافات وحضارات الأمم تمهيدا لتنفيذ هذه الواقعة أي تاسيس الحكومة الكونية للاشرار اليهود، من دون أي ازعاج ومقاومة.
وفي هذا الخضم، اجهزوا بداية على “اوروبا” و العالم المسيحي وبعدها غزوا الشرق عبر النموذج الغربي بحيث أصبحمن غير الممكن اليوم الفصل بين الشرق والغرب. واكتسب العالم ثقافة وأحدة وتحول حسبما يقول المارشال مك لوهان إلى قرية لا تحتاج إلى أكثرمن عمدة.
فقد علمنوا المسيحية وازالوا عنها القدسية، وحولوا جميع تعاليمها إلى تعاليم أرضية ومزجوها بالتعاليم اليهودية، وطبعا القصد من اليهودية هو ليس تعاليم الاتباع الصالحين لموسي كليم الله(ع)، بل اصبحت اليهودية المصداق البارز لثقافة وفعل العصر الجاهلي للمتصفين بالسأمري الذين جعلوا من خلال تحرك رجعي، التعاليم المشركة لسحرة مصر القديمة، أساسا لعملهم لإيجاد المقدمات والتمهيد لارساء حكومة بني اسرائي الكونية من خلال شطب الدين والمكافحة المستمرة للأديان والإنسان. ان هؤلاء افسدوا المسيحيين خلال سلسلة عمليات، ومن ثم ركبوا موجة العالم المسيحي الاوروبي، لينقضوا على جميع الثقافات والحضارات، وبنوا المستعمرات وقاموا تدريجيا بدس سم الثقافة الالحادية المميت، لتفكيك وتفتيت الأمم غير الغربية، وجعلها جاهزة للانصهار في الثقافة العالمية، وهو الشئ الذي كانت تصبو اليه الماسونية.
فقد ارسي هؤلاء خلال الحربين العالميتين الأولي والثانية دعائم حكومتهم الموحدة والكونية التي ينشدونها. ان كلا من هاتين الحربين كانتا في الحقيقة جزء من سيناريو عولمة الماسونية.
وبعد الحرب العالمية الأولي وبذريعة ترسيخ السلام في العالم، اسسوا عصبة الأمم باقتراح من ويلسون الرئيس الأمريكي آنذاك، وانتزعوا جزء من الصلاحيات العامة لشعوب العالم، تحت ذريعة حفظ السلام والتحكيم واقدموا في الحرب العالمية الثانية على قتل أكثرمن 23 مليون إنسان لينالوا ثلاثة اهداف مرحلية، وبهذه المقدمات وتاسيس منظمة الأمم المتحدة والثورة الاشتراكية في الصين وإيجاد المركز الوطني لليهود في “فلسطين”، وضعوا قسما اكبر من صلاحيات العالم بتصرف الماسونية العالمية عن طريق المحافل الدولية. جدير ذكره أن ميثاق هذه المنظمة وقع في 26 يونيو 1945 في سانفرانسيسكو.
وقاموا خلال كل سنوات القرن العشرين بفرض سياستهم على جميع شعوب العالم عن طريق هذه المنظمة والمؤسسات التابعة لها مثل اليونسكو وصندوق النقد الدولي وغيرها واستقطاب انصار من داخل المجتمعات غير الغربية، واقدموا تدريجيا على إيجاد انحلال ثقافي كبير، لتتوفر جميع فرص عولمة الثقافة الغربية وعزل الثقافات الغربية وحذف جميع الأشكال الحضارية الماضية.
إن القرن العشرين هو في الحقيقة قرن توسيع خط انتاج الثقافة والرموز الثقافية والحضارة الالحادية للغرب، وقرن توحيد سكان المعمورة في جميع التعاملات والعلاقات. ومن هنا اصبحت جميع شعوب العالم تشبه أحدها الآخر سواء في الاكل والملبس وبناء المدن والعمارة والتعليم و…، بحيث اطلع الكل وبصورة متساوية على الأخباربمدد وسائل الإعلام الحديثة، واصبحوا يركزون على موضوعات بعينها، ويضحكون ويحزنون، ويقلقون ويتوجسون، وفي كلمة وأحدة اصبحوا متشابهين ، وباتت لديهم امنيات مشتركة، واتسموا بطابع عالمي.
وبذلك فإن المسار التاريخي لعولمة الاقتصاد والسياسية والثقافة، ادخل العالم في صمت وشعوب العالم في غفلة تامة. وفيما كان الجميع منشغلين ومنهمكين بالاهتياجات الجنسية والتمتع بالرغبات المادية، ياخذهم إلى الباراديس أو المدينة العالمية للماسونية الدولية؛ لكن فجأة وخارج ارادة شعوب العالم، تقع واقعة آخري.
وعندما كانوا يضيئون شمعة على قبور جميع الثقافات والحضارات، وكانوا يقدمون تفسيرا ونقدا غربي الطابع والنزعة عن كل ذلك فقط في المتاحف وفصول مادة التاريخ والادب، وقعت واقعة، بالضبط عندما كان سكان الشرق يقيمون المتاحف والمنظمات السياحية على بقايا معالمهم واثارهم الحضارية والتاريخية لاستقطاب السياح وجمع دولاراتهم، وكانوا يتفآخرون فحسب بامتلاكهم ثقافة وحضارة العهد الماضي، انبعث ضياء. وخرجت أرواح شعوب العالم، كاللهيب من تحت الرماد، وتحركت على طريق البحث عن المغزي والمعنوية.
ولا ننسى بأن العدول عن القوانين والقواعد الدينية والسماوية واعتماد الشمولية وطلب اللذة والسلطة، قد اجتاح على مدى الأعوام ال400 الماضية، مختلف ميادين الحياة، فورط البشرية بالأزمات على كافة الصعد، بحيث أن الأزمات الأخلاقية والبيئية والسياسية والاقتصادية والحروب المدمرة، هي كلها حصيلة ونتاج هذا الابتعاد عن السماء والجنوح إلى الشمولية الشيطانية. ان العودة إلى الدين هذه، والدعوة إلى العدالة والمعنوية، كانت بالضبط في مقابل البرامج التي مارسها الاشرار اليهود والماسونية الدولية وفي السنوات الأخيرة الصهاينة في العالم خلال سنوات وقرون.
ومع اندلاع هذه النهضة والهبة والصحوة في الشرق والغرب، قفزت هذه الجرثومة كالزنبرك من مكانها، وأكثرقوة من أي وقت مضي، لكن هذه المرة لم تدخل الساحة بالسلاح الناعم بمفرده، بل مزودة باعقد واصعب الاساليب لتجهز على الدين والمتدينين. وواضح تماما بأن الإسلام والمسلمين كانا هذه المرة في عين العاصفة.
وبما انه لم يعد من خلال نبذ الدين والتدين، ايقاف التسونامي الجارف الذي يضرب سلالة الاشرار، فقد ركبوا موجة الدين ونهاية الزمان وأعلنوا:
إن آخر الزمان قد حان، وان العالم في طريقه إلى الزوال والفناء. فالحرب العالمية الثالثة، تدنو، وقضايا من هذا القبيل يتحدثون عنها عبر الوف وسائل الإعلام لاسيما السينما.
وشهدنا خلال العقد أو العقدين الأخيرين، وفي مختلف الميادين، الفرضيات والاجراءات المخربة التي يتخذها الاستكبار العالمي.
إن مكافحة الارهاب، والإسلاموفوبيا وممارسة تحالف الصليب وصهيون الاحتلال، تشكل اجزاء من المشروع الكبير، الذي يشغل حيزا في ذيل عنوان النظام العالمي الجديد.
إن هذه الجماعة، بحاجة في الوقت الحاضر إلى إثارة أزمة كبيرة. شئ بحجم الحرب العالمية الثالثة، ولذلك فهي تتصيد الذرائع لبدء هذه الحرب الكونية.
إن هذه الفتنة العالمية الكبري، تشكل الحلقة الثالثة من السيناريو الذي طبقت حلقتيه الأولي والثانية في القرن العشرين.
انهم يحاولون من خلال سلسلة عمليات متعاقبة، وفي ذروة الأزمة الخانقة، الدخول إلى الساحة كمنقذ، ليعلنوا من خلال نبذ ورفض كافة القوي والحكومات الوطنية والاقليمية، قيام حكومة الماسونية الكونية للاشرار ويجعلون الجميع تابعين لهم.
وهذا يعد في الحقيقة، آخر ورقة يلعبها ابليس وجنوده، لاغواء المجتمع الإنساني وابادة البشرية.
وربما تعلمون بأن الماسونية العالمية، هي تابعة للشيطان اصلا، وان الماسونيين يعتبرون الشيطان، إلههم. ويحاولون من خلال التمسك به والتوسل اليه عن طرق السحر والشعوذة والقوي غير الطبيعية، مثل الاجنة الشيطانية، توسيع سلطتهم العالمية وتطبيق مطالبهم.
وكانوا قد هياوا أنفسهم لعام 2007، وحتى أن السيد جورج دبليو بوش، كان قد اعد نفسه لاشعال نار حرب هرمجدونية كبرى لنهاية الزمان في ذلك العام. ان مهاجمة افغانستان واحتلال العراق ، تم لهذا الغرض، لكن ولأسباب مختلفة لم يتمكنوا من انجاز المراحل التالية. وهم لسنوات يلقنون شعوب العالم عن طريق السينما والقنوات الفضائية والانترنت و… بأن نهاية الزمان ستحل عام 2012.
وهم الآن يتصيدون ذريعة، للضغط على زر هذه الحرب الكونية.
وكان السيد رونالد ريغان الرئيس راعي البقر للولايات المتحدة الأمريكية ، قد قال ذات يوم:
أتمني أن أكون أول شخص يضغط على زر بدء حرب هرمجدون.
وفي هذا الخضم، ثمة ثلاثة تيارات دينية في الظاهر، تسعي لمسايرة واضفاء الشرعية على اجراءات الماسونية العالمية واذكاء هذه الواقعة المشؤومة:
1- المبشرون الإنجيليون أو الايوإنجيليون الأمريكيون؛ وهؤلاء اضفوا على احتلال العراق طابعا دينيا ويحرضون اليوم على مهاجمة اميركا لايران، ويعتبرون ذلك مقدمة لبدء حرب هرمجدون الكونية ومجئ السيد المسيح(ع)؛
2- الحاخامات الصهاينة؛ وهؤلاء اضفوا الشرعية على احتلال الاراضي الإسلامية، ويلجاون إلى الايات المُحَرفة في “التوراة”، لشرعنة قتل المسلمين وتدعيم الاطماع التوسعية للكيان المحتل للقدس؛
3- المفتون الوهابيون؛ وهؤلاء اداة بيد الماسونية العالمية، ويدقون تمشيا مع الغرب، على طبول قتل الشيعة؛
إن حضور هذه التيارات الثلاثة وادواتها بشكل متزامن في وقائع مثل 11 سبتمبر وإثارة الأزمات في العراق وافغانستان، وتناغمها في الحرب السياسية والثقافية على “ايران الإسلامية” ومشاركتها في توجيه الفتنة والقلاقل داخل ايران والعالم الإسلامي ودعمها لوسائل الإعلام والمواد الثقافية لوسائل الإعلام التي تملا الاسواق اليوم بنتاجاتها، تشكل كلها حالات تؤكد هذا الموضوع.
إن هؤلاء الزهاد القتلة، متعطشون للدماء ولا يهدأ لهم بال من دون سفك الدماء وان نظرنا بتأمل إلى أساس هذه التيارات الثلاثة، سنراها جملة على هيئة كهنة صهيون.
إن إله هؤلاء من كهنة معبد صهيون، متربع على كرسي معبد النفس الامارة، ويصدر اوأمر بالقتل، ولن يتراجع حتى اعتلاء عرش السلطنة العالمية لابليس وجنوده. ويجب التمعن بروية في هذا الخصوص، والتحلي بالوعي ورصد جميع التحركات بدقة.