بورما تغلق أبوابها فی وجه ‘التعاون الإسلامی’

بعد مظاهرات غاضبة ضمت آلافا من الرهبان البوذیین، السلطات البورمیة تمنع فتح مكتب للمنظمة فی بلد یضطهد أقلیته المسلمة.
أفاد  موقع میدل ایست أونلاین أنه قال مصدر فی الرئاسة البورمیة الاثنین ان “الرئیس لن یسمح بفتح مكتب لمنظمة التعاون الاسلامی”، مشیرا الى ان هذا القرار سببه ان فتح مثل هذا المكتب “لا یتفق وارادة الشعب”.
وتظاهر الاف الرهبان البوذیین الاثنین فی العدید من مدن البلاد احتجاجا على عزم منظمة التعاون الاسلامی فتح مكتب لها فی بورما، كما افاد منظمو التظاهرات.
وبلغ عدد الرهبان الذین تظاهروا فی رانغون الرئة الاقتصادیة للبلاد، حوالی ثلاثة الاف راهب. وقد رفعوا لافتات كتب علیها “لا لمنظمة التعاون الاسلامی”.
وتظاهر آخرون فی نایبیداو وماندالای وباكوكو فی منطقة ماغوای (وسط)
وقال راهب فی ماندالای مسؤول عن تنظیم التظاهرة “لا یمكننا قبول مكتب لمنظمة التعاون الاسلامی”. واضاف “لا مكتب موقتا ولا مكتب دائما”.
وشهدت الایام الماضیة ایضا تظاهرات مماثلة ولكن عدد المشاركین فیها كان اقل. ویطالب المتظاهرون بمنع ای تمثیل لمنظمة التعاون الاسلامی التی تضم 57 دولة اسلامیة.
ورجال الدین البورمیون كانوا فی واجهة التظاهرات التی قمعتها المجموعة العسكریة التی كانت حاكمة فی 2007.
وهم ناشطون جدا منذ عدة اسابیع للمطالبة بحمایة البوذیة وحقوق الراخین فی مواجهة المسلمین.
وفی غرب البلاد حیث الاغلبیة بوذیة، سقط حوالی تسعین قتیلا خلال ثلاثة اشهر بین بوذیین من اتنیة الراخین والروهینجیا المسلمین.
وعلى غرار شریحة واسعة من البورمیین، تعتبر الحكومة ابناء اقلیة الروهینجیا البالغ عددهم حوالی 800 الف نسمة مهاجرین غیر شرعیین ولیسوا مواطنین. وهم یتحدثون لهجة مماثلة للهجة سكان بنغلادش.
وحتى الشخصیات الاكثر انفتاحا فی البلاد تمتنع عن الادلاء بای تعلیق فی هذا الشأن بما انها قضیة حساسة قد تنفجر بای دقیقة.
وتضم بنغلادش ایضا نحو 300 الف من الروهینجیا یقیم ثلاثون الفا منهم فی مخیمین للاجئین باشراف الامم المتحدة.
ولم یصدر ای رد فعل عن منظمة التعاون الاسلامی التی تتخذ من جدة مقرا لها.
وتقول الامم المتحدة ان الروهینجیا واحدة من اكثر الاقلیات المضطهدة فی العالم.
وكانت منظمة التعاون الاسلامی ارسلت فی ایلول/سبتمبر وفدا الى غرب بورما بعد اعمال عنف بین اتنیتی الراخین البوذیة والروهینجیا المسلمین.
وقال مسؤول بورمی كبیر فی سیتوی كبرى مدن ولایة راخین ان ثلاثة ممثلین عن منظمة التعاون الاسلامی احدهم مندوبها فی الامم المتحدة اوفوك غوكتشین، زاروا الشهر الماضی غرب البلاد حیث التقوا “وزیر شؤون الحدود وكبیر وزراء الولایة وزاروا مخیمات للاجئین وقدموا تبرعات”.
وجاءت زیارة الوفد بعدما دعا الامین العام لمنظمة التعاون الاسلامی اكمل الدین احسان اوغلی مطلع آب/اغسطس الى ارسال بعثة تقصی حقائق الى بورما للتحقیق فی “المذابح والانتهاكات” التی ترتكبها السلطات بحق اقلیة الروهینجیا المسلمة.
وقررت القمة الاخیرة للمنظمة التی عقدت فی آب/اغسطس فی مكة المكرمة رفع ملف الروهینجیا الى الجمعیة العامة للامم المتحدة.
واكد مصدر فی منظمة التعاون الاسلامی الاسبوع الماضی ان المنظمة حصلت على موافقة لفتح مكتب فی بورما، لكن القضیة اصبحت جد حساسة فی المجتمع البورمی.
وقال هذا المصدر ان الوفد الذی زار بورما فی ایلول/سبتمبر “وقع مذكرة تعاون تنص على فتح مكتب للشؤون الانسانیة فی العاصمة البورمیة ومكتب للتنسیق” فی ولایة راخین.
واضاف ان وزیر شؤون الحدود هو من وقع الوثیقة، موضحا ان منظمة التعاون الاسلامی اقترحت حتى شخصیة لادارة المكتب.

شاهد أيضاً

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

الاخبار – القدس العربي: قام جندي إسرائيلي بتهديد نشطاء فلسطينيين وإسرائيليين كانوا يتضامنون مع أهالي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *