محطات في رحلة الظهور/ النجف الأشرف – الحلقة الثانية

مواقع وحواضر, أماكن, مثابات, نقاط ينطلق منها، أخرى يقصدها الإمام عليه السلام في رحلته التغييرية, سيراً في طريقه المبارك لتحقيق دولته, دولة العدل الإلهي, دولة الحق القدسية.

بالرغم من أنّ الإمام عليه السلام الذي لا يقود التغيير فقط عند ظهوره بل يقود العالم كلّه ويدير شؤون المعمورة كلها, ويكون سيره حثيثاً في مضمار التأسيس لدولته العادلة.
فعند خروجه من مكة المكرمة منطلقاً لتحقيق هدفه المرسوم نحو الكوفة (العراق) فإنّه يعرّج على مدينة جدّة (المدينة المنورة) ليجري هناك ما يستوجب من اصلاح تحقيقاً للعدل, فيثبت هناك حكم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم بعد أنْ يزيل كل معالم حكم البداوة والجاهلية, حكم آل أبي سفيان, فيحرر مرقد الرسول ويرجع طيبة الى سابق عهدها.
وتستمر المسيرة المهدوية, فيكون مقصد الإمام بعد ذلك وبكامل جيشه الى حيث أبي الأئمة, سيّد الأوصياء علي بن أبي طالب عليه السلام. إلى حيث العراق, الى ظاهر الكوفة, و بالضبط النجف الأشرف.
– جاء في (الإرشاد) 2/379:
عن أبي جعفر عليه السلام بطريق أبي بكر الحضرمي قال: (كأنّي بالقائم عليه السلام على نجف الكوفة قد سار إليها من مكة في خمسة آلاف من الملائكة, وجبرائيل عن يمينه وميكائيل عن يساره, والمؤمنون بين يديه وهو يفرّق الجنود في البلاد).
– جاء في (غيبة النعماني) ص321:
عن الثمالي قال: قال ابو جعفر عليه السلام: كأنّي انظر الى القائم قد ظهر على نجف الكوفة, فإذا ظهر على النجف نشر راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, عمودها من عمد عرش الله تبارك وتعالى, سائرها من نصر الله جل جلاله, لا يهول بها على أحد إلاّ أهلكه الله عز وجل: قال: قلت: تكون معه أو يؤتى بها؟ , قال عليه السلام: بل يؤتى بها يأتيه بها جبرائيل عليه السلام.
– جاء في (كمال الدين) 653:
عن ابان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: كأني بالقائم على ظهر النجف إلى أنْ قال: ثم ينشر راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, وهي المغلبة, عودها من عمد غرس الله, وسائرها من نصر الله, لايهوى بها الى شيء إلاّ أهلكه, قال: قلت مغيبة هي أم يؤتى بها؟ قال: بل يأتي بها جبرائيل عليه السلام, وإذا نشرها أضاءلها مابين المشرق والمغرب, و وضع الله يده على رؤوس العباد فلا يبقى مؤمن إلاّ دخلت عليه تلك الفرحة في قلبه وهم يتزاورون في قبورهم و يتباشرون بقيام القائم عليه السلام.
وفي بعض علامات ظهوره المقدس واعتلائه النجف الأشرف بعد قدومه العراق جاء على لسان أجداده آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعترته الطاهرة عليهم السلام.
– جاء في (الصراط المستقيم) ج2س258 ب11, وفي اثبات الـهداة ج3ص578 ق 55 ح746:
عن علي عليه السلام قال:إذا وقعت النار في حجازكم وجرى الماء بنجفكم فتوقعوا ظهوره عليه السلام.
– جاء في (بيان الأئمة) 3/147, و(اثبات الهداة) 3/679, و(الكتاب المبين) 4/312:
عن زين العابدين عليه السلام إنه وقف على نجف الكوفة يوم وروده جامع الكوفة بعدما صلى فيه, وقال: هي هي يا نجف ثم بكى عليه السلام, قال يا لها من طامّة, فسئل عن ذلك فقال: إذا ملأ نجفكم السيل والمطر وظهرت النار في الحجاز المدر… فتوقعوا ظهور القائم المنتظر عليه السلام.

شاهد أيضاً

عِللُ الغيبة و فلسفتها

«اللّهمّ عرّفني حُجّتك، فإنّك إنّ لم تُعرّفني حُجّتك ضَلَلْتُ عن ديني»لا نعرف شيئاً بعد معرفة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *