أسعد يولد من جديد القسم الخامس :الماسونيون وعصر النهضة

إسماعيل شفيعي سروستاني
… كنت قد قبلت قبل نحو شهر أو شهرين دعوة من وزارة التربية والتعليم لزيارة مدينة “بندرعباس” والمشاركة في دورة تدريبية لمعلمي الأدب الفارسي. كان مقررا أن ألقي محاضرات مكثفة عن الأدب الفارسي والنصوص القديمة. وفائدة هذا النوع من الفصول الدراسية هي التعرف على الأوضاع الثقافية للمناطق المختلفة على الأقل. وقد غادرت الطائرة طهران عند الساعة 23 من يوم الأربعاء متجهة إلى بندر عباس، وبعد اسبوع من العمل القيت بنفسي مسترخيا على المقعد المخصص لي بجانب النافذة. ولم يكن شئ أفضل من أن يتغلبني النعاس ولو لساعة واحدة. لم أشعر متى أقلعت الطائرة من المطار. واستيقظت على وقع صوت عبور المضيفين وعربة اليد التي معهم لتوزيع الطعام على المسافرين.

 

… كنت قد قبلت قبل نحو شهر أو شهرين دعوة من وزارة التربية والتعليم لزيارة مدينة “بندرعباس” والمشاركة في دورة تدريبية لمعلمي الأدب الفارسي. كان مقررا أن ألقي محاضرات مكثفة عن الأدب الفارسي والنصوص القديمة. وفائدة هذا النوع من الفصول الدراسية هي التعرف على الأوضاع الثقافية للمناطق المختلفة على الأقل. وقد غادرت الطائرة طهران عند الساعة 23 من يوم الأربعاء متجهة إلى بندر عباس، وبعد اسبوع من العمل القيت بنفسي مسترخيا على المقعد المخصص لي بجانب النافذة. ولم يكن شئ أفضل من أن يتغلبني النعاس ولو لساعة واحدة. لم أشعر متى أقلعت الطائرة من المطار. واستيقظت على وقع صوت عبور المضيفين وعربة اليد التي معهم لتوزيع الطعام على المسافرين.
وكان المسافر الذي يجلس بجانبي شاب يبلغ من العمر ستة عشر أو سبعة عشر عاما، أسمر البشرة وكانت بشرته التي أحرقتها الشمس تظهر بانه من الأهالي المحليين لمدينة بندر عباس. وقد أراني الشاب من خلف النافذة بيده القمر وقال:
–    سيدي هل تشاهد القمر! كم هو جميل!
–    نعم! جميل جدا.
وواصل الحديث قائلا: إن السماء والقمر ليسا بهذا الجمال والشفافية من الأرض.
قلت: هو ذنبنا. لقد لوثنا ووسخنا الأرض والسماء لدرجة أننا نشاهد القمر والكواكب، وهي كدرة غير شفافة.
وفيما كان منهمكا في فتح رزمة الطعام، أدار وجهه نحوي وقال:
–    عفوا سيدي! هل لي أن أسالك عن عملك؟
–    معلم الأدب الفارسي.
–    جيد! إذن تستطيع أن تخبرني طريقة تعلم مادة تاريخ الأدب.
لم أرد أن أقول له الأفضل أن تسأل ذلك من الذين حولوا أدب هذه البلاد وأعمالها الشعرية إلى دفتر للتسجيل في المقابر وجعلوا أولاد الناس ينفرون من كل ما هو أدب وشعر وثقافة، ولذلك تحدثت له قليلا عن الأعمال الأدبية. وكان سكوته يرمز إلى الرضا، فسألته:
–    ماذا تفعل؟ وما أسمك؟
–    جمال، سيدي! جمال اذري، تلميذ في المدرسة. في السنة الثالثة من الثانوية.
–    وأي مهنة تمارسها إضافة إلى ذلك؟
–    لا شئ يذكر! نبحر أحيانا مع الأصدقاء بزورق، ونذهب ليلا حتى قريبا من “الإمارات” ونشترى عدة أجهزة فيديو وأشياء طفيفة أخرى من اللنشات، ومن ثم نعود أدراجنا.
–    هذا العمل محفوف بالمخاطر!
–    نعم! خطير، لكنه أفضل من لا شئ.
وعندما هبطت الطائرة، أعطاني عنوانه وأصر على أن أزوره في بندرعباس. ودعته واتجهت نحو السيارة التي كانت قد جاءت لتنقلي إلى مقر الأقامة. وقد انشغلت يومي الخميس والجمعة في التدريس والمحاضرة بحيث لم تتح لي فرصة حتى الذهاب لمشاهدة البحر. والتدريس لنحو 16 ساعة مكثفة يرهق الانسان. وكانت الساعة الثانية من بعد منتصف الليل حيث عدت إلى طهران.
ومضى يوم السبت أصعب من الأيام الأخرى وأكثر انشغالا من يوم الجمعة. لم أنس الموعد مع أسعد. وصلت إلى المكان قبل السادسة مساء. لم يكن أسعد ليصل بعد. وكانت فرصة لأفكر حول أسعد وجمال وألوف الشبان الأخرين مثلهم، كان لون بشرتهم وطريقة عيشهم تختلف، لكنهم عقدوا العزم جميعا على البقاء والعثور على أجوبة للأسئلة التي كانت ترهقهم. الأسئلة التي كانوا يخبئونها تحت أنقاض الحياة العادية والتنقلات اليومية. وربما نفعل الشئ ذاته نحن الأناس: التهرب من الأسئلة التي يحتاج التوصل إلى أجوبة لها بذل مزيد من الجهد أو الخوف من الأجوبة التي قد ترغمنا على التفكير حول أنفسنا وكيفية صيرورتنا ووجودنا. وصل أسعد للتو.  وكان جلب معه ثلاثة أو أربعة كتب.
–    السلام عليكم السيد مهدوي!
–    وعليك السلام، كيف حالك يا أسعد؟
–    الحمد لله، استميحك عذرا لوصولي متأخرا بعض الوقت.
–    لا عليك، كنت بانتظارك. ما هذه الكتب التي أتيت بها؟
–    كنت منذ مطلع الاسبوع أبحث عن الكتب التي تمكنني من قراءة موضوعات حول إنسان اليوم وإنسان الأمس، وأن أفهم أين أعيش من هذه الكرة الأرضية.
–    جيد، يبدو أنك بدات الحراك. لكن ماذا وجدت الآن؟
–    لم أجد شيئا ينفعني كثيرا. معظم هذه الكتب مترجمة. وهؤلاء ينظرون إلى العالم من خلف النظارة التي يرتدونها. وأعمال الإيرانيين في معظمها إستنساخ لتلك الكتب.
–    لا يهم. المهم أن تبحث. لان من جدّ وجد، ويلبي جزءا من مطالبه على الأقل. والأهم من ذلك يجب أن تعرف بان “السؤال والبحث” يشكلان مقدمة للخروج من القوقعة. وطالما لم يبدأ السؤال، يبقى الإنسان يعيش غرا حتى وإن بلغ الستين من العمر.
–    حاولت خلال اليوم أو اليومين الأخيرين كسب معلومات عن “عصر النهضة”. فقد يمجده البعض فيما يتحدث آخرون عنه بامتعاض ويأخذون عليه مأخذا. أحب أن أسمع رأيك!
–    لقد حددت مادة “الفصل الدراسي في الهواء الطلق” هذا. لا بأس. سنتحدث عن عصر النهضة كما تحب.
–    على فكرة، أريد بداية أن أعرف معنى هذا المصطلح!
–    “عصر النهضة” يُستخدم للدلالة على التجديد والإحياء. مثل الشجرة التي تذبل في الخريف والشتاء وتفقد أوراقها، لكنها تستعيد عافيتها مع حلول الربيع فتنمو عليها الأوراق الخضراء النضرة، وفي الحقيقة فان الشجرة الذابلة والكئيبة “تحيي وتجدد حياتها”. ومن هنا يجب أن تنتبه إلى أنه عندما يقال “التجديد والإحياء” فانه يحمل هذا المفهوم معه، أي إستعادة الحياة التي كان يملكها سابقا وفقدها لاحقا.
وقد أمضت “أوروبا” على غرار القارات أو البلدان الأخرى، أدوارا مختلفة. وقد ترسم لك الأشكال البسيطة التالية صورة عن تاريخ أوروبا.
00-18   18- 1500   1400-400 م.  5 م. – 5 ق.م.
وقبل أن يظهر السيد المسيح (ع) في القرن الأول للميلاد، كان الفكر “اليوناني” و “الرومي” المتسم بالشرك يهيمن على مجمل أوروبا الموحدة. وبلاريب فانك شاهدت العديد من الأفلام السينمائية بما فيها “سبارتاكوس” و “بن هور” وغيرها، الأفلام التي تصور المجالدين والقياصرة ومجلس الشيوخ الرومي و… . وكل هذه متعلقة بنوع ما باوروبا ما قبل ميلاد المسيح وثقافتها وحضارتها.
وشكل ظهور المسيح، منعطفا مهما، لان أفكار وتعاليم السيد المسيح (ع) وكتاب “الانجيل” نبذا مجمل أفكار وثقافة “اليونان والرومان” التي كانت قائمة على الإلحاد والنظام الطبقي. واستغرق الأمر ثلاثة قرون إلى أن استطاعت المسيحية الأولية أن تنتشر في أرجاء أوروبا وتمهد الطريق لتشكيل حكومة ونظام إجتماعي تأسيسا على الثقافة الدينية. وكانت الحياة في القرون الوسطى مبنية على الأيمان بالله. أخبرتك سابقا، بان “الشعب” الذي ينظر إلى الله كخالق للعالم ومدبر لجميع الأمور ويقدم مطلبه وإرادته على كل شئ، يؤمن بانه من غير الممكن تهميش الله، بل أن جميع الشؤون الإجتماعية والسياسية والإقتصادية يجب أن تتبلور على أساس ذلك المعتقد، وإلا فان جزءا من الأعمال الفردية وحياة الناس يتم تنظيمه وفقا للمطلب والقانون الإلهي والجزء الآخر وفقا للقانون البشري. ولا يفرق، فعندما لا يسود قانون الله، فان أي قانون آخر يجر الإنسان إلى النفاق والألحاد والشرك.
وفي هذه الحقبة كان أنصار السيد المسيح (ع) يديرون أمورهم وشؤون حياتهم تأسيسا على الأحكام والتعاليم الدينية للبابا الذي كان يعتبر خليفة الله. والبابا يعني الأب. يجب أن تنتبه إلى أن انطباع وفهم الانسان عن الدين كان يختلف عما نفهمه ونستخلصه نحن من الإسلام والكتاب السماوي. وأسهمت أسباب مختلفة لا مجال لبسطها وبحثها الان في حدوث تصدع وتراخ في هذا النظام.
وكان لهجوم بعض الأمم المتوحشة على وسط أوروبا وتفتيتها إلى البلدان الحالية (المانيا وفرنسا وبريطانيا و…) وبعض العوامل الأخرى أثر في هذا الموضوع. وفي نهاية العصر الذي عرف بالقرون الوسطى، بدات فرقا مختلفة من هنا وهناك بالدعاية والنشاط ضد الكنيسة والمسيحية ورجال الدين المسيحيين.
–    لما سُميّ هذا العصر بالقرون الوسطى؟
–    القرون الوسطى كما هو واضح من الإسم، تطلق على الحقبة الواقعة بين العصر اليوناني والروماني القديم وبين العصر الجديد الذي نعيش فيه.
–    وما هي الفِرَق والمجموعات التي كانت تعارض الدين؟
–    وكان يطلق على هذه الفرق اسم “البروتستانت”. والبروتستانت تعني المحتج وأطلق على ما حدث اسم “البروتستانتية”. وكانت البروتستانتية تيارات أفضت إلى “التجديد” أو “الإصلاح الديني” وشكلت مقدمة للشئ الذي أسميته “عصر النهضة”. وكان معارضو الكنيسة من الذين اعتبروا أن الاحكام الدينية تتعارض مع تمنياتهم ورغباتهم ولم يكونوا جاهزين لتقبل حدودا للامر والنهي الديني. وحاول هؤلاء بداية القول بان المسيحية يمكن لها أن تواصل حياتها من دون وجود رجال الدين.
وفي منتصف القرن الرابع عشر للميلاد، أقدم بعض الفنانين والشعراء على كتابة أشعار مناهضة لرجال الدين والمسيحية بمن فيهم فارسيليو الإيطالي واوغام وجان واي كليف البريطاني. وعقب ذلك حاول المتجددون إعطاء صورة عن رجال الدين والمسيحية تتسم بالجريمة والعنف ومعارضة العلم.
وقد شاهدت حتما في بعض أفلام الكارتون والأفلام السينمائية كيف أنهم يحاولون من خلال تضخيم عدة وقائع على مدى خمسمائة أو ستمائة عام تشويه هذه الحقبة الطويلة ومجمل الثقافة والفكر الديني المسيحي. وكانت هذه حصيلة محاولات أناس كانوا يطالبون بالتحرر اللا مشروط والتخلص من الدين والأحكام الإلهية.
ويمكن القول بان عصر النهضة شكل بداية لنمو وتكامل “الفكر غير الديني”.
وفي ضوء المثال الذي ضربته لك سابقا عن “تجدد حياة” الشجرة، يجب أن تكون قد أدركت بان عصر النهضة كان بمثابة تجديد حياة وإحياء الفكر غير الديني للعصر القديم أي “العصر اليوناني والروماني” والذي كان قد وضع جانبا بعد ظهور المسيحية وتم إحياؤه مرة أخرى في عصر النهضة. ومذاك تم بسرعة إحياء الأعمال الفلسفية والفنية للعصر القديم أي اليوناني والروماني وبدأت مجددا عملية صنع التماثل الإنسانية العارية التي كانت سائدة في العصر القديم.
وبعد عصر النهضة، بدأت أوروبا صياغة تطوراتها الاجتماعية والسياسية تأسيسا على “المذهب الإنساني” واتسمت الأخلاق وصورة الحياة أو في الحقيقة الثقافة والحضارة الأوروبية بوضع يختلف عن القرون الماضية. وأصبح المتنورون يعطون لأنفسهم منزلة ومقاما يُضاهي مقام إله الأديان السماوية والأنبياء أصحاب الشريعة وجعلوا الأحكام البشرية تحل محل الشرائع السماوية. وخلاصة القول، أصبح المتنورون أنبياء العصر الحديث في الأرض. ومذاك، نفخ المذهب الانساني كالروح في جسد جميع النظريات السياسية والاجتماعية لاوروبا ما بعد القرن الثامن عشر للميلاد. ووصل هذا الفكر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر إلى بلدان شرقية مثل “ايران” و”العثمانية” و”اليابان” وبلدان أخرى.
–    وما الفائدة التي جناها الناس من عصر النهضة؟
–    ومع عصر النهضة عادت الثقافة اليونانية والرومانية القديمة إلى أوروبا. تلك الثقافة التي كانت تجعل الانسان محورا ومعيارا لجميع الاشياء وأصبح مطلبه وتمنياته النفسية، مبدأ. الشئ الذي أسميته “المذهب الانساني”. وعندما يصبح الانسان مظهرا للجمال والكمال ويقوم بدلا من الله بوضع القوانين والأحكام، يصبح جسمه العاري تمثالا للجمال والكمال. وبناء على ذلك فان الكتّاب من أنصار المذهب الانساني، يكتبون أبشع وأوقح القضايا الانسانية والرسامين من أنصار المذهب الانساني يرسمون الأجساد العارية للانسان ومنتجي الأفلام يصورون أكثر مشاهد الحياة خفية واستتارا على شاشة السينما. والسبب واضح، لان الانسان هو بالنسبة لأنصار المذهب الانساني مجرد جسد وجسدية.
وفي المقابل، فان أتباع الديانات، لا يعتبرون الانسان مجرد جسم ومحدود بالجسدية، بل يفضلون وجهه الروحاني والمعنوي على جزئه الجسدي ويطلقون على الجسد والرغبات الجسدية البحتة عنوان “النفس الأمارة”، ولذلك أقول بان النفس الأمارة للإنسان تحل في المذهب الانساني محل الله وهي التي تحكم الانسان، في حين يعتبر “الانسان” في التعريف الديني مخلوق الله وحصيلة روحه السامية التي تسعى من خلال تجاوز مزرعة الدنيا لتخليص الجسد من الرغبات الحيوانية وأن يصبح صاحب أخلاق في مدرسة الشريعة ليتعلم ألفباء المعرفة وفي هذه المراحل، فان معلميه هم الأنبياء والأوصياء الإلهيين ونهجه الدراسي هو كلام الله.
–    نظرا إلى ما أسلفت، فان التنوير الفكري أو بالأحرى المتنور هو ابن أوروبا ما بعد عصر النهضة؟
–    بالضبط !
–    إذن، لماذا لم ترد كل هذه المسائل في المناهج الدراسية والفصول الدراسية التي تلقيتها؟
–    إن ما تشير إليه يمثل مشكلة بالنسبة لنا سأتطرق إليها في المكان المناسب. لقد كان القائمون على شؤوننا الثقافية  وحتى الكثير من مصممي النظام التعليمي ومدراء الصحف والكتّاب ومنذ السنين الاولى لظهور التنوير الفكري من دعاة التنوير الفكري. لذلك لم يتطرقوا إلى نقد الذات أبدا لا بل دافعوا على الدوام عن توجهاتهم الثقافية.
–    كيف دخل التنوير الفكري إلى البلدان المختلفة بما فيها ايران؟
–    كانت هناك أسباب مختلفة والأمر بحاجة إلى مزيد من النقاش، لكن إجمالا أقول بان المتنورين، قاموا في هيئة معلمين، بتنشئة واعداد جيل جديد كان لابد أن تتحقق جميع أمنياته وأحلامه في “الأرض”. وأصبح هذا الانسان بصدد البحث والغور في الطبيعة بكل ما أوتي من قوة، وأن يصنع ويبني حياته حسب رغبته وأهوائه من خلال كشف القوانين الكامنة في الظواهر المادية.
وقد مهدت الثورة الصناعية والرحلات الإستكشافية والكثير من الأحداث لظهور وقيام هذا الكفر والثقافة على هيئة “الحضارة الجديدة والحديثة” القائمة على أساس نبذ السنن الدينية. وقام السلطان العثماني برحلة إلى بلاد الفرنجة عام 1283 للميلاد، وبعده قام بعض المنتمين للامبراطوية اليابانية بزيارة إلى تلك البلاد، كما أن بعض المتنورين الايرانيين بمن فيهم ميرزا حسين خان سبهسالار، مهدوا ووفروا مقدمات رحلة ملك إيران إلى الفرنج. وقد أورد فريدون ادميت شرح هذه الرحلة في كتابه “فكر الرقيّ” وزار ملك ايران في هذه الجولة كلا من روسية والمانيا وفرنسا وبلجيكا وبريطانيا والسويس وايطاليا والنمسا وعاد إلى ايران بعد خمسة أشهر عن طريق الامبراطورية العثمانية والقوقاز. وخلال هذه الجولة زار ملك ايران برلمانات المانيا وفرنسا وبريطانيا والتقى شخصيات سياسية واقتصادية أوروبية بمن فيها روتشيلد اليهودي وحتى أنه اقترح في هذا اللقاء: من الأفضل أن تدفعوا مبلغا من المال لدولة كبيرة أو صغيرة وتشتروا بلدا لجمع جميع كل يهود العالم فيه وأن تتولوا أنتم رئاسته.
ترى أن هذا اللقاء لم يكن له أثر يذكر على عقلية ملك ايران، لانه لم يكن يفكر إلا بملذاته الآنية ومال الدنيا وأسباب العيش والطرب والبذخ، لكنه في أي حال، مهد الطريق لتنامي وانتشار التنوير الفكري الباهت والتابع.
وكل هذا كان مقدمة لكي أقول بان أخلاق التنوير الفكري أدخلها إلى ايران مسافرون قدموا من بلاد الفرنجة.
یتبع إن شاء الله
جـمیع الحقـوق مـحفوظـة لموقع موعود الثقافی
لا یسمح باستخدام أی مادة بشكل تجاریّ دون أذن خطّیّ من ادارة الموقع
ولا یسمح بنقلها واستخدامها دون الإشارة إلى مصدرها.

شاهد أيضاً

أسعد يولد من جديد ( القسم الثالث: وأما التقدم )

إسماعیل شفیعی سروستانی… ومرت الأيام، من دون أن تتاح لي إمكانية فهم تعاقبها. وكأن أسعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *