اسماعیل شفيعي سروستاني
مع تصاعد نشاطات الاصوليين الانجيليين في “الولايات المتحدة الامريكية” لاسيما خلال السنوات القريبة من الالفية الجديدة، اصبح موضوع الكوارث الطبيعية وظهور المسيح وتاسيس حكومة الالف عام، محط اهتمام شديد من المبشرين المتطرفين، وتحول الى مادة لمنتجي الافلام الهوليووديين.
كذبة الالفيات؛ حكومة بني اسرائيل الكونية
اسماعیل شفيعي سروستاني
مع تصاعد نشاطات الاصوليين الانجيليين في “الولايات المتحدة الامريكية” لاسيما خلال السنوات القريبة من الالفية الجديدة، اصبح موضوع الكوارث الطبيعية وظهور المسيح وتاسيس حكومة الالف عام، محط اهتمام شديد من المبشرين المتطرفين، وتحول الى مادة لمنتجي الافلام الهوليووديين.
وعلى الرغم من ان موضوع أبوكاليبس ونهاية الزمان اعتبر في تاريخ السينما الغربية وهوليوود بانه عنوان جذاب وملفت، لكن وقوع العديد من الازمات الطبيعية والاقتصادية و… خلال العقود الثلاثة او الاربعة الاخيرة، حوّل هذا الموضوع وكل ما يهدد البشرية قبل ظهور المنقذ الموعود، الى مادة ثابتة لسينما هوليوود، بحيث ان مشاهدي هذه السينما، شهدوا خلال هذه السنوات، انماطا جديدة من هذه الافلام.
وتفيد بعض المعطيات بان نحو ستين بالمائة من اكثر افلام هوليوود مبيعا، انتجت خلال عقد التسيعينيات حول موضوع نهاية الزمان.
وبناء على هذه المعطيات، وتعدد الاعمال، اتسمت السينما الغربية، بطابع نهاية الزمان.
ولا يجب تجاهل ان هوليوود، تتولى توفير 78 بالمائة من النتاجات السينمائية في العالم.
وحسب ارقام عام 2007، كانت هناك 38970 دار سينما تعمل في الولايات المتحدة الامريكية، واستقبلت مليار و 400 مليون مشاهد. وتميط هذه الارقام اللثام عن التاثير المهم للسينما على الجماهير وجعلها تجاري توجهات النشأة الرئيسية لشركات هوليوود، التي هي في معظمها بني اسرائيلية.
إن التناغم بين المبشرين الانجيليين وسينما هوليوود ورجال السياسة الشهيرين (منذ عقد السبعينيات فصاعدا) في الحديث عن نهاية الزمان وقرب حدوث واقعة الظهور الثاني للسيد المسيح (ع)، يضع امامنا مثلثا يمكن بواسطته، تحديد وتحليل العديد من الوقائع العالمية والاحداث التي طرات على “ايران الاسلامية” في مواجهة “الغرب الاستكباري”.
إن هؤلاء المبشرين المنتشرون في الحزام الجنوبي من الولايات المتحدة، ارسلوا رئيسهم المنتخب اي السيد رونالد ريغن الى “البيت الابيض” بعد تجاوزهم الطور الثقافي ودخولهم ميدان السياسة.
وبناء على ذلك نقول ان البيت الابيض ليس بمنأى عن التوجهات الانجيلية المتطرفة والبني اسرائيلية والهوليوودية، فحسب بل انه يتابع بالتناغم معهم استراتيجية وسياسة عامة وموحدة، بحيث ان الحديث عن:
· الخطر والحادث المدمر والذي يتهدد الامن العالمي لاسيما الغرب؛
·انطلاق هذه الواقعة المنطوية على تهديد من الشرق الاسلامي؛
· قرب ظهور المنقذ الموعود وتاسيس حكومة عالمية لالف سنة؛
شكل الفحوى المشترك لكل من الاضلاع الثلاثة للمثلث المنشود.
والملفت ان الاضلاع الثلاثة المتمثلة في الاصوليين البني اسرائيليين والسينما بني اسرائيلية الهوليوودية ورجال السياسة من خدمة بني اسرائيل، مجمعون ومتفقون على حتمية قيام حكومة الالف السنة تحت المشيئة والتقدير الالهيين، وعاصمتها “بيت المقدس”، ويصرون على ذلك، بحيث ان متلقي التبشير الانجيلي والاعمال السينمائية ورجال السياسة الامريكيين، يرون انهم منزوعو الارادة وغير قادرين على ابداء ردة فعل او تقديم نقد منطقي، ويضعون انفسهم في خدمة هذا المثلث الحالم، لدرجة انهم يعتبرون ان خير وصلاح البشرية يكمن في مسايرة ارادة اعضاء هذا المثلث.
إن قيام هذا المثلث بزعامة هوليوود ببناء الاحلام لدى سكان الولايات المتحدة الامريكية الذين ينظرون الى كل شئ في مرآة السينما والتلفزيون، جعلهم يعتبرون موضوع الزمن القطعي لوقوع الحادثة، يكتسي اهمية وحيوية، السؤال الذي رد عليه الاصوليون البني اسرائيليون وبعدهم السينما:
إن الاعوام 1966، 1999، 2007 واخيرا عام 2012، هي السنوات المعلنة للماضي والمستقبل. وتم حسب هذا التوقيت الزائف وتحت ذريعة الردع او التحكم بالاحداث المرهبة المتوقعة، خلال كل السنوات المنصرمة، تطبيق مجموعة من الاستراتيجيات والسياسات على يد السياسيين والاقتصاديين والعسكريين الغربيين ضد سكان الشرق الاسلامي.
إن التهديد المتواصل ل “ايران الاسلامية” واحتلال “العراق” و “افغانستان” والتواجد في “اليمن” ودعم المتطرفين السلفيين الوهابيين و… تشكل كلها نماذج عن هذه السياسات البني اسرائيلية التي اعتمدها اعضاء هذا المثلث على مدى السنوات الثلاثين الاخيرة.
ويقول رونالد امريخ مخرج الفلم السينمائي “2012” والمتحدر من اصول المانية في اخر عمله الذي عرض في اكثر من 35 دار سينما وجنى من ورائه ملايين الدولارات، يقول ردا على سؤال حول وقائع تدمير العالم في فيلم “2012” وضخامة الاحداث التي عرضت:
عندما تريد ان تبدو كذبة، بانها واقعية، يجب عليك ان تبذل قصارى جهدك… ولا يجب ان يشعر المشاهد ابدا، بانه يشاهد فلما.
وربما يمكن اعتبار هاتين العبارتين بانهما ملخص الاستراتيجية الخفية لقادة الماسونية العالمية، الذين يقودون ويوجهون في الكواليس، السينمائيين؛
إظهار كذبة وخديعة ما بانهما واقعيتان، لكي يعتبرهما الناس، بانهما الحقيقة والواقع ذاته.
إن الجهد الدؤوب لتطبيق هذه الاستراتيجية ونيل جميع الاهداف والمقاصد، يتم في هذه الظروف انه عندما يتم وضع تصميم في العالم الحقيقي ويُقتل ملايين البشر الابرياء، فان لا احد يوجه اصابع الاتهام نحو العناصر الرئيسية التي تعمل في الكواليس ونحو مآربها الحقيقية.
وكان رونالد امريخ، قد انتج فيلم “يوم الاستقلال” قبل فيلم “2012”. الفلم الذي يظهر دمار العالم في الرابع من يوليو تزامنا مع الذكرى السنوية لاستقلال “الولايات المتحدة الامريكية”. واول موضوع يشير اليه رونالد امريخ، هو السعي لاظهار هذه الكذبة الكبرى على انها حقيقة.
وهذه العبارة تذكرنا بالجملة المعروفة لوزير الدعاية السياسية لهتلر، اي غوبلز الذي كان قد قال:
كلما كانت الكذبة اكبر كلما صدقك الناس اكثر… .
إن دمار العالم في نهاية الزمان على اثر سلسلة من الكوارث الطبيعية مثل الزلزال والتسونامي وذوبان ثلوج القطب الشمالي ، يشكل المحور العام لجميع اعمال اكشن ابوكاليبس السينمائي الهوليوودي، والمقرر ان يصدقه جميع الناس لاسيما سكان الغرب، ويتهيئوا له.
وكأن جزء بجزء من هذه الكذبة، كذبة تاسيس حكومة بني اسرائيل الكونية، يجب ان يحدث في بحر من الدم وفي مناخ هرمجدوني. وهذا الثاني، قام بنو اسرائيل بالايحاء به لشعوب العالم بمختلف الطرق، تبعا لحقدهم على بني اسماعيل.
وفي ذلك الزمن عندما ادركوا بان التصميم الالهي، قائم على ان ينبثق الدين الاسلامي ومؤسس الحكومة الكونية من بين آل نبي اخر الزمان، الامام المهدي (عج) ومن بين احفاد اسماعيل (ع)، اصبحوا بصدد ممارسة التحريف والتواطؤ بدلا من التبعية والامتثال لحكم الله.
وسلموا المسيح (ع) للرومان، ونعتوه بالكذاب ووصفوا انفسهم بمنتظري المسيح اليهودي الذي سيظهر في نهاية الزمان من ذرية اسرائيل ليؤسس حكومة بني اسرائيل الكونية. وانكروا محمد بن عبد الله (ص) نبي اخر الزمان، وقتلوا ابناءه عسى ان تنقرض ذرية بني اسماعيل وينال بنو اسرائيل حظ تاسيس الحكومة، واصروا على هذه الكذبة بمختلف اساليب التحريف والتهديد، بحيث ظن حتى بعض المسلمين السذج، بان السيد المسيح (ع) سيهبط في واقعة الظهور الكريمة، وسيكون صاحب ركن في الحكومة الاسلامية الكونية التي وُعِد بها نبي اخر الزمان (ص).
وفيما سياتي السيد المسيح (ع) للتصديق فحسب على امام الزمان (عج) من ذرية اسماعيل، وسيرحل بعدها باذن الله ويدفن في الارض، فان موضوع تاسيس الحكومة الكونية ونشر العدالة والاضطلاع بدور المصلح العام، كلها متعلقة بالمهدي الموعود (عج)، وليس هناك دور لبني اسرائيل في هذه الواقعة سوى التبعية والامتثال.
وبهذه الكذبة سعى بنو اسرائيل لتقديم انفسهم بانهم الوارثون.
إن اصرار الانجيليون على بعض الايات المحرفة في “الانجيل” و “التوراة” اوجد شبهة انهم دينيون ومقرون بالعالم المعنوي والكتب السماوية، ومن المنتظرين، ينتظرون واقعة الظهور بفارغ الصبر، على غرار ما يعرضونه في الكنائس التلفزيونية.
ومن يستطيع انكار الظلم والجور غير القابل للصفح الذي يمارسه رجال السياسة في “البيت الابيض”؟، ومن ثم يُبذل جهد لتثبيت اكبر أكذوبة في التاريخ عن طريق وسائل الاعلام الحديثة، ليطفو على السطح خداع الجماهير واستلاب عقولهم. ان مجمل التحريف الذي مورس على امتداد تاريخ بني اسرائيل، اعتمد جملة وتفصيلا لاحلال المسيح والدجّال والكاذب محل المسيح الموعود.
وهذا العمل، هو العمل الشرير الذي يمارسه اشرار بني اسرائيل لاسيما وان شعورا يسود في هذه السنوات بتضاؤل الفرص واحتمال ان تطلع شمس الموعود المقدس من سماء الشرق الاسلامي، ما دفع هؤلاء لاستخدام جل قدراتهم وطاقاتهم لانجاز ما يلي :
1-ابادة قوى المسلمين وذرية بني اسماعيل؛
2- تدمير بلدانهم؛
3-توريط المسلمين في الصراعات الكبرى المتعلقة حسب الظاهر بنهاية الزمان (مثلما تعرضه سينما هوليوود)؛
4-تاسيس حكومة بني اسرائيل الكونية على انقاض الشرق الاسلامي.
وذكرنا هذا كمقدمة لازاحة الستار عن المفاهيم والمآرب الكامنة في كواليس سينما نهاية الزمان.
إن فيلمي “2012” و “المعرفة” (knowing) يعتبران عملين ملفتين من بين اعمال السنوات الاخيرة لهوليوود. ويذكر انه تم لحد الان انتاج وعرض عدة افلام سينمائية وتسجيلية تحت مسمى “2012”.
إن فلم “المعرفة” هو من انتاج عام 2009، في اميركا.
وتعود بدايات الفلم الى عام 1958، اذ تضع مجموعة من التلامذة خلال مراسم، تطلعاتها واحلامها وآمالها عن المستقبل، في كبسولة الزمان، وتطمرها في الارض لكي تكون بعد خمسين عاما، في متناول الاجيال المستقبلية وموضع دراستها. ويظهر هذا الفلم، فتاة يكتنفها الغموض، تضع ورقة في كبسولة الزمان، مغطاة بالارقام والاعداد. وبعد خمسين عاما، يقوم البروفيسور كستلر بدراسة هذه الورقة ليجد ان وقائع رهيبة وفظيعة قد وقعت، ويكتشف بان احداثا اكبر ستتهدد العالم والبشرية مستقبلا. ان محاولاته لصد هذه الحوادث المتتالية، لا تثمر. وكأن نمطا من المعرفة والدراية والذكاء والالهام، جعل هذه الفتاة تتنبأ باخبار المستقبل.
ومع بدء اخر الوقائع المتعلقة بنهاية الزمان، وفيما تمر الارض وسكانها بمرحلة الدمار والزوال، تقوم سفن ساطعة الانوار، بنقل نساء ورجال مختارين، معها الى السماء. ومن بينهم، فتاة وفتى يهوديان، يصعدان الى السماء. وفي نهاية الفلم، يمشي هذان الاثنان في سهل جنائني وسحري، نحو شجرة خاصة. ان هذين الاثنين هما في الحقيقة منتخبي البشرية، يقومان بعد ازمات نهاية الزمان، بتاسيس الجنة الموعودة، التي هي حكومة الالف سنة لبني اسرائيل . وهذا الفلم نابع من تعاليم بني اسرائيل.
ولا ننسى، بان الشجرة التي منع ادم وحواء من الاقتراب اليها، هي حسب التفاسير الروائية لائمة الدين (ع) الشجرة الطيبة لنبي اخر الزمان (ص) ومقامه ومنزلته ومهمته الخاصة.
وكانت حكومة الصالحين وتراث الانبياء والاوصياء الالهيين العظام، قد وردت في تقدير نبي اخر الزمان (ص) واهل بيتهم المكرمين. وقد اكتشف بنو اسرائيل وتبعا لمعلمهم الكبير ابليس اللعين، بان مهمة تاسيس الحكومة الكونية ونشر الدين العالمي انيطت برجل من بني اسماعيل، الخلف الصالح ووارث الانبياء والاوصياء، صاحب العصر والزمان (عج)، لكن هذا التيار سلك طريق الحقد والحسد بدلا من الامتثال لحكم الله.
وليس غريبا ان تكون المسيحية قد تحولت الى فرقة بروتستانتية بعد تجاوز مصنع التحريف لدى بولص ومارتين لوثر المعترض في القرن السادس عشر بفعل اختراق اليهود لها، واحتلت مكانة تشبه الصبي الذي يخدم على مائدة بني اسرائيل. وانطلاقا من ذلك، ليس حط الاصوليون الانجيليون البروتستانت، الرحال عند بني اسرائيل، فحسب بل وضعوا مجمل الجهاز السياسي والاقتصادي والعسكري الامريكي والبريطاني بكل عدته وعتاده، بما في ذلك شركات هوليوود، في خدمة استراتيجية ومطلب الاشرار اليهود.
وفي ضوء هذا الحديث، يصبح من السهل فهم هذا الخبر الذي بثته قناة “فوكس نيوز”، وكان الخبر هو:
إن 60 بالمائة من الشعب الامريكي، يرون انه يجب الدخول في حرب مع ايران.
وقد عبر 900 شخص شاركوا في استطلاع الراي هذا عن رايهم، حول الموقف الذي يجب اتخاذه من ايران، وقالوا ان الدبلوماسية واعتماد العقوبات لا يجديان نفعا امام السياسة النووية الايرانية، وانه يجب اتباع الخيار العسكري لمنع ايران من الحصول على السلاح الذري.
والملفت ان 75 بالمائة من المواطنين الذين ايدوا استخدام الخيار العسكري ضد ايران، كانوا يحملون توجهات الحزب الجمهوري.
وعلى العموم، فان الجمهوريين واعضاء اليمين المسيحي المنبثقان عن منطقة الولايات الجنوبية الامريكية، متاثرون بافكار الاصوليين المسيحيين.
يتبع إن شاء الله
جـمیع الحقـوق مـحفوظـة لمركز موعود الثقافی
لا یسمح باستخدام أی مادة بشكل تجاریّ دون أذن خطّیّ من ادارة الموقع
ولا یسمح بنقلها واستخدامها دون الإشارة إلى مصدرها.