القسم الثالث عشر المثلث المقدس (الأراضي المَعالم)

وبسبب هذه الخصوصية والميزة، فان هذه المناطق هي خالدة على سطح الارض. اي ان اسمها وذكراها تبقى خالدة، وكلما عدنا الى الوراء، نرى ان دور هذه المناطق يشع اكثر فاكثر. ان هذه الاراضي اضطلعت بدور اكبر في حياة الامم، وكانت مكان وقوع اضخم الاحداث، وكانت محط اهتمام رجالات السياسة والثقافة . ولا يمكن المرور مرور الكرام عليها، وعدم الاكتراث بها. ان هذه المناطق، ليست جزرا مهجورة تقع في منطقة نائية من المحيط الاطلسي حتى نقول بانها لا تحظى بقيمة، ولا شان لنا لها. انها لا تملك مناجم الذهب والمصادر الطبيعية فحسب حتى يمكن القول بانها مهمة وملفتة من الناحية الاقتصادية . انها تحظى بموقع مميز وذي عدة وجوه. يمكن عد واحصاء هذه المناطق، واعداد كتيب خاص عنها. ان هذه الاراضي محدودة.

في ارض الله الواسعة، هناك مناطق خاصة اسميتها في كتاب “حظ التراب” باسم “الاراضي المعالم”. ان الاراضي المعالم على امتداد الكرة الارضية، هي قطع من الارض يبدو وكأنها تحولت الى مَعْلم، وحظيت باهتمام خاص من السماء. وسبب ذلك يعرفه الله وحده، ولا احد غيره يعلم ذلك.
وبسبب هذه الخصوصية والميزة، فان هذه المناطق هي خالدة على سطح الارض. اي ان اسمها وذكراها تبقى خالدة، وكلما عدنا الى الوراء، نرى ان دور هذه المناطق يشع اكثر فاكثر. ان هذه الاراضي اضطلعت بدور اكبر في حياة الامم، وكانت مكان وقوع اضخم الاحداث، وكانت محط اهتمام رجالات السياسة والثقافة . ولا يمكن المرور مرور الكرام عليها، وعدم الاكتراث بها. ان هذه المناطق، ليست جزرا مهجورة تقع في منطقة نائية من المحيط الاطلسي حتى نقول بانها لا تحظى بقيمة، ولا شان لنا لها. انها لا تملك مناجم الذهب والمصادر الطبيعية فحسب حتى يمكن القول بانها مهمة وملفتة من الناحية الاقتصادية . انها تحظى بموقع مميز وذي عدة وجوه. يمكن عد واحصاء هذه المناطق، واعداد كتيب خاص عنها. ان هذه الاراضي محدودة. وعددها ليس بكثير. والملفت ان عموم هذه المناطق قد حددت بمعلم منذ الاف السنين ولحد الان، وتقع في مكان يعتبر اكثر المناطق الجغرافية حساسية في الشرق الاسلامي. ان هذه المنطقة الشاسعة نسبيا، يمكن مشاهدتها ضمن مثلث، والملفت انه في الرؤوس الثلاث لهذا المثلث – والذي تقع فيه اهم واسمى الاراضي المعالم – يقع “مسجد الكوفة” و “المسجد الحرام” و “المسجد الاقصى”. انه مثلث كبير يقع مسجد في كل رأس منه، وهي مساجد غير عادية، بل ان يدا سماوية تدخلت مباشرة في قيامها. وهي من الناحية التاريخية ذو ماض عريق، يعود الى بداية الخليقة والكون.
إن اي نقطة على الكرة الارضية لا تحظى بهذه الميزة حتى يمكن رصد اهميتها وماضيها منذ خلقة ادم عليه السلام.
ان عموم انبياء الله العظام، كانوا قد نزلوا وسكنوا وحضروا ووقفوا وتوقفوا في هذه المساجد الثلاثة، وان مدافن العديد من الانبياء الالهيين توجد الان في هذه المساجد الثلاثة. ان اي منطقة في العالم لا تتمتع بهكذا ميزة، حيث توقف ونزل فيها الانبياء ودفنوا فيها . ان مكان هذه المساجد الثلاثة، كان دائما مهبط الملائكة. وقد جاءت جميع المصادر الدينية على ذكر هذه المساجد.
ونشهد في المناطق التي تقع ضمن هذا المثلث، نزول الكتب السماوية. ونرى بان الانبياء الالهيين العظام لاسيما انبياء اولو العزم، كان لهم دور في بناء هذه المساجد، وحضروا فيها، او انهم حاولوا وجاهدوا للوصول الى المناطق التي كانت تضم هذه المساجد. ونرى في حالة واحدة قضية النبي موسى (ع) اذ جاهد طويلا للدخول الى هذه الارض المقدسة والمسجد الاقصى.
وعندما نخوض قضية تاسيس المسجد الحرام، نرى النبي ادم، عليه السلام اذ هبط من الجنة وجاء الى الارض ويبحث عن مفر للتوبة، وتقبل توبته، ويرى بين هذه الحيرة بغتة مَلَكا. وجاء في رواياتنا الاسلامية، الآتي:
إن مَلَكا مقربا كان دائما برفقة ادم وحواء، وينذرهما، وعندما هبط ادم الى الارض بسبب العصيان، وفي وقت الحيرة والضلال في سهل وسيع، يرى فجاة حجرا امامه اذ يقول له ان اردت التوبة، وان تعود مجددا الى الجنة، عليك ان تاتي معي.
ويرافق النبي ادم عليه السلام وياتي به الى مكان حيث هو المسجد الحرام اليوم. ويتم رسم جغرافيا المسجد على الارض على يد جبرائيل. ويتم تحديد مكان الكعبة، ويستقر حجر على هيئة هذا الحجر هناك، لكي يبقى هذا المسجد وذكرى ادم عليه السلام. وبذلك يجد ادم سبيلا للعودة والتوبة ويبقى المسجد الحرام، ولن تنال منه اي يد، ويضطلع بدور في جميع المنعطفات التاريخية، وبعد العهد الطويل للغيبة الكبرى، فان هذا المسجد سيكون مكان ينزل فيه الامام المهدي (ارواحنا له الفداء). فالامام المنتظر، سيتكئ على الكعبة ويعلن ظهوره المقدس، حيث يجتمع انصاره حوله في هذه المسجد، ويبدا الظهور من هذا المسجد. ونفس الامر نشهده حول المسجد الاقصى. اذ يضطلع المسجد الاقصى بدور في جميع العصور التاريخية المهمة. فقد نزل النبي موسى عليه السلام والنبي عيسى عليه السلام في هذا المسجد. والنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ياتي اثناء المعراج من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى، ليعرج منه الى السماء. واثناء العودة، فان مهبطه ليس الكعبة والمسجد الحرام، بل هو المسجد الاقىصى. ونزل في المسجد الاقصى وعاد الى مكة المكرمة. ان هذا المسجد يضطلع بدور في جميع المنعطفات التاريخية والاجتماعية والسياسية. وكما بعد الغيبة الكبرى وفي الاشهر الاولى من الظهور، يتشرف الامام المهدي عليه السلام لزيارة المسجد الاقصى ليقيم الصلاة مع النبي عيسى عليه السلام. وحتى انه يعيد بناء هذا المسجد بمنتهى الروعة. وليس بمقدور احد، شطب دور هذا المسجد.
ونشهد نفس الحالة بالنسبة لمسجد الكوفة. ان الذين زاروا مسجد الكوفة، يعلمون انه يجب اقامة الصلاة في المقامات المختلفة فيه، وان كلا من هذه المقامات يعود الى احد الانبياء. وهناك مقامات اخرى تعود الى الائمة الاطهار، عليهم السلام. وليس خافيا الدور الذي اضطلع به مسجد الكوفة في صدر الاسلام. وارسيت اقوى دولة على يد الامام علي امير المؤمنين، عليه السلام في هذا المسجد، واستشهد الامام في هذا المسجد ايضا.
إن هذا المسجد مازال يضطلع بدور، الى ان تنتهي الغيبة الكبرى، ويصبح مهبط ولي العصر، عليه السلام. وجاء في الروايات الاسلامية، بان الامام ومعه جمع من اصحابه، ينزلون في تسع قبب نورانية في مسجد الكوفة ويجعل من هذا المكان، مقر حكومته ، ويكون هذا المسجد عاصمة دولته الكريمة. وتتوافد جميع الملل على هذه المدينة لرؤية الامام، ويتوسع طول وعرض المدينة، وتزداد مساحة المسجد.
لقد كنا نتحدث عن مثلث، تقع فيه اهم المناطق المعالم. ان جميع مناطق هذا المثلث، صاحبة دور واثر. والملفت ان اكبر الحضارات نشات في هذه المناطق.
اي كما ان الانبياء الالهيين الكبار قد بعثوا من هذه المنطقة، فان الحضارات الكبرى قد نشات في هذه المنطقة ايضا، وكما يقول السيد شمس الدين رحماني – الذي يطلق على الشرق الاوسط اسم مفصلة القارات الثلاث – فان هذا المثلث والمناطق التي تقع فيه، يوصل القارات الكبار اوروبا وافريقيا واسيا ببعضها البعض.
إن التبادل الضخم والسلس يتم عبر هذه المنطقة.
وهذه المنطقة كانت مكان عبور وتنقل الجيوش الكبرى. وقد شهدنا طوال التاريخ الحشود العسكرية الكبرى في هذه المنطقة، التي تحتضن معظم خيرات العالم فضلا عن اهميتها الاجتماعية والسياسية والجيوسياسية. وان اردنا اليوم شطب هذا المثلث من جغرافيا المصالح السياسية والاقتصادية والطاقة في العالم، فانه لن يبقى اي شئ.
إن ما يحتاجه العالم الصناعي من الطاقة، يتمركز في هذه المنطقة. اننا نعيش في هكذا منطقة. وقد انبثقت ثقافات كبيرة من هذه المنطقة بسبب الماضي التاريخي والثقافي للامم التي كانت تقطنها. ان ما نراه من ثقافات وحضارات في مناطق اخرى من العالم، هي من الدرجة الثانية وضئيلة. وان بنوا ثقافة، كانت ذا اتجاه واحد ووجه واحد، انهم لم يبنوا ثقافة متعددة الاوجه. في حين ان الامم التي كانت تعيش في هذا المثلث وخلقت ثقافات وحضارات، اهتمت بالوجه المادي لحياة الانسان وكذلك الوجه غير المادي والوجه الثقافي لحياة الانسان في المعمورة. انهم اهتموا بالجانب المادي للحياة فضلا عن سيرة الحياة وواقعها، لقد كانوا يحكمون في الارض ويتواجدون في السماء.
إن هذه المنطقة، هي منطقة كبيرة للغاية. وهنا يتضح امر وهو ان اراد احد حكم العالم، فان من غير الممكن ان تقوم حكومته من دون حكم هذا المثلث. وكأن قطب الحكومة العالمية، واقع في هذه المنطقة، كما هو الحال بالنسبة للحكومات الكبرى التي كانت موجودة في يوم من الايام.
وثمة عبارة شهيرة هي ان “القطب في اورشليم هو بيت المقدس وفي القدس، المسجد الاقصى. وان اراد احد بناء امبراطورية كبرى، فانه يجب بداية التواجد في هذه المنطقة”.
إن احد اسرار اليهود الجادة، للهيمنة على هذه المنطقة، هو ان اليهود بصدد تشكيل حكومة عالمية، ويعرفون ان تشكيل الحكومة العالمية غير ممكن من دون السيطرة على هذه المنطقة، ويعلمون علم اليقين بان هيمنتهم ستكتمل عندما يستولون على المسجد الاقصى بالكامل، لكنهم لم يفلحوا لحد الان في تحقيق ذلك. والملفت انه عندما تتحقق الحكومة العالمية لولي العصر عليه السلام، فان مجمل هذا المثلث سيكون بتصرف الامام المهدي عليه السلام. وكأنه لا يمكن تشكيل امبراطورية كبرى وحكومة عالمية من دون السيطرة على هذه المنطقة.
ومن دون الاخذ بعين الاعتبار المواد والفصول الاخرى، وردا على هذا السؤال ان كانت مواقف المسلمين وراء تصرفات الغرب ضد المسلمين أم ان هناك سرا اخر؟ يمكن القول:
طالما ان المسلمين يعيشون في هذه المنطقة الحساسة وفي هذا المثلث المَعْلم، فان اي قوة ترمي الى ايجاد حكومة عالمية، فانها ستجد ان المسلمين يشكلون عقبة كأداء في طريقها، وطالما ان هذه المنطقة المهمة هي بتصرف المسلمين، فان اليهود والاستكبار لن يدعوا المسلمين وشانهم. سواء اتخذ المسلمون مواقف أم لم يتخذوا، فبمجرد انهم يقطنون هذه المنطقة، فان هذا يكفي لمناصبتهم العداء. ان كل القدرات والطاقات الكامنة لدى امم هذه المنطقة تدفع الاستكبار العالمي لمهاجمة هذه المنطقة بشكل متواصل. وهذا الهجوم الدائم والمتسارع، يتنامي باطراد ويتسم بعدة اوجه. وهذا الهجوم لا يتسم بطابع عسكري فقط ، بل له طابع عسكري وسياسي واقتصادي وثقافي.
وعندما نلقى نظرة على ماضي مواجهة الاستكبار للشرق الاسلامي. يمكن مشاهدة مواجهة ذي عدة اوجه. وقد يفهم عوام الناس، الجانب العسكري منها فقط. والشريحة الوسطى قد تفهم الصراع العسكري والاقتصادي، فيما تفهم الشريحة المثقفة المواجهة الثقافية والسياسية والاقتصادية والعسكرية فيما الخواص يفهمون المواجهة الاقتصادية والسياسية والعسكرية والثقافية.
وهذا الوجه الرابع، متعلق بالخواص لا بالعوام. بعبارة اخرى، ان هذه تمثل طبقات المواجهة. فالعوام يدركون فقط الجانب العسكري، وليس بمقدورهم النظر في الجوانب المختلفة. لكن هذه المواجهة، متسارعة وذي سابقة ومتنامية وذي عدة اوجه. واحد اوجهها سياسي. وكلما وجد الاستكبار اداة في البعد السياسي والعسكري والاقتصادي، استخدمها، لكنه ان وجد في الفرص الاخرى، وسائل اخرى، فانه سيستخدمها كذلك.
إن الشعوب التي تعيش في هذه المنطقة، لها ماض طويل في مقارعة ومواجهة الاستكبار. ان المسلمين ليس لهم المام للاسف بماضي المواجهة بين العالم الاسلامي والعالم الاستكباري بقدر ما هو لدى العالم الاستكباري واليهود. لكن الغرب درس بوعي هذه السوابق، والملفت انه عندما ندرس هذه السوابق نرى “ان النصر كان دائما حليف العالم الاسلامي”. وعلى الرغم من السجال في هذه المواجهة وساحة المعركة، لكن التفوق والنصر والظفر كان في النهاية حليف العالم الشرقي، فيما مني الغرب دائما بالهزيمة والذل.
ان انتشار المسلمين في هذه المنطقة يضاف اليه الحساسية الخاصة التي يتمتع بها الشرق الاوسط، يشكل ما يكفي من الذرائع للدول الاستكبارية لكي لا تترك الشرق الاوسط وشانه، وتبدي حرصا دائما للسيطرة عليه.
وكما ان الاسلام كان قبل 1200 عام مصدر تطورات مهمة في العالم، فانه اصبح في العصر الجديد الذي بدا، مصدر تطورات.
ان بعثة النبي الاكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، شكلت منعطفا مهما في التاريخ. وبعد النبي (ص) وقعت عدة احداث شكلت منعطفا هي الاخرى في تاريخ البشرية. لكن ان كانت هذه الوقائع تحظى برضا الله تعالى أم لا، موضوع لا يقع ضمن بحثنا هذا، ومهما كانت هذه الاحداث فانها اتسمت بلون وطابع اسلامي ادت الى ايجاد تطور. ومن هذه الاحداث يمكن الاشارة الى دخول المسلمين، اوروبا وقيام الحضارة الاسلامية في قلب اوروبا المتوحشة.
ان دخول المسلمين عن طريق جبل طارق بقيادة طارق بن زياد وقيام الحضارة في الاندلس والتي امتدت حتى الحدود الفرنسية، يكتسي اهمية. وعندما دخل المسلمون الى اوروبا، حدثت هناك تطورات عظيمة وكانت تطورات ثقافية وسياسية واقتصادية واجتماعية، ولم تحدث من اجل الاستيلاء على اراض، بل انها اوجدت تطورات ثقافية. انهم بنوا نموذجا يحتذى في اوروبا. وعندما كانت اوروبا مصابة باسفه واكثر اشكال الحياة ابتذالا، استحدث المسلمون في هذه المنطقة، اروع مدنية وحضارة اتسمت بطابع ولون اسلامي نبيل. وهذا المنعطف دفع باوروبا الى ممارسة الحسد والبغضاء تجاه المسلمين والدخول في صراع معهم.
وكانت نتيجة هذا المنعطف، ان يتطور الغرب من جراء المواجهات والصراعات التي امتدت لفترات طويلة مع المسلمين.
ونذكر عدة عوامل ساهمت في ايجاد تطور لدى الغرب، التطورات التي اسهمت في انتقال الغرب من القرون الوسطى الى القرون الجديدة. واحدها اكتشاف اميركا والاخر فتح الاندلس.
لذلك فان فتح المسلمين للاندلس، يعد منعطفا في التاريخ. وعندما استعيدت الاندلس من المسلمين، تشكل منعطف اخر. وعندما استقر المسلمون في الاندلس، نشروا فيها ثقافتهم وحضارتهم. ويمكن مشاهدة هذه الثقافة في المباني والعمارة وبناء المدن هناك.
لكن عندما اصبحت الاندلس في ايدي المسيحيين من جديد، كان ذلك بمثابة منعطف اخر. لان فتح الاندلس ادى الى ايجاد تطورات جديدة في اوروبا، قادتها الى تجاوز القرون الوسطى والانتقال الى القرون الجديدة وتبلور بالتالي تاريخ اوروبا للاعوام الاربعمائة الاخيرة.
واضافة الى فتح الاندلس، فان اكتشاف اميركا، شكل سببا اخر لوقوع تطورات في القرون الجديدة.
وفي العصر الجديد واواخر عقود القرن العشرين، حدث حادث هائل في الشرق الاسلامي، الا وهو “الثورة الاسلامية”. بالضبط في الوقت الذي اصبح الغرب في تراجع وانحسار.
وفيما يخص الثورة الاسلامية، يمكن القول بان:
1-    هذه الثورة، تحدت الغرب ووضعت علامة استفهام كبرى امام الغرب
2-    يتم من جديد اظهار الثقافة والحضارة الاسلامية في مقابل الغرب
3-    الشرق الاسلامي ومحوره “ايران” يدعو الغرب الى معركة كبرى
4-    وهذه الواقعة لم تبق حبيسة حدودها الجغرافية وعلى مساحة مليون وستمائة الف كيلومتر مربع (مساحة ايران)، بل ان الامواج الثقافية والاجتماعية والامنية للثورة الاسلامية، تعبر الحدود. وتخرج من مفاصل القارات الثلاث وتلقي بظلالها من جديد على ارجاء اسيا وافريقيا واوروبا. مثلما ان العديد من الارقام والاحصاءات تظهر بان تطورات كبيرة جدا حدثت بعد الثورة الاسلامية في ايران في القارات الثلاث. وربما يمكن القول باننا يجب ان نلاحظ انتشار الثورة الاسلامية الى خارج الحدود الايرانية، لا داخل حدود ايران. وعندما نكون في الداخل منشغلين بالقضايا الداخلية، ننصرف عن ملاحظة انتشار الثورة الاسلامية في خارج هذه المفاصل، لكننا عندما نشاهد ما حدث على مدى العقود الثلاثة الماضية من تطورات ثقافية واجتماعية كبيرة في العالم، وما هي النهضات الدينية التي تسببتها في اوروبا وكيف ان الدعوة الى الاسلام انتشرت في اوروبا وافريقيا واميركا واسيا، ننتبه الى ان الثورة الاسلامية، كانت مصدر تطورات عظيمة في العالم.
5-    ان الثورة الاسلامية، ليست اخرجت ايران كمنطقة مهمة من قبضة اميركا، فحسب بل ان نتائج هذه الثورة ومثل لعبة الدومينو، اسقطت البيادق الاخرى مرحلة بمرحلة، وتسببت بقيام صحوة خاصة.
6-    اذكت النهضة المعادية للغرب والمناهضة للصهيونية في المنطقة وبلغت في فترة زمنية قصيرة مرحلة لم يبق فيها لا العراق ولا افغانستان ولا لبنان ولا سائر المناطق، في قبضة اميركا.
وهذا الحدث، جعل العالم الاسلامي ينتبه الى وجود نمو وثورة وهدف جديد.
إن الثورة الاسلامية في ايران، وضعت هدفا كبيرا امام البشرية لاسيما مسلمي منطقة الشرق الاوسط وتحولت الى دافع ل:
أ‌-    نيل الاستقلال وحفظه
ب‌-    مكافحة الغرب لكسب الهوية الثقافية والدينية الذاتية والتخلص من الزوال
ج- الاعتماد على الثقافة الاسلامية ونشرها. الامر الذي يخشاه الغرب بشدة
وعلى اي حال، فان تغاضينا عن جميع الحالات التي ياخذها الغرب بنظر الاعتبار، فان تطورات العقود الثلاثة الاخيرة تكفي لان يرى الغرب نفسه مضطرا للتخلص من هذه القضية، وان هذا الموضوع الوحيد الذي لفت انتباه مجمل ثقافة واقتصاد وسياسة الغرب وحتى قضاياه الامنية على مدى القرون الاخيرة تجاهه. لقد انفق الغرب، ثروة هائلة لوقف هذا التيار، لان ايران هي مركز القضية.
وارادوا من خلال الاستثمار في مجال الحرب لفترة طويلة، ايقاف هذا التيار الزاحف، وحاولوا تاليا من خلال الاستثمار في الحقلين الاقتصادي والثقافي، ايقاف الثورة الاسلامية، لكن يجب التسليم بان الثورة الاسلامية تعد تطورا مهما كما يجب القبول بان هؤلاء لن يتخلوا عن اطماعمهم.
ويقول هنري كيسنجر، احد اعضاء مجلس العلاقات الخارجية الامريكية ومنظر واستراتيجي يهودي، وكان وزيرا للخارجية الامريكية، يقول في كتابه بعنوان “السياسة الخارجية الامريكية”:
“لكي نكون قادرين على الحد من توسع ونفوذ بلد ما في مناطق اخرى من العالم وتمتين علاقاته السياسية مع الاخرين، فانه يتعين ضرب الامن القومي لهذا البلد او الهائه بالصراعات الداخلية، بحيث يكون عاجزا عن تحقيق السلطة والامن في الداخل، او ان يكون مهددا ومعرضا للهجوم من جانب الاخرين على الدوام”.
وقد اعتمدت هذه الاستراتيجية خلال العقدين او العقود الثلاثة الاخيرة تجاه البلدان الاسلامية الفعالة لاسيما ايران الاسلامية.
ولذلك فاننا نعتبر هذا الموضوع مهما في كشف سر المواجهة المستمرة التي يخوضها الغرب مع العالم الاسلامي وايران والثورة الاسلامية.

يتبع إن شاء الله    
جـميع الحقـوق مـحفوظـة لمركز موعود الثقافي
لا يسمح باستخدام أي مادة بشكل تجاريّ دون أذن خطّيّ من ادارة الموقع
ولا يسمح بنقلها واستخدامها دون الإشارة إلى مصدرها.

شاهد أيضاً

الثلاثي المقدس ( القسم الحادي عشر: الشرق الاسلامي والمصادر الهائلة للثروة)

اسماعيل شفيعي سروستاني إن القسم الاكبر من الاحتياطي النفطي في العالم، او بالاحرى ثروة العالم، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *