السيد أحمد الاشكوري
إنَّ ثراء القضيّة المهدوية ومفروغيّة تاريخيتها ومقبوليتها عند العقل الديني بمختلف أطيافه وإنْ اختلفت المسمّيات، اقترنت بظاهرة خطيرة وهي الأدعياء، ولم تنفكّ هذه المقارنة من حين الولادة إلى حين الإنجاز، بل لا غرابة في ذلك، فإنَّ ظاهرة النبوّة والرسالة على طول خطّ سيرها صحبت المقنَّعين أيضاً،…
إنَّ ثراء القضيّة المهدوية ومفروغيّة تاريخيتها ومقبوليتها عند العقل الديني بمختلف أطيافه وإنْ اختلفت المسمّيات، اقترنت بظاهرة خطيرة وهي الأدعياء، ولم تنفكّ هذه المقارنة من حين الولادة إلى حين الإنجاز، بل لا غرابة في ذلك، فإنَّ ظاهرة النبوّة والرسالة على طول خطّ سيرها صحبت المقنَّعين أيضاً، ومن ظريف القول حينما ادّعى أحدهم النبوّة وكانت معجزته رمي الحصى في الماء فيتفتَّت، فلمَّا طُلب منه استبدال الحصى، قال: أنتم أقسى من فرعون، فإنَّه لم يطلب من موسى استبدال العصى، كما ادّعى ذلك بعض آخر، ولمَّا طُلب منه إظهار معجزته، قال: معجزة مَنْ تُريدون؟ قالوا: معجزة موسى، قال: وما هي؟ قالوا: العصى، فقال: آتوني بأسهل؟ قالوا: معجزة إبراهيم، وهي صيرورة النار برداً وسلاماً، قال: أريد الأسهل، فقال السلطان: معجزة عيسى، وهي إحياء الموتى، قال: هي ما ساُعطيكم، فإنّي سأقتل السلطان ثمّ أحييه، فقال السلطان: إنّي مصدّق معجزتك، ولا حاجة إلى أن تقوم بذلك.
وهكذا هو حال المزيّفين في القضيّة المهدوية فهم بين مدّع أنَّه المهدي، أو كونه النائب الخاصّ، أو اليماني، أو الخراساني، أو النفس الزكيّة، أو صاحب الراية السوداء، أو ابن الإمام، أو من الأبدال، أو غيرهم من العناوين الواردة في النصوص.
والمهمّ أن نلاحظ في هذا الدعاء اموراً منها:
أوّلاً: طوائف المدعين:
فهم على صنفين:
الصنف الأوّل: وهم المدعون في أنفسهم: كالمهدي العبّاسي، أو أصحاب الحركة البابيّة، أو محمّد بن حمد بن المهدي السوداني، وغيرهم من الحكّام الأمويين والعبّاسيّين، وغيرهم.
الصنّف الثاني: وهم من ادعي في حقهم: كمحمّد بن الحنفية، وزيد الشهيد، ومحمّد بن عبد الله الموسوم بالنفس الزكيّة، بل قد ادُّعي في حقّ بعض الأئمّة عليهم السلام أيضاً إنَّهم هم المهدي، كما فعل الواقفية والباقرية.
ثانياً: مناشيء الادعاء
مناشيء الادعاء: وهو أنَّ نقف على أسباب ومناشئ انحراف أرباب هذه الدعوى، والتي منها:
1 _ الأخذ ببعض الفكر وترك البعض الآخر: (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ).
2 _ الأخذ بالمتشابه من القرآن وترك محكمه: (فَأَمَّا الَّذينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ).
3 _ الأخذ بالجزئيات من دون إرجاعها إلى كلّياتها مع عكوفهم على ذلك.
4 _ الأخذ بالنصوص الشاذّة، أو النادرة، أو المعرَض عنها، أو المعارضة للمشهور.
5_السطحيون والمثقّفون غير المتخصّصين، فيسعى مثل هؤلاء للخوض في أبحاث شائكة، وتخصّصية، كمن حفظ شيئاً وغابت عنه أشياءُ.
6 _ عدم ضبط الثوابت والرجوع والارتكاز إليها، فيتحرَّكون في أفق المتغيّر بمعزَل عن الثابت.
7 _ عدم تأسيس نظرية معرفية لمادة البحث، أو الخلط في المناهج المعرفية، كالاعتماد على المنامات، أو العلوم الغريبة، أو المكاشفات، وهذه على فرض صحَّتها كبروياً وصغروياً، وكونها حجّة في حقّ صاحبها، لا تصلح أن تكون حجّة له على الآخرين، لاسيّما لمن أراد إثبات دعواه بمثل هذه السُبُل فضلاً عن إثبات حقّانية نفسه بها.
وأنَّه حتَّى من يعتمد على مثل هذه الوسائل فهو يرى أنَّ منها ما هو من دسائس الشيطان، أو أضغاث أحلام، أو أوهام شيطان، ولو صحَّ له أن يعتمد على هذه الطرق فيلزمه قبول المتنافيين والمتكاذبين.
8 _ الاعتماد على مبان فاسدة، كمسالك الصوفية، والعلوم الدخيلة على الإسلام.
فعن الإمام الهادي عليه السلام: (لا تلتفتوا إلى هؤلاء الخدّاعين فإنَّهم خلفاء الشيطان ومخرّبوا قواعد الدين،…، فقال له رجل من أصحابه: وإن كان معترفاً بحقوقكم؟ قال: فنظر إليه شبه المغضب وقال: (دع ذا عنك، من اعترف بحقوقنا لم يذهب في عقوقنا أمَا تدري أنَّهم أخس طوائف الصوفية والصوفية كلّهم مخالفونا وطريقتهم مغايرة لطريقتنا وإن هم إلاَّ نصارى أو مجوس هذه الأمّة أولئك الذين يجهدون في إطفاء نور الله بأفواههم والله متمّ نوره ولو كره الكافرون).
ثالثاً: مناشيء تأثير الادعاء على القواعد الجماهيرية:
وهي أن نقف على مناشئ تأثير القوى الظلمانية على القواعد الجماهيرية، والتي منها:
1 _ الجهل، والمبالغة في الغيب، وعزل عالم التزاحم عن الأسباب الطبيعية، وتفسير الظواهر الكونية على أسس تخرّصية.
2 _ الفقر،ولو ان نفس الفقر ليس منشأ، وإنَّما المنشأ هو الإحساس بالفقر، والمظلومية، والحرمان وتسجيله واحتسابه على المؤسسة الدينية، أو اعتبار أنَّ المؤسسة السياسية هي المؤسسة الدينية، أو الإحساس الموهوم النفسي بذلك.
فإنَّ الإحساس بالفقر برؤية سلبية قد يكون منشأ لنفوذ هذا الفكر، إمَّا عن طريق ضخّ الأموال وشراء النفوس، وإمَّا بكون الفقر عاملاً مساعداً للارتباطات الروحية المزيّفة ولو على نحو التخدير أو العجز عن محاربة الفقر بالأسباب الطبيعية.
فيتوسَّل عندها بعوامل ما وراء الطبيعة أو العوامل الطبيعية للتغلّب على الفقر، أو البحث عن جهة حاضنة لمحاربة الفقر كفارس للأحلام.
3 _ تنشيط الخطاب التخويني التكفيري، وإضفاء الحركة الحماسيّة في الخطاب، واستعمال هالة القداسة، وتوزيع أوسمة رمزية للمنتمين.
4 _ استعمال أساليب جذّابة خطابياً وتثقيفياً، كمقولة: الفناء في الله، أو العودة إلى الله، أو عين اليقين وحقّ اليقين.
فإنَّ بعض هذه الخطابات وإن كانت حقّة، إلاَّ أنَّها توزَّع بأبخس الأثمان وتُعامَل على أساس عرفاني مغلوط, ومنها الدعوى إلى المبالغة في حبّ آل البيتk إلى حدّ بلوغ مرتبة الباطنية في ذلك.
5 _ الهدم المنهجي للشخصية في الأفكار والمعتقد والقيم والسلوك، وذلك عن طريق التكرار والتقليد واستعمال أسلوب العقل الجمعي، والانقياد الأعمى، والتلقين، وخلق روح التمرّد على الروافد الفكرية.
6 _ عزل الأشخاص عن العلماء وإيجاد روح الكراهية والبغضاء لهم في النفوس، بل إباحة دمائهم عن طريق تشويه صورهم بكونهم سبباً لعدم ظهور الإمام عليه السلام، أو الترويج لفكرة أنَّ قتل العلماء يعجّل في ظهوره عليه السلام.
7 _ الازدواجية في العمل، فمن جانب نجد شخوص هذه القوى يدعون إلى طقوس خاصّة دخيلة، ومن جانب آخر يدعون إلى تعطيل التكاليف الشرعية بدعوى أنها تكاليف ظاهرية, وأنه لا بدَّ من البلوغ إلى باطن الشريعة، بل بلغ ببعضهم من ارتكاب المحرَّمات أن حرَّم ما هو محلَّل بالضرورة أو حلَّل ما هو محرَّم كذلك.
رابعاً: الملازمات السلبية للادعاء:
وهي أن نقف على ملازمات هذه الدعوى, والتي منها:
1. الكذب.
2. الإغراء بالجهل.
3. بخس الحق.
4. الهرج والمرج.
5. السرية والخفاء في المنهج والسلوك والفكر.
6. الخدعة والضلالة والحماقة.
7. الغلو.
اما خامساً: فهو الانحراف:
ويجب أن نقف على دواعي الانحراف, ومنها:
1. الدافع النفسي والعاطفي.
2. الدافع الفلسفي وانحراف الفكر.
3. الدوافع السياسية, من الاختراق من قبل اجهزة خارجية لدوافع متعددة وإيجاد الشقاق والخلاف, وإحراج المذهب الشيعي, وإيجاد مجاميع ضاغطة على الموقف الشيعي, والتنشيط من قبل الحكومات الداخلية لمآرب كثيرة, كإشغال الناس, وتصفية المخالفين عن طريقهم, وتبرير فشلهم.
4. الدافع المادي, ومكاسب الشهرة, وتحصيل حطام الدنيا.
5. الاستعجال وعدم الصبر والجري وراء تحصيل نشوة, ولو كانت وهمية للقضية المهدوية.
الوسائل العلاجية للانحراف:
وهي أن نقف على المناعات التي يمكن أن تكون علاجاً لهذه الانحرافات, والتي منها:
1. اعتماد العلم:
أولاً: اعتماداً على الوعي والعلم فان الحركات الانحرافية موجودة على مر التاريخ.
وثانياً: اعتماد العلم والوعي على فهم القضية المهدوية وفهم الوظائف وفهم كيفية الانتظار.
2. اعتماد مبدأ عدم الوثوق بالفكر الخفي والغريب والشاذ والموهم, وكذا الحركات والقيادات المظنونة والمجهولة والسلوكيات واللقاءات السرية.
3. اعتماد أن (الأصالة للعمل الشرعي), وإمضاء قانون أن الله لا يطاع من حيث يعصى, فالثوابت الشرعية (من الصلاة والصوم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والاحتراز عن المحرمات كإضرار النفس بلا مبرر شرعي, ومقت الفكر الإرهابي لتكفير الآخر وإباحة دمه والتجاوز عن أعراض الناس) لها الأصالة والاعتماد في العمل والتشريع والإمضاء.
4. اعتماد طريقة التحذير من السلوك والخطاب والمنهج الصوفي.
5. الإذعان بأن الفكر الشيعي أصيل, وله جذور ومنهج من عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى يومنا الفعلي.
وإن هذا الطريق قد رسمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم والعترة الطاهرة عليهم السلام, وبالتالي ترفض الوجودات النكرة والفكر المبتور والعقيم, فإنا في حقبة زمنية بين ماضٍ معروف ومستقبل مرسوم معلوم, فأي اتجاه لابد أن يوزن على هذا الأساس.
أما الوجود المجهول الذي ليس له فقه مجذَّر, ولا فكر محدد, ولا مشروع متكامل وثابت, فلا يمكن قبوله والركون إليه.
6. اعتماد ثقافة عدم قبول أدعياء العلم اللدني, وأدعياء الشذوذ العلمي, وأدعياء الطرق غير المعهودة عقلياً وعقلائياً ودينياً.
7. إشاعة ثقافة عدم تشخصن القضية المهدوية, وأنها منحسرة ومتقولبة بقوالب فردية وشخصية.
” عوامل الضعف والقوة في النصرة المهدوية ” محاضرة سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في ملتقى براثا الفكري
”
في ملتقى براثا الفكري الأسبوعي ، والذي يعقده حجة الإسلام والمسلمين سماحة الشيخ جلال الدين الصغير دام توفيقه في مسجد براثا المعظم، ألقى سماحته في الساعة الخامسة من عصر يوم الجمعة 19 جمادي الاولى 1435 هجري الموافق 21 اذار – مارس / 2014 ميلادي
ألقى سماحة الشيخ دام توفيقه، محاضرة مهمة، كان عنوانها: عوامل الضعف والقوة في النصرة المهدوية
في بداية محاضرته التي كانت بحثا إستدلاليا مربوطا بالواقع المعاش، تحدث سماحة الشيخ الصغير عن أن النصرة المهدوية شأنها شأن أي عملية تغييرية، ترتبط بمجموعة من القوانين، هي نفس القوانين التي تتحكم بـأي عملية تغييرية، وتعرفون ان القران الكريم تحدث عن جملة من السنن، وجملة من القوانين التي من شأن ايجادها ان يؤدي الى تحقيق أغراض هذه العملية، حينما يقول الله سبحانه وتعالى: ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. انما يشير الى قانون، وهذا القانون هو الذي يحكم عملية التغيير، ولا يمكن ان تنفهم التغيير دون ان نفهم وجود الانسان الذي يتغير ويغير.
لذلك وعودا على بدء لا يمكن لنا ان نفهم النصرة المهدوية، بعنوانها مجرد شعار ومجرد أمنيات أو مجرد آمال وطموحات، النصرة المهدوية بإعتبار انها عملية من أجل تحقيق مشروع الامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه، او التمهيد لهذا المشروع، لذلك لا يمكن لها ان تبقى في عالم الأفكار من دون ان ترى الواقع، ولا يمكن ان تكون في عالم الآمال والاحاسيس، من دون ان تنزل الى الواقع، فالواقع هو الذي يتغير والواقع هو الذي تنشده النصرة المهدوية، لذلك تتعلق عوامل القوة وعوامل الضعف بطبيعة العوامل المرتبطة بالعملية التغييرية، بمعنى اننا حينما نتحدث عن النصرة المهدوية في قوتها وفي ضعفها، انما نتحدث أولا في طبيعة الناصر، من هو الناصر؟ هذا الذي يوصف تارة بالقوي وأخرى يوصف بالضعيف، كيف تتشكل شخصية هذا الناصر، ويرتقي الى هذا المستوى؟ من بعد ذلك كيف تتشكل فيه عوامل القوة او عوامل الضعف؟ وهي كما اشرت عادة تحكم هذا الامر كما تحكم بقية الظواهر الاجتماعية، او أي حركة لها علاقة بالحراك الاجتماعي العام.
هنا قبل ان الج الى موضوع نفس النصرة المهدوية، اشير الى ما يغيب في العادة عن الاذهان في شأن العمليات التغييرية، تارة نجد عملا تغييريا مرتبط بتداول سلمي لشأن متغير، كأن تكون العملية الديمقراطية هي سبيل المغيرين، هنا عملية تداول سلمي لشأن من شؤون التغيير، او ان يكون هناك حراك ثوري بمعنى وجود حراك مسلح، او حراك عنيف، او حراك انقلابي يريد ان يغير بناء على مفاهيم الحركات الثورية، سواء جهاد مسلح او عصيان مدني او عصيان شعبي، او ما الى ذلك سمه بأي طريقة من طرق التغيير الثوري، هنا نجد في كلا الحالتين الاعتماد الأساسي عند الناس؛ هو العوامل المادية التي تنشئ التداول، او تنشأ الحراك الثوري، وفي العادة يغيب المعطى الغيبي عن هذه القضايا، بينما القران الكريم يطرح العوامل المادية ويعتبرها من جملة الأسس، لكنه لا يعتبرها كل الأسس، لذلك هنا عندما يقول: ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. يطرح أربعة قضايا في وقت واحد: يطرح القوم الذين يريدون التغيير، ويطرح عملية التغيير، ويطرح الانسان المغير، ويقول بأن فوق هؤلاء جميعا وجود الله سبحانه وتعالى كعنصر أساسي في عملية التغيير، او عنصر حاسم في عملية التغيير، لذلك نسب التغيير لنفسه (ان الله لا يغير) لا يؤذن بعملية التغيير، ما لم تتحقق المواصفات الموضوعية لهذه الأمور الثلاثة: العملية التغييرية والانسان المغير والمجتمع المتغير، ناهيك عن الشروط الموضوعية المرتبطة بعملية التغيير.
بناء على ذلك هنا لدينا جملة من الآيات، التي تطرح الله سبحانه وتعالى ليس بعنوانه مجرد عنصر كمي بمعية هذه العناصر، وانما عنصر نوعي، (ولا يحيق المكر السيء الا بأهله) هذا العنصر هنا وان أشار الى العوامل المادية بالمكر السيء، لكن أشار الى عملية اشبه ما تكون بالغيبية، ارتداد المكر انما يكون على من يكون بعنصر غيبي او عنصر غير مترائي، ليس عنصرا ماديا يعود على من اوجد هذا المكر، ومن أسس لهذا المكر، لكن في معادلات متعددة يشير الله سبحانه وتعالى الى نفسه، او تشير الآيات القرآنية الى تدخل الله سبحانه وتعالى لحسم الأمور، والانتهاء منها بعنوانه إضافة نوعية (حتى اذا مما استيأس الرسل)
العملية التغييرية بالنسبة الى الرسل وصلت الى الافاق شبه المسدودة (اتاهم نصرنا) وظنوا ان الله سبحانه وتعالى لا ينصرهم يأتي النصر الإلهي، هنا النصر الإلهي من اين يأتي كيف يأتي هذا موضوع حديث آخر وقضية أخرى لكن الشيء الذي أؤكد عليه هنا اذا ترون كلمات الكثير من علمائنا المعنيين بالإصلاح الاجتماعي او الروايات الشريفة في التأكيد على الاعتماد على الله الثقة بالله التوكل على الله سبحانه وتعالى وما الى ذلك من مفاهيم يبدو للكثيرين انها مجرد مفاهيم أخلاقية او مفاهيم وعضية بينما هذا الاعتماد عند المغير هو عنصر أساسي من عناصر القوة هو الذي يثبته هو الذي يشد من عزيمته هو الذي يدفع به الى الامام لأنه انما يركن الى ركن وثيق، وهو انه ادخل الله سبحانه وتعالى في عملية التغيير عندئذ النصرة المهدوية كونها ترتبط بطبيعة المنصور ومشروع الانتصار هذه النصرة على ماذا؟! مجرد حركة ساذجة مجرد اماني او احاسيس عاطفية ام انها حراك اجتماعي من اجل مشروع المنصور نفسه والذي هو اخراج الناس من الظلم والجور مشروع المناهضين للمنصور الى مشروع الاخر الذي هو نشر العدل والقسط في المجتمع لا يمكن لي ان افهم ان تحقيق العدل يمكن ان يتحقق بالصدفة لابد من حراك ولابد من توفير المستلزمات الموضوعية لهذا التحقيق لكن قبل كل ذلك لا يمكن لي ان افهم اني ضمن مشروع العدل وانا بنفسي لم اعرف العدل ولم اعي ما هو العدل ولم اتحرك لان تكون نفسي عادلة ومن اهل العدل باعتبار ان فاقد الشيء لا يعطيه، انا لا اقدر ان اعطي عدالة للناس وانا نفسي لست عادلا او ان العدل ليس بالوضوح الكافي لدي بالشكل الذي يجعلني اتحمل مسؤولية العدل واعمل بمستلزمات تحقيق هذا العدل واشتراطاته لذلك اذا قلنا ان النصرة لا تتعلق بعالم الأفكار هنا رأيا كيف انها بالفعل لا تتعلق فقط بعالم الأفكار والتعبير القرآني بهذه القضية( يا أيها الذين آمنوا لما تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون).
لا نريد أن نستبق ما ورد في الفيديو المرفق الذي يتوفر على كم هائل من التصنيفات الروائية وتحليلاتها، وما أذا تنطبق على واقع اليوم..
لكننا كنا نبغي وضعكم في أجواء هذه المحاضرة المهمة جدا في سلسلة محاضرات القضية المهدوية التي ينهض سماحة الشيخ جلال الدين الصغير بقسط وافر من إيضاح مجرياتها، أستنادا الى ما ورد عن أهل البيت عليهم السلام
ومن المؤكد أن هذه المحاضرة والمحاضرات التي سبقتها بحاجة الى متابعة مباشرة من المتلقي كي يلم بأهدافها ودواعي طرحها..
وهذا ما فعلناه هنا حينما أوردنا التسجيل الصوري للمحاضرة، متمنين أن نراها في وقت قريب مطبوعة وبمتناول القراء والمتابعين والباحثين على حد سواء، لما أنطوت عليه من تفاصيل تربط بين الرواية المنقولة عن المعصوم عليه السلام والحدث المعاش.
أن تقديما مبتسرا في خبرنا هذا سيكون قاصرا عن إيصال مضمون المحاضرة الى الأخوة المنتظرين ، ولذلك يسرنا أن نقدم المحاضرة الى حضراتكم هنا عبر اليوتيوب، سيما و أن هذه المقدمة فقط لنضع القاريء الكريم قي أجوائها ولا نريد أن نقدم تفصيلا للمحاضرة ، ولكن توخينا عرض بعض من مقدمتها فقط ..ونشير أشارات بسيطة الى دلالاتها…..
وفي عمق المحاضرة تفاصيل لا يغني تقديمنا المبتسر عن سماعكم لتفصيلاتها كما وردت في الفيديو أدناه ..
وجرى في ختام المحاضرة نقاش وحوار وإجابات من قبل سماحة الشيخ الصغير على أسئلة الحاضرين حول موضوع المحاضرة وسواها من المواضيع المهدوية.
المحاضرة التي حضرها جمع من المهدويين المنتظرين من طلبة العلوم الدينية والأكاديميين ، وغيرها من محاضرات سماحة الشيخ جلال الدين الصغير موجودة على موقعه الرسمي في شبكة الأنترنيت على الرابط:
http://www.sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=1324
” البصرة في الروايات المهدوية ” محاضرة سماحة الشيخ جلال الدين الصغير / ملتقى براثا الفكري الذي عقد في محافظة البصرة
أنتقل الى محافظة البصرة، مجلس ملتقى براثا الفكري الذي يعقده حجة الأسلام والمسلمين سماحة الشيخ جلال الدين الصغير.
فضمن جولة تعبوية للقضية المهدوية قضاها سماحته متنقلا في أرجاء محافظة البصرة وأقضيتها الجنوبية والشمالية، ألقى سماحة الشيخ جلال الدين الصغير، محاضرة على جمع من المؤمنين المهدويين في جامع آل شبر في البصرة، يوم الجمعة 26 جمادي الاولى 1435 هجري الموافق 28 اذار – مارس / 2014 ميلادي
في مفتتح محاضرته التي كرسها لموضوع(البصرة في الروايات المهدوية) تناول سماحته ما يواجهه الباحث في هذا الموضوع من مشكلات تتعلق بأن الأحاديث المنقولة عن لسان الإمام صلواته تعالى عليه وسلم، تمتاز بعمقها ودقة دلالاتها، مما يضع الباحث أمام مسؤولية كبرى..
إذ قال سماحة الشيخ الصغير أن أمام الباحث عن شأنية البصرة في الأحاديث المهدوية، ثمة محطات عدة، وعليه أن يقرأ هذه الروايات بطريقة أحترافية وليس بطريقة من يقرأ قصة أو يطالع رواية، لأننا وجدنا ,لعل الكثير ممن يتابعون الأحاديث، وجدوا أن أحاديث الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم، أغوارها عميقة ولغتها تحتاج الى الكثير من الدقة لكي نصل الى أغوار ما يريده ألإمام صلواته تعالى عليه وسلم اثناء التحدث بهذه الرواية أو تلك، وواحدة من الأمور التي ابتليت بها الثقافة العامة، في شأن الروايات المهدوية ككل وفي شأن البصرة بصورة أخص، هي أن الباحثين والمطالعين لم يفككوا بين مدرستين، مدرسة دفعت إليها روايات العامة، والتي تتميز بأنها لم تفرق في تاريخ ما تتحدث عنه، تحدثت عن نثار كبير، من دون منهاج واضح لذلك يخرج المرء بصورة متناقضة وغير مفهومة، أثناء البحث التدقيقي وأثناء التدقيق في عمق هذه الروايات، وبين مدرسة أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم، والتي طرحت الروايات المهدوية ضمنبين أطارين زمانيين، أطار يستوعب الزمان ما بين المتحدث ، أي بين الأمام المعصوم صلواته تعالى عليه وسلم الى فترات ليست قريبة من ظهور الإمام صلواته تعالى عليه وسلم ، ولكنها فترات تدل على أن حصول هذا الأمر أو ذاك يدل على أننا لازلنا على نفس الطريق..
لا نريد أن نستبق ما ورد في الفيديو المرفق الذي يتوفر على كم هائل من التصنيفات الروائية وتحليلاتها، وما أذا تنطبق على واقع اليوم..
لكننا كنا نبغي وضعكم في أجواء هذه المحاضرة المهمة جدا في سلسلة محاضرات القضية المهدوية التي ينهض سماحة الشيخ جلال الدين الصغير بقسط وافر من إيضاح مجرياتها، أستنادا الى ما ورد عن أهل البيت عليهم السلام
ومن المؤكد أن هذه المحاضرة والمحاضرات التي سبقتها بحاجة الى متابعة مباشرة من المتلقي كي يلم بأهدافها ودواعي طرحها..
وهذا ما فعلناه هنا حينما أوردنا التسجيل الصوري للمحاضرة، متمنين أن نراها في وقت قريب مطبوعة وبمتناول القراء والمتابعين والباحثين على حد سواء، لما أنطوت عليه من تفاصيل تربط بين الرواية المنقولة عن المعصوم عليه السلام والحدث المعاش.
أن تقديما مبتسرا في خبرنا هذا سيكون قاصرا عن إيصال مضمون المحاضرة الى الأخوة المنتظرين ، ولذلك يسرنا أن نقدم المحاضرة الى حضراتكم هنا عبر اليوتيوب، سيما و أن هذه المقدمة فقط لنضع القاريء الكريم قي أجوائها ولا نريد أن نقدم تفصيلا للمحاضرة ، ولكن توخينا عرض بعض من مقدمتها فقط ..ونشير أشارات بسيطة الى دلالاتها…..
وفي عمق المحاضرة تفاصيل لا يغني تقديمنا المبتسر عن سماعكم لتفصيلاتها كما وردت في الفيديو أدناه ..
وجرى في ختام المحاضرة نقاش وحوار وإجابات من قبل سماحة الشيخ الصغير على أسئلة الحاضرين حول موضوع المحاضرة وسواها من المواضيع المهدوية.
المحاضرة التي حضرها جمع من المهدويين المنتظرين من طلبة العلوم الدينية والأكاديميين ، وغيرها من محاضرات سماحة الشيخ جلال الدين الصغير موجودة على موقعه الرسمي في شبكة الأنترنيت على الرابط:
http://www.sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=1324