موعود موعود العربية
سيساهم الاعتراف الفرنسي المرتقب بدولة فلسطين في تشجيع باقي دول الاتحاد الأوروبي على سلسلة من الاعترافات، وتعيش إسرائيل قلقا فائق جراء هذه التطورات بسبب وزن فرنسا في رسم سياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية.
وباستثناء بعض التحفظات، يلتقي اليسار واليمين حول إعلان الدولة الفلسطينية في الشرق الأوسط، وسيقدم نواب الحزب الاشتراكي الحاكم مقترحا يوم 28 تشرين الثاني (نوفمبر) لمجلس النواب للتصويت على الاعتراف بالدولة الفلسطينية ومقترح مماثل لمجلس الشيوخ يوم 11 كانون الأول (ديسمبر).
وتلتقي مبادرة برلمان فرنسا مع نظيرتها في البرلمان البريطاني، وانزعج نواب أحزاب اليسار الفرنسي من التأخر في المبادرة، وبدورهم أبدى نواب من اليمين قلقا مشابها. ويوجد وسط اليمين الفرنسي أنصار جاك شيراك الذين يميلون للعرب والقضية الفلسطينية.
وتكتسب المبادرة الفرنسية أهمية على البريطانية، فالثانية تستمر بروتوكولية، بينما الأولى تأخذ أهميتها من تصريحات وزير الخارجية الفرنسي لوارن فابيوس الذي قال في نهاية /آب (أغسطس) الماضي بأنه قد حان الوقت للاعتراف بالدولة الفلسطينية. وسيكون تصويت البرلمان الخطوة الممهدة لهذا الاعتراف في المستقبل القريب. وعاد لوارن فابيوس بعد اعتراف البرلمان البريطاني بالدولة الفلسطينية أن “فرنسا ربطت دائما الاعتراف بفلسطين بالمفاوضات، وإذا لم تكن نتائج، فسيحين الوقت للإعتراف بالدولة الفلسطينية”.
ويسود وسط حكومة إسرائيل قلق حقيقي من أي خطوة فرنسية، فقد اعتادت فرنسا المساهمة بشكل قوي في السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، وخطوة جريئة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية سينضاف الى 135 دولة في العالم تعترف بالدولة الفلسطينية وآخرها السويد التي اتخذت الخطوة منذ أسبوعين، لكن تأثيرها وسط العائلة الأوروبية يبقى دون فرنسا، وقد تمهد فرنسا الطريق لدولة أخرى.
ولم تحدد فرنسا تاريخا للاعتراف، لكن تسريبات دبلوماسية لأنصار القضية الفلسطينية وسط المجموعات البرلمانية تتحدث عن 2015 في حالة تعثر المفاوضات بين فلسطين وإسرائيل.
وعجز اللوبي اليهودي في فرنسا إيقاف دينامية البرلمان الفرنسي، فالحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل ضد قطاع غزة بقتل مئات الأبرياء من الأطفال والنساء وما خلف ذلك من تنديد وسط الرأي العام الفرنسي تحول دون فعالية هذا اللوبي.
المصدر : رأی الیوم
