استدعاء الشياطين:( القسم الخامس : أنماط الاستدعاء

بقلم اسماعيل شفيعي سروستاني
إن الاستدعاء العام للشيطان يحصل عن طريق التلوث بالنجاسات الفيزيائية والميتافيزيقية. وليس قليلين الرجال  والنساء الذين استضافوا الضيوف الخبثاء غير المدعوين من خلال الحقد والنفاق والكبر وسوء الظن والكذب والحسد والخداع، من دون أن يدروا.
إن غياب التقوى والورع يجعلنا معرضين لهجوم هذه الكائنات الشريرة. ولذلك فإن “الغيظ” يجتاح القلوب والصدور.

 

اسماعيل شفيعي سروستاني
إن الاستدعاء العام للشيطان يحصل عن طريق التلوث بالنجاسات الفيزيائية والميتافيزيقية. وليس قليلين الرجال  والنساء الذين استضافوا الضيوف الخبثاء غير المدعوين من خلال الحقد والنفاق والكبر وسوء الظن والكذب والحسد والخداع، من دون أن يدروا.
إن غياب التقوى والورع يجعلنا معرضين لهجوم هذه الكائنات الشريرة. ولذلك فإن “الغيظ” يجتاح القلوب والصدور. إن الشعور بالكراهية والتشاؤم وسوء الظن، يلوث الأجواء ويزيد كل لحظة من ثخانة طبقات الظلام. إن الأناس المتقين والورعين وأهل المعنى وملائكة الرحمة الإلهيين والأجنة المؤمنين والصالحين يستشمون هذه الرائحة العفنة، ويرون الظلمات التي تطغى على القلوب ويتهربون من الأجواء المدنسة. وفي هذه الوضعية، فإن روح المؤمنين تتألم. وتزول حالة التضرع والدعاء وتحل الكراهية والضغينة محل الشفقة والرحمة.
“قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4)”؛
ويتقدم الوسواس كل لحظة ليوسوس في الصدور والقلوب ويحرض ويزيد من الحيلة والخداع وسوء الظن والحقد والضغينة بين المؤمنين ويمهد الطريق لارتكاب أسوأ الذنوب.
إن أنماطا من الأجنة الخبثاء الذين يتحولون في خدمة إبليس لإرباك الإنسان وتدنيسه يتمتعون بسبب التنوع والكثرة بقدرات خاصة وهم في أحجام ومقاييس مختلفة ويستطيعون تنفيذ المهام الموكلة إليهم بسهولة.
ويصاب الرجال والنساء المؤمنون بالمرض أحيانا عن طريق القريبين المصابين منهم أو أنهم يتواجدون في الأجواء الملوثة والمليئة بالمرض فيتضررون ويتعذبون.
إن الإشعاعات والمجال المغناطيسي الحاصل حول المصابين بالمخلوقات الخبيثة وغير العضوية، تلقي بظلالها على حياة الآخرين وتدنسها وتحول دون تردد أرواح المؤمنين والملائكة والأجنة المؤمنين، في حين أن تردد المؤمنين هذا، يبث البركة والنعمة بين الناس.
ويصاب المؤمنون أحيانا في مجال هذه الأمواج الملوثة بالشرود الذهني والنسيان والخوف والقلق والشك وحتى فقدان الذكريات وتباطؤ النشاطات الذهنية، من دون ان يعرفوا مصدره. وتجعل هذه المخلوقات الخبيثة، المؤمنين أحيانا عرضة لسهام البلاء المعادية وحتى أنها تعرض أرواحهم للخطر.
فأحيانا تؤدي سرقة هذه الكائنات الشيطانية، لمعطيات وآراء وأفكار المفكرين المؤمنين والصالحين، إلى خروجهم من ساحة العمل والأداء الإيماني.
إن الشقق الصغيرة الأشبه بعلب الكبريت، تجعل الناس من دون ان يدروا عرضة للتلوث والإصابة بالمرض الناتج عن تردد وحضور المخلوقات الخبيثة، في حين أن الجدران الإسمنتية والأجرية، لا تستحدث أي قيود أمام تردد هؤلاء.
ولهذا السبب فإن الحياة الإيمانية تصبح شاقة للغاية ومستحيلة في بعض الأحيان في النسيج الحضري والعمارة الحديثة وذلك بسبب الزحام والاختلاط والامتزاج الذي لا يمكن التحكم به.
وبسبب الانبهار بالغرب واتباع المذهب المادي والتجريبي، نعتمد الإنكار في الحديث والتعرف على العالم الماورائي وسكان العالم الماورائي (العوالم الجنية والملكية والارواح و…) ولا نبذل أدنى جهد لدراسة ومعرفة هذه العوالم ما يزيد دائما من نسبة التلوث والخسائر الناجمة عن حضور وعمل الكائنات الخبيثة في حين أن هذه الموضوعات تبدو لنا قديمة وخرافية أصلا.
عالم الدخان؛ تقارب العوالم
في الأعوام التي تسبق الظهور وفي ذروة بروز الشبهات والفتن ودنس آخر الزمان، فإن الكثير من الجدران الحائلة بين العوالم الإنسانية وسائر الكائنات مثل الاجنة تزول بفعل الاستدعاء الواسع الذي يقوم به البشر وتطلق يد هذه الكائنات للتدخل والتصرف في شؤون البشرية. وعند ذلك، فإن الآمر والقائد الرئيسي هم كائنات غير مرئية تصدر أحكامها، وتثير جدلا وتشجع الناس على الذنب وهتك الحرمات وتمهد الطريق والسبيل لذلك. إن هؤلاء يظهرون الخبائث والقبائح على أنها جمال ويمنعون الخير ويؤججون نار الفتنة ويتسببون بوقوع أنواع وأشكال الآثام والذنوب والجرائم بين الناس. الوضع الذي نشهده اليوم بشكل أو بآخر.
وقد استخدمت مفردة الشيطان بمعنيين، احدهما المعنى اللغوي. فالشيطان ماخوذة من “شطن” و “شاطن” وكلاهما بمعنى الخبيث والدنئ والحقير والكائن المتمرد والعاصي. بعبارة آخرى، فإن كلمة الشيطان تطلق على كل شئ يكتنفه الغموش ومؤذ ومزعج. كما وردت هذه المفدرة بمعنى المُضلّ والطاغي والشرير والابتعاد عن الحق والحقيقة والابتعاد عن الرحمة والمغفرة الالهية والكائن القسي القلب والسئ الخلق والهالك والمُهلِك.
وهذه المعاني والصفات إن وجدت في أي كائن أكان الإنسان أو الجن وحتى الحيوان، هي من مصاديق الشيطان، لكن في المعنى المصطلحي، وكما يتبادر إلى ذهن عامة الناس، فإن الشيطان هو ذاك الرجيم الملعون والمتمرد الذي لم يسجد لآدم وطرد من رحمة الله.
وحسب بعض الروايات فإن الاسم الأصلي لإبليس كان “حارث” (حرث)، لكن بسبب عبادته الطويلة نودي ب عزازيل، أي عزيز الله. وسمي إبليس بعد العجب والخيلاء وسمي بالشيطان بعد الامتناع عن السجدة وطرده من رحمة الله.
وتتحدث الكثير من الآيات القرانية عن الصفقة التي يعقدها الشيطان مع الانسان. ومن بين بعض الناس، هناك من لا علم ومعرفة له حول الله وخلقة الكون، فيجادل.
“وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ”؛
وينفذ الشيطان أحيانا إلى جلد خلق الله، فيعمل على إيجاد الشك والترديد عندما يكون الإنسان على مفترق الطريق بين الحق والباطل فيدفعه للسير في طريق الباطل. ويقول القران الكريم:
“قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَىٰ أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِيالأرض حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إلى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِين”؛ 
إن إيجاد الترديد واثارة الشبهات هذه تدفع الإنسان أحيانا للانزلاق إلى وادي ارتكاب الحرام والربا والزنا و… .
إن المصداق الكبير لهذا القبيل من الترديد والشبهات في الوقت الحاضر، يتمثل في السوق الكبيرة للتعاملات والصفقات الاقتصادية التي اصبحت تجتاح كل البلدان. ويقول الله سبحانه وتعالى في القران الكريم:
“الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِــنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا
وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَـن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّـن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ … “؛
ومصاديق عمل الشيطان وأعوانه مع الإنسان كثيرة في القرآن الكريم.
ويطلق اسم “عالم الدخان” على واقعة الدخان أي إزاحة الستائر القائمة بين العوالم والمزيد من اطلاق يد القوى الخبيثة ضد الانسان.
إن أزمة واقعة الدخان، أظهرها فلم “الملك سيلمان” بشكل جيد. وذلك عندما داهمت القوى الشيطانية، الناس فأصابتهم بالجنون والهوس والجريمة، وعندها انتصر النبي سليمان (ع) على كل تلك القوى. وهناك الكثير من الأخبار التي تحكي إطلاق يد هذه القوى ضد العالم الإنساني في السنوات التي تسبق الظهور. وفي تلك الظروف يبلغ الظلم والجور ذروته بحيث يتم تبيان :
“ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ”؛
إن امتلاء الأرض بالظلم والجور في السنوات التي تسبق الظهور، يعود إلى هذا الجزء من حياة الإنسان على الأرض أي في واقعة “الدخان” وإطلاق يد القوى الشيطانية الخبيثة.
وفيما يخص مراتب الارتباط وحضور وميدان عمل الشياطين، فإنه يستشف من فحوى الروايات بأن هذه القوى تتقدم مرحلة بمرحلة لتنال أهدافها وغاياتها. والهدف الغائي لإبليس هو إغواء وإغراء الإنسان وقطع الطريق عليه ودفعه إلى الضلال عن طريق تدنيسه بالمعاصي والذنوب والنجاسات الفيزيائية والميتافيزيقية. إن الدنس الأخلاقي يصيب الإنسان بأنواع الشرك والكفر والنفاق ويجره إلى الدرك الأسفل.
ولا ننسى بأن إبليس وجنوده، يتمتعون بقدرات ومواصفات خاصة، بما فيها:
1-    العلم والإدراك وقوة التشخيص؛
2-    قوة الاختيار؛
3-    ماضي التواجد الطويل الأمد في الأرض، حتى قبل خلق الإنسان (وكان إبليس قد خلق قبل آدم بالآف السنين)؛
4-    العمر الطويل لعدة آلاف عام؛
5-    القوة وميدان العمل الواسع النطاق (كما كانوا في خدمة النبي سليمان (ع))؛
6-    إمكانية التكاثر والتوالد؛
7-    والأهم من كله هو سرعة الإقدام واللطافة الفائقة التي تخفيهم عن أعين الإنسان؛
8-    ويواجهون طبعا كالإنسان، الموت والحياة والحشر والنشر.
والطوائف الجنية شأنه  شأن طائفة البشر، فيها المؤمنون والصالحون وحشد أكبر من الطالحين والكافرين، وكما أن المؤمنين من بني البشر وبسبب تشرعهم وكونهم صالحين، يحثون أنفسهم والآخرين على الامتناع عن ارتكاب المعاصي والقبائح وحتى أنهم لا يقترفون جريمة وخيانة ضد أعدائهم ولا يلجأون إلى الحيلة والتزوير والكذب وإهدار حقوقهم، فإن الأمر كذلك في طائفة الجن.
ويقول القران الكريم:
“وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الإِنسِ … “؛
ولابد من التذكير أنه على الرغم من كون القوى الجنية الخبيثة في خدمة إبليس، لكن الجن المؤمنين لا يسعون لإقامة اتصال مع الانسان، ويتحاشون هذا من منطلق الايمان. لذلك نادرا ما نجد اتصالا بين الإنسان والجن من نوع الاتصال الايماني، إلا في حالات خاصة وشروط خاصة ونظام خاصة.
إن الجن المؤمنين، منهمكون بأعمال ايمانية وحتى إنهم يتقدمون في هذا الطريق على المؤمنين الصالحين من بني البشر، ويبلغون مراتب من الكمال يعجز الكثير من أبناء البشر عن بلوغها.
ويجب القول بأن الإنسان متفوق من حيث الخلقة على الجن وهو أشرف المخلوقات.
وقد وردت إشارات كثيرة في الآيات والروايات حول مراتب ومراحل عمل الشيطان اللعين والتي يمارسها عن طريق جنوده على الإنسان.
فالشيطان يتقدم خطوة فخطوة؛ لكن وكما أسلفنا فإن الطريق يتمهد ويتوسع مع أول  استدعاء.
إن جزءا من مفهوم الآيتين 36 و 37 من سورة “الزخرف” يتحدث عن مقدمة تسلط الشيطان على الإنسان:   
“وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ(36)وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ”.
إن المفاهيم المتعلقة بهاتين الايتين تتمثل في أن سياسة الشيطان هي خطوة فخطوة “خطوات” (سورة البقرة الاية 168)؛
–    الخطوة الأولى هي إيحاء الوساوس. “وسوس اليه” (سورة طه الاية 120)؛
–    وفي الخطوة الثانية يقيم الاتصال. “مسهم طائف” (سورة الاعراف الاية 201)؛
–    وفي الخطوة الثالثة ينفذ ويستقر في القلب. “في صدور الناس” (سورة الناس الاية 5)؛
–    وفي الخطوة الرابعة يبقى في الروح. “فهو له قرين” (سورة الزخرف الاية 36)؛
–    وفي الخطوة الخامسة يجعل الإنسان عضوا في حزبه. “حزب الشيطان” (سورة المجادلة الاية 19)؛
–    وفي الخطوة السادسة يصبح وليا للانسان. “ومن يتخذ الشيطان وليا” (سورة النساء الاية 1119)؛
–    وفي الخطوة السابعة يصبح الإنسان شيطانا. “شياطين الإنس والجن” (سورة الانعام الاية 112)؛
ويقول الإمام علي (ع) في نهج البلاغة بأن الشيطان يبيض ويفرخ في روح الإنسان. “فبَاضَ وفَرَّخَ في صُدورِهِم” (نهج البلاغة الخطبة 17).
الاستدعاء من النوع الثاني
إن كل ما ذكرنا، كان حول الاستدعاء العام. وفي هذا الاستدعاء، فإن عامة الناس مشتركون ويستجلبون مراتب من هذا ويتصرفون وفق رغبة الشيطان، كل حسب موقعه وجهوزيته ونسبة غياب التقوى، لكن “الاستدعاء الخاص” هو نمط آخر يقع بطريقة خاصة.
إن ما حدث ل”الدكتور فاستوس” هو من نوع الاستدعاء الخاص. ففي هذه الطريقة، يقوم الإنسان وهو في كامل وعيه وعلمه وعن طريق بعض الأعمال  والمناسك، بلفت انتباه الشيطان وعقد صفقة معه. الصفقة التي تقع بين الإنسان والشيطان بوعي تام.
إن “السحر والشعوذة والانتقال غير الورع إلى العلوم الغريبة” هي مصاديق لهذا “الاستدعاء الخاص”.
ومنذ القدم، كان السحرة والمشعوذون يلجأون إلى “العلوم والفنون الغريبة” وتجربة الرياضة الروحية وطي مراحل ومراسم، لإقامة ارتباط بالعالم الشيطاني.
ففي أحد طرفي هذه الصفقة، الإنسان الذي يكسب من خلال أعمال ، رضا الشياطين ويقيم ارتباطا معهم، وفي الطرف الآخر، الشيطان الذي يمنح الامتيازات ويسدي بعض الخدمات، ليفرض هيمنته شيئا فشيئا على المتصل، ويجعله في خدمته بالكامل.
وفي هذه المرحلة، يصبح المتصل بين فكي إبليس وتغلق عليه طرق الفرار إلى ان تذهب روحه إلى الجحيم الأبدي مثل فاستوس بعد ما يغرق في التعاسة والظلام.
وترتكب القوى الشيطانية الخبيثة في هذه الصفقة أي عمل قبيح بما يتناسب مع قدراتها وذلك تحت الطلاسم والتعاويذ والتمائم والأوراد والعزائم من أجل  وضع مطالب السحرة والمشعوذين وطاردي الأرواح الشريرة موضع التنفيذ.
إن النميمة والتجسس وتبادل معلومات الاشخاص والسرقة والتاثير على قلب وعقل الآخرين واثارة المشاعر الزائفة (الخوف والغم والفرح و…) بين الناس و… هي من الخدمات التي تسديها القوى  الشيطانية وتحصل لقاء ذلك على خدمات من الانسان، أهمها ارتكاب الذنوب وعبادة الشيطان والتضحية بالناس وانتهاك المقدسات وتدنيسها وتدنيس سائر البشر بأنواع المعاصي والكفر والشرك بالله تبارك وتعالى.
وكان أصحاب السلطة في بلاط الملوك والسلاطين يستفيدون على امتداد التاريخ من هذه الخدمات وذلك من خلال الاستنجاد بالسحرة والمشعوذين وطاردي الارواح الشريرة والكفرة وعبدة الشيطان.
واعتمادا على المصادر التاريخية فإن الكائنات الشريرة والخارقة للطبيعة كانت منذ الأزمنة الغابرة، معروفة بالنسبة لبني البشر وكانت طقوس الشعوذة سائدة بين القوميات والشعوب المختلفة لصد هذه الكائنات أو الاستعانة بها.
وكان كهنة الشعوب والأمم المختلفة يخوضون في الأبراج والمقابر القديمة والكهوف والقلاع غمار العلوم الغريبة ويقومون برياضات روحية خاصة لاقتحام العوالم الخاصة، ويسعون من خلال أنواع البخور وطقوس الشعوذة والأذكار لإقامة اتصال مع القوى الموجودة وغير المرئية.
إن الاعتقاد بوجود فئتي الخير والشر من الكائنات الخارقة للطبيعة، كان سائدا بين عموم الحضارات القديمة. ويوجد اليوم الكثير من الأعمال   والآثار عن الكثير من هذه الشعوب ويتم الاحتفاظ بها في المكتبات والمتاحف. ومن هؤلاء كان سكان ضفتي “دجلة” و “الفرات” في تلك الآيام الحافلة بالرجاء والخوف والانبهار.
وكان السومريون الأسطوريون الذين كانوا يقطنون وديان آسفل نهر دجلة خمسة آلاف عام قبل الميلاد، والاكريون داكنو البشرة ممن كانوا يقطنون منطقة “بابل” ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد والايلايون أو أجداد الايرانيين الذي يمكن مشاهدة موطئ قدم لهم حتى القرن الرابع قبل الميلاد والبابليون المنجمون الذين  أسسوا للإمبراطورية في العالم والآشوريون الذين خضعوا بداية لسلطة “بابل” لكنهم تحولوا لاحقا إلى فاتحي “آسيا الغربية” و “مصر” وأخيرا الماثيون الذين ذاع صيتهم حتى استيلاء البارسيون على جميع الأراضي الآسيوية  كانوا يمارسون دنماطا مختلفة من طقوس السحر والشعوذة.
فالسحر بالمعنى العام، يعني أي عمل غريب. إن المصطلح الإنجليزي حول الفنون السحرية “Witeh eraft” يشتمل على قسم هذه الأنماط من الظواهر وهي يشتمل بحد ذاتها على السحر الخاص.
والسحر بالمعنى الجزئي، هو فن غامض للتاثير على عالم المادة من خلال تدخل إرادة الساحر، سواء كان بادئا أو لاحباط مفعول سحر الآخرين.
إن مفردة السحر أو “جادو” (Jadug) كانت موجودة في اللغة البهلوية، لكن استخدمت كلمة “جادو” في البهلوية والكتب الكلاسيكية الفارسية بما فيها “الشاهنامة” بمعنى الشخص الساحر.
إن كلمة مجيك موجودة بالحروف الفارسية في الكتب الايرانية القديمة. فمثلا يشير كتاب “اوستا” الكتاب المقدس للزرادشتيين إلى “مغ” أي رجال الدين الذين يصلون إلى مستوى “مجيكن” بعد تلقي دروس في “مجيك”.
وفي التقسيمات القديمة، فإن العلوم الخفية أو العلوم الغريبة كانت معروفة كأحد صنفي العلوم. والصنف الآخر أي العلوم “الجلية” كانت مرتبطة بالطب والمنطق والهندسة وغيرها وكانت تملك قوانين خاصة تكتب في الكتب وتدرس في المدارس، لكن العلوم الخفية التي تسمى أيضا بالعلوم الغريبة، تتطرق إلى القوى الخارقة للطبيعة وتبقى أسرارها خافية لدى علمائها.
إن الفنون التي تبحث عن آثار المجيك، سموها وصنفوها كالآتي:   
–    علم وفن التنويم أو التنويم المغنطيسي أو الهيبنوتيزم؛
–    السحر (في المعنى الخاص): إيجاد تغيير في عالم المادة باسلوب فوق طبيعي وبإرادة الساحر؛
–    الكيمياء: العلم الذي يبحث في تحويل النحاس والمعادن وحتى الحجر إلى الذهب. ان الجهود والمحاولات في هذا المجال أسفرت عن نشوء علم الكيمياء؛
–    الهيمياء أو علم وفن الطلاسم: طريقة تركيب قوى العالم العلوي مع كائنات العالم السفلي؛
–    علم وفن الأعداد والأرقام: ويتحدث حول ارتباط الأعداد والحروف معا وتشكيل جداول  خاصة على هيئة مثلث أو مربع ووضع الحروف والأعداد في خاناتها للوصول إلى الموضوعات المختلفة بطريقة خاصة؛
–    علم وفن الخافية: ويتحدث عن كيفية تغيير وتكثير حروف وأسماء الشئ المنشود واستخراج أسماء الملائكة والشياطين الموكلين عليهم، ومن ثم الدعاء بورد يتشكل منها؛
–    علم وفن استحضار الأرواح (يشبه الليمياء)؛
–    الليمياء أو علم وفن التسخير: يتحدث عن كيفية الارتباط بالأرواح القوية في العالم العلوي (يشبه استحضار الأرواح)، مثل تسخير الجن؛
–    السيمياء: يتحدث عن كيفية تركيب الإرادة والقوى الفيزيائية الخاصة من أجل  الأعمال  الغريبة؛
–    الريمياء: وهذا الفن هو خفة اليد والشعوذة. ويتم في هذا الفن استخدام القوى الفيزيائية وخصائل حواس الإنسان للإيحاء بآثار غريبة في عين وسمع وحواس وحتى ذهن المشاهد ليجسد آثارا غريبا لا توجد أصلا، وذلك سواء بأساليب فيزيائية ومادية وطبيعية وفوق طبيعية؛
–    الرجم بالغيب: وهو علم أخبار الحوادث في الماضي والحاضر والمستقبل تكون خافية على الكاهن وذلك من خلال تدخل إرادة الكاهن. وهذا الفن له أنواع:
–    العرافة: فالعراف هو الذي يتوقع ويتكهن المستقبل من خلال كلمات وحالات وسلوك السائل؛
–    الكهانة (في المعنى الخاص): والكاهن هو الشخص الذي يرتبط بصاحب رأي من طائفة الجن ويخبره عن المستقبل أو بأمور خفية. مثلا مكان المال الفلان الذي سُرق أو من قتل فلانا؟
إن الكهانة بالمعنى العام تعني إقامة علاقة مع جن ما. وبوسع الكاهن السؤال من الجن عن الماضي أو الحاضر، بل يستطيع أن يطلب منه القيام بعمل غريب.
ان لغة السحر والشعوذة هي لغة خاصة وإن بعض حروفها مشتركة فقط في العربية والفارسية، لكن هناك فارقا في كيفية كتابتها. 
ويطلقون على الكيمياء والسيمياء والليمياء والهيمياء والريمياء اسم العلوم أو الفنون الخمسة الخفية. أاسوأ انواع السحر، هو السحر الأسود أو الدنئ والقذر   الذي يتعامل مع قوى دنيئة من قبيل الموت ويُمارس لغرض شخصي، مثل الإضرار بالأشخاص.
لقد كانت مصر وبين النهرين وبلاد فارس (ايران)، أماكن تملك تخصصا كبيرا في السحر والشعوذة.
وقد أتت عموم المصادر المكتوبة والروائية المقدسة الإلهية والسماوية على ذكر السحر كواقع، لكنها نددت بجميع جوانب هذه العلوم الغريبة.
إن التنديد الشامل بالعلوم الخفية، ليس بسبب التخوف من استخدام السحر لغرض خداع وإغفال الآخرين فحسب بل بدليل أن السحر مضر بالاجتماع ومخل بالمبادئ الأخلاقية، ويتدخل في شؤون قد منعت وحظرت كما يمس التعاليم الإلهية… ويعارض دين موسى (ع) شأنه  شأن المسيحية، السحر بوصفه تدخلا سافرا في القدرة الإلهية.
وعلى الرغم من التصور العام، فإن تفوق العلوم التجريبية الحديثة لم يقيد نطاق عمل “العلوم الخفية” (العلوم الغريبة)، بل إن فصلا جديدا من هذه العلوم قد بدأ مع بدأ وبسط التاريخ الغربي الجديد منذ القرن الثامن عشر. وقد جرب المذهب الإنساني في عصر النهضة، ظهورا جديدا لطقوس السحر والشعوذة.
إن أنصار المذهب الإنساني في عصر النهضة، أصبحوا المروجين الجدد لطقوس “باغاني” وذلك من خلال إبداء الحرص على الأدب “الباغاني” والتوجه نحو التعاليم المشركة التي تعود إلى عصر ما قبل ظهور المسيحية وتعلم اللغات القديمة بما فيها اللغة العبرية.
و “باغان” تعنى الكافر والشخص الذي ابتعد عن الدين. وفي المصطلح تعنى كلمة “الباغانية” دين الناس القرويين. وتطلق بعض المصادر، اسم “الباغانية” على الأديان متعددة الآلهة ما قبل المسيحية. وكان أنصار هذه الديانات يعبدون الآلهة اليونانية والرومية والمصرية وباقي الآلهة الأسطورية.
إن ظهور المسيحية دفع هذه الديانات المتسمة بالشرك إلى العزلة، لكنها واصلت حياتها في المناطق النائية والقرى. ولاسيما في القرون الوسطى حيث كان أنصار هذه الديانات، يمارسون طقوسهم بصورة سرية وخفية. ان أحد أهم رموز الباغانية والتي تشاهد اليوم في عموم المدن الاوروبية وفي الساحات الرئيسية هي “دمى ابليس” التي تعد رمزا للديانات المشركة للآلهة المصريين ويتم تكريمها على يد المحافل السرية للماسونية.
وكانت اللغة العبرية قد وضعت في بوتقة النسيان بشكل عام في القرون الوسطى وكان عدد قليل بمن فيهم السحرة والمشعوذين يعرفون رموز هذه اللغة وآدابها وكانوا بذلك يستخدمون النصوص السحرية اليهودية.
وقد أقدم أنصار المذهب الإنساني في العصر الحديث بلهفة يسودها الفضول على تعلم اللغة العبرية.
إن بحث أنصار المذهب الإنساني للعثور على أسلوب ميتافيزيقي أو فلسفي يساعدهم على التخلص من القيود الأرسطوئية للقرون الوسطى، شكل أحد دوافع حبهم المتزايد للتعرف على المعارف والثقافة اليهودية، إذ  وجدوا هكذا أسلوب في مبادئ عقيدة سرية ومخفية أي “كابالا”.
وكانت “كابالا” مبادئ عقائدية خاصة دخلت اليهودية من الديانات المصرية القديمة واختلطت بتعاليم خفية وغريبة وأوجدت نظاما نظريا معقدا حول خلق الكون.
وهذه التعالم كانت تستند في الحقيقة إلى وصف مادي للعالم، وكانت تقر بوجود أزلي للمادة من خلال الرجوع إلى معتقدات المصريين القدامى.
ونقرأ في الآية 102 من سورة البقرة، بأن بني اسرائيل كانوا قد تعلموا الطقوس السحرية الشيطانية من مصادر خارج ديانتهم.
“وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ”؛
وتلفظ “كابالا” باللغة العبرية “قبالا” أو الديانة القبالية. وهذه الطقوس هي نوع من التصوف اليهودي الذي برز كطقس سري ومخفي من خلال تمازج التعالم المختلفة.
إن تصوف الكابالا هو ذو نزعة مادية وسلطوية. وأهم كتب هذا الطقس الشيطاني هو “زوهر”. ان البروتستانتية (حركة النهضة الدينية) التي وقعت في القرن السادس عشر للميلاد وانطوت على توجه يهودي توراتي، مهدت لإحياء وإعادة قراءة الكتب الكابالاية. إن بيكو دلاميراندولا الإيطالي وأحد أنصار المذهب الإنساني الشهيرين، أورد بعد تعرفه على الكابالا وتعلم اللغة العبرية، نظريات وأفكار الكابالا في كتبه وأعماله. وقد صدر كتابه المسمى Heptaplus (الأنهر السبعة للخلقة) والذي كتب بالطريقة الكابالية، في “فينيسيا” عام 1569 للميلاد.
ويمكن اعتبار بيكو أول غير يهودي قام بجمع كتابات اليد العبرية.
ولا يخفى بأن الثوار الذين كانوا أصحاب اثر في الثورة الفرنسية، كانوا ماسونيين تابعين للمحافل الماسونية.
وقد كرمت المحافل الماسونية السرية وفي إطار قبول الاعضاء، الطقوس الباغانية التي كان يتم مراعاتها في الديانات المصرية واليونانية، وكانت تسعى في الخفاء وتأسيا بالديانات التي يكتنفها الغموض، لإقامة ارتباط بقوى ماوراء الطبيعة وجنود إبليس.
وكان نابليون بونابرت يعرف السحر ويجيزه لنفسه على غرار إمبراطوريي الروم القدامى، ويحرمه على الآخرين.
وفي جميع سنوات القرن التاسع عشر، كان جمع من الفلاسفة وعلماء الاجتماع وحتى قادة الكنيسة الاوروبية، يتعاملون مع المدارس السرية.

وفي العصر الحاضر، فإن هناك الكثير من الأشخاص بمن فيهم قادة المحافل السرية وحتى رجال السياسة الشهيرين يعرفون العلوم الغريبة ويستخدمونها لنيل مآربهم. وبشكل عام فإن اطلاق يد الشياطين ضد المجتمعات الإنسانية في عصرنا الحاضر، هو حصيلة اتساع وانتشار الذنوب والمعاصي والجرائم السافرة بين الناس.
إن رواج شرب الخمر والزنا والمثلية الجنسية والقمار والربا والذي تم عن طريق بني اسرائيل وشركائهم الغربيين، قد ازال جميع الجدران المحافظة للانسان.
إن الحكام اليهود والماسونيين وقادة المحافل السرية الذين هم عبدة الشيطان، يستمدون قوتهم من الشيطان من خلال الترويج للمفاسد والقبائح ليزيدوا بذلك من سطوتهم وملكهم المشين.
إن سر قوة قادة المحافل السرية بمن فيهم الماسونيون وهيمنتهم على الشرق والغرب، يكمن في اتصالاتهم الشيطانية. ولا يوجد بلد في الوقت الحاضر يحتضن عبدة الشيطان والسحرة بقدر بريطانيا.
وفي البلدان الشرقية وحتى ال؛سلامية، هناك بعض آصحاب السلطة والنفوذ يستخدمون قدرات السحرة والمشعوذين وطاردي الآرواح الشريرة لتحقيق مآربهم والتاثيرعلى ذهن ونفس الناس و؛ضعاف المنافسين والسيطرة عليهم.
ويقول القران الكريم:
“سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ”؛
كما تقول الآية 102 من سورة البقرة في ؛شارة إلى قصة هاروت وماروت:
“فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ”؛
إن الآيات القرانية وقصة الإنسان تظهر كيف كان أبناء إبليس بالتبني يوجدون مشاكل وتعقيدات لبني البشر لينالوا مبتغاهم البغيض.
وفي هذا العمل، كان السحرة والمشعوذون، يستخدمون أنواع العزائم والطلاسم لإيجاد نوع من الاستيلاء الذهني والروحي على الأشخاص لإخضاعهم لهم.
وفي عصرنا الحاضر، وكما يلجأ “الموتيون” في “جنوب أفريقيا”  إلى السحر للتدخل في شؤون الناس بما في ذلك عن طريق وصف الدواء وال”مووتي”، يلجأ كبار المسؤولين وقادة المحافل الخفية في أوروبا وأميركا المتحضرتين إلى أساليب السحر اليهودية من أجل  التاثير على منافسيهم أو السيطرة على مقدرات سائر الشعوب والدول.
إن بعض الرجال الشهيرين ومن أصحاب المواقع الوجيهة، يسخرون السحرة والمشعوذين، لتمهيد طريق هيمنتهم على روح الناس وذهنهم. فيستحوذون على قلوب عامة الناس ويسوقونهم نحو رغباتهم الخاص ويستقون بهذه الطريقة الغادرة  معلومات وأخبارا من منافسيهم ومعارضيهم ويظهرون أنفسهم على أنهم اصحاب كرامات في أعين أنصارهم.
وفي جنوب القارة الإفريقية، يطلقون على الأطباء السحرة اسم “سن غوما” والدواء الذي يعدونه ويصفونه ب ال”مووتي”. إن جرائم هؤلاء السحرة الذين يتسببون سنويا بمقتل الكثير من الفتيات والنساء والأطفال، معروفة لدى القاصي والداني.
يتبع إن شاء الله
جـميع الحقـوق مـحفوظـة لمركز موعود الثقافي
لا يسمح باستخدام أي مادة بشكل تجاريّ دون أذن خطّيّ من ادارة الموقع
ولا يسمح بنقلها واستخدامها دون الإشارة إلى مصدرها.

الهواشی :

  1. سورة الناس (114)، الآيات 1-4
  2. سورة الحج (22)، الاية 3
  3. سورة الانعام (6)، الاية 71
  4. سورة البقرة (2)، الاية 275
  5. سورة الروم (30)، الاية 41
  6. سورة الانعام (6)، الاية 128
  7. دقائق مع القران، حجة الاسلام والمسلمين محسن قرائتي، المركز الثقافي، الطبعة الخامسة عشرة، 2001
  8. كلسرخي، ايرج، تاريخ الشعوذة، ج 1، ص 22
  9. موسوعة ويكيبيديا الحرة
  10. Nectomancy
  11. تاريخ الشعوذة، ص 67
  12. تاريخ الشعوذة، ج 2، ص 522
  13. تاريخ الشعوذة، صص 522 – 523
  14. المصدر السابق، ص 737
  15. سورة الاعراف (6)، الاية 116

 

شاهد أيضاً

دعوة (الاتصال) استدعاء الشياطين:القسم الثاني : الاستدعاء وإقامة الاتصال؛ الظروف والمتطلبات

اسماعيل شفيعي سروستاني ثمة عوامل مهمة للغاية وذو اثر وضرورية في موضوع الارتباط والاستدعاء في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *