آباونا الحنونون

اسماعيل شفيعي سروستاني
کان الحاج سیدا عالما ذا اخلاق حسنة وکلام عذب وکنا نعرفه منذ سنین . کان یضع دوما شالا طویلا اخضر اللون حول رقبته وکان یجلس علی منبر الوعظ والخطابة وبعض الاحیان في مراسم الزواج کان یجری صیغه عقد النکاح. قبل یوم او یومین علمت بانه قد اصیب بالجلطة الدماغیة وارقد في المستشفی لکنه فجأة دون أن یخضعَ للفحوصات الطبیة بشکل تام عاد الی البیت و رقد هناک . عندما سألت السبب قالوا : إن أکبر  اولاد الحاج قد ألح بنقله من المستشفی الی البیت وإتضح بعد ذلک ان ابن الحاج ألح علی هذا الامر لکي لایدفع تکالیف المستشفی.

 

اسماعيل شفيعي سروستاني
کان الحاج سیدا عالما ذا اخلاق حسنة وکلام عذب وکنا نعرفه منذ سنین . کان یضع دوما شالا طویلا اخضر اللون حول رقبته وکان یجلس علی منبر الوعظ والخطابة وبعض الاحیان في مراسم الزواج کان یجری صیغه عقد النکاح. قبل یوم او یومین علمت بانه قد اصیب بالجلطة الدماغیة وارقد في المستشفی لکنه فجأة دون أن یخضعَ للفحوصات الطبیة بشکل تام عاد الی البیت و رقد هناک . عندما سألت السبب قالوا : إن أکبر  اولاد الحاج قد ألح بنقله من المستشفی الی البیت وإتضح بعد ذلک ان ابن الحاج ألح علی هذا الامر لکي لایدفع تکالیف المستشفی.
وکان یعلم الاصدقاء والاقرباء بان نجل الحاج قد التهم مثل المکنسة الکهربائیة جمیع ما یمتلک هذا السید العالم طوال هذه السنوات وکان یعیش برفاهیة . قد تأثرت وتألمت نفسیا من هذا الامر کثیرا . کنت واثقا لو کان الابن بدلا عن أبیه علی فراش المرض لقدم الأب کل ما یمتلک بل عند الضرورة یقدم الکلیة والقلب والکبد لدیه عسی أن یعود ابنه من المستشفی الی البیت بصحة تامة.
طبعا هذا أمر طبیعی . تقریباً جمیع الآباء والاُمهات قد جربوا طوال حیاتهم مدی الفرق بین محبتهم ومحبة اولادهم . طبیعة المحبة فیهم لم تکن في نفس المستوی . تظهر مرتبة ضعیفة من مراتب محبة الوالدین تجاه الاولاد في الاولاد تجاه الوالدین . بعبارة اُخری المحبة في الوالدین هو أمر ذاتي ولهذا فان النقصان والزیادة في الحیاة والامور الاعتباریة لیس لها أي تاثیر ودور فیها . في أفضل الحالات یبذل الاولاد نسبة خاصة من الرعایة والمحبة تجاه الوالدین لکنهم دوما لهم حدود بهذا الخصوص لکن الابوین یضحون بجمیع ما لدیهم وبعض الاحیان بآخرتهم وجنتهم من أجل اولادهم ولاحدود لتضحیتهم .
وفي جمیع الاماکن وجمیع الثقافات تم توصیة الاولاد بالبر بالوالدین وتم تشجیعهم الی هذا البر من خلال التذکیر بفوائد هذا الاحسان الاخرویة والدنیویة. کما قال الله سبحانه و تعالی : “وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً”.
هناک آیات کثیرة في القرآن المجید حول الاحسان بالوالدین وضرورة الحفاظ علی حقوقهم ومغبة عدم مراعاة حقوقهم . الاولاد شرط امتلاک هذا الاعتقاد والایمان الصحیح ینظرون الی هذا الاحسان باعتباره واجبٌ دینی . قد أردف الله فی مختلف سور القرآن الاحسان والبر بالوالدین بعبادته . کما قال سبحانه وتعالی: 
“…لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْسانا’ 
“…‌ وَ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ لا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْسانا” 
“….‌ وَ قَضى‏ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْسانا” 
“…أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً” 
وقد ذکر الله شکر الوالدین في القرآن الی جانب شکره والاحسان الیهما الی جانب عبادته وقال النبی (ص) حول اهمیة وضرورة هذا الشکر والاحسان : ” إِيَّاكُمْ وَ عُقُوقَ الْوَالِدَيْنِ؛ فَإِنَّ رِيحَ الْجَنَّةِ تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَلْفِ عَامٍ، وَ لَايَجِدُهَا عَاق‏  “
وقد نقل السید قطب في تفسیره ” في ظلال القرآن” حدیثا عن النبی (ص) بهذا المضمون : ان رجلا حمل اُمُه علی ظهره وطاف بها بیت الله الحرام وشاهد النبي (ص) في تلک الحالة وقال له :” هل أدیت حقها من خلال هذا العمل ؟” قال الرسول (ص): ” لا ، حتی لم تعوض عن أنین من أنینها حین ولُدتک.”
إن اکثر آیات القرآن الکریم بعد التنویه بمبدأ التوحید تشیر الی بر الوالدین باعتباره من أهم التعالیم السماویة. وقد ذکرت آیة 83 فی سورة البقرة الاحسان الی الوالدین بمثابة المیثاق الذی أخذه الله من عباده مثل میثاق العبودیة : ” وَ إِذْ أَخَذْنا ميثاقَ بَني‏ إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْسانا ”
لعل کل هذا التاکید نابع عن ” حق الحیاة” باعتباره من أعظم الحقوق الالهیة علی العباد وحقوق الوالدین علی الاولاد لأن الله فی المرتبة الاولی والوالدین في المرتبة التالیة هم الذین وهبوا الانسان هذه النعمة الکبری ولهذا فان الله سبحانه وتعالی ذکر عدم مراعاة حقوق الوالدین الی جانب الشرک بالله .
“قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْسانا ”
انا في هذا المقال لا ارید ان اتطرق الی ضرورة الاحسان الی الوالدین والتوصیة بهما بل ارید فقط أن أقول بانّ الله قد أکد علی هذا الامر بشدة لانّ من الممکن أن یؤدی النسیان الی عدم قیام الاولاد بهذا الواجب ونتیجة لذلک یستوجبوا العقوبة الالهیة . الانسان دوما یغفل عن تبعات تنفیذ الواجبات وعدم تنفیذها في حیاته في الدنیا والبرزخ والآخرة لکن وفقا للسنن الالهیة الثابتة فان الناس جمیعا سیرون نتائج وآثار اعمالهم کانوا علی علم بها أم لم یکونوا وکما قال رسول الله (ص) فان الحرمان من استشمام رائحة الجنة یعتبر من نتائج عقوق الوالدین .
اعلن الله سبحانه وتعالی فی آیات 12 الی 15 من سورة لقمان بعد الوصیة بحق الوالدین : ” ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُون‏ ” .
هذا البیان لم یخلو من التهدید والعتاب . في الحقیقة هذه الآیه تقول لو لم تقوموا بالواجبات فی هذه الدنیا سیتم البت في جمیع هذه الحقوق والخدمات والمتاعب بدقة متناهیة عندما تعودوا الی الله.
کما قلت إن الله الذی أوصی الاولاد بجمیع هذه الوصایا بالاحسان واداء ومراعاة حقوق الوالدین لم یوص الابوین الی هذا الحد بمراعاة حقوق الاولاد لان الوالدین بسبب الفطرة وعواطفهم ومحبتهم الذاتیة تجاه الاولاد لیسوا بحاجة الی هذا المستوی من الوصایا .
بین جمیع الاقوام والملل واقطاب المجتمع قد اثبتت التجارب ان الأبوین في جمیع السنوات والاشهر وایام حیاتهم یهتمون بجمیع حالات ووضع اولادهم ویرحبون بهم ویحافظون علیهم . هناک الکثیر من الآباء یعتنون بأبنائهم المعاقین عشرات السنین لکن الاولاد بعض الاحیان لیسوا مستعدین ان یعتنوا بامر والدیهم یوما واحدا. قلما نشاهد مکان في العالم لرعایة الاولاد لکن في شتی انحاء العالم هناک الکثیر من دور العجزة.
هناک حالات استثنائیه یتخلی فیها الوالدین عن واجبهم تجاه اولادهم بسبب بعض الاعتبارات الاجتماعیة مثل الخوف من اراقه ماء الوجه والفقر المدقع لکن الام تحمل مع نفسها الی الابد القلق والندم والخوف من عاقبة ابنها وفي اول فرصة تعود الی ابنها المهمل بفرح وسرور.
لو لم یدع الله سبحانه وتعالی محبة خاصة في قلوب الوالدین تجاه الاولاد لتم رمیهم فی الزقاق في الاسبوع الاول بعد الولاده لکن الاولاد بعد مشاهده اقل صعوبه من قبل الوالدین یرمونهم في دار العجزة وفي اول نزاع ومشاجرة واحتجاج الوالدین یترکون البیت والابوین الی الابد فی مهب ریاح النسیان. بامکاننا ان نقول : ” استمرار نسل البشر والخلق والاجیال ناجم عن هذه المحبة الفطریة والخاصة في قلوب الوالدین تجاه اولادهم .”
ان الابناء الجاحدین بحق الآباء سیرون نفس التعامل من قبل اولادهم . هذا الامر یؤدي الی انخفاض محبة ومراعاة الوالدین تجاه اولادهم .
آبائنا الحنونون
هذه هي العلاقة التی تربطنا مع الوالدین . إن الله سبحانه وتعالی جعل لکل الابناء أبا واما . ان العلاقة التي تربطهم بنا هی نفس العلاقه التی تربطنا بآبائنا الجسمانیین . بعض الاحیان نحن نصف معلمنا ب “الاب الروحي”.
وجاء فی مختلف الروایات ان للانسان ابوین . الاول هو السبب فی ولادته وخلقته والثاني هو الذي یتولی تربیته وتکامله الروحي والمعنوی.
قال رسول الله (ص) : ” أَنَا وَ عَلِيٌّ أَبَوَا هَذِهِ الْأُمَّة  ” .
طلب النبی الاکرم (ص) في الیوم التاسع من شهر صفر عام الحادی عشر للهجرة أن یذهب إلی علي (ع) ویدعوه الی عند الرسول (ص) . ذهب بلال الی بیت علي (ع) وأخبره بالامر.
ذهب علي (ع) عند رسول الله (ص) وجلس . قال له النبي الاکرم (ص): یا علي ! إِنَّ جَبْرَئِيلَ أَتَانِي مِنْ عِنْدِ اللَّهِ بِرِسَالَة…  جاء في هذه الرساله ان ارسلک الی الناس لکی تخبر الناس بها. أخبر النبي (ص) علیا (ع) بالرسالة لکی یخبر الناس بها.
أخبر بلال جمیع الناس لکي یجتمعوا في المسجد . دخل علی (ع) المسجد وکما أمره الرسول (ص) جلس علی المنبر وقال : ألا من عق والديه فلعنة الله عليه، ألا من أبقَ من مواليه فلعنة الله عليه، ألا من ظلم أجيراً أجرتَه فلعنة الله عليه.” 
في هذه الاثناء قام عمر بن الخطاب وقال لعلی (ع) : “جئت بکلام موجز . هل لدیک تفسیرا وشرحا له؟ أجاب علی (ع) : ان الله ورسوله أعلم بتفسیره .
الجمیع ذهبوا الی رسول الله (ص) لکي یستمعوا الی تفسیره . قال النبی الاعظم (ص): ألا وإني وعلي أبوا هذه الأمة، فمن عقنا فلعنة الله عليه، ألا وإني وعلی موليا هذه الأمة، من أبقَ عنا لعنة الله عليه، ألا وإني وعلی أجيرا هذه الأمة، فمن ظلمنا أجرنا فلعنة الله عليه ، الا ان الله جعل حب اهل بیتي أجر رسالتي فمن ظلمنی اجری فلعنه الله علیه.”
“مَنْ سَبَّ أَبَوَيْهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ أَنَا أُشْهِدُ اللَّهَ وَ أُشْهِدُكُمْ أَنِّي وَ عَلِيّاً أَبَوَا الْمُؤْمِنِينَ فَمَنْ سَبَّ أَحَدَنَا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّه”
أبلغ الرسول الاعظم (ص) الرسالة الالهیة الی الناس. في الحقیقة ینبغی التنبیه ان الله جل جلاله هو الذي جعل النبي (ص) وابن عمه علي بن ابی طالب (ع) أبوا هذه الامة وهذا الامر یشیر الی ان الابوة قد تحقق فیهما وان الاسم جاء وفقا للمسمی وقد نص علیه الله سبحانه وتعالی وجاء من مصدر الوحی ولایوجد فیه شیئا من المجاملات او التعلقات الدنیویة.
هذه الحقیقة مستدامه وجاریة علی الدوام بشان المعصومین (علیهم السلام) . الناس في عهد الرسول (ص) لم یهتموا بهذا الحدیث القدسی النابع من الوحی الربانی ولم یلتزموا به وقد وسوس لهم الشیطان واعتبروه أمرا اعتباریا دنیویا نابع عن العصبیة والتعلقات العائلیة ولهذا أهملوا الحدیث ولم یلتزموا به وأصبح مظلوما.
ينقل الأصبغ بن نباتة عن الإمام علي (ع) وهو من تلاميذه وأصحابه قال: عندما ضرب الإمام (ع) على رأسه جاءت مجموعة من شيعته ومحبيه إلى باب داره فسمعوا صوت بكاء من داخل الدار، فأخذوا بالبكاء، فخرج الإمام الحسن بن علي (ع) من داخل الدار وقال: ما الخبر؟ فقالوا: سمعنا بكاءً من داخل الدار ولم نستطع التحمل ونحن مشتاقون لزيارة الإمام (ع) فقال: حالة الإمام لا تسمح بلقائكم فاذهبوا. قال الأصبغ: فذهب الناس، أما أنا فبقيت، وارتفع صوت البكاء من داخل الدار ثانية فأخذت بالبكاء، فخرج الحسن بن علي (ع) من داخل الدار، فقال ألم أقل لكم اذهبوا؟ فقال الأصبغ: نعم أمرت بالذهاب، لكن والله يا ابن رسول الله ما تطاوعني نفسي، ولا أستطيع الذهاب، إن قلبي هنا ولا تستطيع رجلي أن تحملني، أريد أن أرى الإمام. فقال الحسن بن علي (ع): إذن، اصبر لأرى هل يسمح لك أم لا. يقول الأصبغ: فصبرت لحظات، وخرج الحسن (ع) وقال: تعال، وعندما دخلت على الإمام (ع) رأيته معصوب الرأس بقطعة قماش صفراء، ولم استطع أن أفرق أيهما أشد صفرة القطعة أم وجهه، فألقيت نفسي في حضن الإمام وقبلته وبكيت فقال (ع): “لا تبك يا أصبغ فإنها والله الجنة”.
قال الأصبغ قلت : جعلت فداك حدثني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه واله  فإني أراك لا أسمع منك حديثا بعد يومي هذا أبدا. قال : نعم يا أصبغ دعاني رسول الله صلى الله عليه واله يوما فقال لي: يا علي انطلق حتى تأتي مسجدي ثم تصعد منبري ثم تدعو الناس إليك فتحمد الله تعالى وتثني عليه وتصلي علي صلاة كثيرة ثم قل للناس: ألا من عق والديه فلعنة الله عليه، ألا من أبق من مواليه فلعنة الله عليه، ألا من ظلم أجيرا اجرته فلعنة الله عليه.
فأتيت مسجد رسول الله  صلى الله عليه واله  وصعدت منبره فلما رأتني قريش ومن كان في المسجد أقبلوا نحوي فحمدت الله وأثنيت عليه وصليت على رسول الله  صلى الله عليه واله  صلاة كثيرة ثم قلت ـ أيها الناس إني رسول رسول الله إليكم . يا أصبغ ففعلت ما أمرني به حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله فقام من أقصى المسجد رجل فقال: يا أبا الحسن تكلمت بثلاث كلمات وأوجزتهن، فاشرحهن لنا، فلم أرد جوابا حتى أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت ما كان من الرجل، قال الأصبغ: ثم أخذ عليه السلام بيدي وقال: يا أصبغ ابسط يدك، فبسطت يدي، فتناول إصبعا من أصابع يدي وقال: يا أصبغ كذا تناول رسول الله صلى الله عليه وآله إصبعا من أصابع يدي كما تناولت إصبعا من أصابع يدك ثم قال: يا أبا الحسن ألا وإني وأنت أبوا هذه الأمة فمن عقنا فلعنة الله عليه، ألا وإني وأنت موليا هذه الأمة فعلى من أبق عنا لعنة الله، ألا وإني وأنت أجيرا هذه الأمة فمن ظلمنا أجرتنا فلعنة الله عليه، ثم قال آمين فقلت: آمين. 
الامام علي (ع) في آخر ساعات حیاته المبارکه عند نقل الحدث یؤکد : ” أصبغ ففعلت ما أمرني به حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله ” .
لیس خفیا علی احد کما أکد القرآن الکریم فان رسول الله (ص) ” مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى‏ إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى‏  ” .
کما طلب الامام علی (ع) في شهر رمضان الاخیر من حیاته أن یعلو المنبر وأن یخطب للناس وأن یبلغهم رسالة النبی (ص) وأنه حضر بین الناس لکي یزیل الشبهات عن الحکایة التي ذکرناها واضاف : ” سَمِعْتُ قَائِلَيْنِ يَقُولَانِ مَعِي آمِينَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنِ الْقَائِلَانِ مَعِي آمِينَ قَالَ جَبْرَئِيلُ وَ مِيكَائِیلُ “.
جدیر بالذکر أن من بعد النبی (ص) فاطمة الزهراء (س) وسائر الائمة المعصومین (علیهم السلام) حتی الامام الحسن العسکری (ع) تحدثوا بهذا الشان وأکدوا علیه . وَ قَالَتْ فَاطِمَةُ (س):” أَبَوَا هَذِهِ الْأُمَّةِ مُحَمَّدٌ وَ عَلِيٌّ، يُقِيمَانِ أَوَدَهُمْ وَ يُنْقِذَانِهِمْ مِنَ الْعَذَابِ الدَّائِمِ إِنْ أَطَاعُوهُمَا، وَ يُبِيحَانِهِمُ النَّعِيمَ الدَّائِمَ إِنْ وَافَقُوهُمَا “.
ان هذا الحدیث جاء في مصادر الشیعة والسنة ولهذا الامر تم اختصاص بابین في کتاب بحارالانوار . سوی الاحادیث المنقولة عن أهل السنة   هناک أکثر من 20 حدیث من مختلف الاحادیث المرسلة والمسندة مذکورة في هذا الکتاب .
إن الحقوق التي تم اثباتها هي التي تؤدي الی التکالیف الالهیة و ان “الحق والتکلیف” متلازمان معا .
ان “حق الاب النسبی” یستلزم ولایته علی اولاده وهذا الامر یعود الی دوره فی خلقتهم. کما لو لم یتحمل الوالدین عبأ الولادة والتربیة لما وُلد الطفل ومات فی الاشهر الاولی بعد الولادة بسبب ضعفه ولهذا السبب فان الاولاد لایمکن لهم ان یعوضوا عن الآلام والمتاعب التی تحملتها الاُم حین ولادتهم لکن مع کل هذا لایمکن للوالدین ان یضمنوا الجنة لاولادهم لکن کما قال رسول الله (ص): فان المعصومین (ع) هم آباء الامه ینقذون اولادهم من النار ویهدونهم الی الجنة .
قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (ع): “سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ أَنَا وَ عَلِيٌّ أَبَوَا هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَ لَحَقُّنَا عَلَيْهِمْ أَعْظَمُ مِنْ حَقِّ أَبَوَيْ وِلَادَتِهِمْ، فَإِنَّا نُنْقِذُهُمْ- إِنْ أَطَاعُونَا- مِنَ النَّارِ إِلَى دَارِ الْقَرَارِ، وَ نُلْحِقُهُمْ مِنَ الْعُبُودِيَّةِ بِخِيَارِ الْأَحْرَارِ  .”
یمکن القول ان “جهنم ” تأتي نتیجة عقوق آباءنا الروحانیین والمعنویین . إن الابتلاء بالعذاب ودخول جهنم یعتبر سنة الله الثابتة بشان الاولاد الذین لم یؤدوا حقوق الوالدین ویظلمون حقهم . المرتبة النازلة للعقوق تشمل الوالدین الجسمانیین والنسبیین والمرتبة الاعلی من العقوق تشمل الآباء الحقیقیین وهم محمد وآل محمد (ص).
“العاق” هو من یعصی اوامر الوالدین ولم یطعهما .  
“قَالَ جَبْرَئِيلُ (ع) للنّبی(ص): وَ الَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيّاً لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْأَرْضِ يُحِبُّونَ عَلِيّاً كَمَا يُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ لَمَا خَلَقَ اللَّهُ نَارا ” .
سیطرة ولایة آبائنا
ان ما جعل محمد وآل محمد (ص) في ذروة الشرف والفضیلة بالنسبة لجمیع الخلائق في العالم لیس لاتصافهم بصفات مثل “الهادی البشیر النذیر والمعلم ” فقط بل قد أعطاهم الله ما هو أهم من ذلک ولهذا فان جمیع الناس مرهونون ومدیونون لتلک الذوات المقدسة ومنها أنهم وسطاء الفیض الالهي ولهم الولایة علی الخلق أجمعین.
الابوین الجسمانیین لهما الدرجة النازلة من الولایة أي الرعایة وبحسب امکانیاتهم یتکفلون امر ارتزاق ومراقبة اولادهم .
“شأن الولایة العامة والتامة” لمحمد وآل محمد (ص) تم بإذن الله ویحظی بأعلی مراتب الکمال والتقرب الی الله سبحانه وتعالی ولهذا فله السیطرة والهیمنة علی جمیع المخلوقات الظاهرة منها والباطنة ومنها البشر من الأولین الی الآخرین ولابد ان تترتب علیهم حقوق وتکالیف .
“الولایة” تستخدم بمعنی ولایة الوالدین والمومنین والائمة (ع) والنبي (ص) والولایة الالهیة . في جمیع هذه المراتب من الولایة هناک علائم ومؤشرات تشیر الی التقرب والمحبة . وفقا للتعالیم القرآنیه فان ولایة النبی محمد المصطفی (ص) هي أوسع نطاقا من ولایة الانسان علی نفسه .
“النَّبِيُّ أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنينَ مِنْ أَنْفُسِهِم‏ ”
هذه الولایة والاولویة تمنح التقدم والافضلیة لإرادة النبي في التصرف في اموالهم وارواحهم مقارنة بإرادتهم. ان حکم النبی (ص) نافذ بشأن جمیع المؤمنین بل جمیع البشر والمخلوقات التکوینیة والتشریعیة في جمیع شؤونهم المادیة والمعنویة.
ان هذه المراتب الولائیة وشدة وضعف الولایة وإذن تصرف الاولیاء بین الناس یعود الی مراتب وشدة النور والعلم والحیاة والقدرة وسائر الاسماء الالهیة . کما ان ضعف هذه الولایة تستلزم ضعف صفات الکمال الالهیة لان هذه النسبة من البعد والتقرب یذکرنا بمستوی وتعدد الحجب الظلمانیة والنورانیة. قلة الحجب فی الانسان تؤدی الی زیادة التقرب والولایة فیه ویزداد شعاع النور والحیاة والعلم والسیطرة للانسان ویتسع فیه.
ان سیطرة ولایة محمد وآل محمد (ص) علی جمیع ما سوی الله یشیر الی سعة سیطرتهم وتدبیرهم وتصرفهم ونتیجة لذلک تشمل قسما اوسع من المخلوقات.
لاشک ان أي من المخلوقات من المادة الملوثة والضعیفة الی جبرئیل (ع) وهو أفضل الملائکة کل منهم له درجة ومرتبة خاصة من العلم والقدرة والسعة الوجودیة وحد خاص فی جمیع الشؤون . فکل منهم هو مظهر اسم من الاسماء الالهیة وصفة من صفاته.
ان أعلی وأسمی درجات القرب والتقرب الی الله سبحانه وتعالی تؤدی الی ظهور وتجلي أعلی وأسمی درجات الاستعداد والقوی ویزید من قابلیته للسیطرة علی سائر المخلوقات وقدرة التصرف والولایة لدیهم.
وفقا لهذه الدرجة العلیا من “الولایة المطلقة” قال الله: «النَّبِيُّ أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنينَ مِنْ أَنْفُسِهِم»
ان الولایة المطلقة هي “الحصول علی جمیع اوصاف الکمال في الازل من حیث الباطن وإبقائها الی الأبد” وان محمد وآل محمد(ص) هم المصداق لها . قال امیرالمؤمنین (ع) : ” كُنْتُ وَصِيّاً وَ آدَمُ بَيْنَ الْمَاءِ وَ الطِّين‏   ” وکما قال رسول الله (ص) : “أنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ نُورٍ وَاحِد  ” و” خَلَقَ اللَّهُ رُوحِي وَ رُوحَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ اللَّهُ الْخَلْقَ بِأَلْفَيْ أَلْفِ عَامٍ ” .
وعلی هذا الاساس الان ندرک الفحوی ومعنی کلام الرسول (ص) عندما قال : ” أَنَا وَ عَلِيٌّ أَبَوَا هَذِهِ الْأُمَّة”.
ان محمد (ص) وعلی (ع) لهما حق الولایة المطلقة والتصرف التام ویمتلکان جمیع الصفات المتعالیة الالهیة ولهذا لهما شأن الأبوة والولایة وحق التصرف التام وکل من یخالفهما سوف یکون عاقا علی أبویه ووفقا للسنن الالهیة یبتعد عن الرحمة الالهیة وتشمله اللعنة الربانیة.
ان الولایة الالهیة تشیر الی ولایة الرحمة والمحبة لجمیع الخلائق ولهذا فان صاحب الولایة المطلقة ایضا هو صاحب “ولایة المحبة” واوامرهم ونواهیهم وتصرفاتهم ومؤاخذتهم لیست نابعه عن القهر والغضب بل ناتجه عن المحبة الخالصة دون مقابل والتي تظهر في الآباء الجسمانیین بالنسبه لاولادهم .
وکما تقدمت سابقا فان هذه المحبة الولائیة والذاتیة محبة دون مقابل فی الآباء هي السبب لکی یتحملوا متاعب الاولاد دون مقابل وبطیب الخاطر والرضاء التام . هذه المحبة الولائیة لاتوجد في الاولاد تجاه الوالدین وبهذا السبب ینقطعوا عن والدیهم فی اول فرصة وفي اول غیظ وغضب تجاه الاب والام .
وکما قال الله سبحانه وتعالی حول رسول الله (ص) : ” وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعالَمين‏  ”
وجاء في الروایة ان عند نزول هذه الآیة المبارکة ، سئل النبی (ص) جبرئیل : ” هَل أصَابَكَ مِن هَذِهِ الرَّحمَةِ شي‏ء؟ ” فأجابه جبرئیل : ” نَعَم إنّى كُنتُ أخشى عاقبةُ الأمرِ فَامَنتُ بِكَ لما أثنَى اللّهُ عَلَىَّ بِقَولِه ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِين‏   ” .
وقال النبی الاکرم (ص) : ” أنا رَحمَهً مهداهٌ   .”
هذا الکلام یشیر الی ان رحمة الله أي النبی الاکرم (ص) والتي تشمل جمیع المخلوقات السماویة والارضیة.
ان المعصومین (ع) ” كُلَّهُم نورٌ واحِدٌ” وجمیعهم مظهرا للانسان الکامل صاحب اعلی مراتب الصفات الکمالیة والولایة الشاملة الالهیة و کل واحد منهم هو مصداقا لآیة ” رحمة للعالمین”.
کما ان مولی الموحدین علی (ع) هو “أب هذه الامة ” و”ولي المؤمنین” المنصوب من قبل الله عزوجل هو صاحب المحبة الولائیة والرحمة الواسعة الالهیة لجمیع المخلوقات.
جاء في الادعیة والزیارات المأثورة خطابا لهذه الذوات المقدسة:
–    السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الرَّحْمَةُ الْوَاسِعَة 
–     أَنَّ رَحْمَةَ رَبِّكُمْ وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ وَ أَنَا تِلْكَ الرَّحْمَة 
–    أللهمَّ هَبْ لَنَا رَأْفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ، وَ دُعَاءَهُ وَ خَيْرَه
–    وَ أُكْمِلُ ذَلِكَ بِابْنِهِ م‏ح‏م‏د رَحْمَةً لِلْعَالَمِين‏ 
–     وَ أَشْفَقَ عَلَيْهِمْ مِنْ آبَائِهِمْ وَ أُمَّهَاتِهِم‏.
الامام (ع) هو الرحمة الالهیة الواسعة وجلیس شفیق ورفیق مخلص واب حنون ومحبته مظهرا لرحمة الله الواسعة. کما جاء فی رسالة امام العصر (عج) الصادره عن الناحیة المقدسة الی شیخ المفید (رض):”  وَ إِنَّا غَيْرُ مُهْمَلِينَ لِمُرَاعَاتِكُمْ وَ لَا نَاسِينَ لِذِكْرِكُمْ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَنَزَلَ بِكُمُ اللَّأْوَاءُ وَ اصْطَلَمَكُمُ الْأَعْدَاء  “.
هذا الکلام یشمل جمیع الائمة المعصومین (ع) في عصرهم وزمانهم. کما قال امیرالمؤمنین (ع) : ” إِنَّا لَنَفْرَحُ لِفَرَحِكُمْ وَ نَحْزَنُ لِحُزْنِكُم‏  ” وقال الامام الصادق (ع) :” لَأَنَا أَرْحَمُ بِكُمْ مِنْكُمْ بِأَنْفُسِكُم‏”. وقال الامام الرضا (ع) : ” ما من أحد من شيعتنا يمرض إلا مرضنا لمرضه و لا اغتم إلا اغتممنا لغمه و لا يفرح إلا فرحنا لفرحه و لا يغيب عنا أحد من شيعتنا أين كان في شرق الأرض أو غربها و من ترك من شيعتنا دينا فهو علينا”.
جاءوا بالعسل والتین من مدینتي همدان والحلوان الی امیرالمؤمنین (ع) فأمر ان یتم تقسیمه بین الایتام والامام (ع) هو بنفسه قام بالملاطفه مع الاطفال الایتام وکان یضع العسل والتین في إفواههم . قالوا له لماذا تفعل هکذا؟ قال : ” ان الامام هو أب الایتام”. اقوم بهذا العمل لکی لایشعروا بالیتم .
الامنیة التي یتمناها الامام علی (ع) لأولاده اي امة آل محمد (ص) هي : ” ما سَألتُ ربِّي أولادا نُضْرَ الوَجهِ، ولاسَألتُهُ وَلَدا حسَنَ القامَةِ ، ولكنْ سَألتُ ربِّي أولادا مُطِيعِينَ للّه ِ وَجِلِينَ مِنهُ ؛ حتّى إذا نَظَرتُ إلَيهِ وهُو مُطيعٌ للّه ِ قَرَّت عَيني  .”
عندما شاهد ابوالطفیل ملاطفة الامام علي (ع) مع الایتام وکیف یضع العسل في افواههم قال مع سائر اصحاب الامام (ع) : ” لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ يَتِيما  .”
یا لیتهم کانوا یعلمون أنهم جمیعا اولاد علی (ع) وان علیا (ع) هو ابوهم حقا کما قال هو:” أنَا الهادِي، وَ أَنَا المَهدِي، وَ أَنَا أبواليَتَامَى وَ المَساكينِ، وَ زَوجِ الأَرامِلَ، وَ أَنا مَلجَأُ كُل ضَعيفٍ، وَ مَأمَنُ كُلِ خائِفٍ… ‏”.
ویحظي جمیع اوصیاء النبی (ص) بهذه الاوصاف . انهم جمیعا الهداة المهدیین وآباء الیتامی والمساکین “. هذا شأن حقیقي ولیس اعتباري قد اودعه الله فیهم منذ الازل وسیکون فیهم ثابتا الی الأبد .
ان ابتلاء امة محمد (ص) بانواع المصائب والازمات والمآزق ناتج عن عدم إدراک هذا الشأن وعدم فهم هذا المعنی مما کان ینبغی للامة الاسلامیة ان تلجأ الی آبائهم الحقیقیین لکي ینقذوا انفسهم من الیتم ولایبقوا کالحجارة المسحوقة في الازقة والاسواق . هذه الامة التی تعتبر نفسها قد بلغت مرحلة البلوغ والعقل وقد رفعت عَلَم الاستقلال وبعض الاحیان ذهبت تحت اَعلام الذین هم انفسهم في الحقیقة أیتام ومسحوقین ولم یبلغوا مرحلة البلوغ والقوة و هم بحاجة الی الهدایة والدعم .
عندما اختص الله محمد وآل محمد (ص) لیکونوا الآباء الحنونیین لآل محمد (ص) ودعا جمیع الخلائق لیجتمعوا تحت لوائهم لکسب المعرفة والکمال والتطور وتحقیق السعادة الدنیویة والاخرویة، کیف یمکن لنا ان نستغني عنهم ولانؤدي حقوقهم ؟
وقال الامام (ع) لاتباعه : ” أَدِّبِ الْيَتِيمَ مِمَّا تُؤَدِّبُ مِنْهُ وَلَدَكَ وَ اضْرِبْهُ مِمَّا تَضْرِبُ مِنْهُ وَلَدَكَ ” .
أیتام آل محمد (ع)
الائمة المعصومین (ع) یعتبروننا نحن الامة المبتعدة عن الامام بأننا أیتام آل محمد (ص) ویریدون منا ان نقدم لهؤلاء الایتام الرعایة والهدایة. في فصل الغیبة القارص بعد غیبة أبینا الحقیقی فإن جمیع أبناء الامة هم أیتام اصبحوا بعیدین عن أبیهم ویستحقون الرحمة والشفقة حتی یأتي یوما یبحثوا فیه عن أبیهم ویجدوه ویحظون بالامان .
قال الامام العسکری (ع) نقلا عن جَدهِ الامام الجواد (ع) : ” ان من تكفل بايتام آل محمد المنقطعين عن امامهم ، المتحيرين في جهلهم ، الاسراء في ايدي الشياطين وفي ايدي النواصب من اعدائنا،فاستنقذهم منهم ، واخرجهم من حيرتهم ، وقهرالشياطين برد وساوسهم ، وقهر الناصبين بحجج ربهم و دليل ائمتهم ليفضلون عند اللّه تعالي علي العابد بافضل المواقع ، باكثر من فضل السماء علي الارض والعرش و الكرسي والحجب علي السماءوفضلهم علي هذا العابد كفضل القمر ليلة البدر علي اخفي كوكب في السماء  .”
إن أیتم الایتام هو البعید عن أبیه وولي أمره ، الحائر والتائه والبائس المسکین ، الواقع في فخ الشیاطین المبتلاء بالنواصب . أفضل خدمة لمثل هذا البائس ان نمسک بیده ونوصله الی أبیه صاحب القدرة الحنون وأبشع الجرائم هي أن ندعه یمر في غفلة عن هذه الحقیقة . جاء فی الحدیث أن کل من یتکفل امر رعایة وهدایة أیتام آل محمد سوف تشمله الشفاعة یوم القیامة قائلا : ” یرتدی جبة تساوی قیمة خیط منها جمیع العالم ویقال له : ” يَا أَيُّهَا الْكَافِلُ لِأَيْتَامِ آلِ مُحَمَّدِ، الْهَادِي لِضُعَفَاءِ مُحِبِّيهِ وَ مَوَالِيهِ قِفْ حَتَّى تَشْفَع‏… “.
قال اهل اللغة في معنی کلمة ” الیتیم” بانها تعني الوحدة والانفراد وجاءت من أصل یَتَمَ، یَتیَمَ، یَتیما وتعنی انفصال الطفل عن أبیه او فقده قبل سن البلوغ والیتیم من مصدر الفعیل یعنی ” الوحید جدا “.
کتب محمد بن طاهر بن عاشور: من وجهة نظر الاعراب یقال الیتیم لطفل قد فقد أبیه الذی کان یحمیه ویدافع عنه ویؤمن نفقاته .” 
قال الامام العسکری (ع) حول المعنی الظاهري والباطني للیتیم :” قال رسول الله (ص) حول الایتام : “حث اللّه عزوجل علي بر اليتامي لانقطاعهم عن آبائهم ..” ثم استطرد الامام (ع) قائلا : “وأشد من يتم هذا اليتيم، يتيم ينقطع عن إمامه لا يقدر على الوصول إليه، ولا يدري كيف حكمه فيما يبتلي به من شرائع دينه.
ألا فمن كان من شيعتنا عالما بعلومنا، وهذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم في حجره، ألا فمن هداه وأرشده وعلمه شريعتنا كان معنا في الرفيق الاعلى.” 
واعتبر الامام الحسین (ع) أیضا الیتیم البعید عن أبیه هو المبتعد عن إمام مبین مشیرا الی عصر الغیبة وکأنه یعتبرنا من أیتم الأیتام معتبرا الذین یدعون الناس الی الهدایة والذهاب نحو الامام (ع) من ضمن المقربین عند الله ممن یخاطبهم الله بکلامه الکریم : “وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَسْكَرِيِّ قَالَ قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ع: مَنْ كَفَلَ لَنَا يَتِيماً قَطَعَتْهُ عَنَّا مَحَبَّتُنَا بِاسْتِتَارِنَا فَوَاسَاهُ مِنْ عُلُومِنَا الَّتِي سَقَطَتْ إِلَيْهِ حَتَّى أَرْشَدَهُ وَ هَدَاهُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَيُّهَا الْعَبْدُ الْكَرِيمُ الْمُوَاسِي لِأَخِيهِ أَنَا أَوْلَى بِالْكَرَمِ مِنْكَ اجْعَلُوا لَهُ يَا مَلَائِكَتِي فِي الْجِنَانِ بِعَدَدِ كُلِّ حَرْفٍ عَلَّمَهُ أَلْفَ أَلْف‏ قَصْرٍ وَ ضُمُّوا إِلَيْهَا مَا يَلِيقُ بِهَا مِنْ سَائِرِ النَّعِيمِ  .”
کل من لم یهتدی الی بیت أبیه الحقیقي الآمن سوف یغرق في النجاسة الظاهریة والباطنیة ، الثقافیة منها والحضاریة ویتلوث بالمعاملات والعلاقات الدنسة المتلوثة ویفقدون الحیاة الطیبة فی هذا العالم وفي الآخرة ولهذا السبب فان “الهدایة نحو الامام” تعتبر من أفضل انواع رعایة أیتام آل محمد (ص) والمحرومون من هذه الحقیقة یعتبرون من أیتم الأیتام . من خلال هذه الهدایة ، الناس تخرج من الطفولة وتصل الی البلوغ والکمال.
یمکن لنا ان نستنتج من الروایات ان کل من لم یعرف امام زمانه فهو طفل لم یبلغ الحُلم ومن الممکن ان یغدو لعبة بید الشیاطین ویصبح کالحجارة المسحوقة في الازقة والشوارع.
خلقة محمد وآل محمد النورانیة (ص)
إن حق الابوة لمحمد و آل محمد (ص) لم ینحصر فی حق الامامة والولایة وان الحدیث عن هذا الحق لم ینحصر فی حق وأجر الرسالة کما قال الرسول (ص) بل هناک وجه آخر لهذا الامر وهو “خلقتهم النوریة والروحیة” مما منحتهم الاولویة والافضلیة علی سائر المخلوقات فی عالم الوجود .
ذکرت العدید من المصادر الروائیة ان خلقة المعصومین الاربعة عشر(ع) کان قبل خلق جمیع الموجودات. ان الهدف من هذا التقدم هو التقدم الوجودي والنوري ولیس التقدم الزماني لان الزمان یختص بعالم المادة.
” وفقا للآیات والروایات فان عالم التکوین یتکون من قسمین ، عالم الانوار وعالم الاجسام . عالم الاجسام مرهون بعالم الانوار وعالم الانوار هو من یدبر عالم الاجسام . اول ما خلق الله سبحانه وتعالی هو نور محمد (ص) والذی أوجد منه کل شي ء وهو اساس عالم الخلقة وخلق الله انوار الائمة المعصومین (ع) وانوار 124 الف نبي والعرش والکرسي واللوح والجنة وانوار المؤمنین من نور محمد (ص) .” 
قال المرحوم الفیض الکاشاني في کتابه علم الیقین حول اول مخلوق خلقه الله : ” اول ما خلق الله هو جوهر شریف ملکوتی روحانی ووجدانی له وجوه عدیدة وجهات مختلفة وکل وجه له إسم خاص … ان الله قد أفاض من خلال هذا الجوهر والنور الشریف الحیاة الی جمیع المخلوقات وقال رسول الله فی هذا السیاق : ” أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ روحي” . کما قال (ص) :” أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ نُورِي” لان نور السموات والارض ملهم من نوره. 
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (ع) : “يَا جَابِرُ إِنَّ اللَّهَ أَوَّلَ مَا خَلَقَ خَلَقَ مُحَمَّداً ص وَ عِتْرَتَهُ الْهُدَاةَ الْمُهْتَدِين‏  “.
قال جابر بن عبدالله الانصاری لرسول الله (ص) : ماذا کان اول ما خلق الله ؟ قال النبی (ص) “نور نبيك يا جابر، خلقه الله ثم خلق منه كل خير.” 
ان الحاصل من الروایات هو ان الکون الذی خلقه الله ینقسم الی قسمین . القسم الاول : عالم الانوار والارواح والقسم الثاني : عالم الاجسام والمادیات .
الخلقة بدأت من عالم الانوار والارواج وخلق الله الکون من نور وروح محمد (ص) وخلق نور محمد (ص) من نوره وخلق نور علي (ع) من نور النبي (ص) وخلق من نورهما نور فاطمة (س) وخلق من هذه الانوار الثلاث الطاهرة نور الحسن والحسین (ع) ومن نور الحسین (ع) خلق انوار الائمة التسعة من وُلد الحسین (ع) قبل أن یَخلق مخلوقاً آخر. لم یکن آنذاک لا سماء ولا ارضا ولا شمسا ولا سمکا ولا ماءا و لا هواء ولا أي شي ء آخر. 
قال رسول الله(ص):” أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ نُورِي‏” وقال: “أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ روحی.” 
کما ذکرت مصادر اهل السنة أیضا هناک احادیث کثیرة حول خلقة محمد وآل محمد (ص) النورانیة وتقدمهم في الخلقة النورانیة علی الآخرین. کما قال رسول الله (ص) :” خُلِقْتُ أَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ نُورٍ وَاحِدٍ  “.
قال ابوهریرة : ” کنا جالسین عند رسول الله (ص) وجاء فی هذه الاثناء علي (رض) . قال رسول الله (ص): مرحبا بأخي وأبن عمي . أنا و علي خلقنا من نور واحد.” 
ذکر الامام علي (ع) في کلام موجز جمیع النسب بینه وبین النبی الاکرم (ص) : ” أَنَا مُحَمَّدٌ وَ مُحَمَّدٌ أَنَا وَ أَنَا مِنْ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدٌ مِنِّي‏ “و قال :” كُلَّنَا وَاحِدٌ أَوَّلُنَا مُحَمَّدٌ وَ آخِرُنَا مُحَمَّدٌ… “.
کلام الامام علي (ع) الطاهر یشیر الی أن جمیع أهل بیت النبوة (ع) “نور واحد” ویدل ایضا علی موقعهم في الخلقة النوریة والروحیة. هذه الذوات المقدسة جاءت الی عالم الجسم فی اطار زمني محدد وفی قالب جسم خاص وقاموا بتنفیذ مهمتهم الالهیة.
إن التقدم فی الخلقة النوریة والروحیة لمحمد وآل محمد (ص) جعلتهم فی مقام “الحجة” و”الولایة” لکي یهدوا الناس الی “حقیقة الکون” و”الصراط المستقیم ” لانهم الهداة المهدیین حتی یکتسب الناس الصفات المتعالیه وینالوا السعادة الدنیویة والاخرویة.
ان هذا التقدم في الخلقة وبسبب تاثیرهم بإذن الله فی خلقة الناس وسائر المخلوقات إکتسبوا “شأن الابوة” و قد ثبت لهم هذا الحق . کما ان سائر الناس لهم شأن البنوة بالنسبة الیهم .
المصادر والمراجع 
بقره: 83
. نساء: 36
. اسراء: 23
. انعام: 151
. الکلینی، الکافی، مصحح: علی اکبر غفاری، نشر دارالکتب اسلامیّه، النص عربی، ج 2، ص 349
. انعام: 151
. لقمان: 15
. مجلسی، محمّد باقر، بحارالانوار، ج 16، ص 95، باب 6؛ عیون اخبار الرّضا (ع)، ج 2، ص 86
. نفس المصدر، ج 22، ص 489
. نفس المصدر، ج 40، ص 45؛ جامع احادیث شیعه، ج 19، ص 18.
. َّا ضُرِبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع الضَّرْبَةَ الَّتِي كَانَتْ وَفَاتُهُ فِيهَا اجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ بِبَابِ الْقَصْرِ وَ كَانَ يُرَادُ قَتْلَ ابْنِ مُلْجَمٍ لَعَنَهُ اللَّهُ فَخَرَجَ الْحَسَنُ ع فَقَالَ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ أَبِي أَوْصَانِي أَنْ أَتْرُكَ أَمْرَهُ إِلَى وَفَاتِهِ فَإِنْ كَانَ لَهُ الْوَفَاةُ وَ إِلَّا نَظَرَ هُوَ فِي حَقِّهِ فَانْصَرِفُوا يَرْحَمُكُمُ اللَّه‏ قَالَ فَانْصَرَفَ النَّاسُ وَ لَمْ أَنْصَرِفْ فَخَرَجَ ثَانِيَةً وَ قَالَ لِي يَا أَصْبَغُ- أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلِي عَنْ قَوْلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ- قُلْتُ بَلَى وَ لَكِنِّي رَأَيْتُ حَالَهُ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَيْهِ فَأَسْتَمِعَ مِنْهُ حَدِيثاً فَاسْتَأْذِنْ لِي رَحِمَكَ اللَّهُ فَدَخَلَ وَ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ فَقَالَ لِيَ ادْخُلْ فَدَخَلْتُ فَإِذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع مُعَصَّبٌ بِعِصَابَةٍ وَ قَدْ عَلَتْ صُفْرَةُ وَجْهِهِ عَلَى تِلْكَ الْعِصَابَةِ وَ إِذَا هُوَ يَرْفَعُ فَخِذاً وَ يَضَعُ أُخْرَى مِنْ شِدَّةِ الضَّرْبَةِ وَ كَثْرَةِ السَّمِّ فَقَالَ لِي يَا أَصْبَغُ أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ الْحَسَنِ عَنْ قَوْلِي قُلْتُ بَلَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ لَكِنِّي رَأَيْتُكَ فِي حَالَةٍ فَأَحْبَبْتُ النَّظَرَ إِلَيْكَ وَ أَنْ أَسْمَعَ مِنْكَ حَدِيثاً فَقَالَ لِيَ اقْعُدْ فَمَا أَرَاكَ تَسْمَعُ مِنِّي حَدِيثاً بَعْدَ يَوْمِكَ هَذَا اعْلَمْ يَا أَصْبَغُ أَنِّي أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص عَائِداً كَمَا جِئْتُ السَّاعَةَ فَقَالَ يَا أَبَا الْحَسَنِ اخْرُجْ فَنَادِ فِي النَّاسِ الصَّلَاةَ جَامِعَةً وَ اصْعَدِ الْمِنْبَرَ وَ قُمْ دُونَ مَقَامِي بِمِرْقَاةٍ وَ قُلْ لِلنَّاسِ أَلَا مَنْ عَقَّ وَالِدَيْهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَلَا مَنْ أَبَقَ مِنْ مَوَالِيهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَلَا مَنْ ظَلَمَ أَجِيراً أُجْرَتَهُ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَا أَصْبَغُ فَفَعَلْتُ مَا أَمَرَنِي بِهِ حَبِيبِي رَسُولُ اللَّهِ ص فَقَامَ مِنْ أَقْصَى الْمَسْجِدِ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَبَا الْحَسَنِ تَكَلَّمْتَ بِثَلَاثِ كَلِمَاتٍ وَ أَوْجَزْتَهُنَّ فَاشْرَحْهُنَّ لَنَا فَلَمْ أَرُدَّ جَوَاباً حَتَّى أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص فَقُلْتُ مَا كَانَ مِنَ الرَّجُلِ قَالَ الْأَصْبَغُ ثُمَّ أَخَذَ ع بِيَدِي وَ قَالَ يَا أَصْبَغُ ابْسُطْ يَدَكَ فَبَسَطْتُ يَدِي فَتَنَاوَلَ إِصْبَعاً مِنْ أَصَابِعِ يَدِي وَ قَالَ يَا أَصْبَغُ كَذَا تَنَاوَلَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِصْبَعاً مِنْ أَصَابِعِ يَدِي كَمَا تَنَاوَلْتُ إِصْبَعاً مِنْ أَصَابِعِ يَدِكَ ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا الْحَسَنِ أَلَا وَ إِنِّي وَ أَنْتَ أَبَوَا هَذِهِ الْأُمَّةِ فَمَنْ عَقَّنَا فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَلَا وَ إِنِّي وَ أَنْتَ مَوْلَيَا هَذِهِ الْأُمَّةِ فَعَلَى مَنْ أَبَقَ عَنَّا لَعْنَةُ اللَّهِ أَلَا وَ إِنِّي وَ أَنْتَ أَجِيرَا هَذِهِ الْأُمَّةِ فَمَنْ ظَلَمَنَا أُجْرَتَنَا فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ آمِينَ فَقُلْتُ آمِينَ (بحار الأنوار، نشر دار إحياء التراث العربي‏ (بیروت)، ج‏40، ص: 45)
. نجم: 3و 4.
. این بابویه، محمّد بن علی، معانی الأخبار، ترجمه عبدالعلی محمّدی شاهروی، دار النشر دارالکتب الاسلامیّه، ج 1، باب 53، صص 275- 274
. تفسیر الامام (تفسیر منسوب الی الامام الحسن العسکری)، ص 133
. مجلسی، نفس المصدر، طهران، دارالنشر الاسلامیّه،الطبعه ال 23 ، عام 1385، ج 36، ص 5 و 275.
. ر.ک. هذین البابین فی بحارالانوار
. التفسیر المنسوب الی الامام الحسن العسکری، ص330
. لغتنامة دهخدا
. ابن شهرآشوب مازندرانی، مناقب آل ابی‌طالب (ع)، دار النشر علّامه ژ، النص عربی، ج 3، ص 200؛ استرآبادی، علی، تأویل الآیات الظّاهره فی فضائل العتره الطاهره، موسسه دار النشر الاسلامی، تبعا لتأویل سورة الاخلاص، ص 823.
. احزاب: 6
. مجلسی، نفس المصدر، دارالاحیاء للتراث العربیّ (طبعه بیروت)، النص عربی، ج 18، ص 278؛ عوالي اللئالي العزيزيّة في الأحاديث الدينيّه، دار النشر سیدالشّهدا، النص عربی، ج 4، ص 124.
. أمالی شیخ صدوق، دار النشر کتابچی، ص 236؛ عیون اخبارالرّضا (ع)،دار النشر جهان، ج 2، ص 58
. انبیاء: 107
. تفسیر مجمع البیان، ذیل آیه «و ما ارسلناک رحمه للعالمین»
. نفس المصدر.
. قمی، عبّاس، مفاتیح الجنان، زیارة آل یاسین
. مجلسی، نفس المصدر، ج 53؛ ص 11
. دعاء الندبه
. کلینی، نفس المصدر، منقول من جابر بن عبدالله انصاری فی حدیث اللوح، ج 1، ص 527؛ الغیبه طوسی، صص 143- 146
. سلیمان، کامل، روزگار رهایی، ترجمه علی اکبر مهدی‌پور، ج 1، ص 129
. طبرسی، الاحتجاج، نشر مرتضی، النص عربی، ج 2، ص 497؛ الزام النّاصب، موسسه الاعلمیّ (طبعه بیروت)، ج 1، ص 410
. صفّار، محمد بن حسن، بصائر الدرجات في فضائل آل محمّد صلّى الله عليهم‏، مكتبة آية الله المرعشي النجفي‏، ج 1، ص 260
. منتخب میزان الحَکم، حدیث 6737.
. مجلسی، نفس المصدر، ج 41، ص 29
. بحرانی، البرهان فی تفسیر القرآن، موسسه بعثت، ج 4، ص 717.
. وسائل الشّیعه، ج 15، ص 197، ح 10
. التفسیر المنسوب الی الامام الحسن العسکری (ع)، ص 344، ح 224.
. عوالي اللئالي العزيزيّة في الأحاديث الدينيّه، ج 1، ص 19؛ نقلا عن شرح دعاء الیوم الثامن من شهر رمضان المبارک ، آیه الله محمّدعلی گرامی.
. ر.ک. مفردات الفاظ قرآن، راغب اصفهانی، دارالنشر دارالمتب العربیّ (طبعه بیروت)، ص 575/ لغتنامة دهخدا، دراالنشر جامعة طهران.
. محمّد بن طاهر بن عاشور، تفسیر التّحریر و التّنویر، الدّار التّونسیّه للنشر، ج 4، ص 219،
. مستدرک الوسائل، ج 17، ص 317
. نفس المصدر.
. اترک، حسین، مراتب خلقت از دیدگاه آیات و روایات ( مراتب الخلقه من منظر الآیات والروایات) ، مجلّة الابحاث الفلسفیه- الکلامیه، رقم العدد 22-23
. نفس المصدر، نقلا من فیض کاشانی، علم الیقین فی اصول الدّین، دارالنشر بیدار، 1373، الطبعه الاولی،  صص 229- 223
. کلینی، نفس المصدر، ج 1، ص 21
. مجلسی، نفس المصدر، ج 25، ص 22.
. ارتک، حسین، نفس المصدر، استنادا لمجموعة من الروایات.
. ینابیع الموده، قندوزی حنفی، ج 1، ص 45
. نفس المصدر، ص 85
. حنفی، عبدالله، الرّفائق، ص 30
. مجلسی، نفس المصدر، ج 26، ص 6
. نفس المصدر

جـميع الحقـوق مـحفوظـة لمركز موعود الثقافي
لا يسمح باستخدام أي مادة بشكل تجاريّ دون إذن خطّيّ من إدارة الموقع
ولا يسمح بنقلها واستخدامها دون الإشارة إلى مصدرها

شاهد أيضاً

إمام العصر علیه السلام بانتظار شاب مكافح للظلم ومجدد ومناد بالعدالة

إن المهدوية منسجمة ومتناغمة مع روح الشاب، ومنسجمة ومتناغمة مع قلب الشاب، فقلب الشاب لا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *