إذن فهذه حال المتقين وهم الصفوة المختارة لنصرة امامنا صاحب العصر والزمان عليه السلام. ومن الواضح لكل ذي بصيرة ان اهتمام الأحاديث الشريفة بأمر معين يتناسب مع أهميته وتأثيره في الهداية وتقريب العباد من مقاصده الشريفة، وهذا ما يصدق على قضية الإمام المهدي عليه السلام أيضاً. فالأحاديث الشريفة تعمدت إبراز بعض جوانبها وتسليط الأضواء عليها دون البعض الآخر لمقاصد مهمة ينبغي الانتباه إليها ومعرفتها والاهتمام بها بما يناسب مع اهتمام الأحاديث الشريفة بها، وفي ذلك مقدمة ضرورية للحصول على ثمار الهداية والصلاح المرجّو منها. ولذلك فانني سأتطرق إلى ثلاث صفات لأصحاب الإمام عليه السلام وهي… قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز: (الم * ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ).
في كتاب كمال الدين ص 18 و340، ح20 روي عن الإمام الصادق عليه السلام انه قال: (المتقون شيعة علي عليه السلام والغيب فهو الحجة الغائب عجل الله فرجه الشريف).
وفي كفاية الأثر ص60 لأبي القاسم الخزاز بسنده عن جابر الأنصاري في حديث طويل ذكَر فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوصياءه بأسمائهم وقال:
(ثم يغيب عنهم إمامهم… فاذا عجل الله خروج قائمنا يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما مُلئت ظلماً وجوراً) ثم قال: (طوبى للصابرين في غيبته، طوبى للمتقين على محبته، أولئك وصفهم الله تعالى في كتابه وقال: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) ).
إذن من خلال هذه الآية المباركة وتلك الأحاديث الشريفة للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته الطيبين الطاهرين نستدل ان المتقين هم شيعة الإمام علي عليه السلام المقرين والمعترفين بولايته بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
بل ان مفردة المتقين بصورة خاصة هم الذين ترسخ الإيمان في صدورهم وتنزهت أنفسهم عن المحرمات والذنوب والذين وصلوا بعبادتهم وتزكية نفوسهم إلى أعلى مراتب الإيمان. ولذلك فقد وصفهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالإخوان وهي أعلى مرتبة من الأصحاب.
ففي كتاب يوم الخلاص ص 182 فقال صلى الله عليه وآله وسلم وعنده بعض أصحابه: (اللهم لقّني أخواني!! فقال له أصحابه: أما نحن اخوانك يا رسول الله؟! فقال: لا، انكم أصحابي، واخواني قوم في آخر الزمان آمنوا بي ولم يروني. لقد عرّفنيهم اللهُ بأسمائهم وأسماء آبائهم من قبل ان يخرجهم من أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم، ولأجدهم أشد على دينه من خرط القتاد في الليلة الظلماء أو كالقابض على جمر الغضّا!!… أولئك مصابيح الدُجى، ينجيهم الله من كل فتنةٍ غبراء مظلمة).
من ذلك نستنتج (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) هم الشيعة وبالخصوص هم أصحاب الإمام القائم عليه السلام وهم أخيار أمة رسول الله في آخر الزمان الذي ستكثر فيه الملاحم والفتن التي ذكرها نبينا الأكرم وأهل بيته الأطهار.
وهم المصداق الأجلى والأوضح لخطبة أمير المؤمنين عليه السلام في وصف المتقين كما جاءت في نهج البلاغة تحت رقم 193.
إذن فهذه حال المتقين وهم الصفوة المختارة لنصرة امامنا صاحب العصر والزمان عليه السلام. ومن الواضح لكل ذي بصيرة ان اهتمام الأحاديث الشريفة بأمر معين يتناسب مع أهميته وتأثيره في الهداية وتقريب العباد من مقاصده الشريفة، وهذا ما يصدق على قضية الإمام المهدي عليه السلام أيضاً. فالأحاديث الشريفة تعمدت إبراز بعض جوانبها وتسليط الأضواء عليها دون البعض الآخر لمقاصد مهمة ينبغي الانتباه إليها ومعرفتها والاهتمام بها بما يناسب مع اهتمام الأحاديث الشريفة بها، وفي ذلك مقدمة ضرورية للحصول على ثمار الهداية والصلاح المرجّو منها. ولذلك فانني سأتطرق إلى ثلاث صفات لأصحاب الإمام عليه السلام وهي:
أولاً: الصفات الذاتية
فيما يلي مجموعة من الأحاديث المنقولة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت الطيبين الطاهرين.
1 ـ في كتاب الأصول الستة عشر من الأصول الأولية في الروايات وأحاديث أهل البيت عليهم السلام عن زيد، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: نخشى ان لا نكون مؤمنين قال: ولم ذاك؟ فقلت: وذلك إنا لا نجد فينا من يكون أخوه عنده آثر من درهمه وديناره ونجد الدينار والدرهم آثر عندنا من أخ قد جمع بيننا وبينه موالاة أمير المؤمنين عليه السلام فقال: كلا إنكم مؤمنون ولكن لا تكملون إيمانكم حتى يخرج قائمنا فعندها يجمع الله أحلامكم فتكونون مؤمنين كاملين، ولو لم يكن في الأرض مؤمنين كاملين إذاً لرفعنا الله إليه وأنكرتم الأرض وأنكرت السماء، بل والذي نفسي بيده ان في الأرض في أطرافها مؤمنين ما قدر الدنيا كلها عندهم تعدل جناح بعوضة ولو ان الدنيا يجمع ما فيها وعليها ذهبة حمراء على عنق أحدهم ثم سقط من عنقه ما شعر بها أي شيء كان على عنقه ولا أي شيء سقط منه لهوانها عليهم، فهم الخفي عيشهم المنتقلة ديارهم من أرض إلى أرض الخميصة بطونهم من الصيام الذبلة شفاههم من التسبيح العمش العيون من البكاء الصفر الوجوه من السهر فذلك سيماهم مثلاً ضربه الله مثلاً في الإنجيل لهم وفي التوراة والفرقان والزبور والصحف الأولى وصفهم فقال: (سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِْنْجِيلِ) عنى بذلك صفرة وجوههم من سهر الليل، هم البررة بالإخوان في حال اليسر والعسر، المؤثرون على أنفسهم في حال العسر، كذلك وصفهم الله فقال: (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) فازوا والله وأفلحوا إن رأوا مؤمنا أكرموه وإن رأوا منافقاً هجروه إذا جنّهم الليل اتخذوا أرض الله فراشاً والتراب وساداً واستقبلوا بجباههم الأرض يتضرعون إلى ربهم في فكاك رقابهم من النار فإذا أصبحوا اختلطوا بالناس لم يشر إليهم بالأصابع تنكبوا الطرق واتخذوا الماء طيباً وطهوراً أنفسهم متعوبة وأبدانهم مكدورة والناس منهم في راحة فهم عند الناس شرار الخلق وعند الله خيار الخلق إن حدثوا لم يُصدقوا وإن خطبوا لم يُزوجوا وإن شهدوا لم يُعرفوا وإن غابوا لم يفقدوا، قلوبهم خائفة وجلة من الله ألسنتهم مسجونة وصدورهم وعاء لسر الله إن وجدوا له أهلا نبذوه إليه نبذا وإن لم يجدوا له أهلا ألقوا على ألسنتهم أقفالاً غيبوا مفاتيحها وجعلوا على أفواههم أوكية، صلب صلاب أصلب من الجبال لا ينحت منهم شيء خزان العلم ومعدن الحلم والحكم وتباع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، أكياس يحسبهم المنافق خرساء وعمياء وبلهاء وما بالقوم من خرس ولا عمى ولا بله، إنهم لأكياس فصحاء حلماء حكماء أتقياء بررة صفوة الله أسكنتهم الخشية لله أوعيتهم ألسنتهم خوفاً من الله وكتماناً لسره فواشوقاه إلى مجالستهم ومحادثتهم، يا كرباه لفقدهم ويا كشف كرباه لمجالستهم، اطلبوهم فان وجدتموهم واقتبستم من نورهم اهتديتم وفزتم بهم في الدنيا والآخرة هم أعز في الناس من الكبريت الأحمر حليتهم طول السكوت بكتمان السر والصلاة والزكاة والحج والصوم والمواساة للإخوان في حال اليسر والعسر فذلك حليتهم ومحبتهم يا طوبى لهم وحسن مآب، هم ورّاث الفردوس خالدين فيها ومثلهم في أهل الجنان مثل الفردوس في الجنان وهم المطلوبون في النار المحبورون في الجنان فذلك قول أهل النار مالنا لا نرى رجالاً كنا نعدهم من الأشرار فهم أشرار الخلق عندهم فيرفع الله منازلهم حتى يرونهم فيكون ذلك حسرة لهم في النار فيقولون يا ليتنا نرد فنكون مثلهم فلقد كانوا هم الأخيار وكنا نحن الأشرار فذلك حسرة لأهل النار.
تعليق على الحديث:
يستفاد من الحديث السابق للإمام الصادق عليه السلام أشياء عديدة وأمور شتى لا بأس بالإشارة إلى بعضها:
1 ـ (ان في الارض في أطرافها مؤمنين ما قدر الدنيا كلها عندهم تعدل جناح بعوضة).
إن أغلب هؤلاء المؤمنين الموجودين في بعض المدن والقرى البعيدة عن مركز قرار الدول لأنهم يعلمون ان هذه الدنيا زائلة لا محالة وان الله سبحانه وتعالى وعدهم في الآخرة جنات عدن تجري من تحتها الأنهار. وذلك لأن الإنسان كلما اقترب من الله زادت علاقته به وقلت علاقته بالناس إلا في الأمور الهامة المتعلقة بسير حياته ومعيشته لا غير.
2 ـ (ولو أن الدنيا يجمع ما فيها وعليها ذهبة حمراء على عنق أحدهم ثم سقط من عنقه ما شعر بها أي شيء كان على عنقه ولا أي شيء سقط منه لهوانها عليهم).
إن هؤلاء الصفوة المقتدين برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعترته أهل بيته من خلال تعليماتهم وإرشاداتهم السديدة لأنهم وصلوا لمنبع كل الكمالات والخيرات، فإنهم يشاهدون الجمال والكمال الذي لا نهاية له، يملأون قلوبهم بذكره والاُنس به. ولهذا لا يجزعون أو يضطربون، لديهم كل شيء لأن لديهم الله، لم تتعلق قلوبهم بأمور الدنيا حتى يجزعوا ويخافوا عليها، تعلّقت قلوبهم بمنبع الكمالات والخيرات وبمن ليس فاقداً للكمال.
3 ـ (فهم الخفي عيشهم)
أي إنهم يحاولون إخفاء أنفسهم عن الناس لتجنيب أنفسهم الوقوع في ارتكاب المعصية والتوجه الخالص لله سبحانه وتعالى في معظم الوقت من خلال الذكر والصلاة والتسبيح والأدعية وغيرها. فلا مجال لهم لتضييع وقتهم في أمور دنيوية.
4 ـ (المتنقلة ديارهم من أرض إلى أرض)
أي أنهم ينتقلون من مكان إلى آخر طلباً لتحصيل العلوم المعرفية أو طلباً للجهاد في سبيل الله عز وجل وشوقاً لزيارة الأماكن المقدسة في جميع أنحاء المعمورة طلباً لنيل الدرجات والمقامات العالية. أو انهم يفرون بأنفسهم من جور وظلم الحكام والسلاطين الذين يحيّدون عن دين الحق.
5 ـ (الخميصة بطونهم من الصيام)
لأنهم يعلمون أن الصيام كما ذكره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أحد أحاديثه الشريفة حيث قال: (من صام يوماً تطوعاً ابتغاء ثواب الله وجبت له المغفرة). وكما قال صلى الله عليه وآله وسلم: (نوم الصائم عبادة وصمته تسبيح).
أو إنهم خمص البطون لقناعة أنفسهم من حيث المأكل والمشرب ومواساتهم لإخوانهم الفقراء، فهم المنزور أكلهم وهو من صفات المتقين.
6 ـ (الذابلة شفاههم من التسبيح)
أولئك الذابلة شفاههم عرفوا الله حق معرفته، من خلال قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً). وقوله: (فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ).
7 ـ (العمش العيون من البكاء)
الأعمش: ضعيف البصر مع سيلان معها. وذلك لأنهم كمن رأى النار فهو معذبٌ فيها لكبر ذنبه وقلة حيائه كما قال الإمام السجاد عليه السلام: (فقد عظم جرمي وقل حيائي). أو أنهم عمش العيون لأنهم من خلال البكاء على المصائب وظليمة الزهراءP وقتل سبطي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإيذاء الأئمة من بعدهم.
8 ـ (الصفر الوجوه من السهر)
وذلك في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً). و(تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ).
وكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بحار الأنوار ج84 ص 138: (أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل). وكما قال أيضاً بحار الأنوار ج84 ص 139: (مازال جبرائيل يوصيني بقيام الليل حتى ظننت أن خيار أمتي لن يناموا). وعن أبان بن تغلب قال: (قلت لأبي عبد الله الصادق عليه السلام إني رأيت علي بن الحسين عليه السلام إذا قام في الصلاة غشي لونه لون آخر. فقال لي: والله إن علي بن الحسين كان يعرف الذي يقوم بين يديه).
9 ـ (هم البررة بالإخوان في حال اليسر والعسر، المؤثرون على أنفسهم في حال العسر).
وهذا ما دلّ عليه حديث الإمام الصادق عليه السلام في كتاب الوافي حين قال: (أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله أي الناس أفضلهم إيماناً؟ فقال: أبسطهم كفاً) أما إنهم المؤثرون على أنفسهم في حال العسر كما قال الإمام الصادق عليه السلام حينما سُئِل: أي الصدقة أفضل؟ قال: جُهد المُقل. أما سمعت الله تعالى يقول: (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ). وكما قال في حديث آخر نقلاً عن كتاب البحار حين قال: (كان علي أشبه الناس برسول الله، كان يأكل الخبز والزيت، ويُطعم الناس الخبز واللحم).
10 ـ (إن رأوا مؤمناً أكرموه وان رأوا منافقاً هجروه)
إن أولئك المؤمنين يسعون لتطبيق الشريعة الإسلامية التي تسعى إلى إحلال (مبدأ التعاطف والتراحم) الذي من خلاله يستشعر اخوانهم إزاء ذوي العطف عليهم، والمحسنين إليهم، مشاعر الصفاء والوئام والود مما يسعد المجتمع ويشيع فيه التجاوب والتلاحم والرخاء، وبذلك يغدو المجتمع كالبنيان المرصوص يشد بعضهم بعضاً.
11 ـ (اذا جنّهم الليل اتخذوا أرض الله فراشاً والتراب وساداً واستقبلوا بجباههم الأرض، يتضرعون إلى ربهم في فكاك رقابهم من النار)
فهم الذين ركنوا مسامعهم لقوله تعالى: (وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ). وفي قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صحيح الترمذي: (الدعاء مخ العبادة). وهم الذين وصفهم أمير المؤمنين عليه السلام في صفات المتقين: (فهم حانون على أوساطهم، مفترشون لجباههم وأكفهم وركبهم وأطراف أقدامهم، يطلبون إلى الله تعالى في فكاك رقابهم).
12 ـ (فإذا أصبحوا اختلطوا بالناس لم يشر إليهم بالأصابع)
لأنهم ليسوا أصحاب رياسة ولا أصحاب مهادنة على الباطل، وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أثناء غيبة إمامهم عليه السلام في نهج الفصاحة ج2 ص 645: (يأتي على الناس زمان، المؤمن فيه أذل من شاته).
13 ـ (تنكبوا الطرق واتخذوا الماء طيباً وطهوراً)
أي انهم سائرون في طريق الله ومساعدة الناس، وهم الذين يزداد شوقهم لزيارة الأماكن المقدسة وأماكن العبادة، يتخذون من الماء طهوراً لأبدانهم فهم دائماً على وضوء استعداداً لملاقاة الخالق.
14 ـ (أنفسهم متعوبة وأبدانهم مكدورة والناس منهم في راحة)
فهم الذين وصفهم أمير المؤمنين عليه السلام وكما ورد في نهج البلاغة/ الخطبة 157 حيث قال: (نفسه منه في عناء والناس منه في راحة، أتعب نفسه لآخرته، وأراح الناس من نفسه). فهم الذين أذعنوا لكلام سيد البلغاء أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة حين قال: (اعلموا عباد الله إن التقوى دار حصن عزيز، والفجور دار حصن ذليل، لا يمنع أهله، ولا يحرز من لجأ إليه بالتقوى تقطع حمّة الخطايا).
15 ـ (فهم عند الناس شرار الخلق وعند الله خيار الخلق)
حيث أشار إليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: (شيعتنا ومحبونا عند الناس كفار، وعند الناس خاسرون، وعند الله رابحون، فازوا بالإيمان وخسر المنافقون) الزام الناصب ص 197. فمن الواضح ان المتمسكين بولاية أمير المؤمنين والأئمة المعصومين عليهم السلام لدى المنافقين كفار والدلالة على هذا محاربتهم على مر العصور. فمعركة الجمل وصفين والنهروان ومعركة الطف الخالدة خير شاهد لحد الآن. فان يخرجوا عن الاعتراف بخلافة بني أمية وبني العباس وأذنابهم إلى يومنا هذا فهم خاسرون لأنهم يرفضون مبايعتهم، لكنهم وبلا شك عند الله تعالى هم الرابحون حقاً لتمسكهم بالثقل الآخر الذي أشار إليه النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الثقلين.
16 ـ (إن حدثوا لم يُصدقوا)
إذ يجب أن نعرف أن الصدق هو مطابقة القول للواقع، وهو أشرف الفضائل النفسية والمزايا الخلقية، فهو رمز الاستقامة والصلاح، لذلك مجدته الشريعة الإسلامية، وحرّضت عليه في قوله تعالى: (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ * لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ) ). الزمر 33.
ولا شك ان أتباع أهل البيت عليهم السلام وخصوصاً ان أصحاب الإمام عليه السلام المتقين، عند أصحاب المصالح الشخصية والدنيوية كاذبون، لأن أكثرهم للحق كارهون. فهم الصادقون في الأقوال والأفعال والعزم والنية.
17 ـ (إن خطبوا لم يزوجوا)
والسبب في ذلك إما أن يكون بسبب عيشهم الخفيض وحالتهم المادية البسيطة وأداء الحقوق الشرعية من زكاة وخمس وصدقات ومواساة اخوانهم المؤمنين بالمال وذلك في قوله تعالى: (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ). أو بسبب عقيدتهم والتزامهم الديني الذي لا يتلائم مع المجتمعات الفاسدة التي ترى في الإسلام فكرة كلاسيكية قديمة لا تتلائم مع التطور والرقي.
18 ـ (إن شهدوا لم يعرفوا).
أي انهم لا يشار اليهم بالبنان، لأنهم لا يطمعون بحب الرياسة والدنيا. لتمسكهم بأخلاق وتعاليم الأئمة عليهم السلام. فلقد جاء في بحار الأنوار والزام الناصب والغيبة للنعماني عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (كونوا كالنحل في الطير، ليس شيء من الطير إلا وهو يستضعفها. ولو علمت الطير ما في أجوافها من البركة لم تفعل بها ذلك…).
19 ـ (إن غابوا لم يفقدوا).
فهم الذين أتعبوا أنفسهم لآخرتهم وأراحوا الناس من أنفسهم فزاد زهدهم ونزاهتهم، فهم الذين اتخذوا صوامعهم بيوتهم وعضّوا على مثل جمر الغضا وذكروا الله كثيراً. حيث إن عدم افتقادهم منجاة لهم من كل الفتن التي لا ينجو منها إلا من أخذ الله تعالى ميثاقه في عالم الذر.
20 ـ (قلوبهم خائفة وجلة من الله وألسنتهم مسجونة).
إن قلوبهم وجلة من الله تعالى لأنهم يعرفون الله حق معرفته ويعلمون أنه قد أعد الجنة للمتقين والنار للمخالفين ويعلمون أن القلوب التي تذكر الله دائماً مطمئنة تملأها السكينة، كما قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً). ـ سورة الفتح ـ وان ألسنتهم دائمة الذكر والتسبيح حيث إن أحدهم زاد إيمانه كلما زاد هدوؤه واطمئنانه.
21 ـ (صدورهم وعاء لسر الله، إن وجدوا أهلا نبذوه إليه نبذاً، وإن لم يجدوا له أهلاً القوا على ألسنتهم أقفالاً غيبوا مفاتيحها وجعلوا على أفواههم أوكية صلب صلاب أصلب من الجبال لا ينحت منهم شيء).
22 ـ (خزان العلم ومعدن الحلم والحكم وتباع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين)
هم أصحاب العلوم التي عرفوها من خلال معرفة حقيقة العبودية في أنفسهم، فان الله سبحانه وتعالى ألقى في قلوبهم النور لهدايتهم ولتوفيقهم في مجالات العلوم المختلفة التي يعملون بها خدمةً للإمام عليه السلام في حال ظهوره المقدس. وهم قد توافر حلمهم وتجرعوا غيظهم مرضاةً لله سبحانه وتعالى وأسوةً برسوله وأهل بيته الطاهرين. وهم الحكماء في المواقف الصعبة، وبالتالي فإنها أخلاق الأنبياء والصديقين والشهداء كما في قوله تعالى: (وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ). فصلت: 33.
23 ـ (أكياس يحسبهم المنافق خرساء وعمياء وبلهاء وما بالقوم من خرس ولا عمى ولا بله أنهم لأكياس فصحاء حلماء حكماء أتقياء بررة صفوة الله أسكنتهم الخشية لله وأعيتهم ألسنتهم خوفاً من الله وكتماناً لسره).
هؤلاء الصفوة الأخيار يمتازون بالكياسة ما بهم حمق والرجل (والرجل كيس مكيس) أي ظريف في معاملته للناس. قد براهم الخوف بري القداح، لا ينابز بالألقاب، إن صمت لم يغمه صمته وان ضحك لم يعلُ صوته.
24 ـ (فوا شوقاه إلى مجالستهم ومحادثتهم يا كرباه لفقدهم ويا كشف كرباه لمجالستهم اطلبوهم فان وجدتموهم واقتبستم من نورهم اهتديتم وفزتم بهم في الدنيا والآخرة هم أعز في الناس من الكبريت الأحمر).
في كمال الدين عن بن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (والذي بعثني بالحق نبياً، إن الثابتين على القول به في زمان غيبته، لأعز من الكبريت الأحمر).
25 ـ ( حليتهم طول السكوت بكتمان السر والصلاة والزكاة والحج والصوم والمواساة للإخوان في حال اليسر والعسر، فذلك حليتهم ومحبتهم يا طوبى لهم وحسن مآب هم وارث الفردوس خالدين فيها ومثلهم في أهل الجنان مثل الفردوس في الجنان وهم المطلوبون في النار المحبورون في الجنان، فذلك قول أهل النار مالنا لا نرى رجالاً كنا نعدهم من الأشرار، فهم أشرار الخلق عندهم فيرفع الله منازلهم حتى يرونهم فيكون ذلك حسرة لهم في النار فيقولون يا ليتنا نرد فنكون مثلهم فلقد كانوا هم الأخيار وكنا نحن الأشرار فذلك حسرة لأهل النار).
2 ـ أصحاب الإمام عليه السلام لا تختلف أهواؤهم
في كتاب الغيبة للنعماني ص 107 عن أحمد بن هوذة، عن النهاوندي، عن عبد الله بن حماد عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه دخل عليه بعض أصحابه فقال له: جعلت فداك إني والله أحبك وأحب من يحبك، يا سيدي ما أكثر شيعتكم؟ فقال له: أذكرهم. فقال: كثير، فقال: تحصيهم؟ فقال: هم أكثر من ذلك، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي تريدون ولكن شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه، ولا شحناؤه بدنه ولا يمدح بنا غاليا، ولا يخاصم لنا واليا، ولا يجالس لنا عائباً ولا يحدث لنا ثالباً ولا يحب لنا مبغضاً، ولا يبغض لنا محباً. فقلت: فكيف أصنع بهذه الشيعة المختلفة الذين يقولون إنهم يتشيعون؟ فقال: فيهم التمييز وفيهم التمحيص، وفيهم التبديل، يأتي عليهم سنون تفنيهم وسيوف تقتلهم، واختلاف تبددهم، إنما شيعتنا من لا يهر هرير الكلب، ولا يطمع طمع الغراب ولا يسأل الناس بكفه وإن مات جوعاً قلت: جعلت فداك فأين أطلب هؤلاء الموصوفين بهذه الصفة؟ فقال: أطلبهم في أطراف الأرض أولئك الخشن عيشهم، المنتقلة دارهم، الذين إن شهدوا لم يعرفوا وإن غابوا لم يفتقدوا، وإن مرضوا لم يعادوا، وإن خطبوا لم يزوجوا، وإن ماتوا لم يشهدوا، أولئك الذين في أموالهم يتواسون، وفي قبورهم يتزاورون، ولا تختلف أهواؤهم وإن اختلفت بهم البلدان.
3 ـ لا يستوحشون إلى أحد
روى الحاكم في مستدركه على صحيحي البخاري ومسلم، بسند صححه على شرطهما عن محمد بن الحنفية قال: كنا عند عليJ فسأله رجل عن المهدي فقال عليJ: هيهات، ثم عقد سبعاً، فقال: ذاك يخرج آخر الزمان، إذا قال الرجل: الله… الله قتل. فيجمع الله تعالى قومه، قزع كقزع السحاب يؤلف الله بين قلوبهم لا يستوحشون إلى أحد، ولا يفرحون بأحد يدخل فيهم، على عدة أصحاب بدر، لم يسبقهم الأولون، ولا يدركهم الآخرون، وعلى عدد جنود طالوت الذين جازوا معه النهر.
4 ـ أهل الإخلاص
روى الشيخ الصدوق في كمال الدين بسنده عن السيد الجليل عبد العظيم الحسني انه قال للإمام الجواد عليه السلام وقال له: إني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، فقال عليه السلام: يا أبا القاسم، ما منا إلا وهو قائم بأمر الله عز وجل، وهادٍ إلى دين الله، ولكن القائم الذي يطهر الله عز وجل به الأرض من أهل الكفر والجحود، ويملؤها عدلاً وقسطاً هو الذي تخفى على الناس ولادته ويغيب شخصه ويحرم عليهم تسميته، وهو سمي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكنيه، وهو الذي تطوى له الأرض، ويُذل له كل صعب، تجتمع أصحابه عدة أهل بدر: ثلاثمائة وثلاثة عشر من أقاصي الأرض… فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الاخلاص أظهر الله أمره، فإذا كمل له العقد ـ وهو عشرة آلاف رجل ـ خرج بإذن الله عز وجل.
5 ـ أولوا قوة وركن شديد
روى الصدوق في كمال الدين مسنداً إلى الإمام الصادق عليه السلام قال: (ما كان قول لوط عليه السلام ولا ذكر إلا شدةً أصحابه، وان الرجل منهم ليُعطى قوة أربعين رجلاً، وان قلبه لأشد من زبر الحديد، ولو مروا بالجبال لقلعوها، ولا يكفون سيوفهم حتى يرضى الله عز وجل).
6 ـ معظمهم شباب
في بحار الأنوار والغيبة للنعماني، روي عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام انه قال: ان أصحاب القائم شباب لا كهول فيهم إلاّ كالكحل في العين أو الملح في الزاد، وأقل الزاد الملح.
7 ـ النجباء والأبدال والأخيار
روى الشيخ الطوسي في غيبته مسنداً عن الإمام الباقر عليه السلام قال: (يبايع القائم بين الركن والمقام ثلاثمائة ونيّف، عدة أهل بدر، فيهم النجباء من أهل مصر والأبدال من أهل الشام والأخيار من أهل العراق).
8 ـ كل يرى نفسه في ثلاثمائة
روى الطبري الإمامي في كتاب دلائل الإمامة مسنداً إلى الصادق عليه السلام انه ذكر أصحاب القائم عليه السلام فقال: (ثلاثمائة وثلاثة عشر، وكل يرى نفسه في ثلاثمائة). والاختلاف في العدد بين الأربعين والثلاثمائة يرتبط ـ فيما يبدو ـ باختلاف مراتب هؤلاء الأصحاب الإيمانية، وقد يكون عدد الأربعين خاصاً بأفراد تتمة العشرة الآلاف من أصحاب الإما عليه السلام ، أي ان كل واحد منهم يعادل أربعين رجلاً، أما عدد الثلاثمائة فهو خاص بخلّص أصحاب عليه السلام أي الثلاثمائة والثلاثة عشر، فكل واحد منهم يعدل ثلاثمائة رجل في آثار عمله الجهادي.
9 ـ يمتازون بصفة التوسم
في بحار الأنوار عن أبي الفضل بن شاذان، روى عن الباقر عليه السلام قال: (كأني أنظر إلى القائم وأصحابه في نجف الكوفة،… كأن قلوبهم زبر الحديد يعطى الرجل منهم قوة أربعين رجلاً، لا يقتل أحداً منهم إلا كافر أو منافق، قد وصفهم الله تعالى بالتوسم في كتابه العزيز بقوله (إِنَّ فِي ذلِكَ لآَياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) ).
10 ـ رهبانٌ بالليل، وليوث بالنهار.
في معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السلام ج1 ص 471 فيجلس بين الركن والمقام فيمدُ يده فيبايع له ويلقي الله محبته في صدور الناس، فيسير معه قوم أسدٌ بالنهار، رهبان بالليل.
توضيح: وردت في هذه الرواية صفة أصحاب الإمام عليه السلام بالأسود الضارية والتي من صفاته، صبره على الجوع وقلة الحاجة إلى الماء واعتزاز نفسه انه لا يأكل من فريسة غيره.
وهم الرهبان العبّاد القائمون بالليل الركع السجود المستغفرون لله بالأسحار. وهي حالات خاصة لا تجتمع إلا في قلوب المؤمنين المفعمة بالإيمان والتقوى المليئة بالمعرفة واليقين.
ثانياً: الصفات الفكرية
1 ـ عندهم مفاتيح العلوم الإلهية.
روى الصفار في بصائر الدرجات والنعماني في غيبته والصدوق في كمال الدين والخصال وغيرهم من طرق عديدة عن الإمام الصادق عليه السلام انه قال: (سيبعثُ الله ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا إلى مسجد مكة، يعلم أهل مكة إنهم لم يولدوا من آبائهم ولا أجدادهم، عليهم سيوف مكتوبة ألف كلمة، كل كلمة مفتاح ألف كلمة… ).
2 ـ عرفوا الله حق معرفته.
روى بن أعثم الكوفي في كتاب الفتوح عن الإمام الصادق عليه السلام ضمن حديث: (ويحاً لك يا طالقان، فإن لله عز وجل بها كنوزاً ليست من ذهب ولا فضة، ولكن بها رجال مؤمنون عرفوا الله حق معرفته وهم أنصار المهدي في آخر الزمان).
3 ـ أهل يقين وعبادة وولاية، شعارهم يا لثارات الحسين.
روى السيد علي بن عبد الحميد في كتاب الغيبة عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (لله كنزٌ بطالقان، ما هو بذهب ولا فضة، وراية لم تنشر منذ طويت، ورجال كأن قلوبهم زبر الحديد لا يشوبها شك في ذات الله، أشد من الحجر، لو حملوا على الجبال لأزالوها، لا يقصدون بلدةً إلا خربوها، كأن على خيولهم العقبان، يتمسحون بسرج الإمام عليه السلام يطلبون بذلك بركة، ويحفون به ويقونه بأنفسهم في الحروب ويكفونه ما يريد منهم، رجال لا ينامون الليل، لهم دوي في صلاتهم كدوي النحل، يبيتون قياماً على أطرافهم، ويصبحون على خيولهم، كأن قلوبهم القناديل، وهم من خشية الله مشفقون، يدعون بالشهادة، ويتمنون أن يقتلوا في سبيل الله، شعارهم (يا لثارات الحسين) إذا ساروا يسير الرعب أمامهم مسيرة شهر يمشون إلى المولى إرسالاً، بهم ينصر الله إمام الحق).
4 ـ وحّدوا الله حق توحيده، قلوبهم مجتمعة بالمحبة والنصيحة.
في بشارة الإسلام، روي عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال ضمن خطبة بشأن أسماء أصحاب الإمام عليه السلام: (إلا انه إذا خرج، فاجتمع إليه أصحابه على عدد أهل بدر وأصحاب طالوت، وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، كأنهم قد خرجوا من غاباتهم، قلوبهم مثل الحديد، لو أنهم هموا بإزالة الجبال الرواسي لأزالوها عن مواضعها، وهم الذين وحدوا الله حق توحيده، لهم في الليل أصوات كأصوات الثواكل من خشية الله تعالى، قيام في ليلهم وصوام نهارهم، كأنهم من أبٍ واحدٍ وأم واحدةٍ، قلوبهم مجتمعة بالمحبة والنصيحة).
5 ـ لا يبالون في الله لومة لائم
روى نعيم بن حماد في كتاب الفتن مسنداً عن الإمام الصادق عليه السلام قال ضمن حديث عن الإمام المهدي عليه السلام: (يخرجُ في اثني عشر إن قلّوا، أو خمسة عشر إن كثروا، يسير الرعب بين يديه، لا يلقاه عدو إلا هزمهم بإذن الله شعارهم (أمت.. أمت) لا يبالون في الله لومة لائم… ).
6 ـ التصاقهم بالقرآن الكريم
في نهج البلاغة عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام قال في خطبة يشير فيها إلى غيبة المهدي عليه السلام والى أصحابه: (… ثم ليشحذن فيها قوم شحذ القين النصل، تُجلى بالتنزيل ابصارهم، ويُرمى بالتفسير في مسامعهم، ويُغبقون كأس الحكمة بعد الصبوح… ).
7 ـ هم عصابة لا تضرها الفتنة
روى النعماني في كتاب الغيبة مسنداً عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام قال: (كونوا كالنحل في الطير، ليس شيء من الطير إلا وهو يستضعفها، ولو علمت الطيرُ ما في أجوافها من البركة لم تفعل بها ذلك، خالطوا الناس بألسنتكم وأبدانكم، وزايلوهم بقلوبكم وأعمالكم، فوالذي نفسي بيده ما ترون ما تحبون (ظهور المهدي عليه السلام) حتى يتفل بعضكم في وجهوه بعض، وحتى يسمي بعضكم بعضاً كذابين، وحتى لا يبقى منكم ـ أو قال من شيعتي ـ إلا كالكحل في العين والملح في الطعام… وكذلك أنتم تميزون حتى لا يبقى منكم إلا عصابة لا تضرها الفتنة شيئاً).
بقلم: الحاج غسان الحاج عدنان حمودي/ محافظة العمارة
الهوامش
(1) من البحوث المشاركة في المؤتمر العلمي الأول الذي أقامه مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام في مدينة النجف الأشرف في 22/7/2007م.