بشارات وجود الولایة المحمدیة وانتصار الاسلام بالامام المهدی فی الانجیل

((تـُعـَظـِّم نفسی الرَّبَّ 47 وتبتهج روحی بالله مُخـَلِّصی 48لأنه نظر الیَّ,أنا خادِمـَتُهُ الوضیعة! جمیع الاجیال ستـُهـَنـِّئـُنی 49 لأن القدیر صَنـَع لی عظائـِمَ .قُدّوسٌ اسمـُهُ 50 ورحمـَتـُهُ من جیل الى جیل للذین یخافونه.51أظهر لنا شِدَّةَ ساعده فبدَّدَ المتكبرین فی قلوبهم.52 أنزَلَ الجبابرة عن عروشهم ورفَعَ المـُتـَّضِعینَ.53 أشبَعَ الجیـّاع من خیراته وصرَفَ الاغنیاء فارغینَ.54أعان عبدَهُ إسرائیل فتذَكـَّرَ رَحمتَه,55كما وَعَدَ آبائنا, لإبراهیم َونـَسلـِهِ الى الابد))…

من نشید مریم علیها السلام: كتاب الانجیل /العهد الجدید/بشارة لوقا/ص81/النسخة المعرَّبة….
فقالت مریم:((تـُعـَظـِّم نفسی الرَّبَّ 47 وتبتهج روحی بالله مُخـَلِّصی 48لأنه نظر الیَّ,أنا خادِمـَتُهُ الوضیعة! جمیع الاجیال ستـُهـَنـِّئـُنی 49 لأن القدیر صَنـَع لی عظائـِمَ .قُدّوسٌ اسمـُهُ 50 ورحمـَتـُهُ من جیل الى جیل للذین یخافونه.51أظهر لنا شِدَّةَ ساعده فبدَّدَ المتكبرین فی قلوبهم.52 أنزَلَ الجبابرة عن عروشهم ورفَعَ المـُتـَّضِعینَ.53 أشبَعَ الجیـّاع من خیراته وصرَفَ الاغنیاء فارغینَ.54أعان عبدَهُ إسرائیل فتذَكـَّرَ رَحمتَه,55كما وَعَدَ آبائنا, لإبراهیم َونـَسلـِهِ الى الابد))…
هنا لی وقفتان ..وبلا مقدِّمات سأدخل بتواضع فی صلب الموضوع:
الوقفة الأولى فی قولها علیها السلام:((فبدَّدَ المتكبرین فی قلوبهم.52 أنزَلَ الجبابرة عن عروشهم ورفَعَ المـُتـَّضِعینَ.53 أشبَعَ الجیـّاع من خیراته وصرَفَ الاغنیاء فارغینَ))
نرى هنا اذن انا الاسلام والنصرانیة وكل الادیان التی سبقتها متفقین على ان الظلم والتكبر عن الحق مرفوض جملة وتفصیلاً…وأن الله یعاقب المتكبرین والجبابرة ویشتتهم ویمزقهم احزاباً ویجعلهم فرقاً یطحن بعضها بعضاً, ویُكذِّبُ بعضها بعضاً,ویضیع علیهم مُلكُهُم الذی رَسَموه باراقة الدماء البریئة وعروشهم التی بنوها ظلماً فوق جثث المؤمنین المتواضعین لله, المصدقین بما انزل على الرسل والاولیاء والاوصیاء علیهم السلام,وبهذا المبدأ اسقط الله ولایة كل ظالم الى الأبد, وان كل الأدیان السماویة تتفق على ذلك, أمّا مسألة اشباع الجیاع ورفعْ المستضعفین فتلك كانت دوماً مسك الختام لكل شعب مؤمن یعانی من ظلم وجبروت الكفرة الفسقة الفجرة…ولكن هذه الختامیة تتحقق فقط بأیادی حاكم عادل منقذ للبشریة من طغیان وجبروت الفسقة وحكام الجور…وهذا ینطبق مع قول مریم علیها السلام(رحمة من جیل الى جیل)…ای حُكَّامٌ منقذین عادلین مؤمنین متواضعین یتوارثون العدل والنـُبل والدِّین والسخاء والخـُلُق الحسن والقلب الرحیم… ومهمتهم على مر العصور هی انقاذ البشر وهدایتهم للحق من جیل الى جیل…فهم مُرسَلون من قبل الله رحمة للعالمین لتحقیق ذلك…إما رسولاً او نبیاً او حكیماً او عبد صالح او وصیّ او ولیّ…
وهذا الكلام یطابق قول الله سبحانه وتعالى فی تبشیر العالم من خلال محمد وآله الأطهار صلوات الله وسلامه علیهم اجمعین, قوله سبحانه وتعالى:((ونُریدُ أن نَمُنَّ على الذین استُضعِفوا فی الأرضِ ونجعلَهُم أئمّةً ونجعلَهمُ الوارثین))…وأنه فی سورة إبراهیم التی فیها اقر الله سبحانه وتعالى سقوط ولایة الظالمین الى أبد الآبد فی قوله سبحانه:((وَإذِ ابتـَلى إبراهِیم رَبـَّهُ بـِكـَلِماتٍ فـَأتـَمَّهُنَّ قََالَ إنـِّی جاعِلُكَ للناسِ إماماً قَالَ وَمِن ذُرِّیـَّتِی قَالَ لا یَنـَالُ عَهدِی الظـَّالـِمِین))(1)..اكَّد الله ان لا ولایة لظالم وكشف زیف مَن قالوا بتوَّلی الفاسق وطاعته التامة والعیاذ بالله…
ولطالما اكَّد الرسول صلى الله علیه وآله وسلم وأمیر المؤمنین علی علیه السلام وآل البیت الاطهار علیهم السلام أنْ لا طاعة لمخلوق فی معصیة الخالق…. وفجأة یأتی من المخالفین للدین ومذهب أهل البیت وبكل تبجُّح فیقول قال الرسول صلى الله علیه وآله وسلم انه لابد من اطاعة ولی الامر ولو كان فاسقاً!!! لیُلمِّعوا صورة الجبابرة والظَلَمَةِ مِن حُكّامِهِم وَیقولوا أنَّ هذا جُزءٌ من الایمان ولابد من حاكم ولو كان فاسقاًَ ظالماً وإلا فإنه یكفر ویسخط الله!!!!الله اكبر…
ای دین هذا الذی یقول بطاعة الفسقة والظالمین؟؟؟ وإن كان كما یَدَّعون.. فالنصرانیة اذن ستكون افضل من الإسلام بإقرارهم… لأن مریم أقـَرَّت بأن لا ولایة لظالم او مُتـَكبَّر… وهذا الذی أقـَرَّهُ المخالفون لمذهب اهل البیت مخالف لأمر الله…. وسیكون السؤال كالآتی: لم نزل القرآن على الرسول صلى الله علیه وآله وسلم اذن دون سواه؟؟ لم لم یتنزَّل على امیة او عتبة او طلحة او الزبیر او عمر او ابو بكر او عثمان او معاویة او یزید الخ؟؟؟ وهؤلاء كانوا كفرة فسقة ظلمة وتاریخهم حافل بالظلم والتجبر والتكبر… واول ضحایاهم هم محمد وآله الاطهار صلوات الله وسلامه علیهم اجمعین… حكام المخالفین تكبَّروا, ولم یتقبلوا كَونَ محمد وآله الاطهار اعظم شأناً ومنزلةً عند الله والناس, قاموا بقتلهم واضطهادهم وزحزحوهم عن اماكنهم التی اقرها الله لهم, وامتلأت السجون بهم علیهم السلام وبأتباعهم… فتشدَّق عمر بالقول(تأبى قریش ان تكون الولایة والامامة فی بنی هاشم!!!) وأقول…من تكون قریش ورجالاتها امام الله حتى یُقال تأبى قریش تنفیذ امر الله؟؟؟ وتَشدَّق المخالفون كعمر وامثاله بقول ان علیاً علیه السلام صغیر بالسن ولا یقبل شیوخ قریش بحكمة!!!… اقول… أأنتم اعلم ام الله؟؟؟ واقول الیكم نصَّاً كان قد ذكره عیسى ابن مریم علیها السلام فی الانجیل یزجر به حوارییه حول الافضلیة والعمر…
قال عیسى علیه السلام:((46″ووقَعَ بَینَهُم جِدالٌ فی مَنْ هوَ الأعظَمُ فیهِم.47 فعَرَفَ یَسوعُ ما فی قُلوبِهِم, فأخَذَ بیَدِ طِفْلٍ وأقامَهُ بجانِبِه,48 وقالَ لهُم:ومَنْ قَبِلَ هذا الطِّفلَ بإسمی یكون قَبِلَنی.ومَن قَبِلَنی یَقبَل الذی أرسلَنی, لأنَّ الأصغَرَ فیكُم كُلِّكُم هوَ أعظَمُكُم))…/متى 18: 1 – 5, مرقس 9: 33-37)/ص98/بشارة لوقا….فهل یعقل ان الله یعلم الانبیاء علوماً مختلفة ویسن لهم مبادیء مختلفة!!! اولیس محمداً صلى الله علیه وآله وسلم افضل الأنبیاء والمرسلین والأولیاء؟ اولیس هو صلى الله علیه وآله وسلم افضل خلق الله؟؟؟ فكیف یكذبونه ویفترون علیه ویرفضون أمره بتولیة علی ع من ثم ابنائه المعصومین علیهم السلام؟؟؟ ایعقل ان المخالفین لله ولرسوله أفضل من علی علیه السلام؟ ایعقل ان عمر الذی مرد على النفاق وحاول قتل محمد وعلی وكانت له ید فی قتل الرسول ص بالسم وقتل بیده الملعونه ایضاً فاطمة وجنینها علیهما السلام بضربة سیفه القذر وكسر ضلعها بكسر الباب علیها وعصرها خلفه وحرق بیتها علیها وعلى اولادها علیهم الصلاة والسلام وجر علیاً بحمائل سیفه علیه السلام كالذبیح لیبایع غصباً من لایستحق البیعة یكون افضل من علی علیه السلام؟؟ لا والله… ایعقل ان ابا بكر الذی كذّب فی المسجد امام الملأ بحدیث مفترى على الرسول صلى الله علیه وآله وسلم والرسول لم یقل هكذا حدیث ابداً(نحن معاشر الانبیاء لا نوَرِّث) وبه سلب ارث اهل البیت وملكیة السیدة فاطمة علیها السلام لفدك, وهو نفسه الذی امر بكسر بابها وجر علی ع للبیعة جبراً وتسبب فی مقتلها وامر بقتل مناصری زوجها علی علیه السلام واغتصاب زوجة احد الانصار لعلی علیه السلام امام عینی الزوج من ثم قتله لإخافة معارضی بیعة الشؤم أفضل من علی علیه السلام؟؟؟ لا والله…ایعقل ان عثمان الذی دعته عائشة بنعثل الكافر واجَّجَت نار الغضب بین الناس والبت على قتله وقتلته, ونعت بسارق بیت المال وغیرها من النعوت التی یستحقها بظلمه للناس یكون افضل من علی واولاده؟؟؟ لا والله…ایعقل ان یؤخَذ بأحادیث اراذل الناس من نساء ورجال وتـُترَك احادیث بنت الرسول المعصومة وزوجها المعصوم وذراریها المعصومین من ذكور واناث صلوات الله وسلامه علیهم واحادیث اصحاب الرسول الحق علیهم السلام؟؟؟ كیف یـَتـْلونَ الكتاب ویتأولونه وهمم لا یصدِّقون بما فیه؟؟؟ كیف یقولون انهم مسلمون وهم لا یؤمنون بإختیار الله ورسوله ویكفرون ویجحدون وینفون كل ماامر الله به منذ لحظات موت الرسول صلى الله علیه وآله وسلم؟؟؟… هاهم المخالفین الیوم قد ضللوا الأمم وفرقوها ولم یستمعوا لقول السیدة فاطمة علیها السلام حین قالت ان إمامة اهل البیت علیهم السلام وطریقهم امان للأُمَّة من الفرقة… واقول لمن یضلل الامم … فلیتبوَّأ مقعده من النار….
المشكلة هنا فی ان المخالفین لم یكتفوا بهذا القدر من التضلیل…لا, بل قاموا بإتلاف ومسخ كل مُستند یؤكد ولادة الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشریف, وما بقی من ادلة بعضها قد تم تحریفها… مثال ذلك,قول الرسول صلى الله علیه وآله وسلم:((واسمه اسمی وكنیته كنیتی)) اصبحت((واسمه اسمی واسم ابیه اسم ابی))!!! كی ینسبوه لخلیفة من خلفاء العباسیین الطغاة ویدَّعوا أن هو المهدی والعیاذ بالله… واقول لمن یُحَرِّفون الكَلِمَ عن موضعه بأن الله سبحانه وتعالى اقرَّ العدل فی حكم المعصومین لا سواهم.. فلا ینفع التحویر ولا الاتلاف ولا الابدال ولا المسخ… لأن امر الله نافذ ولو كره الكافرون… وأنه هو الذی یعلم أین یضع رسالته ویعلم من الأجدر بإستخلاف محمد صلى الله علیه وآله وسلم, وهو سبحانه یعلم من هم الأحق بحمل لواء هذه الرسالة العظیمة ومن هم الاجدر بتحمل مسؤولیة قیادة الكون… وإلا لما جعل اختیار الانبیاء والرسل إختیاراً إلهیاً بحتاً… ولكان القرار أن یكون اختیار البشر لنبیهم كشورى المنافقین یوم السقیفة.. والتی إدَّعَوا أن(امر الله فی عمل شورى)… ولو كان كذلك لم لم یبلغ الله رسوله مسبقاً بانها تشمل حتى اختیار الأئمة الحكام من بعد الرسول!!… بهذا أعلن المنافقون تمردهم على الله على مر العصور, بأنهم یرفضون امر الله بتبجُّح ظاهر, ولا یسمعون لنبیه صلى الله علیه وآله وسلم, ولا لأحد من الأنبیاء, ولا یُقِرّون بمخطط الله الذی رسمه للبشر, بل یُقِرّون بمخططات الشیاطین من الإنس والجن وینفذونها بلا تردد, وعلى هذا الأساس اخذوا یصدرون فتاوى مُضَللة ومُنحَرِفـَة ولا تـَمـُتُّ للدینِ بـِصِلـَة لا من قریب ولا من بعید, كفتوى اتِّباع الحاكم حتى لو كان فاسقاً كافراً ظالما… واطاعته فی كل شیء حتى فی الظلم, من هنا یبین حدیث الامیر الامام علی علیه السلام رفضه القاطع لمبادئهم السخیفة التی تنصر الظالم على المظلوم وتنصر حزب الشیطان على حزب الله سبحانه… یقول علیه السلام:(لا طاعة فی معصیة و لا طاعة لمن عصى الله، إنما الطاعة لله و لرسوله و لولاة الأمر، و إنما أمر الله عز و جل بطاعة الرسول لأنه معصوم مطهر، لا یأمر بمعصیته، و إنما أمر بطاعة أولی الأمر لأنهم معصومون مطهرون لا یأمرون بمعصیته). والمعصومون هم من ذكرهم الله بمحكم الكتاب بقوله سبحانه: ((انما یرید الله لیذهب عنكم الرجس اهل البیت ویطهّركم تطهیرا)), وقال رسول الله صلى الله علیه و آله(یا علی هذه الآیة نزلت فیك و فی سبطَیَّ و الأئمة من وُلدِك)… وعددهم كنقباء بنی اسرائیل واقصد اثنا عشر اماماً… والأمیر علی علیه وآله افضل الصلاة والسلام بنفسه كرّر ذلك بقوله: (إن الله عز و جل فضلـَّنا أهل البیت،و كیف لا یكون كذلك و الله عز وجلّ یقول فی كتابه:((إنما یرید الله لیذهب عنكم الرجس أهل البیت و یطهركم تطهیرا)), فقد طهرنا الله من الفواحش ما ظهر منها و ما بطن،فنحن على منهاج الحق)…… وذكر عن أبی عبد الله الصادق عن أبیه عن جده علیهم السلام قال:خطب أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام على منبر الكوفة، و كان فیما قال:(…فنحن أهل بیت عصمنا الله من أن نكون فتانین، أو كذابین أو ساحرین أو زیافین، فمن كان فیه شی‏ء من هذه الخصال فلیس منا ولا نحن منه. إنا أهل بیت طهرنا الله من كل نجس، نحن الصادقون إذا نطقنا، و العالمون إذا سُئِلنا، أعطانا الله عشر خصال لم تكن لأحد قبلنا و لا تكون لأحد بعدنا: الحلم والعلم واللب و الفتوة، والشجاعة والسخاوة والصبر والصدق والعفاف والطهارة. فنحن كلمة التقوى و سبیل الهدى والمثل الأعلى، والحجة العظمى والعروة الوثقى والحق الذی أقر الله به فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تـُصرَفون)…. وأهل البیت یا اخوتی ویا اخواتی هم من كانوا تحت الكساء, وهم فاطمة ومحمد وعلی والحسن والحسین ومن ذریة الحسین المكنونین وقتذاك فی صلبة علیه السلام تسعة ابناء معصومین مدَّخرین یخلفونه وذكرهم الله فی كلامه القدسی الذی نقل عن سیدة النساء فاطمة المعصومة الزهراء علیها السلام, حیث قالت علیها السلام: فَقالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: یا مَلائِكَتی وَ یا سُكَّانَ سَماواتی إِنّی ما خَلَقتُ سَماءً مَبنَّیةً وَ لا أرضاً مَدحیَّةً وَ لا قَمَراً مُنیراً وَ لا شَمساً مُضیِئةً وَ لا فَلَكاً یَدُورُ وَ لا بَحراً یَجری وَ لا فُلكاً یَسری إِلاّ فی مَحَبَّةِ هؤُلاءِ الخَمسَةِ الَّذینَ هُم تَحتَ الكِساء، فَقالَ الأَمِینُ جِبرائِیلُ: یا رَبِّ وَ مَنْ تَحتَ الكِساءِ؟ فَقالَ عَزَّ وَجَلَّ : هُم أَهلُ بَیتِ النُّبُوَّةِ وَ مَعدِنُ الرِّسالَةِ هُم فاطِمَةُ وَ أَبُوها، وَ بَعلُها وَ بَنوها، فَقالَ جِبرائِیلُ: یارَبِّ أَتَأذَنُ لی أَن أَهبِطَ إلىَ الأَرضِ لأِكُونَ مَعَهُم سادِساً؟ فَقالَ اللهُ: نَعَم قَد أَذِنتُ لَكَ فَهَبَطَ الأَمِینُ جِبرائِیلُ وَ قالَ: أَلسَّلامُ عَلَیكَ یا رَسُولَ اللهِ، العَلِیُّ الأَعلَى یُقرِئُكَ السَّلامَ، وَ یَخُصُّكَ بِالتًّحِیَّةِ وَ الإِكرَامِ وَ یَقُولُ لَكَ: وَ عِزَّتی وَ جَلالی إِنّی ما خَلَقتُ سَماءً مَبنیَّةً و لا أَرضاً مَدحِیَّةً وَ لا قَمَراً مُنِیراً وَ لا شَمساً مُضِیئَةً و لا فَلَكاً یَدُورُ و لا بَحراً یَجری و َلا فُلكاً تَسری إِلاّ لِأجلِكُم وَ مَحَبَّتِكُم، و َقَد أَذِنَ لی أَن أَدخُلَ مَعَكُم، فَهَل تَأذَنُ لی یا رَسُول الله ِ ؟ فَقالَ رَسُولُ الله: وَ عَلَیكَ السَّلامُ یا أَمِینَ وَحیِ اللهِ ، إِنَّهُ نَعَم قَد أَذِنتُ لَكَ، فَدَخَلَ جِبرائِیلُ مَعَنا تَحتَ الكِساءِ ، فَقالَ لأِبی: إِنَّ اللهَ قَد أَوحى إِلَیكُم یَقولُ: ((إِنّمَا یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَیُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیرًا))(2)،…وتناقلت هذا الحدیث ایضاً كتب المخالفین لمذهب أهل البیت علیهم السلام… حیث قال ابن تیمیَّة الحرَّانی: و أما حدیث الكساء فهو صحیح رواه احمد و الترمذی من حدیث ام سلمة، و رواه مسلم فی صحیحه من حدیث عائشة/منهاج السنة: 3 / 3… وفی صحیح مسلم بالإسناد إلى صفیة بنت شیبة قالت: خرج النبی صلَّى الله علیه و آله غداة و علیه مِرْط مرحّل من شعر أسود فجاء الحسن بن علی فأدخله، ثم جاء الحسین فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علی فأدخله، ثم قال: ((…إِنَّمَا یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَیُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیرًا))(3)
و هو الحدیث الذی تحدَّث به النبی محمد صلَّى الله علیه و آله فی فضل أهل بیته المعصومین علیهم السَّلام، و هم: علی بن أبی طالب و فاطمة الزهراء و الحسن بن علی و الحسین بن علی علیهم السَّلام. وقد أدلى النبی صلَّى الله علیه و آله بهذا الحدیث حینما جمع هؤلاء النخبة تحت الكساء، ولهذا السبب سُمی هذا الحدیث بحدیث الكساء….
كل تلك الأدلة وأكثر تشیر الى ولایة أهل البیت وحكومتهم المستقبلیة… وأنهم هم حزب الله الغالب الذی سیتم الله بهم نوره على الأرض ولو كره الكافرون, وبهم سیدحر الظلمة والكفرة والفجرة وسیرفع شأن المستضعفین والمظلومین بأیدیهم علیهم السلام وسیقام بهم العدل والقسط وسینشر الله رحمته الواسعة علیهم وعلى اتباعهم من جیل الى جیل كنایة لطول أمد هذه الحكومة التی لا تقهر والتی اكَّدَتها السیدة مریم علیها السلام بلفضها(ورحمته من جیل الى جیل)… ویتََّضح فیها ایضاً مفهوم امامة المعصومین, ومفهوم الرجعة التی لا یؤمن بها المنافقین من مُدَّعی الإسلام… لأن هذه الرحمة من جیل الى جیل كما قالت علیها السلام… ولم تحدِّد عدداً من السنین او الحكام… بمعنى… ولایة للأبد لآل البیت علیهم السلام… والأبد من امر الله, وتحدیده على الله… وهو جل وعَلى قال برجعة الأئمة والابرار من المؤمنین وتولی آل بیت محمد صلى الله علیه وآله وسلم امر خلافة الكون… فمن قال یوم نطوی السماء كطی السجل للكتب كما بدأنا اول خلق نعیده وعداً علینا انا كنا فاعلین لا یستعصی علیه ارجاع ائمة الحق لیبطلوا مخططات الفسقة ولتقام هذه الحكومة الى ابد الابدین وكما أسسها الامام الحجة عج بالقوة سیحافظ علیها الائمة علیهم السلام… لأنها بشارة الله سبحانه وتعالى لنا… وهی وعد الله التی وعدنا بها نحن المستضعفین… واعنی… دولة الحق المهدویة…
ومن قول عیسى علیه السلام نقر بأن الامام المفترض الطاعة هو الوسیط بین الله والعباد, فلیسمع المخالفین والمكفِّرین لشیعة اهل البیت… إذ قال علیه السلام(ومَنْ قَبِلَ هذا الطِّفلَ بإسمی یكون قَبِلَنی ومَن قَبِلَنی یَقبَل الذی أرسلَنی)… أی إن وقع الاختیار النبوی الذی هو إختیار ربانی وامر الهی للنبی ان یختار من اختاره كائناً من یكون ولو كان طفلاً, لابد من التسلیم لذلك الأمر… ولابد من الایمان بولایتة او نبوَّتة… وعیسى ویحیى مثال من القرآن انهما اوتیا الحكم وهم اطفال حدیثی الولادة… فلِمَ یتم التسلیم بولایة عیسى ویحیى ولم یتم التسلیم لولایة علی علیه السلام واولاده المعصومین؟؟؟ ایكررون قول قابیل واعتراضه فی تقبل نذر اخیة وعدم تقبل نذره؟؟؟… ووضَّحَ علیه السلام بأن التسلیم لهذا الامر هو تسلیم لأمر الله بإختیار الرسول لمن یشاء وبالتالی فهو ایمان بالله وبالرسول… فكیف سلَّم المسیحیون الضالون ولم یسلِّم من یقول انه مسلم ومؤمن؟؟؟ اولیست هذه مفارقة ان یقال انَّ المسلم افضل واكثر ایماناً من باقی اصحاب الدیانات, ثم یتفوق اهل الدیانات علیه بعقیدة التسلیم لإختیار الله ورسوله والایمان بها دون جدال؟؟؟ فأین یتمثَّل ایمان المخالفین اذن؟؟؟ هذة نقطة…
النقطة الثانیة, ان الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشریف هو ولی أمر الاُمَّة من بعد ابیه الامام العسكری علیه السلام.. فالقبول بولایته وهو طفل ذو اربع او خمس سنوات أمر واجب… وهو معصوم ومفترض الطاعة برغم صغر سنه الشریف… وهو حی یرزق ومولود وقد ذكرت الكثیر من الروایات التی تم انقاذها من التلف والتحویر بأنه عجل الله تعالى فرجه الشریف قد عق عنه والده ووزع الكثیر الكثیر من اللحم وبلَّغ المقربین منه بأنه یحق لهم رؤیة خلیفتهم وامامهم الذی سیخلف الامام العسكری علیه السلام… ورأوه ورووا ما حصل هنالك آنذاك… اضافة الى أن بعض العوام من الناس والخواص من اهل العلم قد تشرفوا برؤیته عجل الله تعالى فرجه الشریف… وانه قد ساعدهم ونالوا حضوة التكلم معه عجل الله تعالى فرجه الشریف… ومنهم من نال بركات الشفاء وغیرها على یدیه بابی هو وأمی… وحتى انه عج كان له سفراء اربعة لم یزد عددهم ولم ینقص…ومراقدهم الشریفة موجودة حالیاً فی بغداد… وتزار…
واما مسألة طول العمر والغیبة فلها بحوث طویلة لیست فی مجال هذا البحث, والذی خُصِّصَ لتأكید روایات تقول بأنَّهُ موجود وان حكومته علیه السلام ستقام رغم كل شیء وتؤكد بأنه قد تم التبشیر به وبدولته فی الكتب السماویة الأخرى…
الآن …سأتحدث عن وقفتی الثانیة, والتی كانت حول نص السیدة مریم علیها السلام حین قالت:(أعان عبدَهُ إسرائیل فتذَكـَّرَ رَحمتَه كما وَعَدَ آبائنا, لإبراهیم َونـَسلـِهِ الى الابد)… وهی مصداق لقول الله سبحانه وتعالى:((وَإذِ ابتـَلى إبراهِمـَ رَبـَّهُ بـِكـَلِماتٍ فـَأتـَمَّهُنَّ قََالَ إنـِّی جاعِلُكَ للناسِ إماماً قَالَ وَمِن ذُرِّیـَّتِی قَالَ لا یَنـَالُ عَهدِی الظـَّالـِمِین))(4).. وهم رحمة الله التی بها یغفر الذنوب وبها یقبل الاعمال وبها یتم دین الله… وعلَّمَ اسمائهم آدمَ علیه السلام وأكدها بقوله((وعلَّم آدم الأسماء كلها))… وقوله سبحانه(وتلقى آدم من ربه كلمات) وهی اسماء الخمسة صلوات الله وسلامه علیهم وبها تاب علیه علیه السلام…وهم الخمسة اصحاب الكساء علیهم السلام… والمطلق علیهم فی بعض الكتب الأنوار الخَمس المقدسة… وهم محمد وعلی وفاطمة والحسن والحسین صلوات الله وسلامه علیهم ومن ذریة الحسین علیه السلام تسعة انوار مخفیة فی صلبة بأبی هو وأمی… وما من نبی او ولی او وصی او رسول إلا وتوسل بهم علیهم السلام… فنوح علیه السلام مثلاً كتب اسمائهم علیهم السلام على لوح خشب وضعه فی السفینة مما منعها من الغرق, ویعقوب علیه السلام تلقى رحمة من الله فتذكر التوسل بمحمد وآل محمد كلما المـَّـتْ به بَلیَّة او مُصیبة.. وهو من تَعَلَّمَ مِن ابراهیم علیه السلام ان یكون مُسلماً بدلیل قول الله سبحانه وتعالى:((وَوَصَّى بِهَآ إبْرَهِیم بَنِیهِ وَیَعْقُوبُ یَبَنِیَّ إنَّ اللَّه اصْطَفَى لَكُمُ الدِّینَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إلاَّ وَأنتُم مُّسْلِمُون))… ای انه علیه السلام اكد على الایمان بالله ومحمد وآل محمد صلوات الله وسلامه علیهم اجمعین… لذا فقد علم سر التوسل بهؤلاء الأبرار علیهم السلام, وكان یتوسل وعلم ابنائه ما تعلمه من ابراهیم علیه السلام وكلهم مسلمون…. والدلیل قول الله سبحانه وتعالى:((رَبـَّنَا وَاجْعـَلْنَا مُسْلِمَیْنِ لَكَ وَمِن ذُرّیَّتِنَا أُمـَّةًُ مُسْلـِمَةً لَكَ وَأرِنَا مَناَسِكَنَا وَتُبْ عَلَیْنَا إنـَّكَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحِیم))(5)…
وكذلك دعاء الوَلَد یوسف الذی ینهل علمه من ابیه یعقوب علیه السلام.. حیث قال علی بن ابراهیم فی تفسیره انه لما دعا یوسف علیه السلام بهذا الدعاء فی الجُّب جعل الله له من الجب فَرَجاً ومن كید المرأة مخرجاً ومَلَّكَهُ مصر من حیث لا یحتسب, ودعاؤه علیه السلام كان: (اللهم إنی أسألك بأن لك الحمد لا اله إلا انت المنان بدیع السماوات والارض یا ذا الجلال والاكرام, أن تصلـِّی على محمد وآل محمد وان تجعل لی من امری فرجاً ومخرجاً وترزقنی من حیث أحتب ومن حیث لا احتسب)….ای ان الرحمة الموعودة والانقاذ المحتوم سیتحقق بإبراهیم ونسله علیه السلام إلى الأبد, وما كل تلك الكرامات إلا دلیل بأنهم الأمل المنشود, والوعد الموعود, وخلفاء الله على الارض, وهم محمد وآله الأطهار صلوات الله وسلامه علیهم اجمعین…
وقول السیدة مریم علیها السلام(كما وَعَدَ آبائنا, لإبراهیم َونـَسلـِهِ الى الابد) دلیل على ان محمداً وآله الاطهار هم المعنیون بالخلافة والامامة منذ بدایة الخلیقة ودلیلها كلمة(آبائنا)… وحتى عقلانیاً تم تأكید تبوة محمد وولایة علی واولاده علیه السلام ذلك بأنْ لا نبی ظَهَرَ مابین فترة ظهور عیسى علیه السلام وظهور محمد وآله الأطهار صلوات الله وسلامه علیهم اجمعین… وقول عیسى علیه السلام فی الانجیل(سوف یأتی نبی من بعدی اسمه احمد فأتَّبعوه)… والذی تم إخفاؤه تماماً عن اعین الناس, جاء مصداقاً لقوله تعالى:((إن أولى الناس بإبراهیم للذین اتبعوه وهذا النبى والذین آمنوا والله ولی المؤمنین)).. والنبی هو محمد ص والذین آمنوا هم علی واولاده المعصومین علیهم السلام, والذی یتولاهم فقد تولى الله ورسوله بنص عیسى علیه السلام, وان الله سیتولاه بنص الایة اعلاه… واما قوله سبحانه: ((رَبَّنَا وَابْعَثْ فِیهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ یَتْلُوا عَلَیْهِمْ ءَایَآتِك وَیُعَلِّمُهُم الْكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَیُزَكِّیهِمْ إنـَّكَ أَنـْتَ الْعَزِیزُ الْحَكِیم))(6)… فهو تأكید على ان النبی محمد ص وآله بشر احیاء یتواجدون بین الناس الذین نزل الاسلام علیهم.. وهم اُمَّةُ العرب آنذاك… وقول الله سبحانه وتعالى لنبیه(صلى الله علیه واله وسلم): (أنزل علیك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله علیك عظیما) وقال فی الائمة من أهل بیته صلوات الله علیهم أجمعین مخبراً عن حسد المنافقین لهم وسرقة حقهم وخلافتهم منهم: ((أم یحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتینا آل إبراهیم الكتاب والحكمة وآتیناهم ملكا عظیما * فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعیرا))… والسعیر ستكون دار المكذبین لآل البیت علیهم السلام الى أبد الآبد… وهذا بنص الایة المباركة… والتی جائت مصداقاً لقول الرسول صلى الله علیه وآله وسلم(من مات ولم یعرف امام زمانه مات میتةً جاهلیة)… وامام زماننا هو الحجة علیه السلام…. فمن لم یعرفه ولم یؤمن به مات میتةً جاهلیة…
یبقى الحوار حول معنى(من لم یعرف امام زمانه)…. فهل معنى المعرفة هنا معرفة الاسم فقط؟ ام معرفة قیمة ومقدار هذا الامام ومكانته وحقة الشرعی والتصدیق به والموالاة له؟
بالتأكید الاختیار الثانی هو الصحیح… اذ لابد من التسلیم المطلق لولایته علینا علیه السلام, وإلا سیكون مصیرنا كمصیر من خالف علیاً علیه السلام… ومن خالف إمامَهُ المعصوم كان كمن خالف رسوله المعصوم ومن خالف رسوله المعصوم كان كمن خالف الله سبحانه الذی لا یخطیء بإختیار الامام او الرسول للمنصب المسمى له… لذا حق على الله ان یعدَّهم من كفـّار الجاهلیة, ولا یعدهم مسلمین… فمصیرهم السعیر….
وجاءت بشارة السیدة مریم علیها السلام ایضاً مصداقاً لقول الرسول صلى الله علیه وآله وسلّم فی علی علیه السلام: (أنت الوصی على الأموات من أهل بیتی و الخلیفة على الأحیاء من أمتی، حربك حربی و سلمك سلمی، أنت الإمام أبو الائمة الإحدى عشر، من صلبك أئمة مطهرون معصومون، و منهم المهدی الذی یملأ الدنیا قسطا و عدلا، فالویل لمبغضكم)… وقال رسول الله صلى الله علیه و آله:(فمن سره أن یدخل جنة ربه فلیتول علیا و الأوصیاء من بعده و لیسلم لفضلهم، فإنهم الهداة بعدی))… وذلك كان مصداقاً لقول الله سبحانه وتعالى ان الولایة لا تخرج من ذریة ابراهیم علیه السلام وان من لم یتولهم یُدخِلُهُ السعیر… وقوله سبحانه وتعالى: ((هو الذی أرسلَ رسولَهُ بالهُدى ودِینِ الحقِّ لِیُظهِرَهُ على الدینِ كلِّهِ ولو كرِهَ المشركون)) دلیل آخر على انَّ دین محمد ص هو الدین الغالب الذی سینتشر بفضل الأئمة علیهم السلام والامام المعصوم المهدی علیه السلام بقول الرسول صلى الله علیه وآله وسلم:(لولم یبق من الدنیا الا یوم واحدٌ لطول الله ذلك الیوم حتى یخرج فیه ولدى المهدى فینزل روح الله عیسى ابن مریم فیصلى خلفه و تشرق الأرض بنوره و یبلغ سلطانه المشرق و المغرب)… وهو من قال فیه الله سبحانه وتعالى: ((وإنْ مِن أهلِ الكتابِ إلاّ لَیُؤمِنَنَّ به قبلَ مَوتِه ویومَ القیامةِ یكونُ علیهم شهیدا))… وانه سیفتح بلاد الشام كلها وسینصر نصراً عزیزاً, وستقع كلها تحت حكمه علیه السلام بالقوة والحرب… دلیل ذلك قول عیسى علیه السلام فی الانجیل واصفاً المدن الكافرة: 13(الویل لك یاكورَزین! الویل لك یا بیت صیدا!فلو كانت المعجزات التی جرت فیكما جرت فی صور وصیدا, لتاب اهلها من زمن بعید ولبسوا المسوخ وقعدوا على الرماد..14ولكن مصیر صور وصیدا فی یوم الحساب سیكون اكثر احتمالاً من مصیركما. 15 وانت یا كفرناحوم! اترتفعین الى السماء؟ لا, الى الجحیم ستهبطین)… العهد الجدید/بشارة لوقا/متى11:20 -24 /ص 99…كنایة على انها ستتعرض لحرب ودمار وسیفتحها الله سبحانه للمسلمین على یدی الامام الحجة علیه السلام…
وقبل ان ادخل فی تفاصیل بشارة ظهور الامام الحجة علیه السلام على لسان النبی عیسى علیه السلام, وكیف سیكون الامر حینذاك, ارى انه یجدر بنا اولاً معرفة حقیقة المعنیین بسورة الزلزلة… حین قال الله سبحانه وتعالى: (اذا زلزلت الارض زلزالها,وأخرجت الارض اثقالها, وقال الانسان مالها, یومئذ تحدث اخبارها).. نكتفی بهذا القدر من السورة المباركة..
اقول … لو قرأنا معاً هذا النص الذی وجدته فی كتب التفسیر لفرات الكوفی… قال:(ومن سورة الزلزلة) 757 – قال: حدثنا أبو القاسم عبد الرحمان بن محمد بن عبد الرحمان العلوی الحسنی ـ قال: حدثنا فرات بن إبراهیم الكوفی ـ معنعنا: عن عمرو ذی مرة قال: بینا عند أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام إذا ـ ب: إذا ـ تحركت الارض فجعل یضربها بیده ثم قال: مالك؟ فلم تجبه. ثم قال: ما لك؟ فلم تجبه ثم قال: أما والله لو كانت هیه ! لحدثتنی وانی لأنا الذی تحدث الارض أخبارها أو رجل منی.
ووفق بعض الروایات التی نقلت عن حدیث للسیدة فاطمة علیها السلام تأكد انه هو علیه السلام من حدثته الارض لیلة زفافها علیها السلام… اذن فالإنسان هو علی بن ابی طالب علیه السلام… وهو من ذكر فی الانجیل على لسان عیسى علیه السلام… وذكر ابنه المهدی علیه السلام بأنه “ابن الإنسان” ای ابن علی علیهما السلام كما سیأتی لاحقاً… وهذا الموضوع له ارتباط مباشر بما سأناقشه هنا… ولكن.. على الرغم من كل التحریف الذی طال الانجیل من اعداء الاسلام واعداء المسیحیة, إلا انَّهُ بقیت بعض النصوص التی تشیر الى حرب عالمیة ختامیة ینتشر بها الاسلام والذی وصف بأنه”دین الوثنیین” لأنهم ینكرون مابعد المسیحیة من أدیان… وحُرِّفَت كلمات عیسى علیه السلام بطریقة تؤكد ان هذا الذی سیحصل هو شر قادم… لا كما وصفته امُّهُ مریم ببشارتها بأنه رحمة من جیل الى جیل.. كما صوَّروا عیسى علیه السلام على انه یقف ضد هذا الشر ویحذِّر من إتِّباع الامام الحجة!!! تضلیلاً لأجیال النصارى القارئین للإنجیل لیقاوموا دین الحق ویقاتلوا الامام الحجة علیه السلام… حفاظاً على مصالحهم الشخصیة… وهذا الحال مطابق لحال المخالفین لمذهب اهل البیت علیه السلام… فعلماؤهم علماء بلاط لیس لهم كلام ثابت ولا ظمیر حین تفسر الروایات او تنقل فی كتبهم… فمنهم من سرق احادیث صدرت بحق علی علیه السلام وقال انها حول عمر.. ومنهم من قال ان تفسیر الآیه الفلانیة كان المقصود ابا بكر وعمر… ومنهم من اثارت سمعة فاحشة حول نفسها لتقول ان السورة نزلت فیها…. الخ…. ونقلها علماء البلاط مع علمهم بأن هذه السورة نزلت فی ماریا ام ابراهیم لا فی عائشة ولكن المصلحة الشخصیة والحقد على من والوا علیاً علیه السلام أعمى ضمائرهم….
اقول بأن ما قیل حول عیسى علیه السلام وتحذیره من محمد وآل محمد صلى الله علیه وآله وسلم افتراء ما بعده افتراء… ویدل على الحقد الاسود على النبی عیسى علیه السلام وعلى آل البیت علیهم السلام… لكن الموضوع المهم فی هذه الدوّامة هو التبشیر بصحة ظهور الامام الحجة علیه السلام, وصحة انتشار الاسلام على یدیه علیه السلام… وأنه لن یترك الامر الى ان یتممه عج كما امره الله سبحانه وتعالى وكما ذكر عیسى علیه السلام… والیكم النص المذكور فی الانجیل… ویتحدث فیه عن خراب الهیكل ونهایة العالم على حد تعبیر النصارى…
قال عیسى علیه السلام: 5 وتحدَّث بعضهم كیف ان الهیكل مُزَیـَّن بالحجارة البدیعة وتـُحفِ النذور, فقال یسوع:6 (ستجیء ایام لن یُترَك فیها مما تشاهدونه حجر على حجر, بل یهدم كـُلـُّه).7 فسألوه: (متى یحدث هذا, یامعلم؟ وماهی العلامة التی تدل على قرب حدوثه؟(8 فأجاب) انتبهوا لئلا یضللكم أحد! سیجیء كثیر من الناس منتحلین اسمی, فیقولون: انا هو ! وحان الوقت ! فلا تتبعوهم.9 واذا سمعتم بأخبار الحروب والثورات فلا تفزعوا, لأن هذا لابد ان یحدث فی اول الامر ولكن لاتكون الآخرة بعد. 10 وقال یسّوع: ستقوم أُمَّةٌ على أُمـَّةٍ ومَملـَكَةٌ على مَملـَكَةٍ, 11 وتقَع ُ زَلازِلُ شدیدةٌ,وتَحدُثُ أوبئَةٌ ومجاعات ٌ فی اماكن كثیرةٍ, وتجری أحداثٌ مُخیفَةٌ, وتظهَرُ علاماتٌ هائلةٌ فی السماءِ. 12 وقَبلَ هذا كُلِّه ِ,یَعتـَقِلُكُمُ الناسُ وَیَضطهدونَكُم ویُسْلِمونَكُم الى المجامع والسُّجونِ ویَسوقونَكُم الى المـُلوكِ والحُكّام من أجل اسمی. 13 ویكون هذا فُرصَةً لكُم, تَشهَدون فیها للبشارةِ. 14 ولا تهتَمُّوا كیف تدافعون عن انفُسِكُم, 15 لأنِّی سأُعطیكُم من الكلام والحِكمةِ ما یَعجَزُ جمیع خصومِكُم عَنْ رَدِّهِ اونَقضِهِ .16 وسیُسَلِّمُكُم والدوكُم وإخوتُكُم ویَقتُلونَ مِنكُم, ویُبغِضُكُم جمیعُ النّاسِ مِنْ أجلِ اسمی.18 ولكِنْ شَعْرةٌُ واحدةٌ مِن رؤُوسِكُم لا تقَعُ. 19 وبِثَباتِكُم تَخلُصونَ.”….(متى 24: 1-14, مرقس 13: 1-13) ./بشارة لوقا /ص 117…
ساناقش معكم هذا الجزء اولاً ..ثم انتقل الى النص الثانی الذی یتحدث عن خراب اورشلیم …
فی قوله علیه السلام: (ستجیء ایامٌ لن یُترَك فیها مما تشاهدونه حجر على حجر,بل یُهدَم كـُلـُّه)… هنا ینبثق السؤال….
هل انه سیجیء یوم سیهدم الناس فیه بنایة الهیكل؟ ام ان المعنى ضمنی؟.. بمعنى… هل ان الهیكل سیتحول الى صرح من صروح امة اخرى كالإسلام مثلاً؟.. ام ان المسلمین بقیادة السید القائد الحجة روحی فداه حینما یظهر ویشن الحرب على مخالفیه سیكون من ضمن الامور التی سیأمر بها هدم الصرح؟… وإن اعتقدنا بأنه عج سیأمر بهذا الهدم… هل المعنى سیكون أنْ لا دین إلا الإسلام,وأن لا بیت إلا بیوت الله التی تقام فیها صلاة المسلمین؟… اقول… ربما كان الامر سیصدر عنه علیه السلام… والمعنى اقول ربما یكون لإظهار الاسلام على الادیان الاخرى…
ثم یقول علیه السلام حسب زعم النصارى لأننا لا نعلم این وقع التحریف بالضبط, لذا سأنقل لكم ما یتناقلونه بلارتوش ونحلل النصوص جزءاً فجزءاً….
وقوله علیه السلام: “وتظهر علامات هائلة فی السماء”… او لیس هذا النص مصداقاً لقوله تعالى:(سَنُرِیهِمْ آیَاتِنَا فِی الآفَاقِ وَفِی أَنْفُسِهِمْ حَتَّى یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ یَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَیْءٍ شَهِید)……(7) وهذا النص مع الآیة الكریمة یطابق علامات الظهور المشرَّف الواردة فی كتبنا عن أهل البیت علیه السلام…. اذن لا مجال للشك فی ظهوره علیه السلام مطلقاً…
لنأخذ هذا النص: (سیجیء كثیر من الناس منتحلین اسمی, فیقولون:انا هو ! وحان الوقت ! فلا تتبعوهم.9 واذا سمعتم بأخبار الحروب والثورات فلا تفزعوا, لأن هذا لابد ان یحدث فی اول الامر ولكن لاتكون الآخرة بعد)…
هنا دلالة على ان هنالك مضللین كثر سیأتون اما بإسم عیسى علیه السلام او بإنتحال شخصة الشریف او یتحدَّثون عنه وكأنه ارسلهم بنفسه بخبر او ماشاكل ذلك…ونلاحظ ان هنالك العدید من النصارى ممن قال(انا المسیح)… وتم اتهامهم بالهرطقة والجنون… وهذا صحیح.. فهم لیسوا بعیسى الحقیقی علیه السلام…
النصارى یعتقدون بأن عیسى علیه السلام مقتول مصلوب واختفى بعد ثلاثة ایام… لكننا قد اكرمنا الله سبحانه وتعالى بمعرفة انه علیه السلام قد استوفی أجَلُه ورفع الله جسده الطاهر الى السماء لحین ظهور الامام الحجة علیه السلام ولم یصلب ولم یقتل مطلقاً…. حیث سیأتی علیه السلام على غمامة ویصلی خلف السید الحجة علیه السلام كما تؤكد روایات آل البیت علیه السلام….
اذن فظهور السید المسیح علیه السلام امر بات من المحتوم…. وبذلك اثبتنا انه علیه السلام سیظهر وسیصلی فعلاً خلف السید الحجة علیه السلام… بفضل هذه الروایة… واعتقد ان النصارى لا مصلحة لهم بربط اعتقادات المسلمین بمعتقداتهم… فهم یؤمنون ان لا دین بعد النصرانیة… لذا, لا مجال للتفكیر بوجود مصلحة عند النصارى من ذكر شیء عن الامام الحجة علیه السلام وظهور عیسى علیه السلام فی زمانه علیه السلام…
واما قوله علیه السلام: انا هو ! وحان الوقت دلیل واضح على ان هنالك ظهور مقدس له علیه السلام… لكن لننتبه الى جملة (وحان الوقت)… الیس فیها مجامیع من الأسئلة؟؟؟… أیُّ وقتٍ الذی حان بالتحدید؟ هذا واحد من ملایین الأسئلة… ولم یترك عیسى علیه السلام المتحیرین دون جواب.. إذ أجاب علیه السلام ضمنیاً عن حیرتهم بقوله: (واذا سمعتم بأخبار الحروب والثورات فلا تفزعوا, لأن هذا لابد ان یحدث فی اول الامر ولكن لاتكون الآخرة بعد)… اذن بیـَّن علیه السلام ان الوقت یكون بعد حروب وثورات وقبل یوم القیامة وانه لیس بیوم القیامة. وكلمة بعد تدل على وجود فترة زمنیة الله یعلم بها مابین ظهور الامام علیه السلام وبین یوم القیامة.. اذن هذا تأكید آخر على وجود یوم الله وهو یوم الظهور المهدوی الشریف والذی یختلف تماماً عن یوم الله الاعظم وهو یوم القیامة ویختلف عن یوم آخر من ایام الله وهو یوم الرجعة… وهذا الخبر یدحض نظریات المكذِّبین لحدیث الرسول صلى الله علیه وآله وسلم وبشراه بظهور الامام المخلص المُقتـَص من المنحرفین والاشرار… ثم قال علیه السلام:(فلا تفزعوا) كنایة عن هول تلك الفترة…. اذن…. هذا دلیل على ظهور حروب وثورات اما فی كل العالم… لا فی بقعة معینة… لأن النصارى فی كل مكان… والحروب بهذه الحالة ستكون شاملة وتتوسع لتشمل كل دول العالم…. اذن فهی حرب عالمیة تطحن الشعوب…او… تقام حروب فی مناطق المسلمین وتؤثر بشكل مباشر وغیر مباشر بالعالم الغربی, ولكن نظریة وقوع حروب مابین الدول تترجح لدی اكثر, لأن الاخبار بوجود حروب مابین الدول وصراعات ربما طاحنة وما الى ذلك… استطیع ان اقول ان بعضها یطابق ما جائت به بعض نصوصنا نحن الشیعة بأن الناس سیقل عددهم بسبب الحروب والقتل والمرض والزلازل الخ… وتلك من علامات ظهور الامام الحجة روحی فداه…. فحینما تتحقق كل العلامات الواردة فی روایات ساداتنا اهل البیت سیظهر الامام المنتظر بأبی هو وأمی… وبعد فترة حروب یخوضها وثورات فی تلك الأثناء بسبب تدهور الاوضاع التی ستصیب الدول بسبب ثورة الله بإمامة علیه السلام, سیستشری الرعب والفزع مابین الناس… وسیكون هذا من اول العلامات لظهور عیسى علیه السلام… اذن هذه اشارة واضحة على ظهور شخص قبله وهو الامام الحجة علیه السلام… وهو الذی ستقام به الثورات المرعبة… والوارد عندنا فی روایات اهل البیت انه یأخذ السلاح على عاتقة ثمانیة اشهر او اكثر وینصر بالرعب كجده رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم… وقیل سنتان وتنتهی, وقیل تكون الحروب خارجیة وداخلیة, وقیل انه سیدخل اوروبا …الخ….
اذن هذه من اشارات وعلامات ظهور المهدی عج التی تمهد لظهور عیسى علیه السلام لدیهم ولدینا…. وفیها تأكید على ان ظهور عیسى علیه السلام سیكون بعد الامام الحجة علیه السلام…
اقول ان جملة(ولكن لاتكون الآخرة بعد)…. هذه الجملة كما ذكرت اعلاه جائت لتبطل كل ادعاءات المخالفین التی شككوا بها فی صحة الظهور والوجود المقدس والرجعة واحداث مابعد الظهور…الخ…. وسأتناول بعضها معكم نقطة نقطة:
لنأخذ اولاً:وجوده المقدس عجل الله تعالى فرجه الشریف…
لدینا روایات -كما قلت سابقاً- تؤكد وجود الامام الحجة علیه السلام, وسأنقل لكم بعض روایات أهل البیت علیه السلام التی تدل على وجوده علیه السلام:
قال أبو غانم الخادم: وُلد لأبی محمّد الحسن العسكری علیه السّلام ولد فسمّاه محمّداً، فعرضه على أصحابه یوم الثالث وقال: هذا صاحبكم من بعدی، وخلیفتی علیكم، وهو القائم الذی تمتدّ إلیه الأعناق بالانتظار، فإذا امتلأت الأرض جوراً وظلماً خرج فملأها قسطاً وعدلا… ووفق الروایات ذكر انه كان من ضمن من رأوه علیه السلام عند الامام العسكری علیه السلام: علیّ بن بلال، وأبو هاشم الجعفریّ، وأبو طاهر البِلالیّ، ومحمّد بن إبراهیم الكوفی، وأبو عمرو، وأحمد بن إسحاق القمّیّ، وعقید الخادم، والحسن بن الحسین العلویّ.. وآخرون… وقد روى كلٌّ مِن معاویة بن حكیم، ومحمّد بن أیّوب، ومحمّد بن عثمان.. قالوا: عَرَض علینا أبو محمّد الحسن بن علیّ علیه السّلام ولدَه ونحن فی منزله، وكنّا أربعین رجلاً، فقال علیه السلام(هذا إمامكم مِن بَعدی، وخلیفتی علیكم. أطیعوه، ولا تتفرّقوا من بعدی فی أدیانكم لتهلكوا، أما إنّكم لا تَرَونه بعد یومكم هذا)… وكانت له عج غیبة صغرى ومن بعدها الغیبة الكبرى التی انقطع فیها عن الناس والتی بدأت بعد موت آخر سفیر من سفرائه الاربعة الذی كانوا هم حلقة الوصل مابینه وبین شیعته عجل الله تعالى فرجه الشریف…
ثانیاً:ظهوره الشریف….
الابحاث تطول وتطول فی كل ماذكرت اعلاه وما سأذكره ادناه….لكن اسمعوا ما سأقول:
الشق الاول: حكم منكره:
فعن الامام الحسن العسكری علیه السلام: (ان المقر بالائمة بعد رسول الله صلى الله علیه وآله والمنكر لولدى كمن اقر بجمیع انبیاء الله و رسله ثم أنكر نبوة رسول الله صلى الله علیه وآله والمنكر لرسول الله كمن انكر جمیع أنبیاء الله لأن طاعة آخرنا كطاعة أولنا و المنكر لأخرنا كالمنكر لأولنا اما ان لولدى غیبة یرتاب فیها الناس الا من عصمه الله(..وهذا یطابق قول عیسى علیه السلام: (ومَنْ قَبِلَ هذا الطِّفلَ بإسمی یكون قَبِلَنی. ومَن قَبِلَنی یَقبَل الذی أرسلَنی)… فلا شك فی ان طاعته والایمان به واجب وإلا یعتبر المنكر له منكر للرسول ولله سبحانه وتعالى… وقال الامام الكاظم علیه السلام لما سُئل(أنت القائم بالحق؟ فقال أنا القائم بالحق و لكن القائم الذى یظهر الأرض من أعداء الله و یملاها عدلاً كما ملئت جوراً هو الخامس من ولدى له غیبة یطول أمدها خوفاً على نفسه یرتد فیها أقوام و یثبت فیها آخرون طوبى لشیعتنا المتمسكین بحبلنا فى غیبة قائمنا(… وعن الأمام الباقر علیه الصلاة والسلام قال) وأما شبهه فی جده المصطفى صلى الله علیه وآله وسلّم فخروجه بالسیف وقتله أعداء الله تعالى وأعداء رسوله، والجبارین والطواغیت، وأنه ینصر بالسیف والرعب، وأنه لاترد له رایة فقوله صلى الله علیه وآله وسلم: القائم من ولدی اسمه اسمی و کنیته کنیتی و شمائله شمائلی و سنته سنتی، یقیم الناس علی ملتی و شریعتی، یدعوهم الی کتاب الله ربی، من اطاعه اطاعنی و من عصاه عصانی و من انکر غیبته فقد انکرنی، و من کذبه فقد کذبنی و من صدقه فقد صدقنی الی الله اشکوا المکذبین لی فی امره و الجاحدین لقولی فی شانه و المضلین لامتی عن طریقته و سیعلم الذین ظلموا ای منقلب ینقلبون….
الشق الثانی:اخبار عن حقیقة ما سیفعله عج بعد الظهور ..
فی روایة عن أمیر المؤمنین علیه السلام، انه قال: (بأبی ابن خیرة الاماء یسومهم خسفا، ویسقیهم بكأس مصبرة، ولا یعطیهم إلا السیف هرجا فعند ذلك تتمنى فجرة قریش لو أن لها مفاداة من الدنیا وما فیها لیغفر لها، لانكف عنهم حتى یرضى الله)…. وعنه ایضاً علیه السلام انه قال(فلیفرجن الله بغتة برجل منا أهل البیت، بأبی ابن خیرة الإماء. لایعطیهم إلا السیف هرجاً هرجاً موضوعاً على عاتقه ثمانیة أشهر), وهرجاً هرجا ً یعنی قتلاً قتلاً, وعن الإمام الباقر علیه السلام قال إن رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم فی أمته باللین والمنِّ، وكان یتألف الناس، والقائم یسیر بالقتل ولایستتیب أحداً!! بذلك أمر فی الكتاب الذی معه، ویل لمن ناواه… وعن الأمام الصادق علیه وآله افضل الصلاة والسلام انه قال: (یعرفهم بسیماهم فیخبطهم بالسیف هو وأصحابه خبطاً)… وقال الله سبحانه فی محكم كتابة العظیم:(وعدالله الذین آمنوا منكم وعملوا الصالحات لیستخلفنم فى الأرض كما استخلف الذین من قبلهم و لیمكنن لهم دینهم الذى ارتضى لهم)… وهذا نصر الله الأكید… وكل ماذكر اعلاه یصدق ویطابق ماقالته السیدة مریم علیه السلام وما قاله عیسى علیه السلام….. وانه یطابق هذین الحدیثین وهذه الآیة تماماً:
قال رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم:((لولم یبق من الدنیا الا یوم واحد لطول الله ذلك الیوم حتى یخرج فیه ولدى المهدى فینزل روح الله عیسى ابن مریم فیصلى خلفه و تشرق الأرض بنوره ویبلغ سلطانه المشرق و المغرب)). وسیأتی نص عیسى علیه السلام حول النور هذا لاحقاً.. وعن جابر بن عبدالله الأنصاری رضی الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم: (المهدی من ولدی، اسمه اسمی، و كنیته كنیتی، أشبه الناس بی خلقاً و خلقاً، تكون له غیبة و حیرة، یضلُ فیها الأمم، ثم یقبل كالشهاب الثاقب، یملؤها عدلاً و قسطاً، كما ملئت جوراً و ظلماً) وجملة كالشهاب الثاقب سیأتی نص عیسى علیها لاحقاً… وقال سبحانه وتعالى: (هو الذی أرسلَ رسولَهُ بالهُدى ودِینِ الحقِّ لِیُظهِرَهُ على الدینِ كلِّهِ ولو كرِهَ المشركون)… اذن فالأدیان جمیعاً تتفق حول هذه النقطة… واقصد ضرورة وجود یوم یكون فیه الانتقام من الظالمین ونصر المستضعفین والمظلومین ویكون فیه انتصار الله لدینه بحیث ینتشر بین الخلائق… فهذا هو معنى الخلاص..فویل للمخالفین المنكرین لمذهب اهل البیت علیه السلام…
ولقد انتخبتُ لكم بعض القبسات المضیئة حول الامام الحجة علیه السلام من بعض الكتب المهمة والشاملة فی كم ونوع المعلومات, والتی اعتبرها موسوعات حول الامام علیه السلام… اذ نقل الشیخ الكورانی بعض الاحادیث المهمة, وعلّق تعلیقات مهمة علیها, والیكم النص:
جاء فی تفسیر قوله تعالى:(یُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِیمَاهُمْ فَیُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِی وَالأَقْدَامِ).(8) عن الإمام الصادق علیه السلام قال: (الله یعرفهم! ولكن نزلت فی القائم یعرفهم بسیماهم فیخبطهم بالسیف هو وأصحابه خبطاً).(9) وعن أمیر المؤمنین علیه السلام قال: (فلیفرجن الله بغتة برجل منا أهل البیت، بأبی ابن خیرة الإماء. لایعطیهم إلا السیف هرجاً هرجاً(أی قتلاً قتلاً) موضوعاً على عاتقه ثمانیة أشهر).(10)

وعن الإمام الباقر علیه السلام قال: (إن رسول الله صلى الله علیه وآله فی أمته باللین والمنِّ، وكان یتألف الناس، والقائم یسیر بالقتل ولایستتیب أحداً!! بذلك أمر فی الكتاب الذی معه، ویل لمن ناواه).(11) والكتاب الذی معه هو العهد المعهود له من جده رسول الله صلى الله علیه وآله، وفیه كما ورد: ( أقتل ثم اقتل ولاتستتیبن أحداً)، أی لاتقبل توبة المجرمین. وعنه علیه السلام قال: (وأما شبهه فی جده المصطفى صلى الله علیه وآله فخروجه بالسیف وقتله أعداء الله تعالى وأعداء رسوله، والجبارین والطواغیت، وأنه ینصر بالسیف والرعب، وأنه لاترد له رایة).(12) وفی روایة عبد العظیم الحسنی المتقدمة وهی فی نفس المصدر، عن الإمام الجواد علیه السلام:(فإذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف خرج بإذن الله، فلا یزال یقتل أعداء الله حتى یرضى الله تعالى. قلت، وكیف یعلم أن الله قد رضی؟ قال: یلقی الله فی قلبه الرحمة). بل جاء فی الأحادیث أن بعض أصحابه علیه السلام یرتاب ویعترض علیه لكثرة ما یرى من سفكه لدماء الظالمین، فعن الإمام الباقر علیه السلام:(حتى إذا بلغ الثعلبیة(اسم مكان فی العراق) قام إلیه رجل من صلب أبیه(أی من نسبه) هو أشد الناس ببدنه وأشجعهم بقلبه ماخلا صاحب هذا الأمر، فیقول: یا هذا ما تصنع؟! فوالله إنك لتجفل الناس إجفال النعم!(أی كما یجفل الراعی أو الذئب قطیع الماشیة) أفبعهد من رسول الله، أم بماذا؟! فیقول المولى الذی ولی البیعة(أی المسؤول عن أخذ البیعة للإمام من الناس): أسكت، لتسكتن أو لأضربن الذی فیه عیناك، فیقول القائم علیه السلام: أسكت یا فلان، إی والله إن معی لعهداً من رسول الله صلى الله علیه وآله، هات یا فلان العیبة(أی الصندوق) فیأتیه بها فیقرأ العهد من رسول الله صلى الله علیه وآله فیقول الرجل: جعلنی الله فداك: أعطنی رأسك أقبله، فیعطیه رأسه، فیقبل بین عینیه، ثم یقول: جعلنی الله فداك، جدد لنا بیعة، فیجدد لهم بیعة)(13)….
وذكِرَ فی بعض صفحات الشبكة بعض النصوص المأخوذة من بعض الكتب كبحار الانوار وغیره اقتبست لكم منها ما یلی:
قال الله تعالى:((مِلَّةَ أبِیكُمْ إبْراهیمَ هُوَ سَمّاكُمُ المُسْلِمینَ مِن قَبْلُ وَفی هذا لِیَكُونَ الرَّسُولَ شَهِیداً عَلَیْكُم وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاس))(14)…….هكذا ذكرت البشارات
ففی التكوین 20:17 ذُكر أنّ بحفید إسماعیل یُختم الأنبیاء والرسل، وأنّ آل بیت هذا النبیّ الخاتم اثنا عشر إماماً
وفی المزمور الخامس والأربعین من مزامیر داود علیه السّلام وصفُ عظمة النبیّ محمّد صلّى الله علیه وآله وجلاله وسیادته على بنی آدم، وإشارة إلى آل بیته، وخُصّ منهم ابنته فاطمة الزهراء علیها السّلام، وإشارة أخرى إلى تعیین رسول الله للأئمّة الأطهار من ذرّیّته خلفاءَ شرعیّین له لهدایة الناس، وإشارة ثالثة إلى أنّ الإمام المهدیّ علیه السّلام من ذرّیّته.
وفی الأصحاح الثانی عشر من سِفْر الرؤیا ـ وهو آخر سفر من أسفار العهد الجدید «الإنجیل» ـ إشاراتٌ إلى مُجمل تاریخ الأئمّة الاثنی عشرعلیهم السّلام من آل بیت رسول الله صلّى الله علیه وآله وصراعهم المریر ضدّ الظَّلَمة لإقامة حكم الله فی الأرض.
وهكذا ذُكر أهل بیت النبیّ كما ذُكر النبیّ صلّى الله علیه وآله فی البشارات القدیمة، لما لهذا البیت من الشرف والعلوّ، فهو أفضل بیوت الأنبیاء وأكرمها على الله تعالى. وقد أخرج ابن مردویه عن أنس بن مالك وبُریدة أنّهما قالا: قرأ رسول الله صلّى الله علیه وآله هذه الآیة:((فی بُیُوتٍ أذِنَ اللهُ أنْ تُرفَعَ ویُذكَرَ فیها اسمُه یُسبِّحُ لَهُ فیها بِالغُدُوِّ َ والآصالِ* رِجالٌ لاتُلْهِیهِمْ تِجارَةٌ وَلابَیْعٌ عَنْ ذِكْر اللهِ وإقامِ الصَّلاةِ وَإیتاءِ الزَّكاةِ یَخافُونَ یوماً تَتقلَّبُ فیهِ القُلُوبُ وَالأبصار)) .(15)
فقام إلیه رجلٌ فقال: أیُّ البیوت هذه یا رسول الله؟
فقال: بیوتُ الأنبیاء.
فقام إلیه أبو بكر فقال: یارسولَ الله! هذا البیتُ منها؟ مشیراً إلى بیت علیٍّ وفاطمة.
قال صلّى الله علیه وآله: نَعم، مِن أفاضلها…شواهد التنزیل، للحسكانیّ الحنفیّ 409:1؛ الدرّ المنثور، للسیوطیّ 50:5؛ روح المعانی، للآلوسیّ 157:18.
وقد أجمعت مصادر المسلمین فی: التفسیر والحدیث والتاریخ والسیرة بصحاحها ومسانیدها وثقات رواتها وحِسان أخبارها، أنّ آیة المباهلة نزلت فی النبیّ صلّى الله علیه وآله وعلیٍّ وفاطمة والحسن والحسین علیهم السّلام، وهی قوله تعالى: ((فَمَنْ حاجَّكَ فیهِ مِنْ بَعدِ ما جاءَكَ مِنَ العِلْمِ فَقُلْ تَعالَوا نَدْعُ أبْناءَنا وأبْناءَكُم وَنِساءَنا وَنِساءَكُم وَأنْفُسَنا وَأنْفُسَكُم ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلى الكاذِبین)) (16)
وعن السید السبط الحسن المجتبى علیه السلام انه قال: یخرج قائمنا أهل البیت یوم الجمعة, و من ذلك الركن یهبط الطیر على القائم علیه السلام فأول من یبایعه ذلك الطیر و هو و الله جبرئیل علیه السلام و إلى ذلك المقام یسند ظهره و هو الحجة و الدلیل على القائم و هو الشاهد لمن وافى ذلك المكان, ما منا أحد إلا و یقع فی عنقه بیعة لطاغیة زمانه إلا القائم الذی یصلی خلفه روح الله عیسى ابن مریم فإن الله عز و جل یخفی ولادته و یغیب شخصه لئلا یكون لأحد فی عنقه بیعة إذا خرج ذلك التاسع من ولد أخی الحسین ابن سیدة الإماء یطیل الله عمره فی غیبته ثم یظهره بقدرته فی صورة شاب ذو أربعین سنة ذلك لیعلم أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَیْ‏ءٍ قَدِیرٌ, حم عسق عداد سنی القائم و ق جبل محیط بالدنیا من زمرد أخضر فخضرة السماء من ذلك الجبل بحارالأنوار ج: 52 ص: 280/ وعلم كل شی‏ء فی عسق, قال ابو عبد الله علیه السلام إنی لـَصاحبكم ثم أخذ جلدة عضده فمدها فقال أنا شیخ كبیر و صاحبكم شاب حدث, إیضاح قوله إنی لصاحبكم استفهام إنكاری و یحتمل أن یكون المعنى أنی إمامكم لكن لست بالقائم الذی أردتم, یبعث الله رجلا فی آخر الزمان و كلب من الدهر و جهل من الناس یؤیده الله بملائكته و یعصم أنصاره وینصره بآیاته و یظهر على الأرض حتى یدینوا طوعا أو كرها یملأ الأرض عدلا و قسطا و نورا و برهانا یدین له عرض البلاد و طولها لا یبقى كافر إلا آمن و لا طالح إلا صلح و تصطلح فی ملكه السباع و تخرج الأرض نبتها و تنزل السماء بركتها و تظهر له الكنوز یملك ما بین الخافقین أربعین عاما فطوبى لمن أدرك أیامه و سمع كلامه, إذا قام القائم قال فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِی رَبِّی حُكْماً وَ جَعَلَنِی مِنَ الْمُرْسَلِینَ, إیاكم و التنویه أما و الله لیغیبن إمامكم سنینا من دهركم و لیمحص حتى یقال مات أو هلك بأی واد سلك و لتدمعن علیه عیون المؤمنین و لتكفؤن كما تكفأ السفن فی أمواج البحر فلا ینجو إلا من أخذ الله میثاقه و كتب فی قلبه الإیمان و أیده بروح منه و لترفعن اثنتا عشرة رایة مشتبهة لا یدرى أی من أی بحارالأنوار ج: 52 ص: 282 قال فبكیت فقال لی ما یبكیك یا با عبد الله فقلت و كیف لا أبكی و أنت تقول ترفع اثنتا عشرة رایة مشتبهة لا یدرى أی من أی فكیف نصنع قال فنظر إلى شمس داخلة فی الصفة فقال یا با عبد الله ترى هذه الشمس قلت نعم قال و الله لأمرنا أبین من هذه الشمس, و لا تشهروا أنفسكم أو لا تدعوا الناس إلى دینكم أو لا تشهروا ما نقول لكم من أمر القائم ع و غیره مما یلزم إخفاؤه عن المخالفین, ما منا إلا قائم بأمر الله عز و جل و هاد إلى دینه و لكن القائم الذی یطهر الله به الأرض من أهل الكفر و الجحود و یملأها عدلا و قسطا هو الذی یخفى على الناس ولادته و یغیب عنهم شخصه و یحرم علیهم تسمیته و هو سمی رسول الله و كنیه و هو الذی تطوى له الأرض و یذل له كل صعب یجتمع إلیه أصحابه عدة أهل بدر ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا من أقاصی الأرض و ذلك قول الله عز و جل((أَیْنَ ما تَكُونُوا یَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِیعاً إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَیْ‏ءٍ قَدِیرٌ)) فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الإخلاص أظهر أمره فإذا أكمل له العقد و هو عشرة آلاف رجل بإذن الله عز و جل فلا یزال یقتل أعداء الله حتى یرضى الله عز و جل, یعلم أن الله قد رضی قیل یلقی فی قلبه الرحمة فإذا دخل المدینة أخرج اللات و العزى فأحرقهما, مثله بیان یعنی باللات و العزى صنمی قریش أبا بكر و عمر… وقال أمیر المؤمنین صلوات الله علیه بنا یفتح الله و بنا یختم الله و بنا یمحو ما یشاء و بنا یثبت و بنا یدفع الله الزمان الكلب و بنا ینزل الغیث فلا یَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ما أنزلت السماء قطرة من ماء منذ حبسه الله عز و جل و لو قد قام قائمنا لأنزلت السماء قطرها و لأخرجت الأرض نباتها و لذهبت الشحناء من قلوب العباد و اصطلحت السباع و البهائم حتى تمشی المرأة بین العراق إلى الشام لا تضع قدمیها إلا على النبات و على رأسها زبیلها لا یهیجها سبع و لا تخافه.. ، وفی (الخصال) ابن الولید عن الصفار عن الحسن بن علی بن عبد الله بن المغیرة بحارالأنوار ج: 52 ص: 317عن العباس بن عامر عن ربیع بن محمد عن الحسن بن ثویر بن أبی فاختة عن أبیه عن علی بن الحسین علیه السلام قال: (إذا قام قائمنا أذهب الله عز و جل عن شیعتنا العاهة و جعل قلوبهم كزبر الحدید و جعل قوة الرجل منهم قوة أربعین رجلا و یكونون حكام الأرض و سنامها)…
ومن كتاب للشهید الاول محمد باقر الصدر قدس سره الشریف بعنوان(المهدی المنتظر ضرورة وجودیة لا یمكن تصوّر عدمها) قال رحمه الله مستعیناً ببعض الآیات القرآنیة: ((إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِینَ*وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِینٍ))(17)
((سَنُرِیهِمْ آیَاتِنَا فِی الآفَاقِ وَفِی أَنْفُسِهِمْ حَتَّى یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ یَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَیْءٍ شَهِیدٌ))(18)
((وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِی الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ یَرِثُهَا عِبَادِیَ الصَّالِحُونَ*إِنَّ فِی هَذَا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عَابِدِینَ))(19)
((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِی الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَیُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِینَهُمُ الَّذِی ارْتَضَى لَهُمْ وَلَیُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً یَعْبُدُونَنِی لا یُشْرِكُونَ بِی شَیْئاً))(20)
((هُوَ الَّذِی أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَى الدِّینِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ))(21)
1-یقول العلامة أبو سالم الشافعی فی مطالب السؤال: (. . . فهو من ولد الطهر البتول، المجزوم بكونها بضعة من الرسول . . . فأما مولده فبسر من رأى(سامراء) فی ثالث و عشرین سنة ثمان و خمسین و مائتین للهجرة، و أما نسبه أباً و أماً، فأبوه الحسن الخالص بن علی المتوكل، بن محمد القانع، بن علی الرضا، بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق، بن محمد الباقر، بن علی زین العابدین، بن الحسین الزكی، بن علی المرتضى أمیر المؤمنین . . .)(22).
و جاء فی ینابیع المودة قال:(و منها -أی من الروایات فی المهدی – عن حذیفة بن الیمان قال: خطبنا رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم فذكر ما هو كائن ثم قال: (لو لم یبق من الدنیا إلا یوم واحد لطوَّل الله تعالى ذلك الیوم حتى یبعث الله رجلاً من ولدی اسمه اسمی .فقال سلمان: یا رسول الله: من أی ولدك هو؟ قال: من ولدی هذا(و ضرب بیده على رأس الحسین علیه السلام)(23).
2-و یؤید انه قد ولد و أن أباه الحسن العسكری ما ذهب إلیه الشیخ القطب الفوثی محی الدین بن العربی فی الفتوحات قائلاً: ” اعلموا انه لا بد من خروج المهدی و هو من عترة رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم من ولد فاطمة علیها السلام جده الحسین بن علی بن أبى طالب، و والده الإمام حسن العسكری، ابن الامام محمد التقی، ابن الامام علی الرضا، ابن الإمام موسى الكاظم، ابن الإمام جعفر الصادق، ابن الإمام محمد الباقر، ابن الإمام زین العابدین علی، ابن الإمام الحسین، ابن الإمام علی بن أبى طالب رضی الله تعالى عنه . . .)(24).
3-وهذا ما ذهب إلیه أیضاً العلامة سبط ابن الجوزی حیث قال: هو: محمد بن الحسن، بن علی، بن محمد، بن علی، بن موسى، بن جعفر، بن محمد، بن علی، بن الحسین، بن علی بن ابی طالب، و كنیته ابو عبدالله و ابو القاسم و هو الخلف الحجة صاحب الزمان القائم و المنتظر و التالی، و هو آخر الأئمة، انبأنا عبد العزیز بن محمود بن البزاز عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم یخرج فی آخر الزمان رجل من ولدی، اسمه كاسمی، و كنیته ككنیتی، یملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً فذلك هو المهدی، و هذا حدیث مشهور(25). و كذا روى إبراهیم الجوینی عن عبد الله بن عباس قال:(سمعت رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم یقول: انا و علی و الحسن و الحسین و تسعة من ولدی مطهرون معصومون)(26).
4-و یقول ابن الصباغ:(ولد أبو القاسم محمد بن الحجة بن الحسن الخالص بسر من رأى لیلة النصف من شعبان سنة خمس و خمسین و مائتین للهجرة، و اما نسبه أباً و أماً فهو: أبو القاسم محمد الحجة بن الحسن الخالص، بن علی الهادی، بن محمد الجواد، بن علی الرضا، بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق، بن محمد الباقر، بن علی زین العابدین، بن الحسین بن علی بن علی بن أبى طالب صلوات الله علیهم أجمعین و أمه: أم ولد یقال لها نرجس . . .)(27).
و یقول الشیخ عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوی الشافعی فی كتابه(الاتحاف بحب الأشراف) فی معرض حدیثه عن الإمام الحسن العسكری علیه السلام: و یكفیه شرفاً ان الإمام المهدی المنتظر من أولاده، فلله دُر هذا البیت الشریف، و النسب الخضم المنیف، ناهیك به فخاراً، و حسبك فیه من علوه مقداراً، فهم جمیعاً فی كرم الأرومة(الأصل)، متعادلون، و لسهام المجد مقتسمون قیل له من بیت عالی الرتبة، یامی المحلة، فلقد طال السمّاك عُلاً و نبلاً، و سما على الفرقدین منزلة و محلاً، و استغرق صفات الكمال، فلا یستثنى فیه بِغیرٍ، انتظم فی المجد هؤلاء الأئمة، انتظام اللآلئ، و تناسقوا الشرف، فاستوى الأول و التالی، و كم اجتهد قوم فی خفض منارهم، و الله یرفعه، و ركبوا الصعب و الذلول فی تشتیت شملهم، و الله یجمعه، و كم ضیعوا من حقوقهم، ما لا یهمله الله، و لا یضیّعه، أحیانا الله على حبهم، و أماتنا علیه، و ادخلنا فی شفاة من ینتمون فی الشرف الیه صلى الله علیه وآله وسلم، و خلّف بعده(أی الحسن العسكری) ولده و هو الثانی عشر من الأئمة، ابو القاسم، محمد الحجة، ولد بسر من رأى، لیلة النصف من شعبان سنة(255) قبل موت أبیه بخمس سنین، و كان أبوه قد أخفاه حین ولد، و ستر أمره، لصعوبة الوقت، و خوفه من الخلفاء، فانهم كانوا فی ذلك الوقت یتطلبون الهاشمیین، و یقصدونهم بالحبس و القتل، ویرون إعدامهم سلطنة الظالمین، وهو الإمام المهدی علیه السلام كما عرفوا ذلك من الأحادیث التی وصلت الیهم من الرسول الأكرم صلى الله علیه وآله وسلم و أخبرَتْهم ان الإمام المهدی الموعود المنتظر علیه السلام یقطع دابر الظالمین، و یستولی على الدنیا، و لا یترك أحداً منهم فی الأرضین.
ثم قال بعد ذلك: و قد اشرق نور هذه السلسلة الهاشمیة، و البیضة الطاهرة النبویة، و العصابة العلویة، و هم اثنا عشر اماماً، مناقبهم علیة، و صفاتهم سنیة، و نفوسهم شریفة أبیة، و ارومتهم كریمة محمدیة، وهم، محمد الحجة بن الحسن الخالص، بن علی الهادی، بن محمد الجواد، بن علی الرضا، بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق، بن محمد الباقر، بن علی زین العابدین، بن الامام الحسین، اخو الامام الحسن، ولدی اللیث الغالب علی بن أبی طالب(رضی الله عنهم أجمعین)(28).
6-و یقول الشیخ حسین بن محمد بن الحسن الدیار بكری المالكی فی كتابه تاریخ الخمیس:
الثانی عشر(من الأئمة) محمد ابن الحسن بن علی بن محمد بن علی الرضا یكنى ابا القاسم . . . ولد فی سر من رأى فی الثالث و العشرین من رمضان سنة ثمان و خمسین و مائتین هـ .)(29).
ولم اكتفی بهذا المقدار المنقول…لأننی وجدت ان هنالك معلومات متنوعة فی كتابه رحمه الله …لذا اخترت لكم هذا الجزء ایضاً….یقول السید محمد باقر الصدر رحمه الله:
(هَلْ یَنظُرُونَ إِلاَّ أَنْ تَأْتِیَهُمْ الْمَلائِكَةُ أَوْ یَأْتِیَ رَبُّكَ أَوْ یَأْتِیَ بَعْضُ آیَاتِ رَبِّكَ یَوْمَ یَأْتِی بَعْضُ آیَاتِ رَبِّكَ لا یَنفَعُ نَفْساً إِیمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِی إِیمَانِهَا خَیْراً قُلْ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ)(30)
(سَنُرِیهِمْ آیَاتِنَا فِی الآفَاقِ وَفِی أَنْفُسِهِمْ حَتَّى یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ یَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَیْءٍ شَهِیدٌ)(31)
یقول الشهید الاول قدس الله سرَّه الشریف: فحكم المهدی المنتظر الذی یتولى هذه المهمة إنما هو حكم الله یظهر بواسطة شخصه المقدس.
فكما فی قوله تعالى(فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى)(32) كذلك یمكن القول عن القائم بأمر الله(وما حكمت إذ حكمت ولكن الله حكم) أو(وما حاسبتهم إذ حاسبتهم ولكن الله حاسبهم)
وكما فی قوله تعالى(إِنَّ الَّذِینَ یُبَایِعُونَكَ إِنَّمَا یُبَایِعُونَ اللَّهَ یَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَیْدِیهِمْ)(33) كذلك یمكن القول عن القائم بأمر الله علیه الصلاة والسلام(إن الذین یقفون بین یدیك عند الحساب إنما یقفون بین یدی الله, الكلام الذی یسمعونه منك إنما هو كلام الله) .
(إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَیْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آیَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِینَ)(34)
6-(وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً)(35)
7-(وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ* إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)(36)
لاحظ انه قال(یَأْتِیَهُمْ اللَّهُ فِی ظُلَلٍ مِنْ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ) ولم یقل: بظلل من الغمام والملائكة, مما یعنی إن هویة الله سوف تظهر فی الأرض وأول ما تظهر تكون محاطة بالغمام والملائكة, ولما كانت هناك أحادیث كثیرة متواترة بلغت الآلاف تؤكد ظهور المهدی المنتظر فی نهایة الزمان لیملاً الأرض قسطاً وعدلاً, ولم تشر إلى شخصیة أخرى, فإن هویة الله التی تأتى محاطة بالغمام والملائكة تتجلى فی شخص المهدی المنتظر علیه الصلاة والسلام, واعلم أن الآیة فیها مضاف محذوف تقدیره القائم بأمر, ویمكن بیان معنى الآیة بالصورة التالیة:
(هَلْ یَنظُرُونَ إِلاَّ أَنْ یَأْتِیَهُمْ -القائم بأمر- اللَّهُ فِی ظُلَلٍ مِنْ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِیَ الأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ) ولأنه علیه الصلاة والسلام خلیفة الله تام الكامل ومظهر لتمام هویة الله جاء سیاق العبارات بالشكل الذی تعرضه الآیة, فالله وهویته التامة شیء واحد بلا تمایز ولا اختلاف, ویؤیده قوله:(إن الذین یبایعونك إنما یبایعون الله ید الله فوق أیدیهم)(37)
ولیُعلم ان عبارة(علم الكتاب) لا شأن لها بأهل الكتاب(الیهود والنصارى) لا من قریب ولا من بعید, بل الكتاب المشار إلیه هو كتاب الغیب الذی تُسجل فیه كل أحداث الزمان وكل أعمال الناس بدلیل قوله تعالى:(وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِینَ مُشْفِقِینَ مِمَّا فِیهِ وَیَقُولُونَ یَا وَیْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا یُغَادِرُ صَغِیرَةً وَلا كَبِیرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا یَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً)(38)
كذلك وجدت بعض الاحادیث عن الامیر علی علیه السلام…من مواضیع مختلفة …الیكم النصوص: عن الإمام الأمیر علی علیه السلام انه قال فی فضل إمامة أهل بیت النبوة محمد وآله الأطهار: (بنا یفتح الله و بنا یختم الله و بنا یمحو ما یشاء و بنا یثبت و بنا یدفع الله الزمان الكلب و بنا ینزل الغیث فلا یَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ما أنزلت السماء قطرة من ماء منذ حبسه الله عز و جل و لو قد قام قائمنا لأنزلت السماء قطرها و لأخرجت الأرض نباتها و لذهبت الشحناء من قلوب العباد و اصطلحت السباع و البهائم حتى تمشی المرأة بین العراق إلى الشام لا تضع قدمیها إلا على النبات و على رأسها زبیلها لا یهیجها سبع و لا تخافه)… وفیه إشارة لولده المهدی علیه السلام حیث انه من ولده من ولد فاطمة علیها السلام, والحسین بالذات, فهو التاسع من ولد الحسین علیه السلام.. وقال علیه السلام: لأَنْسُبَنَّ الإسْلامَ نِسْبَةً لَمْ یَنْسُبْهَا أَحَدٌ قَبْلِی الإسْلامُ هُوَ التَّسْلِیمُ والتَّسْلِیمُ هُوَ الْیَقِینُ والْیَقِینُ هُوَ التَّصْدِیقُ والتَّصْدِیقُ هُوَ الإقْرَارُ والإقْرَارُ هُوَ الأدَاءُ والأدَاءُ هُوَ الْعَمَلُ….
وكل ما ورد اعلاه یبین تفسیر ماخفی عن النصارى فی انجیلهم …اذ یقول عیسى بن مریم علیهما السلام فی بشارة مجیء ملكوت الله: 20(ولمَّا سأله الفَریسیُّونَ: ) متى یَجیءُ مَلَكوتُ اللهِ؟(أجابَهُم: ) لا یجیءُ مَلَكوتُ الله بمَشهَدٍ من أحَدٍ.21 ولا یُقال: ها هوَ هُنا, أو ها هوَ هُناكَ, لأنَّ مَلكوتَ الله هوَ فیكُم(…22) (وقال لتلامیذِهِ: ) یَجیءُ زَمانٌ تَتَمَنَّونَ فیهِ أنْ تَرَوا یوماً واحداً مِن أیامِ ابنِ الإنسان وَلَنْ تَرَوا. 23 وسیُقال ُ لَكُم هاهو هنا,اوهاهو هناك! فلا تذهبوا ولا تتبعوا احداً, 24 لأن مجیء ابن الانسان فی یومه یكون مثل البرق الذی یلمع فی افق ویضیء فی آخر .25 ولكن یجب علیه قبل ذلك أن یتألَّم كثیراً, وأن یرفضه هذا الجیل . 26 وكما حدث فی ایام نوح, فكذلك یحدُثُ فی ایام ابن الانسان:27 كان الناس یأكلون ویشربون ویتزاوجون, الى یوم دخل نوح السفینة, فجاء الطوفان وأهلكهم كلَّهم .28 او كما حدَثَ فی ایام لوط: كان الناس یأكلون ویشربون ویبیعون ویشترون, ویزرعون ویبنون, 29 ولكن یوم خرج لوط من سدوم امطر الله ناراً كبریتاً من السماء فأهلكهم كلهم . 30 هكذا یحدث یوم یظهر ابن الانسان.31 فمن كان فی ذلك الیوم على السطح فلا ینزل الى البیت لیأخذ حوائجه. ومن كان فی الحقل فلا یرجع الى الوراء .تذكَّروا امرأة لوط ! 33 من حاول أن یحفَظَ حیاته یَخسَرُها, ومن خسر حیاته یُخَلًُِّصُها.34 اقول لكم:سیكون فی تلك اللیلة اثنان على سریر واحد, فیؤخَذ احَدُهُما ویُترَك الآخر .35 وتكون امرأتان على حجر الطحن معاً, فتؤخّذ إحداهما وتُترَك الاخرى. 36(ویكون رجلان فی الحقل, فیؤخَذ احَدُهُما وَیُترَك الآخر). فسألَه التلامیذ: (این, یا ربُّ؟) فأجابهم: (حیث تكون الجیفة تجتمع الغُربانُ)… (متى 24: 1-14, مرقس 13: 1-13)/بشارة لوقا/ص117
وقال ع فی خراب اورشلیم ومَجیء ابن الانسان: فإذا رأیتُم اورشَلیم تُحاصرها الجیوش, فأعلموا أنَّ خرابها قریبٌ. فمن كان فی الیهودیة فلیهرب الى الجبال, ومن كان فی المدینة فلیخرج منها فإذا كان فی الحقول فلا یدخل الى المدینة,22 لأن هذه ایام نَقمَة یَتِمُّ فیها كل ماجاء فی الكتب المقدَّسَة. الویل للحبالى والمرضعات فی تلك الایام !ستنـزل النكبة على هذا البلد وغَضَب الله تعالى على هذا الشَّعبِ, فَیسقطون بحد السیف, ویؤخَذون أسرى فی جمیع الأُمَم, ویَدوس الوثنیون اورشلیم الى ان یتم زمانهم. 25 وستظهر علاماتٌ فی الشمس والقمر والنجوم, ویصیب الامم فی الارض قلق شدید ورُعبٌ من ضجیج البحر وإضطراب الامواج.26 ویسقط الناس من الخوف ومن انتظار ما سیحل بالعالم, لأن قوات السماء تتزعزع. 27 وفی ذلك الحین یرى ابن الانسان آتیاً فی سحابة بكل عزة وجلال . 28 وإذا بدأت تَتِمُّ هذه الحوادث, قِفوا وأرفَعوا رؤوسَكُم لأن خلاصكم قریبٌ”…(متى 24: 15-31, مرقس 13: 14-27)/بشارة لوقا /ص118…. ولقد اطلعت على بعض النصوص الاخرى رأیت انه فی هذا النص ونص قصة صلبه والوشایة به فی فصل عشاء الرب وصف ع نفسه ایضاً بهذا الاسم(ابن الانسان)… واعتقد انه هنا علیه السلام یصف ان ظهوره كما ورد لدینا بعد سقوط اورشلیم على ید جند الامام الحجة روحی فداه… وبهذا الحدث یأتی عیسى علیه السلام لیصلی خلف الامام الحجة بأبی هو وامی… وهذا اعظم تأكید على صدق روایات اهل البیت علیها السلام فسحقاً للمكذبین لهم علیه السلام…
ومن ثم ضرب علیه السلام لهم مثلاً ((مَثَلُ شجرة التین)) لتأكید صحة كلامه ع فذكر هذا النص:
29 وقال هذا المثل: (انظروا الى شجرة التین وسائر الاشجار.30 فإذا أورَقَت, عرفتم أنَّ الصیف قریب.31 وكذلك إذا رأیتم هذه الاحداث وقعت, فأعلموا أنَ ملكوت الله قریب.32 الحقَّ اقول لكم: لن ینقضی هذا الجیل حتى یُتِمَّ هذا كُلُّهُ.33 السماء والارض تزولان وكلامی لن یزول))… (متى 24: 32-35, مرقس 13: 28-31)… فهل سیكذبون عیسى ع ایضاً كما كذبوا محمداً وآله الاطهار صلوات الله وسلامه علیهم؟؟؟….
فلنتابع النص… هنا أكمَلَ ع الموضوع امام اصحابة والناس متحدثاً عن ضرورة الانتباه, فقال علیه السلام:
34 ((انتبهوا لئلا تنشغل قلوبكم بالخمرة والسُّكر وهموم الدنیا, فَیُباغِتَكُم ذلك الیوم, 35 لأنه كالفخ یُطبِقُ على سكّان الارض كلِّهم.36 فأسهروا وصَلّوا فی كل حین, حتى تَقدِروا أن تَنجوا من كل ما سیحدث, وتقفوا امام ابن الانسان)) .37 وكان یسوع فی النهار یعلم فی الهیكل, وعند المساء یخرج لیبیت فی جبل الزیتون.38 وكان الشعب یُبكِّرُ إلیه فی الهیكل لیسمع كلامه…..
ولو اننا نلحظ فی هذه النصوص رائحة التحریف القویة التی تشیر الى ان عیسى علیه السلام ذلك الرسول المسلم المؤمن بمحمد وآله الاطهار یقول عن الامام علیه السلام ذو النفس الرحیمة المؤمن بالله ورسوله انه قائد للوثنیین والعیاذ بالله!!! ویصورونه بأنه رب و موقفه ضد الامام الحجة علیه السلام والعیاذ بالله!!!… لكننی ارتأیت ان انقل لكم النص كما هو… فلا یهم ما یفكر المنحرف عن مسار امة محمد وآل محمد… فمِن اُمَّة محمد صلى الله علیه وآله وسلم هنالك منحرفین عقائدیاً وبعضهم منحرفین عقائدیاً واخلاقیاً, وهم یعملون عمل من حرفوا الانجیل والتوراة واخفوا ما اخفوا من فضائل محمد وآل محمد… لیرفعوا الخـَبَث والزَبَد والجیفة الى عروش الاطهار ویضعونهم فی اماكنهم ظلماً…. ولكن الله لهم بالمرصاد… ویمكرون ویمكر الله والله خیر الماكرین…
وتبقى الامامة والولایة لعلی وآله المحسنین المتقین المؤمنین المعصومین فقط لا سواهم… ویؤكد ذلك حدیث السیدة مریم علیه السلام أنْ سیبقى الملك لإبراهیم وآله…. فهل سیلصق المخالفین حكّامهم الطغاة بإبراهیم وآله علیهم السلام كما لصقوا امیة من قبل وهو عبد مملوك اشتراه العرب من الروم!!! لا استبعد ذلك…. فمثلهم كالكلب الذی یلهث خلف سیده ولكن إن جاع أكل سیده… وهذا مافعلوه على مر العصور.. والغدر شیمتهم… ومثَلُهُم كمثل من یهتفون (مات الملك عاش الملك)… فحین مات الرسول صلى الله علیه وآله وسلم بایعوا ابن ابی قحافة… بعدها قتلوا ابن ابی قحافة وبایعوا ابن صهاك, ثم قتل ابن صهاك فبایعوا نعثلاً فقتلت عائشة نعثلاً فبایعوها ومعاویة, لكن الله ابى إلا ان یدع علیاً علیه السلام یحكم لیؤسس حكومة المستقبل, ولكنها لن تتأسس إلا بتضحیته بنفسه واهله وبنیه على مر العصور, وبلیعید القرآن والشریعة الى ماكانت علیه قبل تحریف عمر وعثمان وعائشة لها لابد له من سفك دمه ودم آله الاطهار.. فهل آثر حكامهم الدین على نفسه؟؟؟ لا والله…
ونجح امیر المؤمنین علی علیه السلام بأبی هو وامی, واسس للدولة المهدویة ولثورات ابنائه علیه السلام الفاضحة للطغاة الى یوم الظهور والتی ثبتت دعائم الدین والعقیدة الحقَّة… ولولاه لكان كلام الله محرفاً كما كان قبل عهده… ولمّا لم یتمكنوا من تحریف الكلام. ولا هدم الاسس العلویة القویة.. اخذوا القرآن وحرَّفوا تفسیره وحرّفوا احادیث الرسول صلى الله علیه وآله وسلم والتاریخ بأسره… فجعلوا الظالم مظلوماً والمظلوم ظالماً… وشتموا ولعنوا اشرف خلق الله على المنابر وقتلوا الابناء والاتباع لأجل المال والسلطة فی حكومة الظَلَمَةِ الفاسقین.. ثم أخَذوا یُكَفـَّرون المؤمنین بآل البیت علیهم السلام من الاتباع والابناء الابراهیمیین العلویین, وسفكوا الدماء بلا توقف, وانتهكت حرماتهم وبقرت بطون الحبالى وسبیت نساؤهم واستعبدو الباقین, وبرروا افعال حكامهم الشنیعة بأنهم إن خافوا الله مما فعلوا ولو قلیلاً فلهم جنتان ذواتا اُكُلٍ وأفنان!!!…. فقط لأجل سخط الخالق وارضاء المخلوق الفاسق ممن والـَوا !!!…. فعلى المكذبین لآل احمد لعائن الله بتَمامها…
ختام كلامی اقول قول عیسى علیه السلام فی من هو الاكبر… واضعه فی كتابی هذا كشرارة ارجوا ان تتقد فی اذهان القرّاء… لتنیر لهم درب الحقیقة المخفیة ویتبعوا أحسن الطرق وهو طریق محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه علیهم اجمعین…
یقول ع:24 ووقع جدال فی مَن یكون أكبرهُم, 25 فقال لهم یسوع: (ملوك الامم یسودونها, وأصحاب السلطة فیها یریدون أن یدعوهم الناس محسنین.)
متى /بشارة لوقا /119 /تابع لموضوع عشاء الرب(متى 26: 26-30,مرقس 14: 22-26, اكورنثوس 11: 23-25)…فوالله لا مُلـْكَ إلا لمحمد وآل محمد.. وهم المحسنون لا سواهم ممن خططوا لیكونوا كمن وصفهم الله فی القرآن (اولئك هم المحسنون)… والمحسنون هم المعصومون… فأین عصمة حكام الطغیان من ظلامات كل من دعا علیهم عند الله على مر العصور؟؟؟ واین عصمتهم حین حرَّفوا دین الله واضاعوه؟؟؟ واین عصمتهم بقتل آل البیت مبتدئین بالرسول صلى الله علیه وآله وسلم وابنته الزهراء علیها السلام وحفیده المحسن علیه السلام كمقدمات للذبح الأكبر؟؟؟؟ وأین عِصْمَتُهُم من وصف الرسول صلى الله علیه وآله وسلم لهم حین قال: یا علی انت ستقاتل بعدی القاسطین والناكثین والمارقین؟؟؟ وحرب الجمل وصفین والنهروان كانت ما اخبره بها الرسول صلى الله علیه وآله وسلم… وقادَتـُها هم منافقوا الدین من رجال ونساء, فأصبحوا لأجل ارضاء المخلوق وسخط الخالق (صحابة ومبشرین بالجنَّة وصدّیقین) فی نهج المنحرفین!!!…. لكن الامام عج سیأتی وسیمحوا كل هذا التحریف المسخ الذی مسخ سنة محمد صلى الله علیه وآله وسلم وحولها الى سنة عمر وامیة وعائشة…. وسیعید سنة الله ورسوله كما كانت فی حیاة الرسول صلى الله علیه وآله وسلم…. فهل للمنافقین من سبیل للتحریف بعد ذلك؟؟؟ لا والله…لأنه علیه السلام حتى حینما یعود لیكون فی ذمة الله وطول العمر له ان شاء الله, سیأتی الأئمه من بعدة لیتمموا النور الى الابد فالرحمة المُبَشَر بها الأنبیاء والاولیاء من جیل الى جیل… والنور سیتبعه النور… وإلا لساخت الارض بأهلها وتموج بهم…. فهم الرحمة…. وقد جاء فی فرائد السمطین بسنده عن سعید بن جبیر عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم: (. . . و من ولده (یعنی علی علیه الصلاة والسلام) القائم المنتظر الذی یملأ الله به الأرض عدلاً و قسطاً، كما ملئت ظلماً و جوراً، و الذی بعثنی بالحق بشیراً، ان الثابتین على القول بإمامته فی زمان غیبته لأعز من الكبریت الأحمر0 فقام إلیه جابر بن عبدالله الأنصاری فقال: یا رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم و للقائم من ولدك غیبة؟ فقال صلى الله علیه وآله وسلم(أی و ربی لیمحص الله الذین آمنوا و لیمحق الكافرین، یا جابر ان هذا لأمرٌ من الله، و سر من أسرار الله مطویة عن عباده، فإیاك و الشك فان الشك فی أمر الله كفر)….وهذا حدیث الرسول صلى الله علیه وآله وسلم لا حدیثی….فویل للمكذبین…وآخر ما سأورده هنا …هو جوهرة كل الادلة التی جئت بها …الیكم دلیلی:
الانجیل /العهد الجدید / رؤیا القدیس یوحنا 18 و19 /ص354 /راكب الفرس الابیض
(11 فرأیت السماء مفتوحةً, واذا فرس ابیض وعلیه راكب یُدعى الامین والصادق, یحكم ویحارب بالعدل. 12 عَیناه كلهیب نار وعلى رأٍسه تیجان كثیرة وعلیه اسم مكتوب لایعرفه احدٌ سواه .13 وهو یلبس ثوباً مغموساً بالدم,واسمه كلمة الله. 14 وكانت تتـَّبِعه على خیل بیض جنود السماء لابسین كتَّاناً ابیض َنقیَّاً, 15 ویخرج من فیه سیف مسنون لیضرب به الاُمَم, فیرعاهم بعصا من حدید, ویَدوس فی معصرة خمر نقمة غضب الله القدیر.16 وكان اسمٌ مكتوباً على ردائه وفَخذه: (مَلِك الملوك ورب الارباب).17 ورأیت ملاكاً واقفاً فی الشمس یصیح صیاحاً عالیاً بجمیع الطیور التی تطیر فی وسط السماء: (تعالی اجتمعی فی ولیمة الله الكبرى, 18 لتأكلی لحوم الملوك ولحوم القادة ولحوم الابطال ولحوم الخیل وفرسانها ولحوم جمیع البشر عبیداً واحراراً, صغاراً وكباراً ! 19 ورأیت الوحش وملوك الارض وجیوشهم یتجمَّعون لیُقاتِلوا الفارس وجیشه, 20 فوقع الوحش فی الاسر مع النبی الكذّاب وهما على قید الحیاة فی بحیرة من نار الكبریت الملتهب، 21 وهَلَك الباقون بالسیف الخارج من فم الفارس, فشبعت جمیع الطیور من لحومهم.)
وهذه شهادة انجیلیة خاتمة لكل ما اوردت اعلاه… والله انها مصدِّقة لكل ما جاء من اخبار اهل البیت علیهم السلام حول الامام الحجة علیه السلام وما سیحصل قبل وبعد ظهوره الشریف بأبی هو وأمی… فهو كلمة الله التامَّة وبابه الذی منه یؤتى والامام وملك الملوك وسید السادة والصادق والامین وان الدم هو دم الشهید المغدور المذبوح ظلماً فی كربلاء, وانه هو من سیعصر الناس عصراً ویغربلهم غربة لیبقی الثلة المؤمنة والله… وان جبرائیل علیه السلام سیصیح بأن المهدی علیه السلام هو الحق فیُطَهِّر الارض من بحور الجهل والكفر والظلم, ویقتل الكفرة والفجرة والظالمین والفاسقین وجیوش الظلام, فیصیح جبرائیل أنْ یا سباع السماوات والارض كلی من لحومهم واشبعی… وانه هو والله من سیحكم الامم بالعدل وعلى رأسة تكون تیجانها وهو من سیقودهم بعصا الحدید كما بشرنا امیر المؤمنین علیه السلام ان له ابناً سیسوق الناس بالعصا, فالویل لمقاتلیه ومكذِّبیه وباغضیه…
ختام كلامی …جملة بسیطة جداً…
اقول… أن المهدی علیه السلام لیس مجرد كلمة او مجرد اسم… انما المهدی علیه السلام ثورة شاملة ضد الكفر والتجبر والظلم… فهو العدالة بذاتها ووصفها الشامل…. وهو خلیفة الله ووجهه وبابه الذی منه یؤتى… وبدون ولوج البوابة لا یمكن ولوج الجنة….
اللهم اجعلنا من المنتظرین الصابرین المحتسبین الفائزین معه یوم الدین المؤمنین به حد الیقین…. وارجوا ان یتقبل منی الله ورسوله وآل البیت الاطهار صلوات الله وسلامه علیهم اجمعین وخاصة سیدی ومولای الامام الحجة روحی فداه هذا العمل المتواضع كهدیة لنصرة الثورة المهدویة المُنتَظَرَة ویسجلنی عنده من المنتظرین الممهدین.

الهوامش:
(1)سورة البقرة 124
(2)سورة الأحزاب الآیة : 33
(3)الحدیث من صحیح مسلم : 4 / 1883 ، حدیث : 2424 ، طبعة : بیروت لبنان….
(4)سورة البقرة 124
(5)سورة البقرة 128
(6) سورة البقرة 129
(7)سورة, فصلت,الآیة 53
(8)سورة الرحمن 41
(9)غیبة النعمانی ص 127
(10)شرح نهج البلاغة:2/178
(11)غیبة النعمانی ص121
(12)البحار: 51 /218
(13)البحار: 53/343
(14)سورة الحجّ/78
(15)سورة النور/36
(16)سورة آل عمران/61
(17)سورة ص, الآیة 87 -88
(18)سورة فصلت, الآیة 53
(19)سورة الأنبیاء, الآیة105 -106
(20)سورة النور, الآیة 55
(21)سورة التوبة, الآیة 33 سورة الصف, الآیة9
(22)مطالب السؤال : ج2 الباب 12
(23)ینابیع المودة : من الأربعین حدیثاً الذی جمعه أبو نعیم فی المهدی ص 490 .
(24)مشارق الأنوار للشیخ حسن الحمزاوی ص 112 طبع 1307 هـ
(25)تذكرة الخواص : ص 363 طبع 1964 م النجف 0
(26)فرائد السمطین : المجلد الثانی.
(27)الفصول المهمة : الباب الثانی عشر.
(28)الاتحاف بحب الأشراف:ص178 ، طبع مصر (1316 هـ ).
(29)تاریخ الخمیس الجزء 2 ص 321 .
(30) سورة الانفطار, الآیة 10-12
(31)سورة, فصلت, الآیة 53
(32)سورة الأنفال, الآیة17
(33)سورة الفتح, الآیة 10
(34)سورة الشعراء, الآیة 4
(35)سورة الفجر, الآیة 22
(36)سورة القیامة, الآیة22-23
(37)سورة الفتح, الآیة 10
(38)سورة الكهف, الآیة 49……انتهى النقل عن كتابه(قدس)…
فادیا الخفاجی