وهو محمد بن الحسن بن علی بن محمد بن علی بن موسى بن جعفر بن محمد بن علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب علیهم السلام أجمعین.ولد الإمام محمد المهدی علیه السلام فی سنة خمس وخمسین ومائتین من الهجرة وان مولده لیلة الجمعة لیلة النصف من شعبان وقد كانت ولادته بسر من رأى بالاتفاق، وألقابه الشریفة المهدی والمنتظر والحجة وصاحب الامر والقائم علیه السلام وروى الصدوق بأسانید معتبرة عن بشر بن سلیمان النخاس وهو من ولد أبی أیوب الانصاری احد موالی ابی الحسن وأبی محمد العسكری علیه السلام بسر من رأى قال اتانی كافور الخادم فقال مولانا أبو الحسن یدعوك الیه فأتیت فلما جلستُ بین یدیه قال لی یا بشر انك من اولاد الانصار….
بسم الله الرحمن الرحیم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم كن لولیك الحجة بن الحسن المهدی صلواتك علیه وعلى آبائه الطاهرین فی هذه الساعة وفی كل ساعة ولیاً وحافظاً وقائداً وناصراً ودلیلاً وعیناً وعوناً حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فیها طویلا برحمتك یا أرحم الراحمن بحق محمد وآله الطیبین الطاهرین.
الاهداء
بسم الله الرحمن الرحیم
الحمد والثناء الكثیر خاص بمن لا یدانیه شیء ولیس له نظیر والصلاة والسلام الدائم على نبیه الاعظم وأهل بیته المكرمین واللعن الدائم على من صد الناس عن الاقتداء بمدرسة الرسول الامین محمد صلى الله علیه وآله الطاهرین.
الى منقذ البشر أجمعین الى خاتم رسالة الرسول الكریم الى علم الهدى الاعلى الى السبب المتصل بین الارض والسماء الى مولانا صاحب العصر والزمان الى ناموس الدهر الحجة بن الحسن العسكری (ارواحنا لتراب مقدمه الفداء) لیس لنا ما نهدیه الیك ایها الفجر المرتقب لأن العبد وما یملك كان لمولاه. فإلیك كل ما نملك الى ارواحنا یا صاحب الزمان.
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحیم
الحمد لله رب العالمین والصلاة والسلام على محمد وآله الطیبین الطاهرین، ولعنة الله على اعدائهم اجمعین الى یوم الدین، فی هذا العصر الذی ینتسب للمولى صاحب الزمان علیه السلام یجب على كل مكلف ان یعرف الإمام علیه السلام لأنه (من مات ولم یعرف امام زمانه ما میتة جاهلیة) فاصل معرفته علیه السلام بصفته اماماً مفترض الطاعة تعد من اصول الاسلام وهو من الامور المسلمة المتواترة، ان المولى یشرفنا بحضوره ان شاء الله ویظهر للناس كافة ویعلن لهم انه المهدی من آل محمد صلى الله علیه وآله وسلم فعند ظهوره هناك من یدعی بأنه المهدی علیه السلام ففی هذا البحث نود ان نورد بعض العلامات الدالة علیه علیه السلام لعلنا نوفق لمعرفته ورؤیته وفقنا الله وایاكم لما یحب ویرضى وصلى الله على محمد وآله الطیبین الطاهرین.
قبل ان نتكلم عن علامات الظهور وشخصیات عصر الظهور التی طالما تسأل عنها العالم بأسره. الذی ینتظر المصلح لهذا العالم، المنقذ له من ظلمات الجور والمحم والصعوبات التی واجهتها وتواجهها فی العصور الماضیة وعصرنا الحالی، والعالم كله یوجه انظاره الى هذه القضیة فقبل دخولنا فی علامات الظهور یجب ان نأخذ فكرة موجزة عن الغائب المنتظر عجل الله فرجه الشریف وجعلنا وإیاكم من أنصاره وشیعته.
٭ من هو الغائب المنتظر؟
وهو محمد بن الحسن بن علی بن محمد بن علی بن موسى بن جعفر بن محمد بن علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب علیهم السلام أجمعین.
ولد الإمام محمد المهدی علیه السلام فی سنة خمس وخمسین ومائتین من الهجرة وان مولده لیلة الجمعة لیلة النصف من شعبان وقد كانت ولادته بسر من رأى بالاتفاق، وألقابه الشریفة المهدی والمنتظر والحجة وصاحب الامر والقائم علیه السلام وروى الصدوق بأسانید معتبرة عن بشر بن سلیمان النخاس وهو من ولد أبی أیوب الانصاری احد موالی ابی الحسن وأبی محمد العسكری علیه السلام بسر من رأى قال اتانی كافور الخادم فقال مولانا أبو الحسن یدعوك الیه فأتیت فلما جلستُ بین یدیه قال لی یا بشر انك من اولاد الانصار وهذه الموالات لم تزل فیكم یرثها خلف عن سلف وانتم ثقاتنا اهل البیت وانا مزكیك ومشرفك بفضیلة تسبق بها الشیعة فی الموالاة بها بسر اطلعك علیه وانقذك فیه فاكتب علیه السلام كتابا لطیفا بخط ولفه رومیه ووضع علیها خاتمة فقال: خذها وتوجه بها الى بغداد وأحضر شمة خضراء فیها مائتان وعشرون دینارا ووضع علیها خاتمة فقال: خذها وتوجه الى بغداد وأحضر معبر الفرات ضحوة یوم كذا وكذا فإذا وصلت الى جانبك زواریق السبایا وترى فیها الجواری وستجد طوائف المبتاعین من وكلاء بنی العباس وشرذمة من فتیان العرب فإذا رأیت ذلك فأشرف من العبد على المسمى بعمرو بن یزید النخاس عامة نهارك الى ان تبرز للمبتاعین جاریة صفتها كذا وكذا لابسة حرین قین صفیفتین تمنع من الفرض ولمس المعترض والانقیاد لمن یحاول لمسها وتسمع صرخة رومیة من وراء ستر رقیق فاعلم انها تقول واهتك ستراه فیقول بعض المبتاعین علی بثلاثمائة دینار فقد زادنی الصفاف فیها رغبة، فتقول بالعربیة لو برزت فی زی سلیمان على شبه ملكه ما بدت لی فیك رغبة فأشفق علی مالك فیقول النخاس فما الحیلة ولابد من بیعك فتقول الجاریة وما العجلة ولابد من اختیار مبتاع یسكن قلبی الیه والى وفائه وأمانته فعند ذلك قم الى عمرو بن یزید وقل له ان قص كتاب ملطفه لبعض الاشراف كتبه بلغة رومیة وخط رومی وصف فیه كرمه ووفائه ونبله وسخائه فناولها الكتاب لتتأمل اخلاف صاحبه فإن مالت الیه ورضیته، فأنا وكیله فی ایقاعها منك (قال) بشر بن سلیمان فامتثلت جمیع ما حده لی مولای أبو الحسن علیه السلام فی أمر الجاریة فلما نظرت الى الكتاب بكت بكاءاً شدیدا وقالت للنخاس بعنی من خاصب هذا الكتاب وحلفت بالفلظة والمحربه انه مترا امتنع من بیعها منه فتلت نفسها فما زلت اشاحبه فی قیمتها حتى استقر الامر على ما فی الصرة التی اعطانیها مولای.
فدفعت الیه الدنانیر وتسلمت الجاریة ضاحكة مستبشرة وانصرفت بها الى الحجرة التی كنت فیها ببغداد فما أخذها القرار حتى اخرجت كتاب مولانا من جیبها وفی تشمه وتضمه على عینیها وخدها فقلت متعجباً تلثمین كتابا لا تعرفین صاحبه فقالت ایها العاجز الضعیف المعرفة بقدر اولاد الانبیاء اعرین سمعك وفرغ قلبك انا ملیكة بنت یسوعا بن قیصر ملك الروم وامی من ولد الحواریین تنسب الى وصی المسیح شمعون وهی السیدة نرجس علیها السلام ام الإمام الحجة علیه السلام ولها قصة طویلة لا نرید الاسهاب بها فی هذا البحث فعند ما ذهب بها بشر بن سلیمان الى ابو الحسن الهادی علیه السلام دعا الإمام الى اخته السیدة حكیمة فلما دخلت اعتنقتها طویلا فقال لها ابو الحسن علیه السلام خذیها الى منزلك وعلمیها الفرائض والسنن فإنها زوجة أبی محمد وام القائم علیهم السلام.
وعن محمد بن المطهری قال حدثتنی السیدة حكیمة بنت محمد علیه السلام وانا اسألها عن الحجة علیه السلام فقلت یا سیدتی حدثینی عن ولادة مولای وغیبته قالت نعم كانت عندی جاریة یقال لها نرجس قد دفقها الی ابو الحسن علیه السلام فزارنی ابو محمد بن اقسی واقبل یحد النظر الیها فقلت له یا سیدی لعلك هویتها فأرسلها الیك فقال لا یا عمة لكنی اعجب منها فقلت وما اعجبك منها فقال علیه السلام سیخرج الله تعالى منها ولدا كریما عند الله عز وجل الذی یملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجوراً. فعند ذلك وهبها ابو الحسن الى ابو محمد علیهم السلام وتزوجها وانجبت مصلح هذه الامة عجل الله فرجه الشریف فی خفیة خوفا علیه من الاعداء والظلمة من بنی العباس علیهم لعنة الله.
٭ امامته علیه السلام:
ذكر فی صحاح مسلم(1) ان النبی قال: ان هذا الامر لا ینقضی حتى یمضی فیهم اثنا عشر خلیفة، كلهم من قریش. وهم أئمة الشیعة الاثنی عشریة.
وورد ن رسول الله بالتواتر ان النبی قال للحسین علیه السلام: ابنی هذا امام ابن امام اخو امام أبو أئمة تسعة، تاسعهم قائمهم.
وروى المحب الطبری الشافعی فی كتاب (ذخائر القصبی:(2) ان النبی قال: لو لم یبقى من الدنیا الا یوما واحدا لطول الله ذلك الیوم، حتى یبعث رجلا من ولدی، اسمه كاسمی، فقال سلمان: من أی ولدك یا رسول الله؟ قال: من ولدی هذا، وضرب بیده على الحسین علیه السلام.
ان الإمام روحی لمقدمه الفداء تولى الإمامة عندما كان عمره خمس سنین وذلك عند رحیل أبیه الحسن العسكری علیه السلام الى الرفیق الاعلى سنة مائتین وستون للهجرة.
اما أحادیث النبی فی الإمام المهدی خاصة فكثیرة منها ما ذكره ابن ماجة فی سنته.(3)
(قال رسول الله: إنا أهل البیت اختار الله لنا الآخرة على الدنیا، وان اهل بیتی سیلبون بعدی بلاءا شدیدا، وتطریدا، حتى یأتی قوم من قبل المشرق. معهم رایات سود فیسألون الخیر فلا یعطون، فیقاتلون فینتصرون فیعطون ما سألوا، فلا یقبلونه، حتى یدفعونه الى رجل من أهل بیتی، فیملأ الارض قسطا، كما ملئت جورا).
وقال ابو داود السجستانی فی متنه:(4) قال رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم: (لو لم یبق من الدنیا الا یوم واحد لطول الله ذلك الیوم، حتى یبعث رجلا من أهل بیتی یواطئ اسمه اسمی، واسم أبیه اسم أبی یملأ الارض قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجوراً).
وورد عن الائمة علیهم السلام عشرات الاحادیث فی الإمام المهدی علیه السلام.
روی بسنده الى الحسین بن خالد عن الإمام علی الرضا عن أبیه موسى ابن جعفر عن أبیه جعفر بن محمد عن أبیه محمد بن علی عن أبیه علی بن الحسین عن أبیه الحسین عن أبیه علی بن أبی طالب أنه قال: التاسع من ولدك یا حسین هو القائم بالحق والمظهر للدین والباسط للعدل، قال أبو عبد الله الحسین علیه السلام: یا أمیر المؤمنین وان ذلك لكائن؟ فقال: أی والذی بعث محمدا بالنبوة واصطفاه على جمیع البریة ولكن بعد غیبة ومسیرة لا یثبت فیها على دینه إلاّ المخلصون المباشرون لروح الیقین الذین أخذ میثاقهم بولایتنا وكتب فی قلوبهم الإیمان وأیدهم بروح منه.
وروی عن أبی جعفر الباقر علیه السلام عن محمد بن مسلم الثقفی قال: دخلت على أبی جعفر الباقر علیه السلام وأنا أرید أن أسأله عن القائم من آل محمد صلى الله علیه وآله وسلم فقال لی مبتدئاً: یا محمد بن مسلم ان القائم من آل بیت محمد علیه السلام انه لسنة من خمسة من الرسل یونس بن ؟؟؟ ویوسف بن یعقوب وموسى وعیسى ومحمد صلى الله علیه وآله وسلم إلى أن قال: وان من علامات خروجه خروج السفیانی من الشام والیمانی وصیحة من السماء فی شهر رمضان ومناد ینادی باسمه واسم أبیه.
الفصل الأول
الغیبة:
للإمام علیه السلام غیبتان: صغرى وكبرى.
الغیبة الصغرى:
وبدأت منذ الساعات الأولى لولادته علیه السلام ودامت تسعة وستون عاما وستة أشهر وخمسة عشر یوماً. وسبب غیبته علیه السلام أن الله غیّبه خوفا علیه من الأعداء لكی لا یقتلوه وتخلو الارض من حجة، ولأنه لو كان غیر ذلك لما ساغ له الاستتار وكان یتحمل المشاق والاذى، فإن منازل الائمة وكذلك الانبیاء علیهم السلام إنما تقطم لتحملهم المشاق العظیمة فی ذات الله تعالى.
روی عن الحسین بن عبید الله، عن أبی جعفر محمد بن سفیان الیزوفری، عن أحمد بن إدریس، عن علی بن محمد بن قتیبة، عن الفضل بن شاذان النیسابوری عن الحسن بن محبوب، عن علی بن رئاب عن زرارة عن أبی عبد الله أنه قال: (إن للقائم غیبة قبل ظهوره، قلت: لِمَ. قال: یخاف القتل).
روی عن یونس بن عبد الرحمن انه قال: قال الإمام موسى بن جعفر القائم الذی یطهر الارض من اعداء الله یملؤها عدلا كما ملئت جورا ظلما هو الخامس من ولدی له غیبة تطول أمدها خوفا على نفسه یرتد فیها أقوام ویثبت فیها آخرون، ثم قال: طوبى لشیعتنا المتمسكین بحبلنا فی غیبة قائمنا الثابتین على موالاتنا والبراءة من أعدائنا أولئك منّا ونحن منهم فقد رضوا بنا ورضینا بهم شیعة فطوبى لهم ثم طوبى لهم هم والله معنا فی درجاتنا یوم القیامة.
وهذا الحدیث یبین غیبة الإمام علیه السلام وطولها بسبب الخوف من الأعداء كما یبین منزلة الشیعة المتمسكین بأهل البیت المنتظرین لصاحب الزمان علیه السلام والسبب من الغیبة الاولى ظاهری وهو الخوف من الاعداء والسبب الثانی هو تربیة الشیعة على تدوین الحدیث واستنباط الاحكام الشرعیة تمهیداً للغیبة الكبرى وانقطاع الاتصال بالإمام علیه السلام فتربیة الشیعة على الاتصال غیر المباشر وتهیأها للاتصال بالقیادة البدیلة فی زمن الغیبة الكبرى وهم الفقهاء العدول.
وفی بعض الروایات ان الغیبة الصغرى بدأت بعد وفاة الإمام الحسن العسكری علیه السلام وانتهت فی شعبان 329 هجریة عند وفاة السفیر الرابع وهو علی بن محمد السمری.
وسمیت الغیبة الصغرى بصغرى لأن الناس كانت تأخذ الاحكام الشرعیة والردود على أسئلتهم وكل ما یتعلق بحیاتهم عن طریق السفراء الاربعة الذین كانوا واسطة بین الإمام علیه السلام والأمة الاسلامیة وبین الشیعة بخاصة.
السفارة والسفراء الأربعة:
ومنذ ان انتقلت الإمامة الیه علیه السلام بعد وفاة والده لم یكن من المیسور لأی كان من الناس ان یتصل به ویجتمع الیه خلال سبعین عاما تقریباً الا من خلال سفرائه الاربعة: عثمان بن سعید العمری، ومحمد بن عثمان العمری، والحسین بن روح النوبختی، وعلی بن محمد السمری، الذین كانوا حلقة الاتصال بینه وبین شیعته فی مختلف الاقطار بواسطة الرسائل التی یحملونها الیه ویأخذون منه اجوبتها لأهلها، كما فوضهم بقبض الاخماس التی كانت تجبى الیه والتصرف بها حسبما تقتضیه المصلحة، وقد تولى له السفارة خلال السنین الاولى من امامته عثمان بن سعید المعروف بالسمان، لأنه كان تاجرا بالسمن، ولقد تولى السفارة لثلاثة من الائمة علیهم السلام الهادی والحسن العسكری ومحمد بن الحسن المنتظر القائم، وكان رضوان الله علیه یعرف بالعمری لأنه من بنی أسد ونسبه الى جده، وانما اتخذ بیع السمن مهنة له لتغطیه على عمله الحقیقی فكان یوصل بأوعیة السمن الى الإمامین ما یكتبه الشیعة وما یوصلونه الیها وبواسطتها أیضا یوصل أجوبة الإمامین الى الشیعة وكان هو السفیر الاول للإمام الحجة علیه السلام الى حین وفاته.
محمد بن عثمان بن سعید العمری تولى النیابة الخاصة بعد وفاة أبیه بأمر الإمام الحجة علیه السلام وكان الإمامین الهادی والعسكری علیهما السلام یثنیان علیه وعلى أبیه ویصتونهما بالوثاقة والأمانة، وكانت كتب الإمام الحجة علیه السلام تخرج على یدیه الى الشیعة كما فی عهد أبیه رضوان الله علیه، تولى النیابة الخاصة قرابة خمسین عاماً، وفی أواخر أیامه احتفر لنفسه قبرا وأعد ساجة كتب علیها أسماء الأئمة علیهم السلام وأوصى بأن تدفن معه، توفی فی آخر جمادی الثانیة سنة 305هــ.
أبو القاسم الحسین بن روح رضی الله عنه كان من وكلاء أبی جعفر محمد بن عثمان العمری ولم یكن أخص أصحابه بل كان أخصهم به جعفر بن محمد بن مثیل وأبیه، اللذین كانا لعظم منزلتهما عند أبی جعفر لا یتناول الطعام الا عندهما والمعد فی بیتهما، وأما الحسین بن روح رضی الله عنه كان یسكن بیتا صغیرا مظلما وعندما حضرت الوفاة أبا جعفر رضی الله عنه كان جعفر بن أحمد بن مثیل عند رأسه والحسین بن روح عند قدمیه فقال ابو جعفر امرت ان اوصی الى أبی القاسم الحسین بن روح فقام جعفر وأخذ بید الحسین وأجلسه عند رأس أبی جعفر رضی الله عنه. كان الحسین بن روح عالما فذا شدید التقیة ولشدة تقیته كان من لا یعرفه یظن انه من أبناء العامة، ولكنه مع ذلك كان شجاعا سامی النفس، قال أبو سهل النوبختی لما سأل عن علة اختیار الحسین بن روح دونه علم ابو القاسم وضغتنی الحجة لعلی كنت أدلی على مكانه، وابو القاسم فلو كانت الحجة تحت ذیله وقرض بالمقاریض ما كشف الذیل عنه).
توفی الحسین بن روح فی شعبان سنة 326هــ .
ابو الحسن علی بن محمد السمری آخر السفراء الاربعة تولى السفارة ثلاث سنوات وتوفی فی النصف من شعبان سنة 329هــ ولما دنت وفاته وقبل الوفاة بأیام سُئل أن یوصی فقال (لله أمر هو بالغه) واخرج الى الناس توقیعا نسخته:
(بسم الله الرحمن الرحیم: یا علی بن محمد السمری اعظم الله اجر أخوتك فیك فإنك میت ما بینك وبین ستة أیام، فأجمع أمرك ولا توصی الى احد فیقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغیبة التامة، فلا ظهور الا بعد إذن الله تعالى ذكره، وذلك بعد طول الامد وقسوة القلب وامتلاء الارض جوراً وسیأتی لشیعتی من یدعی المشاهدة ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفیانی والصیحة فهو كذاب مفترٍ ولا حول ولا قوة الا بالله العلی العظیم).
الغیبة الكبرى
وعند وفاة السفیر الرابع بدأت الغیبة الكبرى منذ سنة 329هــ والى ما شاء الله، وان العلة التامة من الغیبة الكبرى لا یعلمها الا الله تعالى ویمكن القول ان السبب الظاهر لها كون المجتمع الانسانی لا یزال غیر مهیأ لقبول الاطروحة العادلة وقبول حكم الإمام علیه السلام ومتى ما أصبح المجتمع مهیّئاً بسبب انواع الابتلاءات العسیرة والمحق التی یمر بها یظهر صلوات الله علیه لإقامة حكومة العدل الإلهی فی العالم أجمع. ولعل العلة التامة للغیبة هی ان لا یكون فی عنق الإمام علیه السلام بیعة لأحد. والله أعلم.
والإمام علیه السلام لا یظهر الا ان تسبق ظهوره علامات وآیات ذكرها النبی صلى الله علیه وآله وسلم والأئمة علیهم السلام منها الحتمیة التی یجب ان تحصل وان لم تحصل فإن الإمام لا یظهر ومنها غیر الحتمیة ومنها عقلیة طبیعیة ومنها إعجازیة أی تحصل بالمعجزة. جعلنا الله وإیاكم من المترقبین لها والمصدقین بها.
الفصل الثانی: علامات الظهور
العلامات الحتمیة:
العلامات الحتمیة هی خمس أو ست علامات وهی شرط حدوثها یخرج الإمام ویظهر للعالم.
الأولى: الصیحة
ان فی توقیعه عجل الله فرجه لعلی بن محمد السمری (سیأتی من شیعتی من یدعی المشاهدة ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفیانی والصیحة فهو كذاب مفتر) والظاهر من ادعاء المشاهدة هو السفارة والنیابة بقرینة السیاق والصدور على ید النائب الرابع حیث أمره بعدم الوصیة لأحد والانقطاع هذا یمتد الى الصیحة من السماء بصوت جبرائیل التی هی من علامات الظهور الحتمیة الواقعة فی نفس سنة الظهور، وهی (ألا ان الحق فی علی وشیعته ثم ینادی إبلیس فی آخر النهار: ألا ان الحق فی عثمان وشیعته فعند ذلك یرتاب المبطلون) كما جاء فی الروایات عن أهل البیت علیهم السلام وفی بعضها ان النداء فی شهر رمضان وفی بعض الروایات انه فی رجب والظاهر انها نداءات متعددة بمضامین متعددة.
الثانیة والثالثة والرابعة خروج السفیانی والخراسانی والیمانی:
روى النعمانی بسنده عن ابی بصیر عن ابی جعفر محمد بن علی علیهما السلام من علامات الظهور الحتمیة خروج السفیانی والخراسانی كفرسی رهان یستبقان الى الكوفة ثم قال (خروج السفیانی والیمانی والخراسانی فی سنة واحدة فی شهر واحد فی یوم واحد نظام كنظام الخرز یتبع بعضه بعضاً فیكون البأس من كل وجه ویل لمن ناواهم ولیس فی الرایات أهدى من رایة الیمانی، هی رایة هدى، لأنه یدعو الى صاحبكم، فإذا خرج الیمانی حرم بیع السلاح على الناس وكل مسلم واذا خرج الیمانی فانهض الیه، فإن رایته رایة هدى ولا یحل مسلم ان یلتوی علیه فمن فعل ذلك فهو من أهل النار لأنه یدعو الى الحق والى صراطٍ مستقیم).
الخراسانی:
الروایات حول الخراسانی من طرق الفریقین كثیرة ثابتة وصحیحة. وهی تلخص صفاته بما یلی: انه رجل ثائر من احفاد اهل البیت ومن ابناء الامام الحسین علیه السلام ینسب الى خراسان اما مولدا او سكنا وإقامة وانتسابه الى خراسان باعتبار انطلاقة ثورته منها ومن صفاته انه یظهر شابا من دون ان نعلم بانطباق هذا الوصف علیه فی بدایة ظهوره فی المجتمع الایرانی او فی بدایة تسلمه لقیادة الموطئین. ومن صفاته الممیزة وجود خال بكفه الیمنى او الیسرى وللخال معان ثلاثة فی معاجم العرب وجود علامة فی یده او وجود صفف فی الید ا وان یكون لواء الجیش وقیادة العسكر بیده وتحت امرته.
وتذكر الروایات ان الخراسانی سیواجه عقبات فی طریقه ولكن الله تعالى یتكفل بتذلیلها كما یقول الامام الباقر علیه السلام (یسهل الله أمره وطریقه).
ویكون خروج السفیانی والخراسانی والیمانی كلهم فی یوم واحد وذلك بعد الصیحة فالصیحة شرط لخروج الخراسانی بعدها. وروی عن الامام الكاظم علیه السلام انه قال: (قیام رجل من قم یدعو الناس الى الحق یجتمع معه قوم قلوبهم كزبر الحدید لا تذلهم الریاح العواصف لا یملون من الحرب ولا یجبنون وعلى الله یتوكلون والعاقبة للمتقین)(5) اما قائد جیش الخراسانی تقول الروایات بأنه اسمه شعیب بن صالح التمیمی وهو اسم حقیقی له ولیس رمزیا ویعتبر من ابرز القادة، وصفته شاب صغیر السن مربوع القامة كوسج اللحیة او خفیف اللحیة عربی الاصل من قبیلة تمیم، اصفر اللون من شدة العبادة ولكنه قوی صلب عنید فی الحق شدید على الاعداء ولو استقبلته الجبال الرواسی لهدها واتخذ منها طرقاً.
ان خروج الرایات السود من خراسان متجهة نحو الكوفة وهی رایات جیش الخراسانی وردت أیضا فهیا روایات فعن رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم قال: اذا رأیتم الرایات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها ولو حبو على الثلج فإن فیها نصرة لخلیفة الله المهدی.
ومن هذا الحدیث یبین ان على كل مؤمن نصرته ولو أتاهم حبواً على الثلج وذلك تأكید على النصرة ولو فی اصعب الظروف.
ان خروج الخراسانی من خراسان الى العراق عن طریق البصرة فاتحاً للعراق تأخذه الغیرة والحمیة على الدین فیصل الى الكوفة ویحارب السفیانی وینتصر ویبقى ینتظر ظهور الامام علیه السلام وخروج الخراسانی محارباً للظلم عامة ولیس خروج باسم نصرة الامام علیه السلام.
السفیانی:
السفیانی وهو عثمان بن عنبسة من ولد خالد بن یزید بن معاویة بن أبی سفیان، ومن اوصافه، رجل وحش الوجه علیه اثر الجدری ازرق العینین یخرج من وادی الیابس أی البیداء الخالیة من الماء والكلا ما بین مكة والشام. وجاء فی حدیث عن الامام الصادق علیه السلام قال: (اذا ادنت الشمس للغروب صرخ صارخ من غروبها یا معشر الخلائق ظهر ربكم بالوادی الیابس، وهو عثمان بن عنبسة من ولد خالد بن یزید بن معاویة بن أبی سفیان فبایعوه تهتدوا ولا تخالفو علیه فتضلوا فیرد علیه الملائكة والجن والنقباء قوله یكذبونه فلا یبقى ذو شك ولا مرتاب ولا منافق ولا كافر الا ضل بالنداء).
وروی عن الصدوق عن أبی منصور الجبلی قال: سألت أبا عبد الله علیه السلام عن اسم السفیانی فقال: وما تصنع به؟ اذا ملك تور الشام الخمس دمش وحمص وفلسطین والاردن وقزوین فتوقعوا الفرج فقلت: یملك تسعة أشهر؟ قال: لا ولكن یملك ثمانیة أشهر لا یزید یوماً.
وتوجد هناك علاقة بین السفیانی والدجال ویكونا متعاصرین.
ویقوم السفیانی ببعث جیش الى بغداد والكوفة والنجف ویقتل الكثیرین من الابریاء والعلویین ثم ینشطر جیشه الى قسمان قسم یذهب الى المدینة ویستبیحها ثلاثة أیام ویقتل ویدمر فیها والقسم الثانی من جیشه یذهب الى الشام فهذا الجیش یدخل فی معركة مع جیش الامام علیه السلام فیهزمه جیش الامام وینتصر علیه. وفتنة السفیانی تمتد الى انحاء البلاد كافة وتشتد خاصة على اصحاب علی علیه السلام وشیعته حتى ان منادیا ینادی من قبله الا من جاء برأس رجل من شیعة علی فله ألف درهم فیشب الجار على جاره ویقول: هذا منهم فیضرب عنقه ویأخذ ألف درهم. أما الجیش المتجه الى مكة المكرمة اذا كان البیداء ما بینها وبین المدینة خسفت به الارض فالبتلعته بما فیه من خراسان وسلاح، وهذا ما یسمى بالخسف بجیش السفیانی فی البیداء. ویبلغ عدد هذا الجیش فی روایات أهل البیت علیهم السلام سبعین ألف مقاتل. ولا ینجو من هذا الجیش سوى أخوین اثنین من جهینة یحول الملائكة وجهیهما الى قفاهما ویقولون لأحدهما وهو البشیر توجه الى مكة وبشر صاحب الامر علیه السلام بهلاك جیش السفیانی فیتوجهان الى حیث أمرا وهذا الخسف بالبیداء من الاعجاز الالهی القادر على كل شیء.
وعند وصول النذیر الى السفیانی یتوجه الى الكوفة ویفعل ما یفعل من دمار وقتل وتخریب فعند ذلك یتوجه الامام من مكة الى الكوفة لملاقاة السفیانی ثم یفر السفیانی الى الشام مرة أخرى.
وستكون هناك مراعات داخلیة فی الشام وحروب وصدام مسلح بین فئات ثلاثة كلهم یرید السیطرة على الشام وكلهم على الباطل فأحدهم ابقع والآخر اصهب والآخر احمر اصفر ازرق وهو السفیانی الذی یكتب له النصر فی هذه المهمة ویسیطر على الشام. ویتبعه أكثر اهل الشام الا القلیل ممن عصمهم الله المخلصین الكاملین المعبر عنهم بالاولیاء والابدال. ثم یوجه السفیانی جیشه للعراق فیلتقی فی طریقه جیش ارسله حكام العراق من اجل السیطرة على الوضع ورد السفیانی عن بلدهم فیقتتل الجیشان فی منطقة تسمى قرقیسیا عند الفرات على الخابور عنبد مصبه. وتحصل بین السفیانی وبین جیش الامام علیه السلام معارك كثیرة منها معركة باب اصطخر ومعركة مرج عكا واصطخر تقع فی الاهواز جنوب ایران وعكا فی فلسطین یحارب فیها الامام علیه السلام الفریقین و من یأتی معهم من الیهود. وعكا یجعلها الامام علیه السلام قاعدة بحریة لفتح أوربا.
وتنتهی المعارك بانتصار الامام علیه السلام واصحابه وهروب السفیانی الى بین المقدس ومن ثم یلحق به ویضرب عنقه.
الیمانی و الحسنی:
الیمانی اسمه (حسن او حسین) من ذریة زید بن علی بن الحسین علیه السلام أی انه حسینی لا حسنی. وهو یقوم بثورة بالیمن تكون مهددة للمهدی علیه السلام وهی حتمة الوقوع. وهی احدى الرایات فی عصر الظهور على الاطلاق وتؤكد الروایات على وجوب نصرة الیمانی وخروجه مقارن لخروج السفیانی فی رجب أی قبل ظهور المهدی علیه السلام ببضعة أشهر. وتبدأ حركة الیمانی من قریة كرعة وهی قریة فی الیمن فی منطقة بین خولان قرب صعدة.
وتكون رایة الیمانی اهدى من رایة الخراسانی لأن الاسلوب الاداری الذی یستعمله الیمانی فی قیادة السیاسة وادارة الیمن أصح وأقرب الى النمط الاداری الاسلامی فی بساطته وحسمه بینما لا تخلص ودله الخراسانی من التعقید والروتین وشوزائبه فیرجع الفرق بین التجربتین الى طبیعة البساطة القبیلة فقی المجتمع الیمانی وطبیعة الوراثة الحضاریة والتركیب فی المجتمع.
وعن ابی جعفر محمد بن علی علیه السلام ذكر رایة السفیانی والخراسانی ثم قال: ولیس فی الرایات أهدى من رایة الیمانی وهب رایة هدى لأنه یدعو الى صاحبكم فإذا خرج الیمانی فانهض الى نصرته فإن رایته رایة هدى ولا یحل لمسلم ان یلتوی علیه فمن فعل ذلك فهو من اهل النار لأنه یدعو الى الحق والى صراطٍ مستقیم. تبین هذه الروایة كیف ان من حارب الیمانی هو من أهل النار وانه یجب نصرته على كل مؤمن. وربما انها اهدى الرایات لأنه یدعو الى الامام المهدی خاصة وخروجه خاص لنصرة الامام علیه السلام فقط.
اما الحسنی فهو أحد كنوز الطالقان ومن ابرز أصحاب القائم یخرج من منطقة طبرستان مناصر للسید الخراسانی یقود فی ایران ثورة تصحیحیة على اثر الفتنة الداخلیة التی یتزعمها جماعة من المنحرفین الایرانیین ضد النهج الاصولی لثورة الموطئین (ثورة الخراسانی) تستهدف الاطاحة بالقائد الخراسانی.
وهو الفتى الصبیح یخرج من طرف الدیلم وقزوین. وینادی بصوت له فیصیح یا آل محمد أجیبوا الملهوف. والسید الحسنی هذا هو كما یظهر من الروایات من اولاد الحسن المجتبى علیه السلام یخرج فلا یدعو للباطل ولا یدعو الى نفسه اذ هو من شیعة الائمة الخلص یتبع الدین الحق.
ویتلتحق بالحسین جمع كبیر من المؤمنین بعد ان فشا الظلم وساد الفساق وتجیبه كنوز الله بالطالقان وهی كنوز لیست من فضة ولا ذهب بل هی رجال قلوبهم كزبر الحدید على البراذین الشهب بأیدیهم الحراب.
وعند ظهور الامام علیه السلام یتصل به الحسنی ویطلب منه دلائل الامامة ومواریث الانبیاء. وفی روایة عن الامام الصادق یقول: وهو والله یعرفه ویعرف انه المهدی، ولم یرد بذلك الامر الا لیعرض أصحابه من هو.
ثم یخرج الامام المهدی علیه السلام دلائل الامامة ومواریث الانبیاء فیقول الحسنی: الله اكبر مد یدك یابن رسول الله حتى نبایعك فیمد یده فیبایعه ویبایع سائر الجیش الذی مع الحسنی الا اربعة آلاف منهم وهم أصحاب المصاحف المعروفون بالزیدیة ومصاحفهم معلقة حول أعناقهم فإنهم اذ یرون الدلائل والمعجزات یقولون ما هذا الا سحر عظیم!
ثم ان الامام علیه السلام یعظهم ویدعوهم ثلاثة أیام فلا یزدهم الا طغیاناً وكفراً. فیأمر بقتلهم فیقتلون جمیعاً.
قتل النفس الزكیة:
ومعنى النفس الزكیة النفس الكاملة الطیبة من ذكا اذ انما وطاب ویراد بالنمو فی منطق الاسلام التكامل بالعلم والاخلاص والتضحیة.
والنفس الزكیة هو من ولد آل محمد صلى الله علیه وآله وسلم ویكون مقتله ما بین الركن والمقام _ای مكة. وهو مرسل من قبل الامام علیه السلام الى اهل مكة لیحتج علیهم ویواجههم بصراحة بالموقف لكی لا یبقى غافل او مماطل فیبعثه الامام علیه السلام برسالة شفویة فیخطب فیهم بالمسجد بین الركن والمقام. فیجتمعون علیه اهل مكة فیقتلونه عند الكعبة المشرفة فیقطعون رأسه ویرسلونه الى السفیانی. وهذا قبل الظهور.
وهذه هی العلامات الحتمیة الكبرى فعن أحمد بن إدریس، عن علی بن محمد بن قتیبة عن الفضل بن شاذان، عن الحسن بن محبوب عن أبی حمزة الثمالی قال: (قلت لأبی عبد الله علیه السلام: ان أبا جعفر علیه السلام كان یقول: خروج السفیانی من المحتوم، والنداء من المحتوم، وطلوع الشمس من المغرب من المحتوم او اشیاء كان یقولها من المحتوم، فقال أبوعبد الله علیه السلام واختلاف بین فلا من المحتوم، وقتل النفس الزكیة من المحتوم، وخروج القائم من المحتوم، قلت: وكیف یكون النداء؟ قال: ینادی مناد من السماء اول النهار یسمعه كل قوم بألسنتهم: ألا ان الحق فی علی وشیعته، ثم ینادی إبلیس فی آخر النهار من الارض الا ان الحق فی عثمان وشیعته، فعند ذلك یرتاب المبطلون).
العلامات الحتمیة الأخرى.
اختلاف بین العباس قبل قیام القائم علیه السلام وتنقرض دولتهم من جهة خراسان.
علامات تظهر برجب: روى الشیخ الصدوق عن الامام الرضا علیه السلام انه قال: (لابد للشیعة من فتنة صحاء صیلعة، وذلك عند فقدان الثالث من ولدی یبكی أهل السماء وأهل الارض فإذا اقترب ظهوره نودی الناس فی رجب ثلاث أصوات من السماء یسمعها جمیع الخلائق.
الصوت الاول: الا لعنة الله على القوم الظالمین.
الصوت الثانی: (ازفة الازفة) أی قرب الامر الذی یقع یوما بیوم ووقتا بوقت.
والصوت الثالث: یرون بدنا بارزا نحو عین الشمس، وینادی مناد: هذا أمیر المؤمنین علیه السلام قد كر فی هلاك الظالمین فعند ذلك یأتی الناس الفرج كسوف الشمس وخسوف القمر.
روی عن أحمد بن محمد بن أبی نصیر عن ثعلبة (6)، عن بدر عن الخلیل الازدی قال: قال أبو جعفر علیه السلام: آیتان تكونان قبل القائم لم تكونا منذ هبط آدم علیه السلام الى الارض، تنكسف الشمس فی النصف من شهر رمضان، والقمر فی آخره قتال رجل: یا بن رسول الله تنكشف الشمس فی آخر الشهر والقمر فی النصف.
فقال أبو جعفر علیه السلام: إنی لا أعلم بما تقول، ولكنهما آتیان لم تكونا منذ هبط آدم علیه السلام.
روی عن عثمان بن عیسى، عن درست بن أبی منصور، عن عمار بن مروان، عن أبی بصیر (قال: سمعت أبا عبد الله علیه السلام یقول: من یضمن لی موت عبد الله أضمن له القائم، ثم قال: اذا مات عبد الله لم یجتمع الناس بعد على احد ولم یتناه هذا الامر دون صاحبكم ان شاء الله ویذهب ملك السنین ویصیر ملك الشهور والایام فقلت: یطول ذلك؟ قال: لا.
خروج الدجال: روى فی روایات كثیرة عن اهل البیت علیهم السلام ان الدجال یخرج من مرو بإصفهان. ویكون من صفاته ان احدى عینیه ممسوحة عوراء والاخرى فی جبهته تضیء كأنها كوكب فیها علقة كأنها ممزوجة بالدم عظیم خلقه ضخم الجثة عجیث الشكل غریب الهیئة. وروی ان ما من نبی الا وحذر من فتنة الدجال. ومن صفاته انه یخوض البحار وتسیر معه الشمس بین یدیه جبل من دفان وخلفه جبل أبیض یرى الناس انه طعام، یخرج فیه قحط شدید تحته حمار أقمر خطو حماره میل، تطوی له الارض منهلا منهلا… ینادی بأعلى صوته یسمع ما بین الخافقین …. یقول إلی أولیائی … انا الذی خلق فسوى وقد فهدى انا ربكم الاعلى… ثم انه كثیر المهارة بالسحر، ویجتمع الیه الشیاطین والمردة من الظالمین.
والمنافقین یشتغلون بآلات اللهو واللعب والفتن بجمیع النغمات واللعب بالعود والمزمار والدق والبربط وغیرها فتشغل بتلك الالحان قلوب تابعة یندفع صغار العقول من النساء والرجال الى الرقص ویمشی الناس خلفه تشده تلك الانغام الاخاذة كأنهم سكارى، ویقوم الدجال بهتك الدماء وتقع الفتنة والفساد والعالم وتقع الحرب بینه وبین جیش الامام المهدی علیه السلام وأخیراً یقتل بیده المباركة او بید عیسى بن مریم علیه السلام.
وجاء فی تفسیر قوله تعالى (وَهُوَ القادِرُ عُلى أنْ یَبْعَثَ عَلَیْكُمْ عَذاباً مِن فَوْقِكُمْ). قیل العذاب هو الدجال والصیحة وان واجبنا الشرعی امامه ان نبصق فی وجهه ونقرأ سورة الحمد وبدایات سورة الكهف.
الفصل الثالث
العلامات الغیر الحتمیة
العلامات الغیر حتمیة وهی كثیرة جدا منها ما وقع ومنها ما لم یقع وهی:
انتشار الظلم والجور والفساد فی الارض.
هدم حائط مسجد الكوفة وان هادمه لا یبنیه.
خروج الماء من بحر النجف.
ظهور نجم مذنب قرب نجم الجدی.
جریان الماء من نهر الفرات الى الغری وهو النجف الاشرف.
وقوع قحط شدید قبل الظهور.
وقوع زلزال شدیدة وانتشار الطاعون فی بلاد كثیرة.
القتل البیوح. وهو القتل الذی لا یهدأ الكثیر.
تخلیة المصاحف وزخرفة المساجد وتطویل المنابر.
خراب مسجد براثا.
ظهور نار فی مشرق الارض تبقی فی الجو ثلاثة أیام او سبعة وتكون مبعث تعجب او خوف.
ظهور حمرة شدیدة فی أطراف السماء تمتد حتى تنتشر فی آفاقها.
كثرة القتل وسفك الدماء فی الكوفة من قبل رایات مختلفة.
مسخ طائفة أهل البدع حتى یصیروا قردة وخنازیر.
نزول مطر شدید فی جمادی الثانیة ورجب لم یر له مثیل.
اطلاق العنان للعرب یعملون ما یشاءون ویتجهون أنى شاءوا.
خروج الناس من سلطان العجم.
طلوع نجم بالمشرق یضیء كما یضیء القمر ثم ینعطف حتى یكاد یلتقی طرفاه وله برفق یفشی العیون.
غلبة ظلمة الكفر والفسوق فی العالم.
وهذه بعض الروایات التی تدل عن هذه العلامات.
روی عن الصادق جعفر بن محمد علیه السلام انه سئل عن ظهور القائم، فتنهد وبكى ثم قال: یا لها من طامة اذا حكمت فی الدولة الخصیان والنسوان والسودان وأحدث الامارة الشبان والصبیان وخرج جامع الكوفة من العمران وانعقد الجسران فذلك الوقت زوال ملك بنی العباس وظهر قائمنا أهل البیت علیهم السلام.
وروی فی كتاب المناقب لابن شهراشوب قدس الله روحه فی علامات الظهور ذكر فیها خسفاً یكون فی بغداد وخسفا بقریة الجابیة بالشام وخسفا بالبصرة ونارا تظهر بالمشرق طولا وتبقى فی الجو ثلاثة أیام او سبعة أیام ونارا تظهر من آذربیجان لا یقوم لها شیء، وخراب الشام وعقد الجسر مما یلی الكرخ ببغداد وارتفاع ریح سوداء بها فی اول النهار وزلزلة حتى ینخسف كثیر منها واختلاف صفین من العجم وسفك دماء كثیرة بینهم وغلبة العبید على بلاد الشام ونداء من السماء یسمعه اهل الارض كل أهل لغة بلغتهم وینادی منادٍ باسمه واسم أبیه، ووجهاً وصدراً یظهران للناس فی عین الشمس، وأربعاً وعشرین مطرة متصلة فی جمادی الآخرة وعشرة فی رجب فتحیی الأرض بعد موتها وتعرف بركاتها وتزول كل عاهة.
وروی عن مولانا زین العابدین علی بن الحسین علیه السلام وقف على نجف الكوفة یوم وروده جامع الكوفة بعد ما صلى فیه وقال هی هی بالنجف، ثم بكى وقال: یا لها من طامة فسئل عن ذلك فقال: لذا ملأ نجفكم السیل والمطر وظهرت النار بالحجاز فی الاحجار والمدر وملكت بغداد فتوقعوا ظهور القائم المنتظر.
روی عن عبد بن جبلة عن أبی عمار عن علی بن ابی المغیرة عن عبد الله بن شریك العامری عن عمیرة بنت نقیل قالت: سمعت الحسن بن علی علیه السلام یقول: لا یكون هذا الامر الذی تنتظرونه حتى یبرأ بعضكم من بعض، ویلعن بعضكم بعضاً، ویتفل بعضكم بوجه بعض، وحتى یشهد بعضكم بالكفر على بعض، قلت: ما فی ذلك خیر، قال: الخیر كله فی ذلك. عندما یقوم قائمنا فیرفع ذلك كله.
وروی عن مزلم بن بشیر قال: قلت لعلی بن الحسین علیه السلام: صف لی خروج المهدی وعرفنی دلائله وعلاماته، فقال: (یكون قبل خروجه خروج رجل یقال له عوف السّلمی بأرض الجزیرة ویكون مأواه تكریت، وقتله بمسجد دمشق، ثم یكون خروج شعیب بن صالح من سمرقند ثم یخرج الملعون السفیانی من الوادی الیابس، وهو من ولد عتبة بن أبی سفیان فإذا ظهر السفیانی اختفى المهدی ثم یخرج بعد ذلك).
العلامات التی تخص صاحب الزمان علیه السلام:
روی عن ابی خدیجة قال: قال ابو عبد الله علیه السلام: (لا یخرج القائم حتى یخرج اثنى عشر من بنی هاشم كلهم یدعو الى نفسه).
وروی عن المفضل بن عمر الجعفی عن أبی عبد الله علیه السلام قال: سمعته یقول: ( إیاكم والتنویه، أما والله لیغیبن إمامكم سنیناً من دهركم، ولیمحّص حتى یقال مات او هلك، بأی وادٍ سلك، ولتدمعن علیه عیون المؤمنین، ولتكفأن كما تكفأ السفن فی أمواج البحر، فلا ینجو الا من اخذ الله میثاقه، وكتب فی قلبه الإیمان وأیده بروح منه، ولترفعن اثنا عشرة رایة مشتبهة، لا یدری أی من أی) فقلت: وكیف لا أبكی وأنت تقول: ترفع اثنا عشر رایة مشتبهة لا یدرى أی من أی فكیف نصنع؟ قال: فنظر الى شمس داخلة فی الصفة فقال: (یا أبا عبد الله، ترى هذه الشمس؟) قلت: نعم، قال: (والله! لأمرنا أبین من هذه الشمس).
ومن هذه الروایات نستنتج بأن هناك اثنا عشر شخصا یدعی بأنه المهدی علیه السلام وهو كذاب وان امر الامام أوضح من الشمس وسنوضح بعض صفاته علیه السلام حتى یكون الامر واضحا جلیاً كالشمس بل أكثر وضوحاً.
صفاته علیه السلام:
عن محمد بن عبد الله بن جعفر بن الحمیری، عن أبیه، عن محمد بن عیسى، عن محمد ابن عطاء علیه السلام بن أبی عمیرة قال: (قال أبو جعفر علیه السلام: لصاحب هذا الأمر بیت یقال له: (بیت الحمد) فیه سراج یزهر منذ یوم ولد الى ان یقوم بالسیف).
وعندما یظهر الامام یكون شاباً مربوعاً، حسن الوجه، حسن الشعر، یسیل شعره على منكبیه، ونور وجهه یعلو سواد لحیته ورأسه، فی خده الأیمن خال أسود.
أما سنة ظهوره فتكون سنة مفردة فعن أبی نصیر عن أبی عبد الله الصادق علیه السلام قال: (لا یخرج القائم الا فی وتر من السنین: سنة إحدى او ثلاث او خمس او تسع او سبع، وینادى باسم القائم فی یوم ستة وعشرین وفی روایة أخرى ثلاثة وعشرین من شهر رمضان ویقوم فی یوم عاشوراء یوم العاشر من محرم.
ویكون ظهوره علیه السلام فی مكة المكرمة وأول ما یسند ظهره الى الكعبة فیخطب بالناس ویعرفهم بنفسه وبعد ذلك یبدأ بأخذ البیعة من مؤیدیه وأنصاره واول من یبایعه جبرائیل ثم یبایعه وفد وافاه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا فیبایعونه. ویأخذ البیعة علیهم بأن لا یسرقوا ولا یزنوا ولا یسبوا مسلما ولا یقتلوا محرما ولا یهتكوا حریما ولا یهدموا منزلا ولا یضربوا أحدا الا بالحق ولا یكنزوا ذهبا ولا فضة ولا إبراً ولا شعیراً ولا یأكلوا مال الیتیم وان یفعلوا كل معروف. فیبایعوه سائر المخلصین ممن كانوا ینتظرون الظهور بفارغ الصبر.
وهذه أخرى روایة حول ظهور الإمام المهدی علیه السلام:
روی عن علی بن حبشی، عن جعفر بن مالك، عن أحمد بن ابی نعیم، عن إبراهیم بن صالح، عن محمد بن غزال عن مفضل من عمر قال: سمعت أبا عبد الله علیه السلام یقول: (إن قائمنا اذا قام أشرقت الارض بنور ربها واستغنى الناس(7) ویعمر الرجل فی ملكه حتى یولد له ألف ذكر، لا یولد فیهم أنثى ویبنى فی ظهر الكوفة مسجد له ألف باب، وتتصل بیوت الكوفة بنهر كربلاء وبالحیرة حتى یخرج الرجل یوم الجمعة على بغلة سغواء(8) یرید الجمعة فلا یركها. وعن أبی جعفر علیه السلام قال: یدخل المهدی الكوفة وبها ثلاث رایات قد اضطربت بینها، فتصفوا له فیدخل حتى یأتی المنبر ویخطب، ولا یدری وقد قاراها فیسلمها الى الحسنی فیبایعونه، فإذا كانت الجمعة الثانیة قال الناس: یابن رسول الله الصلاة خلفك تضاهی الصلاة خلف رسول الله والمسجد لا یسعنا فیقول انا مرتاد لكم فیخرج الى الغری فیخط مسجداً له ألف باب یسع الناس علیه أصیص(9) ویبعث فیحفر من خلف قبر الحسین علیه السلام لهم نهرا یجری الى الغریین، حتى ینفذ فی النجف، ویعمل على فوهته قناطر وارجاء فی السبیل، وكأنی بالعجوز وعلى رأسها مكتل فیه بر حتى تطحنه بكربلاء).
نزول المسیح علیه السلام
ولابد هنا ان نذكر المسیح عیسى بن مریم علیه الصلاة وانه ینزل الى الدنیا عندما یكون الدجال فی قمة مجده وغرائه وسیطرته على العالم فینزل المسیح على المنارة شرقی دمشق یبدو للرائی كأنه خرج من الحمام لوقته لأنه اذا طأطأ رأسه قطر واذا رفعه انحدرت منه قطرات جمان كاللؤلؤ على وجهه ووطیفه المسیح علیه السلام الرئیة هی قتل الدجال فیكون الدجال حینئذ فی دمشق فیلحقه المسیح علیه السلام فیدركه بباب فیقتله وبعد قتل الدجال تكون مهمته الثانیة تأیید المؤمنین فی العالم والقضاء على الكافرین والمنحرفین اما المؤمنین فیواجهونه ویحدثونه عن درجاتهم فی الجنة واما الكافرین فیقاتلهم على الاسلام، وان المسیح یمكث فی الارض اربعین عاما. وعند نزوله فی عصر الظهور یصلی خلف الامام الحجة علیه السلام مأموماً.
وفی نهایة هذا البحث نذكر ان الامام علیه السلام یبقى سبع سنین وكل سنة تعادل عشر سنین من سنیننا أی ما یعادل سبعین سنة اما حكومة الامام فتدوم ما شاء الله من السنین. حتى یظهر ویظهر معه كل الخیر والبركة وتنعم الانسانیة بالعدل والرفاهیة ویستغنی كل واحد حتى یقول الرجل أعطنی یا مهدی ذهبا وأموالا وجواهرا فیقول علیه السلام خذ ما ترد فیحمل الرجل ثم یتركه للغنى التی تكون فی النفس ویقتل الامام علیه السلام الشیطانَ ویقضی على الشر فی العالم وتموت النفس الامارة بالسوء فی نفوس الناس والحمد لله رب العالمین (جعلنا وإیاكم من الناظرین الى الطلعة البهیة الرشیدة والمتنعمین بد وله العدل الالهی آمین رب العالمین.
تم بعون الله تعالى عز وجل
الخاتمة:
وفی الخاتمة لا یسعنا الا ان نقول (الهی عظم البلاء وبرح الخفاء وانقطع الرجاء …. الدعاء).
(اللهم عرفنی نفسك فإنك ان لم تعرفنی نفسك لم أعرف نبیك …. الدعاء).
والحمد للهِ ربِ العالمین وصلِ اللهم على محمد وآله الطاهرین.
فهرست المصادر:
1) كتاب الغیبة للطوسی
2) الملاحم والفتن للسید ابن طاووس
3) فقه علائم الظهور الشیخ محمد السند
4) 500 سؤال حول الامام المهدی علیه السلام الشیخ ماجد ناصر الزبیدی
5) مثیر الاحزان للصدوق
6) الفوارق والجوامع بین السنة والشیعة لمحمد جواد مغنیة
7) سیرة الأئمة الأثنی عشر هاشم معروف الحسنی
8) مفكرة المنتظر علیه السلام مركز الدراسات التخصصیة فی الامام المهدی علیه السلام
الهوامش:
(1) ج ص 191.
(2) ص 126 طبعة 1347هــ
(3) ج 2 سنة 1945.
(4) ج2 طبعة سنة 1902.
(5) البحار ج 20، ص 216.
(6) المراد به میمون مولى بنی أسد.
(7) واستغنى العباد بضوء الشمس.
(8) اسغی من المشیء سغوا اسرع والبغلة السغواء: الخفیفة السریعة.
(9) البیوت المتقاربة.
مدینة محسن العلی