لوسائل الإعلام الفرنسیة دور بارز فی فرض القیود على المواطنین المسلمین

إن ما تقوم به الحكومة الفرنسیة من دعایات إعلانیة مغرضة، قد جعل الشعب الفرنسی ینظر المواطنین المسلمین بنظرة سلبیة وقد آل به المطاف إلى أن یعطی كل فرنسی نفسه الحق فی أن یقوم مباشراً ومن دون النظر فی القانون بفرض القیود على المسلمین.
وقال الباحث الفرنسی المسلم والخبیر فی الشؤون الدولیة، «سامبا دیانی»، فی حوار خاص مع وكالة الأنباء القرآنیة الدولیة(ایكنا): لو أردنا الحدیث عن وضع المسلمین فی فرنسا یجب القول بأنهم یعیشون ظروفاً غیر مناسبة وتزداد علیهم القیود الدینیة یوماً بعد یوم.
وأوضح قائلاً: لعل الدعایات الإعلامیة التی تتم من قبل الصهاینة لسلب هویة وحیثیة المسلمین تكون إحدى أسباب هذه القیود، قائلاً: یبدو أن الحكومة الفرنسیة تستخدم المسلمین كأداة لرفع ما تتحمل من ضغوط إقتصادیة وإجتماعیة؛ على سبیل المثال أن حكومة الرئیس الفرنسی السابق “نیكولا ساركوزی” التی عزجت عن حل مشاكل شعبها لمدة خمس سنوات متتالیة، كانت تثیر بعد حین وآخر ضجة إعلامیة ضد المسلمین لكی تشغل الرأی العام عن التطرق إلى شؤون ومشاكله الرئیسیة.
وتابع قائلاً: فكل هذه الدعایات المغرضة التی تقوم بها الحكومة الفرنسیة قد جعلت الشعب الفرنسی ینظر المواطنین المسلمین بنظرة سلبیة وقد آل به المطاف إلى أن یعطی كل فرنسی نفسه الحق فی أن یقوم مباشراً ومن دون النظر فی القانون بفرض القیود على المسلمین، مؤكّداً أن هذه القضایا قد جعلت الأمر أكثر صعوبة للمسلمین الفرنسیین خاصة السیدات؛ علاوة على أن هناك أعمال العنف العنصریة تتم ضد المسلمین كإحراق المساجد والأماكن المقدسة.
وتحدث فی جزء آخر من كلامه عن تاریخ المسلمین فی فرنسا، قائلاً: بعد أن انتهت الحرب العالمیة الثانیة أخذت الدول الأروبیة تبحث عن الید العاملة لإعمار مناطقها المتضررة من الحرب بینما نجحت فرنسا فی الإتیان بالید العاملة من الدول التی كانت تحت سیطرتها سابقاً، لكن ونظراً لسیاسة إغلاق الحدود الفرنسیة ومنع الهجرة التی إتخذها رئیس الجمهوریة آنذاك، أضطر هؤلاء العمال أن یبقوا مع عائلاتهم فی فرنسا لكن الحكومة لم تقم بعمل لتحسین وضعهم الثقافی والإجتماعی.
وأوضح: وفق هذه المقدمة هل یمكن التوقع من الذین لدیهم هواجس مالیة ویعانون من الفقر الفكری والثقافی أن یوجدوا تغییراً أساسیاً على مستوی وضعهم الإجتماعی؛ على المسلمین الفرنسیین أن یفكروا لتحسین وضعهم وتربیة نخبة یدافعون عن حقوقهم ویتولون زعامتهم فی المجتمع الفرنسی.
قال الباحث الفرنسی المسلم والخبیر فی الشؤون الدولیة، «سامبا دیانی»: القضیة الأهم هی أن یتعلم المسلمون الفرنسیون كیفیة إعادة حقوقهم ورفع شكاواهم إلى المحكمة حال تعرضهم لظاهرة رهاب الإسلام كما یجب تنبیههم إلى أن القانون المعادی للعنصریة یكون للجمیع وأن حقوقهم لابد من الإعتراف بها كحقوق سائر المواطنین.

شاهد أيضاً

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

الاخبار – القدس العربي: قام جندي إسرائيلي بتهديد نشطاء فلسطينيين وإسرائيليين كانوا يتضامنون مع أهالي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *