وكان (رضوان الله تعالى عليه) كثيراً ما يَصِلُ لخدمة صاحب الزمان عليه السلام. والحكاية التالية هي إحدى تلك اللقاءات التي تشرف بها السيد أبو الحسن الاصفهاني مع الوجود المقدس لصاحب الأمر والزمان عليه السلام.
جاء في كتاب اللقاء مع الإمام صاحب الزمان عليه السلام، تأليف السيد حسن الأبطحي في الحكاية الرابعة والخمسين ص128 ما يأتي:
يعتبر المرحوم آية الله العظمى السيد أبو الحسن الاصفهاني من المراجع العليا في زماننا.
وكان (رضوان الله تعالى عليه) كثيراً ما يَصِلُ لخدمة صاحب الزمان عليه السلام. والحكاية التالية هي إحدى تلك اللقاءات التي تشرف بها السيد أبو الحسن الاصفهاني مع الوجود المقدس لصاحب الأمر والزمان عليه السلام.
ونقل هذه الحكاية العلامة المتتبع الحاج السيد حسن ميرجهاني في كتاب (كنز العارفين) فقال:
كان أحد علماء اليمن واسمه بحر العلوم يراسل العديد من علمائنا في النجف طالباً منهم إثبات الوجود المقدس لبقية الله في أرضه عليه السلام.
وكان السيد بحر العلوم زيدياً غير مصدق بوجود الحجة عليه السلام ، فكتب له العلماء الإعلام رسائل عديدة، وشرحوا له إثبات وجوده، ولكنه لم يقتنع. حتى كتب رسالة إلى المرجع الأعلى للشيعة آنذاك السيد أبو الحسن الاصفهاني (رضوان الله تعالى عليه) يطلب منه إثبات ذلك.
وفي جوابه، قال السيد أبو الحسن الاصفهاني للسيد بحر العلوم: إذا أردت إثبات ذلك والتأكد من الوجود المقدس لصاحب العصر فعليك المجيء إلى النجف الأشرف لأثبت لك ذلك حضورياً، وبعد عشرة أشهر، وصل بحر العلوم وابنه وعدد من أتباعه إلى النجف الأشرف، وزاروا السيد (أبو الحسن)، وطلب منه أن يثبت له ذلك بعد أن حضر شخصياً إلى النجف مع ابنه.
فقال له المرحوم السيد أبو الحسن الاصفهاني:
تعال غداً أنت وابنك إلى داري حتى أعطيك جواب سؤالك.
ثم جاء بحر العلوم وابنه وبعض أتباعه، وبعد تناول العشاء، والأحاديث الدينية، وانصراف الضيوف، وانتصاف الليل، قال السيد أبو الحسن إلى خادمه مشهدي حسين، هات المصباح معك، ووجه كلامه إلى السيد بحر العلوم وابنه وقال لهما: اتبعاني.
ثم أضاف السيد ميرجهاني: كنت أحد الذين بقوا بعد انصراف الضيوف، فأردت أن أذهب مع السيد (أبو الحسن) لكنه قال لي: يجب أن تبقى هنا ويأتي معي فقط بحر العلوم وابنه.
ثم ذهب الثلاثة في تلك الليلة المظلمة ولم نعرف وجهة سيرهم ولا إلى أين ذهبوا.
ولكن، وفي الصباح، وعندما التقيت مع بحر العلوم وابنه وسألته عن أحداث الليلة الماضية قال: الحمد لله لقد تشرفنا ليلة أمس بخدمة ولي العصر عليه السلام وأصبحت من المعتقدين بوجوده المقدس. فسألته وكيف ذلك؟.
فال: لقد أراني السيد أبو الحسن الاصفهاني الحجة بن الحسن عليه السلام.
فسألته: وكيف كان ذلك؟.
فقال بحر العلوم: عندما تركنا الدار، لم ندرِ إلى أين وجهتنا، حتى وصلنا إلى وادي السلام، وفي وسط الوادي دخلنا مكاناً قال إنه مقام صاحب الزمان عليه السلام.
وعندما وصل السيد أبو الحسن إلى باب المقام، أخذ المصباح من خادمه مشهدي حسين ودخل منفرداً إلى المقام ثم أشار إليّ أن أدخل وحدي معه ثم توضأ وبدأ بالصلاة وصلى أربع ركعات، ثم قال شيئاً لم نفهمه، ولكن شاهدت فجأة أنواراً خاطفة وقد غمر المكان نور ساطع.
وهنا يكمل الحكاية ولده فيقول:
كنت في هذه اللحظات خارج المقام ولكنني بعد دقائق سمعت صيحة عظيمة من قبل والدي ثم أُغمي عليه فتقدمت قليلاً فوجدت السيد أبو الحسن الاصفهاني يُمَسِدّ كتفيه حتى استفاق من غيبوبته فقال مباشرة: لقد رأيت ولي العصر والزمان عليه السلام وأصبحت من شيعته الإثني عشرية، ولكنه لم يزد شيئاً على هذا الكلام ولم يوضح لقاءه بالحجة عليه السلام ثم عدنا إلى اليمن بعد عدة أيام وتشيّع أكثر من أربعة آلاف من أتباعه.