إن عمدة الأدلة الصهیونیة على امتلاك الیهود لما بین النیل والفرات هو ما جاء فى أسفار «العهد القدیم» من وعد الله لإبراهیم – علیه السلام – وذریته بملكیة هذه الأرض ملكا أبدیًا.. وفى الحوار مع الذین یؤمنون بنصوص العهد القدیم- من الیهود والنصارى- ویجب أن لا نتجاهل هذه النصوص وإنما الواجب هو التعامل معها بمناهج النقد الداخلى للنصوص فذلك هو السبیل لتبیان «الحق والحقیقة» ولكسب التأیید لقضایانا العادلة فى هذا الصراع..
إن عمدة الأدلة الصهیونیة على امتلاك الیهود لما بین النیل والفرات هو ما جاء فى أسفار «العهد القدیم» من وعد الله لإبراهیم – علیه السلام – وذریته بملكیة هذه الأرض ملكا أبدیًا.. وفى الحوار مع الذین یؤمنون بنصوص العهد القدیم- من الیهود والنصارى- ویجب أن لا نتجاهل هذه النصوص وإنما الواجب هو التعامل معها بمناهج النقد الداخلى للنصوص فذلك هو السبیل لتبیان «الحق والحقیقة» ولكسب التأیید لقضایانا العادلة فى هذا الصراع..
لقد جاء الحدیث عن هذا الوعد فى خمسة مواضع من سفر التكوین.. ونحن نورد النصوص التى جاءت عن هذا الوعد فى هذه المواضع الخمسة لنكشف ما فیها وما بینها من تناقضات صارخة، تعلن انتفاء الصدق والمصداقیة عن هذه النصوص..
١- ففى النص الأول: «قال الرب لإبرام بعد اعتزال لوط له: ارفع عینیك وانظر من الموضع الذى أتى فیه شمالاً وجنوبًا وشرقًا وغربًا- لأن جمیع الأرض التى أنت ترى أعطیها لك ولنسلك إلى الأبد ٢٢ – تكوین ١٣-١٤-١٥ .
٢- وفى النص الثانى : واجتاز إبرام فى الأرض من مكان شكیم إلى بلوطة مورة وكان الكنعانیون حینئذ فى الأرض وظهر الرب لإبرام وقال : نسلك أعطى هذه الأرض فبنى هناك مذبحًا للرب الذى ظهر له » تكوین: 1،٦/7.
٣- وفى النص الثالث: «وتكلم الرب معه «إبرام» فقال : لا یدعى بعد اسمك إبرام یكون اسمك إبراهیم وأعطى لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك كل أرض كنعان ملكًا أبدیًا : تكوین ١٧ : ٨،٧ .
٤- وفى النص الرابع «فى ذلك الیوم قطع الرب مع إبرام میساقًا قائلا: لنسلك أعطى هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبیر نهر الفرات » تكوین ١٨:١٥
٥- وفى النص الخامس : «والأرض التى أعطیت إبراهیم وإسحق لك أعطیها » تكوین 2/٣٥ وإذا كان الذین یؤمنون بهذا العهد القدیم یسمونه الكتاب المقدس بمعنى أنه كلمة الله ووحیه فالمفترض هو تنزیه كلمات الله عن التناقضات لكن الناظر فى نصوص هذا الوعد الإلهى یجدها ملیئة بالتناقضات .. وعلى سبیل المثال .
ففى النص الأول نجد مساحة الأرض الموعودة هى المساحة التى یراها بصر إبراهیم «جمیع الأرض التى أنت ترى لك أعطیها ولنسلك إلى الأبد» وفى النص الثانى حدودها من شكیم إلى بلوطةمورة».
وفى النص الثالث نجد حدود هذه الأرض الموعودة هى حدود أرض كنعان التى كان إبراهیم متغربًا فیها.
وفى النص الرابع نجد حدود هذه الأرض الموعودة هى ما بین النیل والفرات !! فهل كان بصر إبراهیم محیطًا بأرض كنعان – فلسطین ؟! أم هل كان محیطًا بما بین النیل والفرات؟! أم أن فى هذه النصوص من التناقضات ما یباعد بینها وبین أن تكون كلمة الله ووعد الله؟!
إن النقد الداخلى للنصوص هو سبیل من سبل البرهنة العقلیة والمنطق البرهانى الذى یجب سلوك طریقه لتبدید الأوهام التى تستخدمها الصهیونیة فى دعم الاغتصاب لأرض فلسطین وما وراء أرض فلسطین