لمرجع الأعلى الشیخ وحيد الخراساني يعزي الشيخ إبراهيم الزكزاكي وعبر عن بالغ حزنه وأسفه لحادثة الاعتداء الغادر في التظاهرات السلمية بيوم القدس العالمي في مدینة زاریا النیجیریة
وفقاً لما أفادته وكالة أهل البيت(ع) للأنباء ــ ابنا ــ في أعقاب الأحداث الدامية في يوم القدس العالمي بمدينة “زاريا” النيجیرية، والتي استشهد فيها 33 مدنيا بريئا شاركوا في مسيرة سلمية، وكان بينهم ثلاثة من ابناء «الشيخ إبراهيم الزكزاكي» زعیم الحرکة الإسلامیة في هذا البلد، قدم أحد مراجع الشیعة أحر التعازي ومشاعر المواساة للشيخ الزكزاكي ولذوي الشهداء.
اتصل المرجع الديني الأعلى «آیة الله العظمی الشیخ حسین وحید الخراساني» عصر اليوم ــ الأحد 6 شوال 1435 ــ هاتفيا بالشیخ الزکزاکي، وقدّم سماحته العزاء له ولذوي الشهداء في مدينة زاريا.
ولفت سماحته الى المعاناة التي ترافق الرجال المؤمنين الذين ضحوا بالغالي والنفيس لأجل الحق والعقيدة، الذین يحظون بالمنزلة العظيمة عند الله تعالى، وروي عن النبي صلى الله عليه وآله، انه إذا أصابت الانسان مصيبة ثم يقرأ آية الاسترجاع يكون من نصيبه ثلاث مراتب رفيعة من الله تعالى.
وأوضح سماحته خلال استعراضه للآيتين الكريمتين (156 و 157) من سورة البقرة: (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّـهِ وَإنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولئكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن ربِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُون) هذه المراتب الثلاثة وقال: المرتبة الأولى التي تمنح للشخص الذي ابتلى بمصيبة واسترجع، هي «صلاة عليه من الله تعالى»، وهذه الصلاة من قبيل الصلاة التي یکرّم الله النبيَ بها إذ یقول: (إِنّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ … ـــ احزاب، 56).
وبيّن استاذ الفقهاء، المرتبة الثانية التي أشار إليها في معرض حديثه، ان «الرحمة الالهية» تعطى للاشخاص الذين إذا أصابتهم المصيبة استرجعوا؛ فهذه الرحمة من قبیل ما جاءت في الآية الكريمة: (رحمة ربّك خير مما يجمعون ـــ الزخرف، 32) أي ان الرحمة الالهية افضل مما تجمعون.
وأشار سماحته الى المرتبة الثالثة فيما يتعلق بالمصيبة التي تنزل على الإنسان المؤمن الشاکر، هي «الهداية الالهية» وهي هداية من الله سبحانه وتعالى، وهذا يعني ان الله سبحانه يهدي أولئك الذين اختارهم. کما أكد سماحته على أن هؤلاء الاشخاص الذين اهتدوا هم الذين يستطيعون ان ينيروا للآخرين الطريق الى الهداية، وهم أولى من غيرهم في هداية الناس.
وفي الختام قدّم سماحته من جديد العزاء والمواساة للشيخ الزكزاكي ولذوي الشهداء، كما وأعلن تضامنه وتقديم المساعدة للذين تعرضوا للأذى في هذه الحادثة المؤسفة.
كما شكر سماحة الشيخ إبراهيم الزكزاكي في هذا الاتصال الهاتفي المرجع الاعلى آية الله العظمى وحيد الخراساني الذي أبدى تعاطفه العظيم ومواساته البليغ، وأبلغه تحية وسلام شيعة نيجيريا.
الجدير بالذكر ان الجماهير المؤمنة بقضية الفلسطين خرجت في التظاهرات السلمية بمناسبة يوم القدس العالمي، قد تعرضت لنيران القوات الامنية النيجيرية، التي طاردت المتظاهرين السلميين واطلقت عليهم الرصاص الحي مما أسفر عن وقوع 33 شهيدا واصابة العشرات المدنيين الابرياء .
«احمد الزکزاکي» و«حمید الزکزاکي» و «محمود الزکزاکي» هم ابناء «الشیخ ابراهیم الزکزاکي» الزعيم الشيعي في مدينة “زاريا” النيجرية الذين استشهدوا في هذا الکارثة، كما ان الابن الرابع للشيخ هو «علي الزکزاکي» الذي اصيب بجروح في هذه الحادثة، وهو تحت العناية الطبية في المستشفى.