هامبورغ تمنح مسلمیها بعض حقوقهم

فی خطوة تعتبر سابقة بألمانیا التی یشكل المسلمون 5% من سكانها، تستعد مدینة هامبورغ، ثانیة كبرى المدن الألمانیة، لتمنح المسلمین بعض حقوقهم، وفی مقدمتها التمتع بأعیادهم الإسلامیة.

أفادت قناه الجزیره أنه یأتی ذلك بعد أن أبرمت المدینة التی یعیش فیها 1.8 ملیون نسمة اتفاقا اعتبر تاریخیا مع جالیتها الإسلامیة -البالغ عددها 130 ألفا- یمكن تطبیقه ابتداء من العام إذا أقره البرلمان المحلی.
وفی مقابل اعتراف المسلمین بـ”القیم المشتركة”، بما فی ذلك المساواة بین النساء والرجال، یعترف الاتفاق بعیدی الفطر والأضحى وكذلك عاشوراء. كما یمنح المسلمین حقوقا تتعلق بالتعلیم الدینی فی المدارس وبمراسم الدفن.
وحصل الاتفاق -الذی یستفید منه كذلك 50 ألف علوی- على شبه إجماع سیاسی، إلا أن البلدیة الاشتراكیة الدیمقراطیة تقر بأن بعض سكان هامبورغ یعتبرون أن هذا الاتفاق “لیس أمرا بدیهیا”.
وقال كریستوف كروب مدیر مكتب رئیس البلدیة أولاف شولتز “هو مرحلة جدیدة یتعین القیام بها حتى یقبل بعض السكان بوجود دیانة جدیدة هنا. ونحن ندرك أن البعض ینظرون إلى الإسلام على أنه أمر غریب”.
وحتى الأن، كان أرباب العمل أحرارا فی منح موظفیهم المسلمین أیام إجازة. وقال زكریا التوغ نائب رئیس أهم منظمة إسلامیة فی ألمانیا تتولى إدارة تسعة مساجد فی هامبورغ “كان فی استطاعتهم (أی المشغلین) أن یقولوا أنا أحتاج إلیك، لا یمكنك أن تأخذ إجازة هذا الیوم”.
حمایة القانون
وأضاف “لم یكن عدد كبیر من الأجراء المسلمین یجرؤون على طلب إجازة فی تلك الأیام الثلاثة خوفا من خسارة ثقة أرباب العمل، وبات فی استطاعتهم الآن أن یقولوا هذا یوم عطلتی الذی یحمیه القانون”، وتابع “هذا یعنی فارقا كبیرا”.
من جانبه، قال رئیس منظمة الشورى دانیال عبدین -التی تضم 31 مسجدا محلیا- “بذلك یعترفون بأن المسلمین جزء من المجتمع”.
وأوضح التوغ أن المسلمین ینتابهم فی أغلب الأحیان شعور بأنهم غیر مرغوب بهم هنا، مشیرا إلى أن هذا الاتفاق یؤكد أنهم یشكلون مصدر ثراء للمدینة.
ویتیح الاتفاق للجالیة الإسلامیة فی هامبورغ -المؤلفة من أتراك وباكستانیین وعراقیین وأفغانیین- أن تقول كلمتها أیضا فی التعلیم الدینی بالمدارس الرسمیة.
وكانت هامبورغ التی تتمتع باستقلالیة على الصعید التربوی، على غرار المقاطعات الأخرى، قد كلفت حتى الآن الكنیسة البروتستانتیة بتولی مسؤولیة هذا التعلیم، لكن بات فی استطاعة أساتذة مسلمین إعطاء هذه الدروس.
وشدد النائب الاشتراكی الدیمقراطی أندریاس دریسل على القول إن الاتفاق لا یعنی منح المسلمین امتیازات، لكنه یعنی الاعتراف بما هو واقع قائم.

وقال دانیال عبدین الذی یتولى إدارة مسجد قائم فی مرآب سابق تحت الأرض فی أحد الأزقة “بذلك بتنا على قدم المساواة مع البروتستانت”.
ویشدد عبدین على أنه “فی ألمانیا، لم یعد الإسلام دیانة مستوردة، فـ70% من المصلین الذین یؤمون مسجدنا تقل أعمارهم عن 30 عاما وهم ولدوا هنا”.
لكن البعض یأسف لعدم البت فی بعض المسائل المهمة كارتداء الحجاب للمعلمات أو حصص السباحة المنفصلة للفتیات المسلمات.

شاهد أيضاً

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

الاخبار – القدس العربي: قام جندي إسرائيلي بتهديد نشطاء فلسطينيين وإسرائيليين كانوا يتضامنون مع أهالي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *