ولازال الدم الشيعي رخيصا!

ساهر عريبي
رغم مرور أكثر من عقد من الزمن على سقوط نظام الجور والبغي الصدامي , واعتلاء الشيعة لسدة الحكم في بلاد الرافدين ولأول مرة ومنذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة بل ومنذ خلافة امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام, ولازال الدم الشيعي يهرق ولازال شباب الشيعة يساقون الى المذابح كما تساق الأضاحي.

عشر سنوات إنقضت وحزب الدعوة الإسلامية يمسك بمقاليد الحكم ومنذ حكومة الجعفري غير أنه عجز عن صيانة حرمة الدم الشيعي. كان الشيعة يظنون ان سقوط نظام صدام سيأذن ببداية عهد جديد بل وتاريخ جديد لأتباع أهل البيت في العراق, تنتهي خلاله معاناتهم ويتوقف سفك دمائهم المتواصل ومنذ زمان الأمويين.

فمنذ واقعة كربلاء ومرورا بالحجاج الثقفي وانتهاء بصدام حسين , سالت دماء الشيعة انهارا على يد حكام لا يرون في رؤوس الشيعة سوى ثمارا حان وقت قطافها حتى جاء “الخليفة” أبو بكر البغدادي ليسير على خطى هؤلاء وليرتكب المجازر بحق قوم لا ذنب لهم سوى حبهم لأهل بيت النبي.

الحجاج وفي اول يوم تولى فيه حكم العراق جعل الدماء تسيل من الباب الى المحراب في مسجد الكوفة, واما صدام فملأ أرض العراق بالمقابر الجماعية, وأعدم كل شيعي ينتمي للحركة الإسلامية او يتعاطف معها وملأ السجون منهم ثم قضى عليهم بأسلحتهم المختلفة. وصدام ساق الشيعة لقتال أخوانهم شيعة إيران في حرب ضروس تحت شعار الدفاع عن البوابة الشرقية, وكانت في الواقع دفاعا عن مجون وفسق ولهو العرب في نوادي القمار وعن انغماسهم في أخس أنواع الرذيلة.

قتل صدام علماء الشيعة وقادتهم وهجر او أجبر الملايين منهم على الهجرة في شتى أصقاع الأرض , وما ان وقعت إنتفاضة شعبان المجيدة وإلا وقد تحول الجنوب الى خرائب عندما استباح جيش صدام مدنه وقراه وعلق الشيعة على أعواد المشانق فيما امتلأت الطرقات من جثثهم التي كانت تنهشها الوحوش.

وبعد السقوط تنفس الشيعة الصعداء ولسان حالهم آن الأوان لنحافظ على رقابنا فكيف لا وقد اعتلى جعفري سدة الحكم وهو مدعوم من أخوتنا في العقيدة في ايران وسخر الله لنا جيش أمريكا ليخلصنا من زمرة البعث! غير أن ظنونهم سرعان ماخابت, إذ جاءت خفافيش الظلام من كل وحدب وصوب تحت ذريعة مقاومة الإحتلال الأمريكي!

ولم يكن الهدف سوى إبادة الشيعة! فقد بدأت المقاومة بحز رؤوس زوار سيد الشهداء في اللطيفية واليوسفية وحي الوحدة, جاء الإنتحاريون العرب من شتى أرجاء بلاد العرب تاركين إسرائيل وراء ظهورهم , ليخوضوا معركة مقدسة في أرض العراق , معركة جنسية شهوانية , فالطريق الى حور العين يمر فوق جماجم الشيعة!

جاؤوا ملبين لنداء شيخ الإسلام ابن تيمية ولنداء محمد بن عبدالوهاب ” فالروافض شر من وطأ الحصى” , فكانوا خير خريجي هذه المدرسة التكفيرية الإجرامية التي يغذيها اليوم العشرات من شيوخ السوء ممن أفتوا بوجوب قتال الروافض وجهادهم. غير انهم دسوا رؤوسهم في التراب كالنعام بل إن بعضهم دس رأسه في فروج عشيقاتهم بإنتظار مرور عاصفة غزة!

فجروا المراقد المقدسة والأسواق والجامعات والمدارس , حزوا رؤوس الأطفال الرضع والشيوخ والنساء, نحروهم كما تنحر الخراف بل وتلذذوا بنحرهم, وحتى الموتى لم يسلموا من سيوفهم. مثلوا بالجثث قتلوا العديد من قادة الشيعة وعلمائهم, استباحوا قراهم , سبوا نساءهم , واخيرا وليس آخرا ارتكبوا مجزرة سبايكر التي راح ضحيتها 1700 شاب شيعي .

فمن المسؤول؟ هل هو الفكر والعقيدة الشيعة التي ترفض ذبح وقتل لآخر؟ لاشك إنها سبب رئيسي, فالشيعة قادرون على إبادة مخالفيهم وإرسال السيارات المفخخة الى كل زاوية من بيوتهم, غير أنهم يأبون فعل ذلك, لأن دموع البكاء على الحسين رققت قلوبهم, ولإن مصيبة آل بيت النبي تمنعهم من تكرارها ولو بمخالفيهم. كان الشيعة يذبحون على يد أرذل خلق الله من أمثال الزرقاوي ورائد البنا وغيرهم, فيما كان المرجع الأعلى للطائفة يقول” اهل السنة أنفسنا”.

ولكنهم سياسيوا الشيعة الذين يتحملون مسؤولية كل قطرة دم شيعي أهرقت ومنذ عام 2003. فهؤلاء لم يكونوا على قدر المسؤولية , فلقد أشرفوا على حكم بلاد لا تقل موازنتها عن 100 مليار دولار كل عام, وهم قادوا البلاد مدعومين من أكبر قوة إقليمية ألا وهي ايران, ومن قبل أمريكا, وفوق كل ذلك فالله جل وعلى معهم لأنه نصير المظلومين ,غير انهم فشلوا في رفع قيمة الدم الشيعي التي أضحت اليوم أرخص من قيمة الماء.

فيا قادة الشيعة إنتفضوا وأعيدوا للشيعة هيبتهم وكرامتهم برفع شعار الثأر من قتلتهم, واقرعوا طبول الحرب ضد تنظيم داعش واعلنوا بدء عمليات الثأر لشهداء سبايكر وطهروا تكريت من كل داعشي ومن كل تكفيري ومن كل خائن, فالحديد لا يفل إلا بالحديد, حولوا تكريت الى قصير ثانية وحينها فلن يجرأ احد على مجرد التفكير بسفك قطرة دم شيعية.

شاهد أيضاً

داعش خراسان

داعش خراسان.. أضعف مما تبدو للعلن

السياسة – شفقنا العربي: منذ العملية الانتحارية التي استهدفت مطار كابول الدولي في أغسطس عام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *