دور الإعلام الیهودی والوهابی ضد القضیة المهدویة

سیما فی منطقة الشرق الاوسط ومع أن الیهود هزموا شر هزیمة فی أیام الرسول صلى الله علیه وآله وسلم ولم یكن لهم أی دور مؤثر فاعل بل كانوا قلة. ومع هذا ظل النبی صلى الله علیه وآله وسلم فی أحادیثه لآخر الزمان یؤكد وبشكل دقیق إلى ان الیهود سیكونون على قدر من القوة والبطش والنفوذ. لذا فان النصوص الشریفة الواردة عن أهل البیت بخصوص تصویر الدجال وحركته سیما أنها حركة إباحیة تستهدف القضاء على أیة قیمة یملكها المجتمع والانحدار به إلى حافة الهاویة ویقف على رأس جبهة الدجال الیهود، وفی تأكید الرسول وأهل البیت على دور الیهود فی آخر الزمان واحد من معانی الاعجاز الغیبی ودلیل على عظمة النبی وصدق قوله إذ هو لا ینطق عن الهوى إن هو إلا وحی یوحى.

المقدمة:
قال تعالى فی محكم كتابه العزیز (وَقَضَیْنا إلى بَنِی إِسْرائِیلَ فِی الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِی الأَْرْضِ مَرَّتَیْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِیراً * فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَیْكُمْ عِباداً لَنا أُولِی بَأْسٍ شَدِیدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّیارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً).
لقد أطبقت النصوص على أن جبهة الیهود ستكون من بین الجبهات الفاعلة والمؤثرة فی العالم السیاسی.
سیما فی منطقة الشرق الاوسط ومع أن الیهود هزموا شر هزیمة فی أیام الرسول صلى الله علیه وآله وسلم ولم یكن لهم أی دور مؤثر فاعل بل كانوا قلة. ومع هذا ظل النبی صلى الله علیه وآله وسلم فی أحادیثه لآخر الزمان یؤكد وبشكل دقیق إلى ان الیهود سیكونون على قدر من القوة والبطش والنفوذ. لذا فان النصوص الشریفة الواردة عن أهل البیت بخصوص تصویر الدجال وحركته سیما أنها حركة إباحیة تستهدف القضاء على أیة قیمة یملكها المجتمع والانحدار به إلى حافة الهاویة ویقف على رأس جبهة الدجال الیهود، وفی تأكید الرسول وأهل البیت على دور الیهود فی آخر الزمان واحد من معانی الاعجاز الغیبی ودلیل على عظمة النبی وصدق قوله إذ هو لا ینطق عن الهوى إن هو إلا وحی یوحى.
لهذا فان ما دعانی إلى اتخاذ هذا الموضوع بالذات هو التغلغل الیهودی فی مجتمعاتنا والذی نلمسه یوماً بعد یوم فمن فضائیات تنشر التعری والفجور إلى حركات هدامة تمس أصل العقیدة الإسلامیة إلى كتابات وسخریة ضد الدین وسنلقی فی هذا البحث حزمة من الضوء على دور الإعلام الیهودی فی القضیة المهدویة بعدة مباحث.آملین أن نكون أصبنا الحقیقة ولو بقدر قلیل.
المبحث الأول: الیهود وترقب المستقبل
نحن على مسمع ومرأى فیما یجری فی الساحة الدولیة وما یسود دول العالم من تخبط وتهتك وانفلات بكل ما تحمله هذه الكلمات من معانٍ.
وبالتأكید فان هذا الخط یمثل الخط المخالف لمعالم الدین الإسلامی الحنیف, وخط أهل البیت الذی ینتهجه الأمام المهدی علیه السلام عند ظهوره الشریف, ومن المؤكد أن الأمام سیعمل على نشر الدین الإسلامی فی ربوع العالم, هذا الدین الذی تصفه الروایات بأنه إسلام جدید, بمعنى انه سیظهر ویدعو إلى الدین الإسلامی الذی جاء به الخاتم صلى الله علیه وأله وسلم, لهذا فإننا نتوقع أن إسرائیل, ستعمل جاهدة على القضاء على حركة الإمام المنتظر علیه السلام وتعد العدة للوقوف بوجهه, وصد حركته بعد الظهور, و إشعال فتیل الحرب معه ولم یجد الیهود, وسیلة یمكن من خلالها صد حركة الإمام والقضاء علیها فی المهد غیر وسیلة وجدتها أنجع من الوسائل العسكریة ألا وهی سلاح الكلمة.
لاشك أن سلاح الكلمة أقوى بكثیر من سلاح الدم وآلة الحرب.
فقد أشارت الإحصاءات والدراسات فی العصر الحدیث أن من یملك السیطرة على وسائل الإعلام بإمكانه إحكام السیطرة على الوسط الاجتماعی, بل ویمكن أن تفوق قدرته قدرة الحكومات، وقد أدرك الیهود كل هذا, فی حین كان المسلمون یغطون فی غفوة طویلة محاولین غض الطرف عما یحاك حولهم من دسائس هدفها النیل من الدین الإسلامی وبث العنصریة والمذهبیة بین أطیاف المسلمین.
لهذا اتخذوا من الإعلام الأسلوب الأمثل والوسیلة الأفضل فی القضاء على الدین المحمدی من خلال زج أفكار مادیة فی عقل الفرد وجعل جل همه مقتصرا على عالم الحس والمادة مشتت الفكر عدیم الضمیر وقد نجحت فی تحقیق ذلك.
ونحن نعیش فی عالم منحرف مرامیه اذ لا هویة وجودیة للإنسان سوى انه مجرد نزعات مادیة مبرمجة إلى نوع من الاستعدادات الغریزیة فقط.
لذلك طرح الیهود شعارهم (نحن الیهود لسنا إلا سادة العالم ومفسدیه.ومحركی الفتن فیه وجلادیه).[الدكتور الیهودی أوسكار لیفی].
الیوم نرى على مشهد الخارطة السیاسیة قوة وجود فاعلة للیهود بشكل مثیر للتساؤل عن الجهة التی تقف إلى جانبهم سیما وهم یعتبرون الیوم سادس قوة نوویة عالمیة على الإطلاق.
لذا فإنهم یحاولون جادین فی القضاء على كل القیم والمعتقدات الدینیة التی یحملها الإسلام، وقد ورد فی البروتوكول الثالث عشر من بروتوكولات حكماء صهیون (علینا أن نلهی الجماهیر بشتى الوسائل وحینها یفقد الشعب تدریجیاً نعمة التفكیر المستقل بنفسه سیهتف جمیعاً معنا لسبب واحد هو اننا سنكون أعضاء المجتمع الوحیدین الذین یكونون أهلاً لتقدیم خطوط تفكیر جدیدة).
المبحث الثانی: الیهود وصناعة الأفلام المسیئة للإسلام
یقول الفیلسوف الیونانی أفلاطون إن الذین یروون القصص یحكمون المجتمع أیضاً، مؤكداً على سطوة القصص والروایات الخیالیة فی تكوین فكر المجتمع ومعتقداته.
وهی النقطة الجوهریة التی اكتشفها سادة هولیود الأوائل فی السینما باعتبارها وسیطاً ناجحاً لروایة القصص وطرح الأفكار المادیة والإساءة إلى الدین الإسلامی والنیل منه.
وتأكیداً لما قیل أعلاه نجد أن البروتوكول الثانی عشر أشار إلى (من خلال الصحافة اكتسبنا نفوذاً ولكن أبقینا أنفسنا فی الظل).
لهذا لعب الیهود دوراً بارزاً فی السیطرة على وسائل الاعلام كافة سواءاً المرئی منها أو المسموع أو المكتوب.والتاریخ لا ینسى فضیحة الرئیس الامریكی بیل كلینتون, والذی لعبت الید الیهودیة دورها فی تأجیج القضیة, ونشرها على نطاق واسع.
إن أهم ما یلفت أنظارنا كمسلمین, وكأتباع لأهل البیت, هو التأكید على نقطة بالغة الأهمیة وحساسة فی هذا الوقت هی حمایة الفرد المسلم من وسائل الاعلام والفضائیات, سیما بعد أن علمنا سیطرة الیهود على أغلب وسائل الإعلام ومحاولتهم الجادة فی رسم صورة بشعة عن الإسلام والمسلمین.وعن تلك الصورة یقول الباحث سكوت جی سیمون فی كتابه (العرب فی هولیوود: الصورة التی لا یستحقونها) إن صناعة الفیلم فی هولیوود هی المسؤولة عن ترسیخ صورة ما عن العرب فی أذهان الملایین من الأمریكان فضلا على ملایین أخرى فی العالم الغربی وخارجه.
فقد تم وضع العرب والمسلمین فی فن الكراهیة الذی صنعته هولیود فی قالب ثابت للشر والعنف والتخلف والجهل والانغماس فی الملذات والرذائل، فصورة العربی المسلم لا ولن تخرج عن واحدة من هذه الصور النمطیة: صورة أعرابی من البدو الرحل وبجواره ناقة وخیمة ومن حوله الصحراء الجرداء، أو صورة العربی المسلم المنغمس فی اللهو والملذات والمجون وتعاطی الخمر، أو المتجرد من الحضارة وآداب السلوك فی الطریق العام وفی معاملة الآخرین وفی اتباع آداب الطعام والنظافة، أو صورة المسلم المتطرف المتشدد الذی یسوق خلفه زمرة من الحریم المتشحات بالسواد، أو صورة العربی الأبله المندهش أو المنبهر دائماً بالحضارة الغربیة، أما أكثر الصور شیوعاً فهی صورة الإرهابی المجرم مختطف الطائرات و الحافلات ومفجر المبانی وقاتل الأبریاء.
كما وتسعى هولیود دائما على أن تحتوی بعض المشاهد التی تصور المسلم مصحوباً بصیحة الله أكبر أو صورة مئذنة أو صوت آذان، أو صورة الكعبة المشرفة.
ولعل المتطلع إلى تاریخ هولیود وما أنتجته من أفلام مسیئة للإسلام وعقیدة المسلمین یثبت مدى الحقد الذی تكنه طریدة الشعوب للإسلام.
فی كتاب (العرب قوم سوء) یؤكد شاهین على أن تشویه صورة العرب والمسلمین فی هولیود تقوم على أسس علمیة ونفسیة وسیاسیة دقیقة ولدیها من یعلم جیداً الثقافة العربیة واللغة والتاریخ والرموز الدینیة.وقد أنتجت هولیود من العام 1896حوالی 900 فیلم أمیركی تناولت العرب والمسلمین.
واعتبرت الانعطافة فی تناول العرب فی هولیود فی فیلم (أسیر عند البدو) سنة 1912 وفیه فكرة یتم تكرارها كثیرا وهی أن مجموعة من البدو قطاع طرق یخطفون بطلة غربیة بیضاء، وبالطبع فإن المقاتلین الغربیین یأتون لإنقاذها ویقتلون البدو.
هذا وقد تبعه عدد من الأفلام منها فیلم (أغنیة الحب) (1923)، فالعربی هنا صحراوی ذو بشرة سمراء الذی یخرج على طاعة الغربی ویتمرد علیه بطریقة غریبة وینصب نفسه سلطانا على الشمال الأفریقی برمته وبطرق لا تخلو من دهاء وخدیعة.
وفیلم المقهى فی القاهرة(1924) یظهر العربی فیه قاتلا حیث یقتل رجلا انكلیزیا وزوجته ولكنه ینقذ حیاة ابنتهما رغبة منه فی الفوز بها واتخاذها زوجة، لتتكشف لنا شخصیته الانتهازیة. أما فیلم (فخر الصحراء)(1928) فأنه یقدم لنا سیرة شخص یدعى قاسم بن علی وهو یتزعم قبیلة فی الصحراء ویلقی القبض على مسؤول فرنسی وزوجته لیقوم بتعذیبهما بعد ذلك.
وفی بدایة الثلاثینات سادت صورة كاریكاتوریة عن العربی والمسلم فبدا كالمهرج فی فیلم لوریل وهاردی زیر النساء البخیل (1931)، وظهرت أولى صور المسلم الذی یخطف الطائرات ویهدد بنسفها مع فیلم (العملة السوداء) (1936) لتظهر بعدها صورة المهاجر المجرم المهدد لأمن أمیركا فی فیلم (دوریة الرادیو) (1937)، لتبدأ بعدها سلسة الأفلام التی تظهر المسلمین على أنهم إرهابیون ومتعطشون للدماء.
كما إن فترة الأربعینیات والخمسینات من القرن الماضی شهدت هولیود انتاج أكثر من 100 فیلم أبرزت صورة كاریكاتوریة وسلبیة عن المسلمین تزامنت مع بروز الثروات النفطیة.فكان العربی والمسلم (شیخ النفط) الذی یعیش فی خیم فی الصحراء فی خلفیتها سیارات لیموزین وجمال ونساء متشحات بالسواد، أو یتجول فی دول الغرب یبدد أمواله على النساء الشقراوات.
ومع تنامی حركة التیار القومی العربی وصعود حركات التحرر العربیة أصبح العربی فی هولیود الحلیف للشیوعیة العدو اللدود للغرب.
وبرزت فی تلك الفترة صورة الفلسطینی (الإرهابی) الذی یخطف الطائرات فی نحو 45 فیلما كان منها فیلم الخروج (1960) للممثل بول نیومان، وتجری أحداث الفیلم فی فلسطین فی العام 1947 إذ یصور العرب بأنهم شریرون مرتبطون بـ النازیة یرتكبون الفظائع فی حق بعضهم البعض كما فی حق الیهود.
أما فی فیلم سجین فی المنتصف (1974) فینضم البطل دیفید جانسن إلى القوات الإسرائیلیة لقتل (إرهابیین فلسطینیین).
ولم تغب عن هولیود وحكامها الیهود الثورة الإسلامیة فی إیران منذ الثمانینات فقد جاهدت على إظهار المسلم على صورة (الأصولی الإرهابی) الذی یرفع شعار (الموت لإسرائیل وأمیركا وكل أعداء الإسلام)، ویستخدم الدین لتبریر لجوئه إلى أعمال العنف و الخطف والتفجیر والسعی حتى إلى قتل الرئیس الأمیركی.
وفی العام 2000 تحدیدا أنتجت هولیود فیلم (قوانین الارتباط) الذی صنف على انه الفیلم الأكثر عنصریة ضد العرب والمسلمین. ویصور الیمنیین كإرهابیین یصرخون كالمجانین أمام السفارة الأمیركیة ضد أمیركا یرشقون الحجارة ویقتلون جنود المار ینز الذین حاولوا إنقاذ المحتجزین داخل السفارة.
فقد جاء فی تقریر نشره الكاتب روجر دوبسون فی صحیفة الإندبندنت البریطانیة أنه فی حین اختلفت الآن النظرة تماما للهنود الحمر حیث یتم التعامل معهم بوصفهم الأصل الحقیقی للأمیركیین كما سقط الستار الحدیدی للشیوعیة مع انهیار الاتحاد السوفیتی السابق أصبحت تتوافر لدى العرب حالیا كافة المواصفات المطلوبة لتصویرهم على أنهم أشرار السینما الأمیركیة.
ویشیر دوبسون إلى أن الكثیر من الأفلام التی أنتجتها هولیود منذ نهایة تسعینات القرن الماضی حتى العام 2006 صورة المسلم على انه لا یعدو أن یكون سوى إرهابی أو ملیاردیر شریر فی حین تم تصویر المرأة المسلمة على أنها مجرد غانیة أو راقصة شرقیة، وهو الأمر الذی لم یحدث منذ فترة إنتاج أفلام الكاوبوى والهنود الحمر إذ لم تشهد هولیود مثل هذا العداء الواسع تجاه جماعة بعینها حسب ما یقول دوبسون.
ولعل لكل هذا دوافع أدت إلى اندفاع هذه المؤسسة الإعلامیة العالمیة إلى تجنید كل طاقاتها لتسقط العرب والمسلمین فی أعین الملایین من الشعوب التی تتابع بشغف الأفلام المنتجة من قبلهم ویجب عدم إنكار الید الیهودیة التی تلعب بالسینما ووسائل الإعلام الأمریكی وتسخرها لصالح أغراض یهودیة تعود بجذورها الأولى إلى عهد الرسالة الخاتمة.
ویمكن تلمّس الید الیهودیة التی تحرك اللعبة من خلال تصریح نشر فی 5 ابریل عام 1996 إذ أدلى الممثل الأمریكی براندر فی أثناء حوار له فی برنامج امریكی (لاری كینج شو) والذی كان من اعداد الیهودی لاری كینج اعلن فیه على الجمیع وعلى الهواء مباشرة (الیهود یحكمون هولیود بل انهم یملكونها فعلا) وهكذا ثارت العاصفة التی اثارها تصریحه تساؤلات عن تبعیة هولیود، فقد تساءل الكثیرون كیف یمكن لاقلیة یبلغ عددها اثنان ونصف بالمائة من عدد سكان امریكا أن تسیطر على صناعة السینما لا بل حتى القرار السیاسی الامریكی، وفی عدد اغسطس من مجلة (مومنت) والتی تعود لیهودی تساءل المحرر مایكل میدفید وهو یهودی أیضا عن السر فی أن كل صناع السینما فی امریكا من الیهود .
السر یكمن وحسب اعتقادی فی رغبتهم الجامحة التی لمسناها فی السیطرة على عقول العرب والمسلمین وزرع الأفكار الإباحیة والماسونیة فیها, لا بل وحتى تشتیت تفكیر الفرد المسلم وأخذه بعیدا عن الدین ونقله إلى مستنقع الكفر والإلحاد والرذیلة.لعل هدفهم فضلا عما قیل أعلاه السخریة منا كإسلام ومسلمین.
وها هم الیوم ینفذون مخططاتهم التی عجزوا عن تنفیذها إبان عهد الحكومة المحمدیة, إلا إنهم الیوم یحاولون تنفیذها بأسلوب جدید وحلة جدیدة تتم عبرَ السیطرة على الحكومات والشعوب من خلال السینما وبعض وسائل الإعلام التی تظهر الإسلام كدین إرهابی بصورة مباشرة أو غیر مباشرة.
وهنا لابد من ذكر ان السینما الصهیونیة التی شكلت خلال السنوات الماضیة خطراً على القضایا الإسلامیة، لن تتوانى عن استغلال المتغیرات الدولیة الأخیرة، وربما لن یطول بنا الانتظار حتى نرى أفلاماً صهیونیة التوجه تتناول الإسلام باعتباره دین (الإرهاب)، مستغلة الحملة الأمریكیة ضد الإسلام والمسلمین والفهم الخاطئ لدى الجمهور الأمریكی خصوصاً والغربی عموماً للإسلام بعد تفجیرات نیویورك وواشنطن فی 11/9/2001 وما تبعها من حملات ظالمة ضد الإسلام لم تكن المنظمات الیهودیة والیمینیة الأمریكیة والأوروبیة بعیدة عنها.
حتى انه نشرت شائعات عن قیام الممثل هاریسون بدور بطولة فیلم یتعلق بحیاة الرسول وقد نشر ذلك فی جریدة الأخبار المصریة فی العدد المؤرخ 2812000, وأعید نشره فی مجلة الاهرام العربی فی432000.
ویبدو هدفهم من كل هذا هو النیل من رسول الإسلام صلى الله علیه وأله وسلم وما الرسوم الكاریكاتیریة التی تحاول مس نبی الإسلام إلا مصداق واضح لمثل هذه الأفعال التی تعود لأصول یهودیة أو نصرانیة أصولیة تسخر من المعتقدات الدینیة الإسلامیة, فهم یدركون أحقیة الدین الإسلامی وخاتمیته, وحتمیة ظهور المخلص منقذ البشریة.
لعل هذا الوضع یستلزم الإحاطة علما بكوامن رغبة هذه الدولة الصغیرة فی امتلاك مثل هذه الترسانة الضخمة من الأسلحة النوویة.
یزول العجب فیما إذا علمنا أنهم یمهدون للمعركة الكبرى (هرمجدون), والتی یتوقعون ان تكون حرباً نوویةً واسعةَ النطاق, یتم القضاء فیها على الدول الشریرة.
المبحث الثالث: الید الوهابیة وتمویل هولیود
یجب علینا ألا ننسى الوهابیة وما أدوه من دور فی الإساءة للدین الإسلامی من خلال محاولاتهم الجادة فی تشویه صورة الإسلام أمام العالم أجمع، وبیان هذا الدین على انه دین عنصری متعصب یستغل المرأة ویسخر من الآخرین ویستغلهم.
لهذا نجد أن الید الوهابیة شاركت أیضا فی الإساءة للدین الإسلامی بمعیة الحلیف الأوفى ـ الیهود ـ إذ لم یكن یحلم الملیاردیر الأسترالی روبرت مردوخ مالك محطة فوكس نیوز الیمینیة المتشددة بأن یساهم السعودیون الوهابیون فی تمویل إمبراطوریته الإعلامیة التی تعرف بمعاداتها للإسلام ودعمها المطلق لإسرائیل فی كل نشرة فالولید بن طلال جعل ذلك ممكناً فی ظل صمت رجال الدین والمثقفین السعودیین الذین یكفرون المسلمین من الشیعة لا لشیء سوى لكونهم من أتباع أهل البیت ویصدرون فی سبیل ذلك الفتاوى التی تبیح سفك دماء الشیعة وهدم قبور أئمتهم علیهم السلام.
وها هم الیوم یشاركون فی دعم شركة یهودیة.
مع الإشارة إلى أن شركة (المملكة القابضة) – التی یملكها عضو العائلة السعودیة الولید بن طلال – تسیطر على 7/30 % 2،6 ملیار دولار من أسهم شركة (نیوز كورب) العائدة إلى محطة (فوكس نیوز) الأمریكیة وشبكات محطة فوكس.
ویمكن للمواطن السعودی فی كل من الریاض والقصیم ومكة الاكتتاب وشراء أسهم (المملكة القابضة) والتی تمول بشكل مباشر (فوكس نیوز) ومالكتها (نیوز كورب) ویحتفظ الولید بعلاقة مباشرة مع شریكه روبرت مردوخ الذی یعیش فی نیویورك وتم طرح أسهم المملكة القابضة للتداول.
ومن الجدیر بالذكر انه منذ شراء الولید أسهماً فی شركة مردوخ توقفت المحطة كلیا عن انتقاد الحكومة السعودیة وأفراد الأسرة الحاكمة, كما توقفت عن استضافة أی معارض أو ناقد للحكومة السعودیة وسیاساتها إلا إنها لم تكف عن مهاجمة الإسلام ومناصرة المصالح الیهودیة أینما وجدت وبأی شكل كان وإن كان الهدف منها القضاء على الإسلام وتشویه فكرة التشیع وضربها فی الصمیم من خلال تمویل حركات عقائدیة هدامة تمس كیان المجتمع.
المبحث الرابع: الإعلام الیهودی الهولیودی والسیاسة الأمریكیة
اعتبر العدید من النقاد أن هولیوود وواشنطن تعودان إلى نفس المكونات الأساسیة وأنهما تسیران فی خط واحد وتعملان لتحقیق هدف مشترك.
ویبدو ان هذا الإعداد المسبق هو الخوف من المجهول والمصیر المحتوم المتوقع لهم على ید الإمام ونبی الله عیسى، فقد ورد فی تفسیر الآیة (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلاَّ لَیُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) ذهب علی بن إبراهیم فی تفسیره مسنداً إلى شهر بن حوشب قال: قال الحجاج یا شهر آیة فی كتاب الله أعیتنی، فقلت: أیها الأمیر أی آیة هی؟ فقال: (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلاَّ لَیُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) قال إنی لآمر بالیهودی والنصرانی فتضرب عنقه ثم أرمقه بعینی فما أراه یحرك شفتیه حتى یجمد. فقلت: أصلح الله الأمیر، لیس على ما تأولت، قال: كیف هو؟ قلت: إن عیسى على نبینا واله وعلیه السلام ینزل قبل یوم القیامة إلى الدنیا فلا یبقى أهل ملة یهودی ولا غیره إلا آمن به قبل موته ویصلی خلف المهدی علیه السلام .
وفی خطاب لجیری فولویل فی إسرائیل عام 1978 قال: ان الله یحب أمریكا لان أمریكا تحب إسرائیل وتجسیدا لما قیل أعلاه فقد لعب الإعلام والسینما الأمریكیة – الیهودیة – دورا بارزا فی التمهید لقیام هذه المعركة من خلال إعداد العدة اللازمة لمواجهة المسلمین بقیادة الإمام المهدی المنتظر علیه السلام إلى درجة انهم قاموا بإنتاج فیلم عرضته قناة (أم بی سی) یوم 12 تموز عام 2006 حمل اسم هرمجدون بطولة بروس ویلز.
ویقول الدكتور جاك شاهین مؤلف كتاب (العرب قوم سوء..كیف استطاعت هولیوود تشویه أمة) إن المسؤولین على الأفلام فی وزارة البنتاغون یریدون دوما صورة جیدة فی هولیوود.كما اكتشف، خلال بحثه الطویل فی السینما الأمیركیة الذی امتد لمدة 20 عاما، أن البنتاغون والجیش والبحریة والحرس الوطنی الأمریكی، كلها جهات حكومیة تحرص على وضع كل عدتها وعتادها تحت تصرف منتجی هولیوود، لإنتاج أفلام جماهیریة قویة ومؤثرة هدفها تمجید انتصار أمیركا على أنماط الشر المتمثلة بالمسلمین.كما أن أفلاما مثل (قواعد اللعبة) عام 2000، (وأكاذیب حقیقیة) عام 1994، (والقرارات النافذة) عام 1996، و(ضربة الحریة) 1998 ساهم فیها مكتب التحقیقات الفیدرالی (إف بی آی) مباشرة بدعم منتجی هذه الأفلام، وكذلك فی فیلم (الحصار) عام 1998 والذی تدور قصته حول قیام أمریكیین من أصول عربیة بهجوم مسلح على مدینة مانهاتن الأمریكیة.
وبعد هجمات 11 سبتمبر شكلت لجنة من مستشاری الرئیس الأمیركی جورج بوش الابن وقیادات حزبه و كبار صناع السینما الأمیركیة بضرورة شحذ الرأی العام لخوض حرب طویلة ضد ما أسموه الإرهاب الذی صار رمزه المعلن العربی والمسلم الذی یبدو انه سیحل بدلا من الهنود الحمر والروس والألمان كعدو للأمیركیین داخل الشاشة وخارجها.
وهنا یبدو لكل باحث نیر یحاول الوصول إلى الحقیقة ان كل ما یجری إنما هو تسخیر للطاقات وبذل الجهد لغرض الوقوف بوجه العرب والمسلمین وأتباع أهل البیت علیهم السلام سیما أن من یقیم دولة الحق والعدل, ویؤسس الدولة العالمیة هو الإمام المهدی علیه السلام .
فقد ورد عن جابر قال: دخل رجل على أبی جعفر الصادق علیه السلام فقال له:….ثم قال: ویستخرج التوراة وسائر كتب الله عز وجل من غار بإنطاكیة ویحكم بین اهل التوراة بالتوراة وبین أهل الإنجیل بالإنجیل وبین أهل الزبور بالزبور…
الخاتمة:
صفوة القول إننا أمام حرب هذه الحرب أبشع وأشرس من الحرب المعلنة انها حرب الأفكار والقیم والمعتقدات فهم یحاولون زج أفكارهم الهدامة بأیة طریقة كانت سواء كانت بصورة فیلم یجسد أفكارهم بشكل علنی أو مبطن أو بصورة فیلم كارتونی یستقطب انتباه الأطفال لغرض القضاء على الفطرة السلیمة المودعة لدیهم وتلویثها بأفكار مادیة إلحادیة تستهدف النیل من الإسلام والمسلمین والإساءة إلى رموز هذا الدین المتمثل بالخاتم وأهل بیته وما ذلك إلا لخوفهم من تحقق إرادة الرب على الأرض باستخلاف المؤمنین وهو ما یحققه الإمام المهدی علیه السلام الذی یحتج علیهم بكتابهم.

الباحثة: سحر جبار یعقوب/ أستاذة القانون العام ـ كلیة القانون

شاهد أيضاً

غیبة لابدّ منها

غیبة مهدی هذه الامة غیبة لابدّ منها، لانه مهدی هذه الامة، ولان وعد الله سبحانه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *