تحديات الهجمة الناصبية واستحقاقات الإنتظار

في إطار مباحثه بالقضية المهدوية ، وما يترتب على قضيتي الإنتظار والأستعداد المهدويين، واصل حجة الإسلام والمسلمين سماحة الشيخ جلال الدين الصغير مباحثه المهمة في هذا الصدد، في ملتقى براثا الفكري الذي ينعقد عصر كل يوم جمعة بمسجد براثا المعظم ببغداد.

ففي عصر الجمعة الثانية من شهر ، والموافق للحادي عشر من شوال 1435 هـ الموافق 8/ آب – اغسطس /2014 م .وفي الملتقى الفكري الذي يعقده سماحته في قاعة المحاضرات بمسجد براثا ، ألقى محاضرة مهمة كان عنوانها :” تحديات الهجمة الناصبية واستحقاقات الإنتظار “

المحاضرة المهمة والقيمة تناول فيها حجة الإسلام والمسلمين سماحة الشيخ جلال الدين الصغير واحدا من المباحث الخطيرة الشأن في القضية المهدوية، والمتعلق بمعنى الأنتظار وإستحقاقاته ، بالنظر الى الهجمة الناصبية الكبرى التي يتعرض الإسلام والمسلمين عموما ، ومذهب أهل البيت عليهم السلام خصوصا..وأجابت المحاضرة عن تساؤلات مهمة تعتلج في صدور المنتظرين ..

سماحة الشيخ الصغير أستهل بحثه قائلا:

ما من شك في ان الروايات الشريفة تحدثت وبطرق متعدد عن خطين متصادين، خط الأنتظار، وخط الناصبة المعادين لأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وفي عديد من الروايات يشار الى ان هذا التضاد يؤدي الى فتن كبرى والى قتل وقتال، مما يجعل إستحقاقات الأنتظار تجاه الحركة الناصبية، إستحقاقات البراءة وإستحقاقات الأستعداد للقتال، ثم إستحقاقات القتال نفسه، ودفع كل الضرائب المترتبة على هذه الأستحقاقات، وسبق لي أن اشرت الى أن كثير من الروايات التي تحدثت عن الصيحة، تحدثت عن وجود خط مناهض، يحاول أن يكذب هذه الصيحة، في قبال أن إمامكم هو فلان، أي الإمام المهدي صلواته تعالى عليه وسلامه، والذي تنادي به صيحة جبرائيل، ستنطلق صيحة أبليس وهي تنادي بأن إمامكم فلان، وهو إمام الناصبة بإعتبار الكثيرين كانوا يتصورون بان المقصود بكلمة فلان، إنما يقصد به السفياني، لكن بعد تحليل الروايات، نلاحظ بأن المقصود بإمامكم فلان إنما هو إمام الناصبة، وقد رمز لأحد رموز النواصب فيما سلف للإشارة الى طبيعة وجود الناصبة، لو أخذنا ما يجري على النفس الزكية في مكة المكرمة، وطبيعة قتله ما بين الركن والمقام، إنما يشير الى حقيقة لا شك فيها وهي أن الحقد والغل على هذا الرجل يبلغ من العنفوان والشدة ، بحيث أنهم لا يتمالكون أنفسهم فيقتلونه ما بين الركن والمقام، وهذا المكان كما هو التعريف الإسلامي لا يقتل به أحدا، لكن ضريبة الناصبة تؤدي الى أن يقتل هذا العبد الصالح ما بين الركن اليماني وما بين مقام إبراهيم صلواته وسلامه تعالى عليه وعلى نبينا.

بالنتيجة هذه الروايات لا يجب أن تستقبل، بعنوانها قصص مجردة ستحدث في التاريخ كما هو منهجنا، وبناءا على ما أسسناه في هذا المنهج، أو ما أستفدناه من منهج أهل البيت صلواته تعالى عليهم اجمعين، للتعريف بذلك، نحن نستفيد آفاق حركة الإستعداء للمؤمنين المنتظرين في مقابل الخطط والبدائل التي يجب أن يضعها المؤمنون للتعامل مع حركة الناصبة، حركة الناصبة تارة ناخذها بالأبعاد الفردية وأخرى نأخذها بعنوانها الحركة الجماعية التي تنبيء عنها على سبيل المثال، حركة بني قيس أو حركة عوف السلمي أو حركة الرايات السود أصحاب الدولة التي أشرنا إليها فيما سلف
بالنتيجة أن هناك حركات علامة تمتد أثارها لعديد من ألأشهر، وهناك رواية ترد وربما تتطابق مع ما نحن فيه الآن، حينما يشار الى وجود حراك ما في شعبان، ثم يتحول في رمضان الى همهمة ، ثم الى معمعة في شهر شوال، ثم الى حراك في شهر ذي العقدة وفي شهر ذي الحجة، وصولا الى محرم حيث سينتهي هذا الحراك، هل هو هذا الحراك الذي نحن فيه، أم أنه هناك شيء آخر؟ لكن القدر المتيقن، أن حركة عامة ستؤدي الى هرج ومرج وصخب شديد والى قتل فضيع، والى حراك مناطق وحراك عشائر، إشارة الى تغيرات ديموغرافية في المناطق، أجد أن كثير من التشابه في هذه الرواية وإن كانت رواية عامية، لكنها تشير الى موجة من الأحقاد سوف تطبق على ساحة الأنتظار وتهيمن عليها، وبالنتيجة ساحة الأنتظار يجب أن تبدي موقفا للتعامل مع هذا ألإطباق أو هذه الحركة المترامية.

من هنا نعتقد أن مفهوم الجهاد وأساليبه وآلياته على صلة وثيقة بالحراك المهدوي.

على أية حال هذا التقديم للدقائق الأولى من المحاضرة القيمة غرضنا منه وضع القاريء الكريم في أجواء موضوع المحاضرة المثير والمتعلق بشكل أقرب الى اليقين منه الى الأحتمال بما يجري هذه الأيام..

بعد هذا الجزء المستل من محاضرة سماحة الشيخ الصغير القيمة، لا نريد أن نستبق ما ورد في الفيديو المرفق الذي يتوفر على مقاربة مهمة جدا للموضوع المبحوث ومن زوايا متعددة

لكننا كنا نبغي وضعكم في أجواء هذه المحاضرة المهمة جدا في سلسلة محاضرات القضية المهدوية التي ينهض سماحة الشيخ جلال الدين الصغير بقسط وافر من إيضاح مجرياتها، إستنادا الى ما ورد عن أهل البيت عليهم السلام

ومن المؤكد أن هذه المحاضرة والمحاضرات التي سبقتها بحاجة الى متابعة مباشرة من المتلقي كي يلم بأهدافها ودواعي طرحها..

وهذا ما فعلناه هنا حينما أوردنا التسجيل الصوري للمحاضرة، متمنين أن نراها في وقت قريب مطبوعة وبمتناول القراء والمتابعين والباحثين على حد سواء، لما أنطوت عليه من تفاصيل تربط بين الرواية المنقولة عن المعصوم عليه السلام والحدث المعاش.

أن تقديما مبتسرا في خبرنا هذا سيكون قاصرا عن إيصال مضمون المحاضرة الى الأخوة المنتظرين ، ولذلك يسرنا أن نقدم المحاضرة الى حضراتكم هنا عبر اليوتيوب، سيما و أن هذه المقدمة فقط لنضع القاريء الكريم قي أجوائها  ولا نريد أن نقدم تفصيلا للمحاضرة ، ولكن توخينا عرض بعض من مقدمتها  فقط ..ونشير أشارات بسيطة الى دلالاتها…..

وفي عمق المحاضرة تفاصيل لا يغني تقديمنا المبتسر عن سماعكم لتفصيلاتها  كما وردت في الفيديو أدناه ..

وجرى في ختام المحاضرة نقاش وحوار وإجابات من قبل سماحة الشيخ الصغير على أسئلة الحاضرين حول موضوع المحاضرة وسواها من المواضيع المهدوية.

المحاضرة التي حضرها جمع من المهدويين المنتظرين من طلبة العلوم الدينية والأكاديميين ، وغيرها من محاضرات سماحة الشيخ جلال الدين الصغير موجودة على موقعه  الرسمي في شبكة الأنترنيت على الرابط:

شاهد أيضاً

عِللُ الغيبة و فلسفتها

«اللّهمّ عرّفني حُجّتك، فإنّك إنّ لم تُعرّفني حُجّتك ضَلَلْتُ عن ديني»لا نعرف شيئاً بعد معرفة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *