الرجعة هي العقيدة المشتركة للإسلام والمسيحية

صرّح القسّ اللبنانی ورئيس المركز الحبري المريمي لحوار الأديان في لبنان، “الأب وسام أبوناصر” أن الرجعة هي العقيدة المشتركة للإسلام والمسيحية، مبيناً أن يسوع وعد تلاميذه أن يأتي ثانية كما وعدت الملائكة أن يسوع سيأتي ثانية.

الاب وسام ابوناصر رئيس المركز الحبري المريمي لحوار الاديان
وعيد الميلاد يُعتبر ثاني أهم الأعياد المسيحية على الإطلاق بعد عيد القيامة، ويُمثل تذكار ميلاد يسوع المسيح وذلك بدءًا من ليلة 24 ديسمبر ونهار 25 ديسمبر في التقويمين الغريغوري واليولياني غير أنه وبنتيجة اختلاف التقويمين ثلاث عشر يومًا يقع العيد لدى الكنائس التي تتبع التقويم اليولياني عشية 6 يناير ونهار 7 يناير.

وبمناسبة ذكرى مولد النبي عيسي (ع)، أجرت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا) حواراً خاصاً مع القسّ اللبنانی ورئيس المركز الحبري المريمي لحوار الاديان في لبنان، “الأب وسام أبوناصر”، واليكم نص الحوار:

ما هي آراء المسيحين حول رجعة المسيح (ع) و ما هي الأسناد الموثوقة في هذه القضية؟

إن يسوع وعد تلاميذه أن يأتي ثانيــة. ففي يوحنا 14: 1-3 يقول الوحي: “لا تضطرب قلوبكم. أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. في بيت أبى منازل كثيرة. وإلا فاني كنت قد قلت لكم.أنا أمضي لاعد لكم مكاناً. وان مضيت واعددت لكم مكانا آتي أيضاً وآخذكم اليّ حتى حيث اكون أنا تكونون انتم أيضاً”.

والملائكة وعدت أن يسوع سيأتي ثانية. ففي أعمال 1 : 10-11 يقول الوحي: “ولما قال هذا ارتفع وهم ينظرون.واخذته سحابة عن أعينهم. وفيما كانوا يشخصون الى السماء وهو منطلق إذا رجلان قد وقفا بهم بلباس أبيض وقالا أيها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون الى السماء. إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم الى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقاً الى السماء”.

كيف سيأتي يسوع ثانية؟ ففي لوقا 21: 27 يقول الوحي: “وحينئذ يبصرون ابن الانسان آتياً في سحابة بقوة ومجد كثير”.

كم من الناس سيرون المسيح في مجيئه ثانية؟ ففي رؤيا 1 : 7 يقول الوحي: “هوذا يأتي مع السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه وينوح عليه جميع قبائل الأرض.نعم آمين”.

ماذا سنرى ونســمع عندما يأتي. ففي 1 تسالونيكي 4: 16-17 يقول الوحي:” لان الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولاً.17 ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء.وهكذا نكون كل حين مع الرب”.

ما مدى كون مجيء المسيح سيكون مرئيـاً؟ متى 24: 27 يقول الوحي: “لانه كما أن البرق يخرج من المشارق ويظهر الى المغارب هكذا يكون ايضاً مجيء ابن الانسان”.

أي تحذير قدمه لنا المسيح بخصوص مجيئه كي لا يضلنا أحد؟ متى 24: 23-26 يقول الوحي: “حينئذ إن قال لكم أحد هوذا المسيح هنا او هناك فلا تصدقوا. لانه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لو أمكن المختارين ايضاً.25 ها أنا قد سبقت واخبرتكم.إن قالوا لكم ها هو في البرية فلا تخرجوا.ها هو في المخادع فلا تصدقوا”.

هل يعرف أحد موعد مجيء المسيح بالتحديد؟ ففي متى 24: 36 يقول الوحي: “واما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا ملائكة السموات إلا أبي وحده”.

فيما نعلم آفة التأجيل البشري والمماطلة, ففي هذا الاطار ماذا قال لنا المســيح أن نفعل؟ ففي متى 24: 42 يقول الوحي: “اسهروا إذا لأنكم لا تعلمون في أية ساعة يأتي ربكم”.

أي تحذير قدمه لنـا المسيح في هذا الاطار أيضاً كي لا يباغتنا عنصر المفاجئـة في مثل هذا الحدث الخطير؟ في لوقا 21: 34-36 يقول الوحي: “فاحترزوا لانفسكم لئلا تثقل قلوبكم في خمار وسكر وهموم الحياة فيصادفكم ذلك اليوم بغتة. لانه كالفخ يأتي على جميع الجالسين على وجه كل الأرض. أسهروا إذا وتضرعوا في كل حين لكي تحسبوا أهلاً للنجاة من جميع هذا المزمع أن يكون وتقفوا قدام ابن الانسان”.

لماذا يأخذ مجيء المسيح كل هذا الوقت الطويل قبل أن يتحقق؟ ففي 2 بطرس 3: 8-9 يقول الوحي: “ولكن لا يخف عليكم هذا الشيء الواحد أيها الأحباء إن يوماً واحداً عند الرب كالف سنة والف سنة كيوم واحد. لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتأنى علينا وهو لا يشاء أن يهلك أناس بل أن يقبل الجميع الى التوبة”.

فبينما نحن ننتظر مجيء المسيح كيف ينبغي لنا أن نحيا؟ ففي تيطـس 2: 11-14 يقول الوحي: “لانه قد ظهرت نعمة الله المخلّصة لجميع الناس معلّمة إيانا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلّصنا يسوع المسيح الذي بذل نفسه لاجلنا لكي يفدينا من كل إثم ويطهر لنفسه شعباً خاصّاً غيوراً في اعمال حسنة”.

ماذا سيكون حال العالم عندما يأتـي المسيح؟ ففي متى 24: 37-39 يقول الوحي: “وكما كانت أيام نوح كذلك يكون أيضاً مجيء ابن الانسان. لانه كما كانوا في الأيام التي قبل الطوفان يأكلون ويشربون ويتزوجون ويزوّجون الى اليوم الذي دخل فيه نوح الفلك ولم يعلموا حتى جاء الطوفان واخذ الجميع.كذلك يكون ايضا مجيء ابن الانسان”.

هل سيكون مجيء المسيح هو وقت للمجازاة؟ ففي متى 16: 27 يقول الوحي:” فان ابن الانسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله.”.

لماذا ســـيأتـي المسيح ثانيـة؟ ففي عبرانيين 9: 28 يقول الوحي: “هكذا المسيح أيضا بعدما قدّم مرة لكي يحمل خطايا كثيرين سيظهر ثانية بلا خطية للخلاص للذين ينتظرون”.

عند مجيء المسيح ثانيــة سنختبر حقيقة خلاصنــا. ففي 1 كورنثوس 1 : 7-8 يقول الوحي: “حتى أنكم لستم ناقصين في موهبة ما وانتم مـتوقعون استعلان ربنا يسوع المسيح الذي سيثبتكم أيضاً الى النهاية بلا لوم في يوم ربنا يسوع المسيح.”

لماذا صار تأريخ ميلاد المسيح مبدأ لتقويم رأس السنة الجديدة للمسيحيين؟
إن التّقويم الميلادي لا علاقة له بميلاد المسيح: يقرن البعض رأس السّنة الميلادية بميلاد السّيد المسيح مع أنّ ذلك ليس صحيحاً فأغلب المؤرّخين المعاصرين والقدامى ينفون ذلك، وقد بيّن الدكتور حنّا جرس الحضري في كتابه “تاريخ الفكر المسيحي” أنّ أغلب الدّراسات تذهب إلى أنّ ميلاد المسيح كان بين أعوام خمسة قبل الميلاد أو اُثنين بعده وهو نفس استنتاج المؤرّخين القدامى مثل سافيروس سالينسوس ونيكونورس كاليسنوس الّلذان يريان أنّ تاريخ ميلاد المسيح كان قبل مقتل الإمبراطور الرّوماني يوليوس قيصر بنحو اثنين وأربعين عاماً أي أربع سنوات قبل الميلاد وفقاً للتقويم المعمول به. وكان يوليوس قيصر أوّل من اتّخذ الفاتح من شهر جانفي (يناير) كٍرأس لسنة وذلك سنة 46 ق.م ولإضفاء القداسة على المناسبة كان لا بدّ من استحضار إله وهو جانيوس: الإله ذو الوجهين والمحدّد للبدايات والنّهايات.

والملاحظ أنّ الرّاهب الأرمني دوينسيوس اكسيجونس هو من أدخل هذا التقويم الروّماني الأصل إلى المسيحية وذلك سنة 532م ولم يقع تبنّيه واعتماده من طرف الكنيسة الرسمية إلا مع البابا جريجوريس الثالث عشر بابا روما سنة 1581م. هو إذا تقويم روماني ذو جذور وثنية وكلّ المظاهر الاحتفالية الّتي طالما اعترضت عليها الكنيسة الرسمية لا تخلو من تلك الرّموز والدّلالات، فشجرة الميلاد مثلاً هي في الأصل رمز لإله الشّتاء وبابا نوال أو سانتا كروز فهو مزيج من الشخصيات الأسطورية.

لماذا لقب النبي عيسى(ع) بالمسيح؟
تعبير مسيح الرب بالفعل استخدم في العهد القديم على الكهنة وعلي بعض الانبياء وعلى ملوك اسرائيل واطلق على كورش مجازا لان الرب مسحه لتتميم وظيفه معينه واتمها وهي رجوع شعبه من السبي ومعاقبة بابل على افعالهم وتعبير مسيح الرب بالعبري لمشيح يهوه למשׁיח יהוה.

أولاً كلمة مسيح الرب معناها الممسوح من الله وكانت تُطلق على ملوك بنى إسرائيل الممسوحين من الله بواسطة الكهنة فى العهد القديم.

وجاءت كلمة “مسيح” 37 منها 11 مرة فى العهد القديم عن الملوك, 8 مرات تخص الملك شاول ومرتين تخص الملك داود ومرة واحدة تخص الملك صدقياً، ولكنها جميعاً جاءت نكرة غير معرفة وجاءت تخص ملوك بنى إسرائيل ولم تأتى كلمة المسيح مُعرفة ولا مرة واحدة عن أي نبي أو كاهن أو ملك فى العهد القديم وعاده تأتي مضافة الى الرب أي مسيح الرب مرتين جاءت فيها كلمة المسيح ( مشيح ) مُعرفة في العهد القديم جاءت في سفر دانيال 9.

فالفرق بينهم كبير جداً فمسيح الرب أي الرجل البشري الذي مسح بدهن مسحة الرب واصبح من رجال الله وهذا ما أطلق على شاول وداوود وكثيرين من الممسوحين.

أما السيد المسيح فلم ياخذ هذا اللقب ولكنه اخذ لقب المسيح (مشيحا) المعرف بالالف واللام وليس بالاضافه للرب وهو بالارامي مشيحاً دهن المسحه نفسه، فالمسيح هو المسحه نفسه الذي يقدس البشر ولهذا لقبه المسيح او الرب يسوع المسيح اي يهوه نفسه.

ففي مفهوم اليهود ان المسيح اعلن انه هو المسيح الحقيقي هو اعلان الوهية واضح (انه هو الله الظاهر في الجسد وهو الكلمه الخالق وحكمة وبهاء مجد ورسم الجوهر واللوغوس والشكينا والميمرا) ولهذا اعتبروه انه جدف لانه قال عن نفسه انه المسيح واليهود فهموا ذلك لكن ظلت بعض الاسرار مثل تفصيل مجيؤه وسر الظهور كيف يكون ولهذا اختلفوا في هذه الامور وطبيعة الظهور والتجسد ومعظم هذه الاسرار عرفت عندما اسلم روحه ولكن اسم المسيح هو اثبات الوهية يسوع بشكل قاطع ورجال العهد الجديد فهموا ذلك جيداً ومن يعلن ان يسوع هو المسيح فهو امن بلاهوته وتجسده.

والمسيح عيسى بن مريم ويُعرف أيضاً بيشوع بالعبرية وبيسوع في العهد الجديد، هو رسول الله والمسيح في الإسلام، ويُعتبر من أولي العزم من الرسل،[3] أُرسل ليقود بني إسرائيل إلى كتاب مقدس جديد وهو الإنجيل[4] الإيمان بعيسى (وكل الأنبياء والرسل) ركن من أركان الإيمان، ولا يصح إسلام شخص بدونه. ذُكر عيسى باسمه في القرآن 25 مرة.

ما هي ألقاب السيد مسيح(ع) في القرآن الكريم؟
أما ألقاب النبي عيسى في القرآن الكريم فهي: ابن مريم، المسيح، رسول الله، نبي الله،  الوجيه، كلمة الله، المبارك، عبد الله.

المصدر: https://iqna.ir/ar/news/3479579/

 

شاهد أيضاً

نفاق

ما هو النفاق من منظور الإمام علي(ع)؟

مقالات العربیة – ایكنا: یقول القرآن الکریم “لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ” وهکذا یبیّن لنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *