دعوة (الاتصال) استدعاء الشياطين:القسم الثاني : الاستدعاء وإقامة الاتصال؛ الظروف والمتطلبات

اسماعيل شفيعي سروستاني
ثمة عوامل مهمة للغاية وذو اثر وضرورية في موضوع الارتباط والاستدعاء في أي حقل وأي عصر سواء رحماني أو شيطاني، ولن يحصل الاتصال من دونها أو إنه يحصل بشكل منقوص وبلا أثر.
الأول: وقت وموعد إقامة الاتصال والاستدعاء؛
الثاني: مكان وظروف إقامة الاتصال؛
الثالث: الأوراد والعزائم والأذكار المؤثرة في عملية الارتباط؛
الرابع: الآداب والمناسك والمراسم الخاصة؛

 

اسماعيل شفيعي سروستاني
ثمة عوامل مهمة للغاية وذو اثر وضرورية في موضوع الارتباط والاستدعاء في أي حقل وأي عصر سواء رحماني أو شيطاني، ولن يحصل الاتصال من دونها أو إنه يحصل بشكل منقوص وبلا أثر.
الأول: وقت وموعد إقامة الاتصال والاستدعاء؛
الثاني: مكان وظروف إقامة الاتصال؛
الثالث: الأوراد والعزائم والأذكار المؤثرة في عملية الارتباط؛
الرابع: الآداب والمناسك والمراسم الخاصة؛
والخامس وأخيرا: صلابة النية والعزيمة والحسم والحميمية بخشوع وحضور قلب لإقامة الاتصال والاستدعاء.
إن معرفة هذه العوامل وأثرها مهم للغاية بالنسبة لنا، بحيث أن مؤمني جميع الديانات الإلهية وأنصار الفرق المشركة وحتى عبدة الشيطان – منذ غابر الزمن وإلى الآن – يعرفون هذه العوامل الخمسة لإقامة الاتصال بمصدر الفيض الرحماني أو الشيطاني، ويتقيدون بها في وقت الاستدعاء.
إن سبب إخفاق الكثير من عمليات إقامة الاتصال يعود إلى أحد هذه العوامل، بحيث أن مسالة الاستدعاء تتلخص في عبارة “إقامة الاتصال”.
إن الكثير منا يعرف اليوم طريقة التلفنة وإجراء اتصال هاتفي مع الشخص المنشود. وكل رقم يمثل رمزا وكودا يسير قدما مرحلة بمرحلة ويوصل المتصل بالشخص الذي يريد الاتصال به.
فالأرقام  0098 على سبيل المثال توصل الشخص بإيران والأرقام  021 بطهران والأرقام  889 بجغرافيا المنطقة السادسة في طهران، وبذلك نتصل بالمنزل أو الشخص المنشود مع تدوير آخر رقم على قرص التلفون.
إن حلول رقم محل آخر أثناء الاتصال وتدوير قرص التلفون، يجعل الاتصال منقوصا أو خطأ.  
وهناك شخص يجلس بجانب الهاتف على أتم الجهوزية لالتقاط سماعة الهاتف مع أول  نغمة أو رنين.
إن مجمل أعمال نا وأقوالنا على امتداد العمر ونشاطاتنا على مدار الساعة، الممدوحة منها أو المذمومة، تشبه الأرقام  التي إن أديرت بالترتيب وفي ظروفها الخاصة، توصلنا بمتلق في الجانب الآخر حتى وإن كنا غير راغبين في الحوار والحديث معه. مثلما أنه حتى إن أدرنا قرص الهاتف بشكل عشوائي ومن دون قصد وتحديد، فإنه سيوصلنا بمتلق على الجانب الآخر من الهاتف.
وكثيرا ما يحصل أنه عندما نريد إجراء اتصال مع صديق قد يتم تدوير رقم بشكل مغلوط وبالتالي يحصل اتصال هاتفي غير مرغوب فيه ونسمع صوت شخص لا نعرفه في الجانب الآخر من الهاتف.
ويمكن اعتبار مجمل الأوامر  والنواهي الإلهية بمثابة كودات ورموز للاتصال، الأرقام  التي إن تم تدويرها سيحصل نوع من الاتصال.

أصناف الاستدعاء
الاستدعاء من الصنف الأول 
إن الاستدعاء من الصنف الأول  والعام هو استدعاء وتلفنة غير مقصودة. ويقوم المتصل بالتلفنة من دون معرفته بالمتلقي المحتمل ويحصل الاتصال المحتمل العشوائي ويسمع فجأة صوت من الجانب الآخر من الهاتف يلقي عليه التحية.
وبما أن الإنسان يجهل الشبكة الواسعة والذكية والدقيقة والمنتظمة الموجودة في الكون، فإنه لا يجعل حركاته وسكناته تجاري هذه الشبكة الدقيقة والممنهجة وهذا يشكل بداية للكوارث والبلايا والفجائع له على الصعد الدنيوية والبرزخية والآخروية، بحيث أن الفضاء المحيط بنا، ملئ بالأمواج الرادية وإن جهازنا للاستقبال يستقبل في كل مكان أمواجا ويبثها، كما إن الفضاء المحيط بنا زاخر بالآف الكائنات الملائكية والملكوتية الخفية لكنها جاهزة للانتقال إلى مستقبلاتنا رغم أنها غير مرئية. إن كل إنسان هو بمثابة جهاز استقبال قادر على التقاط الأمواج والاتصال بهذه الكائنات.
وقد أهدى الأنبياء والأوصياء عن طريق الكتب السماوية والتعاليم الأخلاق ية والأوامر  والنواهي الشرعية، كتيبا كبيرا للإنسان حافلا بالكودات والرموز والأرقام.   
وبما أن أي فعل وردة فعل تستهدف رقما ما فإنها تتسبب بإقامة اتصال رحماني أو شيطاني، وتتحصل تبعا لها نتائج رحمانية أو شيطانية. إن هذا الكتيب يعلم الإنسان رمز المسار وكيفية إغلاق طريق اختراق الأمواج الشيطانية للإنسان.
إن سماع صوت أم حنون أو صوت مدو لرجل استيقظ للتو من نومه على إثر رنين الهاتف والاتصال غير المقصود به وهو يصرخ في سماعة الهاتف عليكم، هو حصيلة اتصالكم لا ذنب هاتفكم.
إن الكثير من أعمالنا تجعل من دون أن ندري أو لا ندري، هاتفا ما يرن وتستدعي بالتالي شخصا ومتلقيا ما.
وكما اعلنت في مناسبات مختلفة بان إقامة الاتصال بشكل ذكي، تتبعه نتائج مفيدة فإن إقامة الاتصال بشكل عرضي أو غير صحيح، يتسبب بتداعيات مؤسفة لأن العالم ملئ بملايين ومليارات المتلقين الصغار والكبار، الجميلين والقبيحين، الصالحين والطالحين.
وبما أنه من غير الممكن التعرف على مليارات المتلقين وعدة مليارات نتيجة غير معروفة للإنسان، فإن الله سبحانه وتعالى قد أعد سلفا وعن طريق الأنبياء والأوصياء كتيب التلفون اللازم لإقامة اتصال سليم وصالح لكي لا تفوت الفرصة على كشف المنزل المقصود. وبالتحديد خلال الفترة الوجيزة من الحياة التي لا تستمر إلا لعدة أعوام في هذه الدنيا.
ولنعد إلى العوامل الخمسة المهمة في إقامة الاتصال.
إن جميع الديانات والمذاهب والفِرَق، تعرف أهمية “وقت وموعد إقامة الاتصال”. وثمة أوقات  في اليوم والشهر والسنة تجعل من الممكن دائما إقامة “اتصال سريع ومؤثر” مع متلق خاص.
وفي الأدب الديني للمسلمين يعد وقت السحر وأثناء شروق الشمس وغروبها ووقت هطول المطر وليالي القدر ورفع صوت الاأذان من المآذن وأثناء السفر والمرض و …، من الأوقات  الملائمة لإقامة اتصال والابتهال إلى الباري عز وجل لتلبية الحاجات.
وقال الله سبحانه وتعالى:
“ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ”؛
وكأنه سبحانه وتعالى جاهز دائما لتلقي الاتصال من عباده. إنه أقرب من أي أحد لأنه قال تعالي : “وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ” .
فعلى سبيل المثال ورد في الروايات أنه إن لم يُغفر لأحد في ليالي القدر، فإنه لن يكون له سبيل سوى تجربة صحراء عرفات.
وبلا شك فإن الإنسان المؤمن إن ابتهل إلى الله تعالى وتضرع إليه بالدعاء في أي وقت وطلب منه الاستجابة لحاجته، فإن الطريق ممهد، لكن ثمة اوقاتا يكون فيها الطريق والظروف أكثر تمهيدا وجهوزية للدعاء والطلب من الله تعالى والارتباط بمنبع الفيض والنور.
وقال الإمام الصادق (ع): “يُستجاب الدُعاء في أربعة مَواطن: في الوتر وبعد الفجر و بعد الظهر وبعد المغرب”.
وعن النبي الأكرم (ص) قال : “إذا زالت الشمس فُتحت أبواب السماء وأبواب الجنان وأستجيب الدعاء فطوبى لمن رفع له عند ذلك عمل صالح”.
إن العارفين بالله والسحرة والمشعوذين والمرتاضين، يعرفون أكثر من عامة الناس أهمية عامل “وقت الاتصال”. كما آن السحرة والمشعوذين يعدون آنفسهم في أوقات  خاصة من الشهر والسنة والآسبوع واليوم والساعة لإقامة اتصال مع الجنود الشيطانيين والحصول على إ جابة.
ويمكن القول بأن “المكان والظروف الملائمة لإقامة اتصال سريع ومؤثر” تحظى بالعمومية لدى المسلمين. إنهم يعرفون أن بوسعهم إقامة اتصال مع مصدر الفيض بشكل اأسرع وأسهل في المزارات والأضرحة وتحت قبة ضريح الإمام الحسين (ع) وفي المحراب و… وأن يحصلوا على النتيجة المرجوة ويستجاب دعاؤهم.
وفي الجانب الآخر، فإن الفرق المختلفة تملك معابد خاصة وأماكن محددة لإقامة الاتصال المؤثر مع الجهة التي تنشدها، فعلى سبيل المثال، تتيح الأبنية هرمية الشكل إمكانية أسرع وأفضل لإقامة اتصال مع الشياطين. وعلى العكس فإن المباني التي تملك قبة كالمساجد وأماكن الزيارة والأضرحة تجعل من السهل إقامة اتصال مع الجنود الرحمانيين.
ومن ثم، فإن آداب ومناسك إقامة الاتصال تكتسى أهمية خاصة.
وهناك في جميع أشكال وأصناف إقامة الاتصال، آداب ومناسك لإقامة هذا الاتصال سواء كان اتصالا بسيطا أو معقدا، ابتدائيا أو متقدما، شخصيا أو جماعيا.
وإن شاهدتم رجلا في كشك هاتف وهو يمسك بسماعة التلفون بالمقلوب ويضع فوهة الهاتف على أذنه، ماذا ستقولون؟ ستعتبرون بلاشك أن من الصعوبة بمكان أن يكون قادرا على إقامة اتصال.
إذن فإنه يكون قد تجاهل الآداب والمناسك ونسخر منه أحيانا. وكل هذا مؤشر على جهلنا ب “آداب ومناسك” ضرورة إقامة الاتصال.
إن آداب ومناسك السحرة من قبائل الهنود الحمر في القارة الأمريكية تبدو مثيرة للسخرية بالنسبة لنا، في حين أنهم وجدوا على إثر تعاليم أسلافهم والتجربة أن بوسعهم إقامة اتصال مع “الجنّ” أو “الشيطان” الذي يرد عليهم، رهن بهذه الآداب والمناسك، حتى وإن كان مقيم الاتصال لا يدري أن من يرد عليه هو الشيطان عديم الرحمة ويظنه في قرارة نفسه أنه الإله ورب رحماني ويعبده.
إن آداب ومناسك إقامة إنسان العصر الحديث اتصالا تعد بلاشك مثيرة للسخرية والاستهزاء بالنسبة للهنود الحمر والقبائل البدوية التي تقطن الصحارى الأفريقية. ان هؤلاء يجهلون أيضا سر هذه المناسك التي تعد شرطا مسبقا وضروريا لإقامة الاتصال. يذكر أن مناسك الاستدعاء تختلف حسب العوالم المختلفة والمتلقين الإنسانيين والجنيين والإلهيين.
وللمسلمين والمسيحيين واليهود و… كل له آدابه ومناسكه الخاصة. وهذه المناسك ورغم تصورنا ليست بروتوكولية وشكلية، بل هي مقدمة ضرورية لإقامة الاتصال أو حفظ وديمومة الاتصال.
إن الحفاظ على صورة وآداب الصلاة والصوم والحج و… تكتسي أهمية بالنسبة للمسلمين وتعد أمرا ضروريا للتواصل مع الله الرحمن بقدر ما تحظى من أهمية بالنسبة ل “الآداب التمهيدية للسحرة والمشعوذين وطاردي الأرواح الشريرة” لإقامة ارتباط بالقوى الشيطانية الخبيثة. إن عدم المعرفة الدقيقة بهذه المناسك، يؤدي إلى تغير في مواقع الأعمال   ونوعية وكمية الأعمال  ،على غرار تغير مواقع وأماكن أرقام  وكودات التلفون وجهاز عد العملات الورقية و… فضلا عن إرباك الاتصال وزعزعته.
إن أحد أكبر خدع ومكائد أعداء الإنسان والأديان (الشيطان وبني اسرائيل) لإحباط وتقويض اتصال المؤمنين بمصدر الفيض الإلهي، يتمثل دائما في الاخلال بالمناسك والآداب ومواقع إقامة الاتصال والأوراد والأذكار التي جاء بها الأنبياء والأولياء الإلهيين.
إن منوري الفكر المتجددين والدارسين في بلاد الإفرنج على مدى الأعوام المائتين الأخيرة في العالم الإسلامي، ممن يتجاهلون حكمة الآداب والمناسك الدينية يستهزئون ويسخرون من هذه الآداب ليدخلوا في مواجهة وصراع مع الدين والمؤمنين وحولوا بذلك حشود غفيرة من الشبان غير المطلعين إلى الإلحاد ومعارضة الدين. كما أن العلماء والمتدينين لم يكونوا للأسف قادرين على فك شيفرة هذه الآداب والسنن. 
جدير ذكره أن عموم الناس المؤمنون منهم أو الكافرون، لديهم في أي صورة وهيئة كانت، مناسكهم لنيل أهدافهم ويحترمونها. لكن كيف يتم تجاهل آداب ومناسك المسلمين المصلين والحاجين و… والاستخفاف والاستهتار بها؟
كما أن المطربين وشاربي الخمر و… لديهم هم الآخرون آدابهم ويصلون من خلال الاحتفاظ بها إلى أعلى درجات التمتع النفساني والشهودي.
وهذا الكلام يكتسي أهمية بالنسبة ل “الأوراد والأذكار والعزائم” أيضا. إن الأدعية والأذكار والعزائم هي في الحقيقة جزء من أحد أركان إقامة الاتصال بالمصادر. ويقوم المؤمنون وهم في وقت خاص ومكان خاص بتأدية هذه الآداب والمناسك الخاصة ويتلون أورادا وأذكارا خاصة ليقيموا عبر كل ذلك اتصالا مع مخاطبهم ويحصلون على إجابة.
إن الأذكار الخاصة بالصلاة شأنه ا شان سائر اركان إقامة الاتصال والاستدعاء، مثل الركوع والسجود واستقبال القبلة وزمان اداء فريضة الفجر والظهر والمغرب، تعد من ضمن الاركان الرئيسية لإقامة الاتصال عن طريق الصلاة.
إن عموم عبدة الشيطان والسحرة والمشعوذين يقيمون ارتباطا بمصادرهم المنشودة من خلال حفظ جميع الشروط أو الإفادة من الأذكار والأوراد التي يتلونها أو يرسمونها على الأرض و… .
ولا شك بأن أيا من الأحكام العبادية وحتى طريقة وترتيب تاديتها، تحمل في طياتها حكمة، خافية علينا.
إن تاكيد المصادر الوحيانية على مراعاة سنة رسول الله (ص) وطاعته قولا وفعلا وفي الجزء والكل، مؤشر على الدور غير القابل للإنكار لهذه السنن السماوية في إقامة الاتصال مع المصدر النوراني والحصول على النتيجة والجواب من قبل العباد. 
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أعمال  كُمْ”؛
وإن لم يكن هناك إطار لأي من الأعمال  ولم تترتب نتائج على صورة الأعمال  ، لما كان النبي الأكرم (ص) يلزم الناس في هذا الخصوص بمراعاة الأطر والتأسي بسنته.
وقد وردت العديد من الروايات حول تأدية الصلاة باللغة العربية. “لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب”.
وجاء في حديث المعراج أنه عندما عُرج بالنبي (ص) إلى السماء أوحى له الله: يا محمد ان اقرأ في الركعة الأولى (بعد الحمد) نسب ربك: “قل هو الله أحد…” وفي قراءة الركعة الثانية: “إنا انزلناه في ليلة القدر… ” إذ إن في هذه السورة نسبك ونسب أهل بيتك إلى يوم القيامة.

وفي رواية مفصلة يخاطب الإمام الصادق أحد أنصاره فيقول إن من المؤسف أن يمر كل هذا العمر ولم تقرأ صلاة بشكل صحيح. ويبين جميع آداب وأذكار الصلاة. ويقول الراوي، إن الإمام عليه السلام بيّن بعدها وبخشوع تام الصلاة بشكل صحيح [وكما في سنة رسول الله (ص)].
ويصرح عموم الفقهاء ومراجع الدين على قراءة الصلاة باللغة العربية الصحيحة.
كما ورد في سنة جميع الكهنة والسحرة والمشعوذين أنهم أدوا جميع الأوراد والعزائم طوال التاريخ باللغة الأصلية والمقررة (الخاصة بمراسم إقامة الاتصال).
إن جميع شروط إقامة الاتصال المؤثر وضعت وبينت على يد المعلمين الأولين والمتمرسين البارعين. لذلك فإنه يتم حماية  هذه الأسرار بين جميع الفرق كسر مكتوم، على يد رواد هذه الفرق.
إن عامة الناس والمبتدئين يحاولون دائما الحصول على دعاء أو ذكر أو تعليم يمكنهم من إقامة اتصال سريع مع مصدر ومرجع رحماني أو شيطاني.
إن سرية المحافل الخفية على مدى القرون المتمادية تعود إلى احتفاظها بسر “إقامة الاتصال المؤثر” مع الجنود الشيطانيين، بحيث أن اختيار السحرة والمرتاضين وقارئي الطالع و… العزلة والخلوة نابع من هذه الآداب ولكونهم يخفون ويخبئون أسرارهم المهنية.
لقد تلقى الأنبياء الإلهيين كتيب الأرقام  والرموز من المصدر الرئيسي والمخاطب الحقيقي أي الله الرحمن الرحيم الذي هو منبع جملة الفيوضات والمستجيب لجميع المحتاجين وصاحب جميع النعم ومزيل الهموم والغموم ومرشد الصراط المستقيم والقاضي والحاكم النهائي لقياس جميع أعمال   الخير والشر. وتعلموا منه آداب ومناسك إقامة الاتصال ووفروا الأذكار والأدعية والآيات الضرورية لإقامة الاتصال وعرضها على أتباعهم. وبما يتناسب مع نسبة قرب وجهوزية واتساع وجود المتلقين الخاصين والعامين. ليوصل المؤمنين بشكل أسرع وأكثر أمنا بالمصادر النورانية السماوية والرحمانية.
إن أمثل وأسرع طريق لقطع اتصال الناس بالمصدر الرئيسي هو إحباط الاتصال وتيئيس المتصل من إقامة الاتصال وإرباك هذه الأركان الرئيسية الخمسة، أي خلط أرقام  وكودات الاتصال. ومن هنا يصبح الاتصال غير ممكن وصعب وناقص ومهمل أحيانا وتتحول الآداب والمناسك إلى صورة تفتقد إلى الروح ولا تسهم في إيجاد حدث كبير في الحياة الفردية والإجتماعية.
إن إلقاء نظرة على المصادر الوحيانية (القران الكريم وسنة رسول الله (ص)) حول الكثير من الأعمال  والأحكام العبادية، يظهر أن بعض السنن قد تغير تدريجيا. فزادت أو نقصت أذكار، وتغيرت أعمال  ، وطرا تغير على أوقات  و… . ويمكن الاستنتاج أن ثمة اشخاصا قاموا من علم أو دون علم بالعبث بالأركان الخمسة المهمة للاستدعاء وإقامة الاتصال فزعزعوا أو أحبطوا مفعول السلسلة المتينة للارتباط بالله وعرض الحاجة والحصول على الإجابة.
ومن هنا يمكن فهم سبب عدم فاعلية الكثير من الآداب ويبقى الكثير من الأذكار والمطالبات بلا أثر، ويجب دراسة وفهم أنه متى وكيف تضررت أركان الاستدعاء هذه.
ويجب الوصول إلى مصدر ومرجع يملك حقيقة وأصل هذا الكتيب وهذه الكودات والرموز.
إن أفضل طريق ل”الاستدعاء المؤثر والحقيقي” والذي يكون في الوقت ذاته شاملا وجامعا، هو الدعاء إلى الله الرحمن والجنود الرحمانيين عبر مسار وصراط الحق والعبور عبر باب الله الأعظم.
يتبع إن شاء الله
جـميع الحقـوق مـحفوظـة لمركز موعود الثقافي
لا يسمح باستخدام أي مادة بشكل تجاريّ دون أذن خطّيّ من ادارة الموقع
ولا يسمح بنقلها واستخدامها دون الإشارة إلى مصدرها.

الهواشی:

  1. سورة غافر (40)، الاية 60
  2. سورة ق (50)، الاية 16
  3. اصول الكافي، ج 4، ص 226
  4. سفينة البحار، ج 2، ص 44
  5. سورة محمد، الاية 33
  6. عوالي اللآلي، ج 1، ص 196
  7. اصول الكافي، ج 3، ص 485
  8. المصدر السابق، ص 311

 

شاهد أيضاً

استدعاء الشياطين:( القسم الثالث: ماذا حدث للنظام الحقيقي للاستدعاء؟ )

اسماعيل شفيعي سروستاني إن أيادي الشيطان وبعد بعثة الأنبياء وتنزيل الكتب السماوية، تدخلت وتصرفت في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *