غیبة الإمام المهدی فی فكر الإمام الصادق علیه السلام

الحمد لله ربّ العالمین وصلّى الله على نبیّنا محمّد وآله الطیّبین الطاهرین، صلاة زاكیة نامیة متّصلة متواترة لا غایة لأمدها ولا نهایة لعددها، وسلّم تسلیماً كثیراً. وبعد ..لیست الغایة من الحدیث عن دور العظماء والعباقرة فی تاریخ الثقافة الإسلامیة اكتشاف نبوغهم، أو تسلیط الضوء على إبداعاتهم فی رفد حركة الفكرالإنسانی بعطاء راق خصب ثر، أو بیان منزلتهم وما كانوا علیه من كفاءات عالیة وراقیة، وهمم رفیعة لامعة، فحسب.

المقدمة:
الحمد لله ربّ العالمین وصلّى الله على نبیّنا محمّد وآله الطیّبین الطاهرین، صلاة زاكیة نامیة متّصلة متواترة لا غایة لأمدها ولا نهایة لعددها، وسلّم تسلیماً كثیراً. وبعد ..
لیست الغایة من الحدیث عن دور العظماء والعباقرة فی تاریخ الثقافة الإسلامیة اكتشاف نبوغهم، أو تسلیط الضوء على إبداعاتهم فی رفد حركة الفكرالإنسانی بعطاء راق خصب ثر، أو بیان منزلتهم وما كانوا علیه من كفاءات عالیة وراقیة، وهمم رفیعة لامعة، فحسب.
ولا الهدف من إقامة المؤتمرات والندوات العلمیة فی ذكراهم، موقوفاً على إظهار ما تفرّدوا به من مزایا وصفات، ولا على التغنّی بآثارهم وأمجادهم وإن كان كلّ ذلك مقصوداً; بل الغایة القصوى أبعد، والهدف الأسمى أعمق من ذلك بكثیر، وتحقیقهما لا یكون إلاّ عن طریق تحویل تلك الأدوار الزاخرة بالعلم والمعرفة والعطاء بلا حدود إلى قوّة جدیدة، وطاقة محرّكة للحیاة، نظراً لما تركوه لنا من نقاط عدیدة للانطلاق وعلى أكثر من صعید.
وربّما قد یستوقف الباحث أمر وهو یستحضر أسماء عباقرة المسلمین فیجد اسم الإمام الصادق علیه السلام (83 ـ 148 هـ ) یتكرّر فی مصادر شیعته بصورة لم یبلغها أحد غیره من أهل البیت علیهم السلام.
والسرّ فی هذا أنّ الإمام الصادق علیه السلام قد عاش فی عصرین مختلفین، عصر ضعف الدولة الاُمویة حتى آلت إلى السقوط سنة 132 هـ على أیدی العباسیین، وعصر انشغال بنی العباس فی تثبیت أقدامهم بالسلطة. ومعنى هذا، إنّ الدولة الاُمویة فی عهد الإمام الصادق علیه السلام ـ الذی تولّى الإمامة بعد وفاة أبیه الإمام الباقر علیهما السلام سنة (114 هـ ) ـ لم تكن قادرة على ممارسة نفس دورها الإرهابی فی الحدّ من نشاط أهل البیت: كما كانت تمارسه فی عهود آبائه:
كما أنّ الدولة العباسیة لم تعلن إرهابها على الإمام علیه السلام فی بدایة حكمها كما أعلنته علیه بعد حین وعلى الأئمّة المعصومین من أولاده: فیما بعد، وصولا إلى دورهم البغیض فی غیبة آخر الأئمّة الإمام المهدی علیه السلام.
ومن هنا وجد الإمام علیه السلام الفرصة النسبیة سانحة للانطلاق فی أرحب المیادین، ولهذا نجد اسمه الشریف یتردّد على ألسنة المؤرّخین والمحدّثین والمفسّرین والفلاسفة والمتكلّمین أكثر من سائر الأئمّة الآخرین:، ولعلّ خیر ما یعبّر لنا عن هذه الحقیقة هو الإمام الصادق علیه السلام نفسه فیما رواه عنه أوثق تلامذته.
فعن أبان بن تغلب قال: (سمعت أبا عبدالله علیه السلام یقول: كان أبی علیه السلام یفتی فی زمن بنی اُمیّة أنّ ما قتل البازی والصقر فهو حلال، وكان یتّقیهم، وأنا لا أتّقیهم، وهو حرام ما قتل)(1).
ونحو هذا ما رواه الحلبی عن أبی عبدالله الصادق علیه السلام أیض(2)، ونظیره ما رواه زرارة وأبو عمر الأعجمی عن الإمام الصادق علیه السلام من المنع عن مسح الخفّین فی الوضوء تقیّة وكذلك فی النبیذ ومتعة الحج(3).
فهذه النصوص وأمثالها تصوّر لنا بوضوح حالة الانفراج السیاسی النسبی الذی عاشه الإمام الصادق علیه السلام فی ظلّ الدولتین.
وقد كانت وظیفة الإمام الصادق علیه السلام صعبة للغایة إذ شاهد خطورة الموقف الإسلامی، وعاصر تلوّث المجتمع المسلم بالمفاهیم الدخیلة الوافدة إلیه عن طریق الفلسفات الأجنبیة التی تسلّلت رویداً إلى ساحته عبر القنوات الكثیرة التی شقّتها فتوحات العصر الاُموی(40 ـ 132 هـ)، وبدایات العصر العباسی الأوّل (132 ـ 234 هـ)، وما نتج عن هذا وذاك من نشوء التیّارات الفكریة الخطیرة، وانقسام المسلمین إلى مذاهب وفرق عدیدة، مع بروز حركة الزندقة والإلحاد بفعل تلك الرواسب الثقافیة المسمومة، فضلا عن استشراء حالة الفساد الإداری والخُلقی فی عاصمة الخلافة ـدمشق أوّلا، وبغداد ثانیاًـ ومن ثَمَّ تصدیر الانحراف إلى شرائح المجتمع من قصور الخلفاء أنفسهم، ویشهد على كلّ هذا ما وصل إلینا من أدب البلاطین فی ذینك العصرین، وفی كتاب الأغانی لأبی الفرج الأصفهانی أمثلة لا حصر، لها تصوّر لنا حالة البذخ الاقتصادی، والترف الفكری، والتحلّل الخُلقی الذی أصاب الاُمّة على أیدی حكّامها واُمرائها فی الدولتین الأمویة والعباسیّة.
فلیس أمام الإمام الصادق علیه السلام إذاً إلاّ إعادة تشكیل وعی الاُمّة من جدید، وتعبئة أكبر ما یمكن من طاقات أفرادها للنهوض بمهمّة التغییر الكبرى، وهو ما استطاع علیه السلام أن یحقّقه فی تلك الفترة القصیرة; إذ استطاع وبكلّ جدارة أن یعید للإسلام قوّته ونظارته، بعد أن أرسى قواعد الفكر الصحیح على أُسسه. فوقف كالطود الأشمّ بوجه تلك العواصف الكثیرة التی أوشكت أن تعصف بكلّ شیء من بقایا الحقّ وأهله، وجاهد جهاداً علمیاً عظیماً، حتى تمكّن بحكمته وعطائه وعلمه وإخلاصه لله عزّ شأنه وتفانیه فی دین جدّه صلى الله علیه وآله أن یصبغ الساحة الفكریة والثقافیة فی عصره ـبعد أن تدنت بها القیم والأخلاقـ بمعارف الإسلام العظیم، ومفاهیمه الراقیة، واستطاع تحویل تلك المفاهیم إلى غذاء روحی یومی، فنقلها من الواقع النظری إلى حیّز التطبیق الفعلی مبتدئاً بذلك بروّاد مدرسته العظیمة التی كانت تضمّ ما یزید على أربعة آلاف رجل، وكلّهم من تلامذته، حتى صاروا مشاعل نور، أضاءت لكلّ ذی عینین من أفراد الاُمّة ما اظلمّ علیه.
وهكذا استمرّت مدرسة الإمام الصادق علیه السلام فی أداء رسالتها یغذّیها ـ من بعده ـ الأئمّة من وُلده: ، بفیض من علم النبوّة ونور الولایة، ولم یخبُ ضوؤها بتعاقب الزمان وتجدّد الملوان، ویشهد لخلودها واتّساعها أنّك واجد فی كلّ عصر قطباً من أقطابها یُشار له بالبنان، وتشدّ إلیه الرحال من كلّ فجّ عمیق.
وما كان هذا لیتمّ بسهولة لولا الجهاد العلمی الحثیث المتواصل الذی بذله الإمام الصادق علیه السلام ، حتى اكتسب الواقع الثقافی الإسلامی بفضل مدرسته المباركة، مناعة قویّة ضدّ وباء الانحراف، ذلك الوباء الذی كان ضارباً أطنابه على مرافق عدیدة من الفكر الإسلامی، فضلا عمّا تركه من تشویش وتضادّ فی جزئیّات العقیدة، ناهیك عمّا أصاب (الإمامة) من تداعیّات خطیرة فی المجتمع المسلم، حتى اُبیحت وضح النهار لكلّ جبّار عنید، وصار كلّ من غلب بحدّ السیف إماماً مفروض الطاعة! هذا فی الوقت الذی صحّ فیه عن رسول الله صلى الله علیه وآله بروایة الفریقین أنّه قال: (الخلفاء إثنا عشر كلّهم من قریش)(4)، وصحّ أیضاً قوله صلى الله علیه وآله: (من مات ولم یعرف إمام زمانه مات میتة جاهلیّة)(5)، كما تواتر عنه صلى الله علیه وآله حدیث الثقلین الذی جعل الكتاب وعترته أهل بیته صنوین متلازمین ما بقیت الدنیا، وعاصمین من الضلالة لكلّ من تمسّك بهما، وإنهما لن یفترقا حتى یردا على النبی صلى الله علیه وآله الحوض(6).
وهكذا تعیّنَ المقصود بالإثنی عشر، واتضح المعنى بإمام زمان كلّ جیل من أجیال الاُمّة بما لا یحتاج معه إلى مزید تأمّل أو تفكیر. وفی الصحیح عن أبی عبدالله علیه السلام قال: (سُئل أمیر المؤمنین علیه السلام عن معنى قول رسول الله صلى الله علیه وآله: (إنّی تارك فیكم الثقلین: كتاب الله وعترتی) من العترة، فقال علیه السلام: أنا، والحسن، والحسین، والأئمّة التسعة من ولد الحسین، تاسعهم مهدیّهم، لا یفارقون كتاب الله عزّ وجلّ ولا یفارقهم حتى یردوا على رسول الله صلى الله علیه وآله حوضه)(7).
ولو لم یكن الأمر كما قلناه; لجعل صلى الله علیه وآله مناط الاعتصام من الضلالة بطاعة من وصل إلى السلطة وقاد المسلمین طوعاً أو كرهاً. وأمّا أن تكون النجاة بالتمسّك بالثقلین دون غیرهما بمنطوق الحدیث ومفهومه، فالعقل یأبى أن یكون الإمام القدوة غیر المنجی من الضلالة.
وفی هذا البحث مقطع قصیر من مقاطع الإمامة، بل مفصل خطیر من مفاصلها وهو (غیبة الإمام المهدی فی فكر الإمام الصادق علیهما السلام)، ونظراً لاتّصال هذا الموضوع الحسّاس اتّصالا وثیقاً بحیاتنا المعاصرة فكراً وسلوكاً وعقیدة; ارتأیت أن أبحث هذا الموضوع فی فكر الإمام الصادق علیه السلام لنرى كیف طرح الإمام الصادق علیه السلام موضوع غیبة الإمام علیه السلام، وإذا كان هناك ما یوضّح لنا هویّة الإمام الغائب المنتظر بلا لبس أو إبهام; فهل وجد مثله فی فكر الإمام الصادق علیه السلام، أو أنّه طرح موضوع الغیبة مجرّداً عن هویّة الغائب، وترك علامات استفهام حول اسمه ونسبه الشریف، فنقول: شغلت غیبة الإمام المهدی علیه السلام قبل وبعد حلولها سنة/ 260 هـ مكاناً واسعاً فی الفكر الشیعی، وأخذت حیّزاً كبیراً فی تراثهم الروائی الكلامی، وامتدّت آثارها ـبعد وفاة آخر السفراء الأربعة محمّد بن علی السمری (ت / 329) (رض)ـ لتشمل الفقه السیاسی الروائی والمستنبط معاً، ولعلّ فی ما صنّفه محدّثوهم وأعلامهم قبل عصر الغیبة الصغرى وفی أثنائها أو بعدها، خیر دلیل على مدى العنایة الفائقة التی أولاها سائر أهل البیت: لهذا الموضوع الخطیر; لأنّهم: أدركوا أنّ معنى غیاب القائد هو تشتّت القاعدة; ما لم یتمّ التمهید لغیبته علیه السلام بشكل مكثّف حتى یتمّ استقبالها من قبل القاعدة وهضمهم لها بشكل تدریجی، وكأنّها حدث طبیعی بحیث لا ینتج عنها شرخ فی المذهب، قد یؤدّی إلى اهتزاز عقیدة أتباعه فی مالو سُكِت عن هذا الأمر وواجهه الشیعة فجأة، ومن هنا تمّ ترویض ا لشیعة على قبول غیبة القائد كحقیقة آتیة ولابدّ، وكان لكلّ إمام دوره الخاصّ فی التمهید لتلك الحقیقة الكبرى فی تاریخ التشیّع، لا سیّما الإمام الصادق علیه السلام الذی كان دوره ممیّزاً فی ذلك; تبعاً لما ذكرناه فی دیباجة البحث من الفرصة التی سنحت له أكثر من غیره للتحلیق عالیاً فی سماء الفكر والعقیدة حتى اصطبغ مذهب الإمامیة الواسع باسمه الشریف.
نعم، كتب الغیبة، شاهدة على عنایة الفكر الشیعی بها منذ أقدم العصور وإلى یومنا هذا، من أمثال كتاب الغیبة لإبراهیم بن صالح الأنماطی الكوفی(8)، وكتاب ترتیب الأدلة فیما یلزم خصوم الإمامیّة دفعه عن الغیبة والغائب لأحمد بن الحسین الأبی(9)، وكتاب الشفاء والجلاء فی الغیبة لأحمد بن علی الرازی(10)، وكتاب الغیبة لأحمد بن محمد بن عمران المعروف بابن الجندی أحد مشایخ النجاشی(11)، وكتاب الغیبة للسید الحسن ابن حمزة المعروف بالطبری المرعش (ت / 358 هـ)(12) ، وكتاب الغیبة وذكر القائم علیه السلام للحسن بن محمد بن یحیى العلوی (ت/ 358)(13) وكتاب الغیبة والحیرة لعبد الله بن جعفر الحمیری من أصحاب الإمامین الهادی والعسكری علیهما السلام(14) ، وكتاب الغیبة وكشف الحیرة لأبی الحسن سلامة بن محمد بن إسماعیل (ت/ 339 هـ)(15) وكتاب الغیبة لأبی الفصل العباس بن هشام الناشری الأسدی أحد أصحاب الإمام الرضا علیه السلام ، ومات فى إمامة الإمام الجواد علیه السلام سنة 220 هـ أو قبلها بسنة واحدة(16)، وكتاب الإمامة والتبصرة من الحیرة للصدوق الأول أحد معاصری الغیبة الصغرى كلها (ت/329 هـ ) وكتابه مطبوع، وكتاب الغیبة لأبی محمد عبد الوهاب البادرائی(17)، وكتاب أخبار القائم علیه السلام للشیخ علی بن محمد بن إبراهیم المعروف بعلان الكلینی الرازی(18) من معاصری الإمام العسكری علیه السلام وهو خال ثقة الإسلام الكلینی، روى عن كتابه هذا معظم أحادیث باب مولد الحجة علیه السلام فی اُصول الكافی، وكتاب الغیبة للشیخ النعمانی تلمیذ الكلینی وكتابه مطبوع، وكتاب الغیبة لعلی بن محمد بن علی أبی الحسن القلاّء(19)، وكتاب إزالة الران عن قلوب الإخوان فی الغیبة للفقیه أبی علی محمد بن أحمد المشهور بابن الجنید(20)، وكتاب الغیبة وكشف الحیرة لمحمد بن أحمد الصفوانی البغدادی من مشاهیر تلامذة الكلینی(21)، وكتاب الغیبة لمحمد بن مسعود العیاشی (ت / 320 هـ )(22) ، وكتاب الغیبة لإبراهیم بن إسحاق النهاوندی(23)، وكتاب أخبار المهدی علیه السلام لعباد بن یعقوب الرواجنی(24) مات; سنة 250 هـ(25)، أی: قبل حلول الغیبة الصغرى بخمس سنین، ومصنفات الشیخ المفید فی الغیبة ككتاب الغیبة، وكتاب جوابات الفارقیین فی الغیبة، والرسائل العشر فی الغیبة (مطبوع)، والنقض على الطلحی فی الغیبة، ومختصر فی الغیبة كما صرح بذلك النجاشی(26)، وكتاب إكمال الدین وإتمام النعمة للشیخ الصدوق (ت/ 381 هـ) وهو مطبوع، وفیه من أحادیث الغیبة الكثیر جداً، وله ثلاث رسائل فی الغیبة(27)، وكتاب المقنع فی الغیبة للسید المرتضى علم الهدى (ت/436 هـ ) وهو (مطبوع)، وكتاب الغیبة للشیخ الطوسی (ت/460 هـ ) وهو مطبوع، وكتاب الاستطراف فی ذكر ماورد فی الغیبة فی الإنصاف للكراجكی (ت/ 449 هـ)(28)، وكتاب الغیبة لأبی الفرج المظفر بن علی بن الحسین الحمدانی(29)، وكتاب الغیبة لمحمد بن زید بن علی الفارسی(30)، وكتاب الغیبة وما جاء فیها عن النبی والأئمة: لتاج العلى العلوی (ت/610هـ)(31)، وكتاب الغیبة لأبی بكر محمد بن القاسم البغدادی(32)، وغیرها مما لا وسع فی تتبعها.
فغیبة الإمام المهدی بن الإمام العسكری علیهما السلام قد عُرِفَتْ إذاً قبل حدوثها بعشرات السنین، وذلك من خلال ما سمعوه من أهل البیت: مباشرة، ولهذا ألَّفوا فیما سمعوه بهذا الخصوص كتباً عدیدة، وقد شهد غیر واحد من أعلام الإمامیة وأجلاّئهم المشهورین على هذه الحقیقة.
قال الشیخ الصدوق: (إنّ الأئمّة: قد أخبروا بغیبته علیه السلام ووصفوا كونها لشیعتهم فیما نقل عنهم، واستحفظ فی الصحف، ودوّن فی الكتب المؤلّفة من قبل أن تقع الغیبة بمائتی سنة أو أقل أو أكثر، فلیس أحد من أتباع الأئمّة: إلاّ وقد ذكر ذلك فی كثیر من كتبه وروایاته ودوّنه فی مصنّفاته، وهی الكتب التی تعرف بالاُصول، مدوّنة مستحفظة عند شیعة آل محمّد صلى الله علیه وآله من قبل الغیبة بما ذكرنا من السنین..)(33).
وإلى هذا أشار الشیخ الطوسی فی كتابه الغیبة فقال بعد استدلاله بجملة من الأخبار الموجودة فی الكتب المؤلّفة قبل زمان الإمام المهدی علیه السلام ما هذا لفظه: (موضع الاستدلال من هذه الأخبار ما تضمّن الخبر بالشیء قبل كونه فكان كما تضمّنه)(34).
كما شهد بهذا أیضاً ابن قبّة الرازی، وهو من فحول متكلّمی الإمامیة فی عصره، فقد نقل الشیخ الصدوق عنه قوله فی هذا الخصوص: (وهذه كتبهم فمن شاء أن ینظر فیها فلینظر)(35).
كما شهد الإربلی فی كشف الغمّة والطبری الإمامی فی دلائل الإمامة بعد نقل حدیث عن الإمامین: الباقر والصادق علیهما السلام صریح بغیبة الإمام المهدی علیه السلام بأنّهما نقلاه من كتاب المشیخة للحسن بن محبوب الزرّاد(36) والحسن بن محبوب مات; سنة 224 / هـ ، أی قبل زمان الغیبة الصغرى بستّة وثلاثین عاماً، على أنّ ظاهرة الإخبار بالشیء قبل وقوعه كانت ظاهرة معروفة فی حیاة الأئمّة:، وقد أذعن لها الشیعة برمّتهم واعترف بهذا غیرهم أیضاً.
قال ابن خلدون (ت/ 808 هـ) فی تاریخه فی الفصل الثالث والخمسین عن الإمام الصادق علیه السلام ما هذا لفظه: (وقد صحّ عنه أنّه كان یحذّر بعض قرابته بوقائع تكون لهم فتصحّ كما یقول، وقد حذّر یحیى ابن عمّه زید من مصرعه وعصاه، فخرج وقتل بالجوزجان كما هو معروف، وإذا كانت الكرامة تقع لغیرهم، فما ظنّك بهم علماً ودیناً وآثاراً من النبوّة؟ وعنایة من الله بالأصل الكریم تشهد لفروعه الطیّبة)(37).
وقال أیضاً: (ووقع لجعفر وأمثاله من أهل البیت كثیر من ذلك، مستندهم فیه ـ والله أعلم ـ الكشف بما كانوا علیه من الولایة، وإذا كان مثله لا ینكر من غیرهم من الأولیاء فی ذویهم وأعقابهم، وقد قال صلى الله علیه (وآله) وسلّم: (إنّ فیكم مُحَدَّثین)، فهم أولى الناس بهذه الرتب الشریفة، والكرامات الموهوبة)(38).
وقال علی بن محمّد الجرجانی (ت/ 816 هـ) فی شرح المواقف لعضد الدین الایجی (ت/ 756 هـ) فی المقصد الثانی، مبحث العلم الواحد الحادث، هل یجوز تعلّقه بمعلومین؟ ما هذا نصّه: (وفی كتاب قبول العهد الذی كتبه علی بن موسى رضی الله عنهما إلى المأمون: إنّك قد عرفت من حقوقنا ما لم یعرفه آباؤك، فقبلت منك عهدك إلاّ أن الجفر والجامعة یدلاّن على أنّه لا یتمّ)(39).
وقد نقل هذا الكلام بعینه الكاتب الحلبی المعروف بحاجی خلیفة (ت/ 1067 هـ)، وأضاف علیه قوله: (وكان كما قال; لأنّ المأمون استشعر فتنة من بنی هاشم، فسمّه، كذا فی مفتاح السعادة)(40).
وقد زعم بعض خصوم الشیعة بأنّ أخبار أهل البیت: عن الإمام المهدی علیه السلام التی یدّعی الشیعة وجودها فی الكتب المؤلّفة فی عصر الإمام الصادق علیه السلام أخبار مكذوبة، نظراً لما تضمّنته من علم الغیب، وهو منفی عن غیر الله عزّ وجل! وهذا جهل فظیع، لأنّ العلم المنفی عن غیره تعالى هو ما كان للشخص لذاته بلا واسطة فی ثبوته له; لمكان الإمكان فیه ذاتاً وصفة، وكلّ ممكن لا یثبت له شیء من هذا العلم بلا واسطة، وما وقع لأهل البیت: فهو لیس من العلم المنفی فی شیء; لأنّه متلقّى عن رسول الله صلى الله علیه وآله عنالوحی، عن الله عزّ وجل، ولا مانع أیضاً من أن یفیضه الله تعالى علیهم عن طریق الإلهام، لأنّهم: (مُحَدَّثون) كما مرّ فی كلام ابن خلدون ما یشیر إلى هذا،وفی الصحیح عن الإمام الصادق علیه السلام قال: (نحن إثنا عشر مُحَدَّث)(41).
ولا مانع أیضاً من القول بقول الآلوسی (ت/ 1270 هـ)، بشأن علم الخواص، قال: (إنّهم أُظْهِرُوا أو أُطْلِعُوا ـ بالبناء للمفعول ـ على الغیب، أو نحو ذلك ممّا یُفهم الواسطة فی ثبوت العلم لهم)(42).
ومن هنا یظهر بوضوح وجه المغالطة فی نسبة إخبار أولیاء الله بالشیء قبل حدوثه إلى علم الغیب المنفی عن غیر الله عزّ وجل، كما فعل بعض أدعیاء العلم، هذا فضلا عمّا فی تلك المغالطة من إنكار لشیء مادّی ملموس!! أعنی المصنّفات الكثیرة المؤلّفة فی غیبة الإمام المهدی علیه السلام قبل ولادته، وفیها من الأخبار الكثیرة المتواترة ما یكشف عن غائب بالتحدید، وشخص معیّن لا مجال للاشتباه فیه أو التردید، وهو ما شهد به غیر واحد ممّن ذكرناهم.
ومن ثَمَّ فإنّ محدّثی الإمامیّة الذین عاشوا فی الغیبة الصغرى (260 ـ 329 هـ) أو بعدها كالبرقی (ت/274 وقیل سنة/ 280 هـ)، والصفّار (ت/ 290 هـ)، والكلینی (ت/ 329 هـ )، والصدوق الأوّل (ت/329 هـ)، والنعمانی (ت/ بعد سنة 342 هـ)، والصدوق (ت/ 381 هـ)، والشیخ المفید (ت/ 413 هـ)، والشیخ الطوسی (ت/ 460 هـ)، وغیرهم من أعلام الإمامیة قد جمعوا تلك الأحادیث من الكتب المعروفة بالاُصول الأربعمائة، وغیرها من المصنّفات المعتمدة المؤلّفة فی عصور الأئمّة التی شاع اعتمادها; حتى صار مرجعهم إلیها ومعوّلهم علیها، وأودعوا ما جمعوا منها فی مؤلّفاتهم المعروفة، وفیها ما یكشف عن غیبة الإمام المهدی فی فكر جدّه الإمام الصادق علیهما السلام بكلّ وضوح، ولا یضرّ وجود الإجمال فی بعضها مع وجود التفصیل، كما لا یقدح الإبهام فی دلالاتها مع توفّر البسط والتوضیح; إذ لم یقتصر إمامنا الصادق علیه السلام على إخبار شیعته بمجرّد غیبة إمام من أهل البیت: ، حتى یمكن القول بعدم دلالة ما أخبر به على غیاب شخص معیّن. وإنما أخبرهم كذلك بشخص من سیغیب، وحدّد رقمه من بین الأئمّة الإثنی عشر، وذكر اسمه وكنیته، وسلّط الضوء على كامل هویّته، وما یقوله المبطلون فی ولادته، وطول أمد غیبته، وما یجب على المؤمنین من انتظار فرجه، مع تبیین واسع لعلامات ظهوره، ومكان الظهور، وعدد أنصاره، ومدّة حكمه بعد ظهوره، وقوّة دولته، وسعة العدل فیها، والرخاء العمیم فی جنباتها، وسیطرة دین الإسلام فی ظلالها على سائر الأدیان كلّها فی مشارق الأرض ومغاربها، بما لا یبقى مع تلك الأخبار أدنى مجال للقول بمهدی مجهول یخلقه الله تعالى فی آخر الزمان.
وهكذا حكم الإمام الصادق علیه السلام من خلال تلك الأحادیث بزیف دعاوى المهدویة السابقة على عصره والمعاصرة له، واللاحقه به، وبیّن كذبها جمیعاً; كمهدویة محمّد بن الحنفیة ( ت/ 73 هـ، وقیل غیرها) ومهدویة عمر بن عبدالعزیز الاُموی (ت/ 101 هـ)، ومهدویة محمّد بن عبدالله بن الحسن الذی قتله المنصور الدوانیقی سنة145هـ، ومهدویة الملقّب زوراً بالمهدی العباسی (ت/ 169هـ)، ولم یكتف الإمام الصادق علیه السلام بهذا كلّه، وإنّما حاول تنبیه الشیعة إلى ما سیحصل بعده من قول الناووسیّة بمهدویّته علیه السلام، وقول الواقفیة بمهدویة إبنه الإمام الكاظم بعد وفاته علیه السلام. ومن هنا نفى الإمام الصادق علیه السلام المهدویة عن نفسه وعن ولده الإمام الكاظم علیه السلام بوضوح وصراحة تامّین; لكی لا یغتر أحد بمقولة الناووسیّة، ولا یعبأ بمقولة الواقفیة، ولا یصغی لغیرهما كالفطحیة وأمثالها، ممّا نتج عن ذلك التنبیه الواعی المدروس أن تبخّرت تلك المزاعم الباطلة وذهبت أدراج الریاح، واضمحلّت فرقها الفاسدة بعد ظهورها على مسرح الأحداث، وزالت بأسرها عن صفحة الوجود كلمح فی البصر، وعاد مثلها كمثل الفقاعات التی تظهر على سطح الماء الساخن فجأة ثمّ سرعان ما تنفجر وتتلاشى، بحیث لا ترى لها رسماً ولا طللا، وهكذا كانت تلك الفرق، محى الله تعالى آثارها ودثر أخبارها، ولم یُبقِ لها حتى أثراً بعد عین، لأنها ذهبت جفاءً كالزبد الذی لا یمكث فی الأرض إلاّ قلیلا.
وعوداً على بدء، فإن منهج الإمام الصادق علیه السلام فی طرح موضوع الغیبة قد اتسم بالعمق والشمول والسعة; بحیث استوعب الإجابة على ما یحیط بقضیة الإمام المهدی علیه السلام من تساؤلات، وكوّن ـ بهذا ـ وحدة موضوعیة متجانسة، كافیة فی مقام معرفة من هو الغائب على وجه التحدید، بلا أدنى حاجة الى التماس أحادیث اُخرى عن أهل البیت: للكشف عن هویة الإمام الغائب.
وها نحن نذكر مكوّنات الوحدة الموضوعیة لغیبة إمام العصر والزمان فی فكر الإمام الصادق علیه السلام، وبحسب العناوین الآتیة:
أولاً ـ تثبیت أصل القضیة: وفی هذا الصدد توجد أحادیث كثیرة عن الإمام الصادق علیه السلام فی تثبیت أصل القضیة المهدویة، وهو ما اتفقت علیه كلمة المسلمین من ظهور رجل فی آخر الزمان من ذریة النبی صلى الله علیه وآله یلقب بالمهدی، لیملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، وأنه یقتل الدجال، وینزل عیسى بن مریم علیه السلام لنصرته، ویأتم بصلاته. ویدل علیه:
1 ـ عن معمر بن راشد، عن الإمام الصادق علیه السلام فی حدیث عن رسول الله صلى الله علیه وآله جاء فیه: (… ومن ذرّیتی المهدی، إذا خرج نزل عیسى بن مریم لنصرته، فقدّمه وصلّى خلفه)(43).
2 ـ وعن أبان بن عثمان، عن الإمام الصادق علیه السلام عن رسول الله صلى الله علیه وآله فی حدیث قاله لعلی علیه السلام: (…كان جبریل علیه السلام عندی آنفاً، وأخبرنی أن القائم الذی یخرج فی آخر الزمان فیملأ الأرض عدلاً، من ذریتك، من وُلد الحسین)(44).
3 ـ وعن معاویة بن عمّار، عن الإمام الصادق علیه السلام عن رسول الله صلى الله علیه وآله فی حدیث آخر: (… إن جبریل علیه السلام أتانی فأقرأنی من ربی السلام، وقال: یامحمد، … ومنكم القائم یصلی عیسى بن مریم خلفه، إذا أهبطه الله إلى الأرض، من ذریة علی وفاطمة، من وُلد الحسین علیه السلام)(45).
ثانیاً ـ بیان حكم من أنكر هذا الأصل:
1 ـ عن صفوان بن مهران الجمّال، عن الإمام الصادق علیه السلام قال: (من أقرّ بجمیع الأئمة وجحد المهدی كان كمن أقرّ بجمیع الأنبیاء وجحد محمداً صلى الله علیه وآله نبوته…)(46).
وقد مرّ عن الإمام الصادق علیه السلام فی حدیث الثقلین ما یوضّح المراد بالأئمة:، وسیأتی ذلك أیضاً.
2 ـ وعن غیاث بن إبراهیم، عن الإمام الصادق علیه السلام، عن آبائه:، عن رسول الله صلى الله علیه وآله، قال: (من أنكر القائم من ولدی فقد أنكرنی)(47).
جدیر بالذكر أنّ لفظ (القائم) ینصرف عند الإطلاق ـ فی عرف المحدّثین ـ إلى الإمام المهدی علیه السلام كما هو صریح جمیع الروایات.
3 ـ وعن غیاث أیضاً، عن الإمام الصادق علیه السلام، عن رسول الله صلى الله علیه وآله: قال: (من أنكر القائم من ولدی فی زمان غیبته مات میتة جاهلیة)(48).
ویلحظ هنا ذِكر الغیبة فی تثبیت أصل القضیة وفی حكم من أنكرها معاً، ومنه یكتشف عمق مفهوم الغیبة المواكب لأصل القضیة، وسوف یأتی ما یدل علیه فی العناوین اللاحقة أیضاً.
ثالثاً ـ تأكید وقوع الغیبة:
1 ـ عن زرارة، عن الإمام الصادق علیه السلام: (إن للقائم غیبة قبل أن یقوم، قلت: ولِمَ؟ قال: إنه یخاف، وأومأ بیده إلى بطنه، یعنی: القتل)(49).
2 ـ وعن المفضل بن عمر، عن الإمام الصادق علیه السلام قال: (أما والله لیغیبنّ إمامكم سنین من دهركم، ولتمحصن حتى یقال: مات أو هلك بأی واد سلك، ولتدمعنَّ علیه عیون المؤمنین ولتكفأنّ كما تكفأ السفن فی أمواج البحر، ولا ینجو إلاّ من أخذ میثاقه وكتب فی قلبه الإیمان وأیده بروح منه، ولترفعن إثنتا عشرة رایة مشتبهة لا یُدرى أیُّ من أیٍّ، قال: فبكیت، فقال لی: ما یبكیك یا أبا عبدالله؟ فقلت: وكیف لا أبكی وأنت تقول: إثنتا عشرة رایة مشتبهة لا یُدرى أیٌّ من أیٍّ!! فكیف نصنع؟ قال: فنظر إلى شمس داخلة فی الصفّة، فقال: یا أباعبدالله ترى هذه الشمس؟ قلت: نعم، قال: والله لأمرنا أبین من هذه الشمس)(50).
3 ـ وعن سدیر الصیرفی، والمفضل بن عمر، وأبی بصیر، وأبان بن تغلب، كلهم عن الإمام الصادق علیه السلام فی حدیث طویل جاء فیه قوله علیه السلام: (… سیدی غیبتك نفت رقادی، وضیّقت علیّ مهادی، وابتزت منی راحة فؤادی، سیدی غیبتك أوصلت مصابی بفجایع الأبد …) وحین سألوه علیه السلام عن سرّ توجعه، قال علیه السلام: (نظرت فی كتاب الجَفْر صبیحة هذا الیوم … وتأولت فیه مولد قائمنا، وغیبته، وإبطاءه، وطول عمره، وبلوى المؤمنین فی ذلك الزمان، وتولد الشكوك فی قلوبهم من طول غیبته …)(51).
هذا وقد مرّ الكلام عن الجَفْر واعتراف ابن خلدون، والجرجانی، وصاحب كشف الظنون بصحّة كتاب الجفر، وأكّدوا صراحة على إخبار الصادق الرضا علیهما السلام من هذا الكتاب بحوادث مستقبلیة وقعت على طبق ما أخبرا به.

الهوامش:
(1) فروع الكافی / الكلینی 6: 208 / 8 كتاب الصید، باب صید البزاة والصقور، والفقیه / الصدوق 3: 204 / 932، والتهذیب الشیخ الطوسی 9: 32 /129، والاستبصار / الشیخ الطوسی 4: 72 / 265.
(2) فروع الكافی 6: 207 / 1، من الباب السابق، والتهذیب 9: 32 / 130، والاستبصار 4: 72 / 266.
(3) فروع الكافی 3: 32 / 2 باب مسح الخفّین من كتاب الطهارة، و2: 217 / 2 باب التقیة، والمحاسن / البرقی : 259 / 309، والخصال / الصدوق 32: 79.
(4) صحیح البخاری 4: 164 باب الاستخلاف من كتاب الأحكام، وصحیح مسلم 2: 119 باب الناس تبع لقریش من كتاب الإمارة أخرجه من تسعة طرق، ومسند أحمد 5: 90 و93 و97 و100 و106 و107. وإكمال الدین / الشیخ الصدوق 1: 270 / 16 و1: 272 / 19، والخصال / الشیخ الصدوق 2: 469 و475.
(5) صحیح البخاری 5: 13 باب الفتن، وصحیح مسلم 6: 21 ـ 22 / 1849، ومسند أحمد 2: 83 و3: 446 و4: 96، والمعجم الكبیر / الطبرانی 10: 350 / 10687، ومسند الطیالسی: 259، ومستدرك الحاكم 1: 77، وسنن البیهقی 8: 156 و157. وأصول الكافی 1: 303 / 5، و1: 308 / 1، 2، 3 و1: 378 / 2، وروضة الكافی 8: 29 / 123، والإمامة والتبصرة من الحیرة / الصدوق الأوّل 219 / 69 و70 و71، وقرب الإسناد / الحمیری: 351 / 1260، وبصائر الدرجات / الصفار: 259 و509 و510، وإكمال الدین 2: 412 ـ 413 / 10 و11 و12 و15 باب 39، ورجال الكشی فی ترجمة سالم بن أبی حفصة: 235 / رقم الترجمة (428).
(6) ورد حدیث الثقلین الشریف بلفظ: (كتاب الله وعترتی أهل بیتی) متواتراً عن رسول الله صلى الله علیه وآله، واُسند فی كتب الفریقین إلى أمیر المؤمنین الإمام علی علیه السلام، وأبی سعید الخدری، وجابر بن عبد الله الأنصاری، وحذیفة بن اُسید، وزید بن أرقم، وزید ابن ثابت.
أما حدیث أمیر المؤمنین علیه السلام فقد أخرجه ابن أبی عاصم فی كتاب السنة 2: 1026، والبزار فی مسنده 3: 89 / 864، والطحاوی فی مشكل الآثار 2: 211 ـ 212 / 1900، والحموینی الشافعی فی فرائد السمطین 2: 144 / 437 باب 33. ورواه من الإمامیِّة: الكلینی فی اُصول الكافی 2: 414 / 1، والصدوق فی إكمال الدین 1: 235/ 19 و 1: 237 / 54 و 1: 239 / 58 و 1: 240 / 24 باب 22، وكذلك فی عیون أخبار الرضا علیه السلام 1: 57 / 25 باب 6 و 2: 34 / 40باب 31، و 2: 68 / 259 ، ومعانی الأخبار: 9 – 91 / 4 و 5، والشیخ النعمانی فی كتاب الغیبة:42. وأما حدیث أبی سعید فقد أخرجه أحمد بن حنبل فی مسنده 3: 17 و 26 و 59، وفی كتاب فضائل الصحابة له أیضاً 2: 585 / 990 و 2: 779 / 1382، والترمذی فی سننه 5: 663 / 3788، وابن أبی عاصم فی السنة 2: 1023 ـ 1024 / 1597 و 1598، وأبو یعلى الموصلی فی مسنده 2: 6 / 1017، و 2: 8 ـ 9 / 1023، وابن الجعد فی مسنده 1: 397 / 2711، وابن سعد فی الطبقات الكبرى 2: 194، وابن أبی شیبة فی المصنف 7: 176 / 27، والطبرانی فی معاجمه الثلاثة: الكبیر 3: 65 ـ 66 / 2678 و 2679 و 2679، والصغیر 1: 131 و 135، والأوسط 4: 262 ـ 263 / 3463 و 4: 328 / 3566، والحموینی فی فرائد السمطین 2: 144 ـ 146 / 438 و 439 و 440 باب 33. ورواه من الإمامیّة: محمد بن العباس فی تفسیره كما فی تأویل الآیات الظاهرة للاسترابادی: 616، والشیخ الصدوق فی إكمال الدین 1: 235 / 46، و 1: 237 ـ 238 / 54 و 57، و 1: 240 / 61 باب22، ومعانی الأخبار: 90 / 1 و 2 باب معنى الثقلین، والخصال: 65 / 97، والشیخ المفید فى أمالیه: 134 / 3 مجلس/ 136، والشیخ الطوسی فى أمالیه: 255 / 460 (529) مجلس / 9. وأما حدیث جابر الأنصاری فقد أخرجه الترمذی فی سننه 5: 662 ـ 663 / 3786، والطبرانی فی المعجم الكبیر 3: 66 / 2680 و 5: 380 / 4754، وابن أبی شیبة فی المصنف 7: 175 / 27، واللالكائی فی اعتقاد أهل السنة 1: 81 / 95.
ورواه من الإمامیّة: الصفار فی بصائر الدرجات: 414 / 5 باب17، والصدوق فی إكمال الدین 1: 236 / 53 باب22، والشیخ الطوسی فی أمالیه: 516 / 1131 (38) مجلس / 18. وأما حدیث حذیفة بن أسید، فقد أخرجه الطبرانی فی المعجم الكبیر 3: 180 ـ 181/ 3052، والخطیب البغدادی فی تاریخ بغداد 8: 442 / 4551 فی ترجمة زید بن الحسن الأنماطی، وأبو نعیم الأصبهانی فی حلیة الأولیاء 1: 355 / 57 فی ترجمة حذیفة بن أسید. ورواه من الإمامیّة: الخزاز فی كفایة الأثر: 127، والصدوق فی الخصال: 65 / 98 من أربعة طرق. وأما حدیث زید بن أرقم فقد أخرجه مسلم فی صحیحه 4: 1492 ـ 1493 / 2408 (36) و (37)، وابن خزیمة فی صحیحه 4: 62 ـ 63 / 2357، والنسائی فی خصائص الإمام علی علیه السلام: 117 ـ 120 / 79، وأحمد بن حنبل فی مسنده 4: 366 و 371، وفی فضائل الصحابة أیضاً 2: 572 / 968، والدارمی فی سننه 2: 524 / 3316، وابن أبی عاصم فی السنة 2: 1022 ـ 1023 / 1595 و 1596، و 2: 1025 ـ 1026 / 1599، وابن أبی شیبة فی المصنف 7: 176 / 27، والطبرانی فی المعجم الكبیر 5: 166 ـ 167 / 4969 و 4971، و5: 169 ـ 170 / 4980 و 4981، و5: 182 ـ 184 / 5025 و 5027 و5028، 5: 186 / 5040، والحاكم فی المستدرك على الصحیحین 3: 118 / 4576، و 3: 160 ـ 161 / 4711، والطحاوی فی مشكل الآثار 4: 250 ـ 254 / 3796 و 3797 باب 548، والبیهقی فی كتاب الاعتقاد 1: 325، والسنن الكبرى أیضاً 10: 113 ـ 114، والخوارزمی الحنفی فی المناقب: 154 و 182، والرافعی فی التدوین فی أخبار قزوین 3: 465 / 52. ورواه من الإمامیّة: الصدوق فی إكمال الدین 1: 234 / 44 و 45، و 1: 237 ـ 240 / 54 و 55 و 56 و 62 باب22 من ستة طرق. وأما حدیث زید بن ثابت: فقد أخرجه أحمد بن حنبل فی مسنده 5: 190، وفی فضائل الصحابة له أیضاً 2: 786، وابن أبی عاصم فی السنة 1: 509 / 772، و 2: 1021 / 1593، وابن أبی شیبة فی المصنف 7: 418 / 41، والطبرانی فی المعجم الكبیر 5: 153 ـ 154 / 4921 و 4922 و 4923، والحموینی فی فرائد السمطین 2: 144 / 437 باب33.
ورواه من الإمامیّة: ابن شاذان فی مئة منقبة: 161 / 86، والصدوق فى إكمال الدین 1: 236 / 52 باب22، و 1: 239 / 60 باب22، والأمالی: 500 / 686 (15) مجلس / 64. هذا وقد روى الإمامیّة حدیث الثقلین ـ زیادة على من ذكرناه ـ عن: الإمام الحسن السبط علیه السلام، كما فی أمالی الشیخ المفید: 348 / 4 مجلس / 41، وأمالی الشیخ الطوسی: 121 / 188 مجلس/ 5، و: 691 / 469 مجلس / 39، وكفایة الأثر: 162، وبشارة المصطفى: 106. وعن الإمام الباقر علیه السلام، كما فی بصائر الدرجات: 413 ـ 414 / 3 و 6 باب17، وفروع الكافی 3: 422 / 6 باب تهیئة الإمام للجمعة، ورجال الكشی 1: 219 / 218 فی ترجمة ثویر بن أبی فاختة، ومعانی الأخبار: 58 / 59، وبشارة المصطفى: 12. وعن الإمام الصادق علیه السلام، كما فی بصائر الدرجات: 414 / 4 باب17، واُصول الكافی 1: 293 / 3 باب الإشارة والنص على أمیر المؤمنین علیه السلام وتفسیر العیاشی 1: 5 / 9، وكتاب الغیبة للنعمانی: 54 / 7 باب3، ودلائل الإمامة: 43، وأمالی الشیخ الطوسی: 161 / 268 (20) مجلس / 6، وكفایة الأثر: 264. وعن الإمام الكاظم علیه السلام، كما فی خصائص الأئمة للشریف الرضی: 72. وعن الإمام الرضا علیه السلام، كما فی عیون أخبار الرضا علیه السلام 1: 228 / 1 باب23، وأمالی الشیخ الصدوق: 522 / 1 مجلس / 79. وعن أبی ذر الغفاری، فی إكمال الدین 1: 236 ـ 239 / 52 و 59 و 60 باب22، وتفسیر القمی 1: 109 فی تفسیر سورة آل عمران، والخصال 2: 457 / 2، وأمالی الشیخ الصدوق: 500 / 686 (15) مجلس / 64. وعن أبی هریرة، كما فی كفایة الأثر: 87. وعن اُم سلمة، كما فی أمالی الشیخ الطوسی: 478 / 1045 (14) مجلس / 17. وعن البراء بن عازب، كما فی بشارة المصطفى: 136. وعن حذیفة بن الیمان، كما فی كفایة الأثر: 136، وإقبال الأعمال للسید ابن طاوس: 454. وعن عبدالله بن عباس، كما فی أمالی الشیخ الصدوق: 64 / 11 مجلس / 15، وأمالی الشیخ المفید: 45 ـ 47 / 6 مجلس / 6، ومائة منقبة: 143 / 75. وعن عمر بن الخطاب، كما فی كفایة الأثر: 91.
(7) رواه الفضل بن شاذان فی إثبات الرجعة كما فی مختصره: 208 / 6، عن ابن أبی عمیر، عن غیاث بن إبراهیم، عن الإمام الصادق علیه السلام. وأخرجه
الصدوق بسند صحیح، عن ابن أبی عمیر، عن غیاث، عنه علیه السلام. إكمال الدین 1: 240 ـ 241 / 64 باب 22، وعیون أخبار الرضا علیه السلام 1: 60 / 55، ومعانی الأخبار: 90 / 4 باب معنى الثقلین والعترة.
(8) رجال النجاشی: 15 / 13، وفهرست الشیخ الطوسی: 39 / 9، ومعالم العلماء لابن شهرآشوب: 5 / 5.
(9) معالم العلماء: 24 / 113.
(10) رجال النجاشی: 97 / 240، وفهرست الشیخ: 76 / 91، ومعالم العلماء: 82 / 18.
(11) رجال النجاشی: 85 / 206.
(12) رجال النجاشی: 64 / 150.
(13) رجال النجاشی: 64 / 149.
(14) رجال النجاشی: 219 / 573، وفهرست الشیخ: 167 / 439.
(15) رجال النجاشی: 192 / 514.
(16) رجال النجاشی: 280 / 741.
(17) رجال النجاشی: 247 / 652.
(18) رجال النجاشی: 260 / 682.
(19) رجال النجاشی: 259 / 679.
(20) معالم العلماء: 97 / 665.
(21) رجال النجاشی: 393 / 1050.
(22) رجال النجاشی: 350 / 944، وفهرست الشیخ: 212 / 604، ومعالم العلماء: 99 / 668.
(23) رجال النجاشی: 19 / 21، وفهرست الشیخ: 39 / 9.
(24) معالم العلماء: 88 / 612.
(25) وصفه أهل السنة بالرفض وادعى الشیعة عامیته!! وهو ثقة إمامی كما حققنا ذلك فى محله، وللمحقق المرحوم السید عبدالعزیز الطباطبائی كلام متین فى إمامیّة الرجل لامجال لسرده، وقد قال آیة الله النمازی فی مستدركات علم رجال الحدیث بإمامیته، واختارها قبل ذلك غیر واحد من المحققین.
(26) رجال النجاشی: 399 ـ 402 / 1067.
(27) رجال النجاشی: 389 / 1049.
(28) الذریعة / آغا بزرك الطهرانی 3: 92 / 292.
(29) الذریعة 16: 82 / 406.
(30) الذریعة 16: 79 / 400.
(31) الذریعة 16: 75 / 375.
(32) الذریعة 16: 80 / 403.
(33) إكمال الدین 1: 19، من المقدّمة.
(34) كتاب الغیبة / الشیخ الطوسی: 173.
(35) إكمال الدین: 107، من المقدّمة.
(36) كشف الغمّة / الإربلی 3: 453 ـ 454، ودلائل الإمامة / الطبری: 535 / 520.
(37) تاریخ ابن خلدون 1: 589 الفصل / 53.
(38) تاریخ ابن خلدون 1: 594 ـ 595 الفصل / 53.
(39) شرح المواقف 6: 22.
(40) كشف الظنون / حاجی خلیفة 1: 591 ـ 592 تحت عنوان: علم الجفر والجامعة. ومفتاح السعادة كتاب ألّفه طاشكبری زاده ( ت / 968 هـ ).
(41) اُصول الكافی 1: 534 ـ 535 / 20، وبصائر الدرجات: 319 / 2 باب5، وإكمال الدین 2: 335 / 6 باب33، وعیون أخبار الرضا علیه السلام 2: 59 ـ 60 / 23 باب 6.
(42) تفسیر روح المعانی / الآلوسی 20: 11 مبحث فی: (قل لا یعلم من فی السموات والأرض الغیب إلاّ الله).
(43) أمالی الشیخ الصدوق: 287 / 320 / 4 مجلس / 39.
(44) كتاب الغیبة / النعمانی: 247 ـ 248 / 1 باب 14.
(45) روضة الكافی / الكلینی 8: 42 / 10.
(46) إكمال الدین / الصدوق 2: 333 / 1 باب 33.
(47) إكمال الدین 2: 412 / 8 باب 39.
(48) إكمال الدین 2: 412 ـ 413 / 12 باب 39.
(49) اُصول الكافی 1: 338 / 9، و 1: 340 / 18 باب فى الغیبة.
(50) إكمال الدین 2: 347 / 35 باب 33، واُصول الكافی 1: 338 ـ 339 / 11 باب فی الغیبة، و 1: 336 / 3 من الباب السابق، وكتاب الغیبة / النعمانی: 151 ـ 153 / 9 و 10، ودلائل الإمامة / الطبری: 532 ـ 533 / 512، وكتاب الغیبة / الشیخ الطوسی: 337 ـ 338 / 285.
(51) إكمال الدین 2: 352 ـ 357 / 50 باب 33، وینابیع المودّة / القندوزی الحنفی 3: 310 ـ 311 / 2 باب 80.
السید ثامر العمیدی الحسینی

شاهد أيضاً

غیبة لابدّ منها

غیبة مهدی هذه الامة غیبة لابدّ منها، لانه مهدی هذه الامة، ولان وعد الله سبحانه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *