هزيمة الإخوان المسلمين في المغرب.. الأسباب والتداعيات

هزيمة الإخوان المسلمين في المغرب.. الأسباب والتداعيات

فاز حزب العدالة والتنمية في الإنتخابات التي جرت في المغرب بعامي 2011 و2016 بحصوله على أغلبية المقاعد البرلمانية، وقام بتشكيل الحكومة، غير ان هذا الحزب تلقى هزيمة تاريخية في الإنتخابات التي جرت في هذا البلد مؤخرا.

ان مثل هذه الهزيمة في سجل الإسلام السياسي في المغرب كانت متوقعة.  ففي الاجتماعات والجلسات التي أقيمت في السنوات الأخيرة لمناقشة هذه القضية، تم التأكيد على تراجع تيار الإسلام السياسي في شمال إفريقيا، ويمكن تحليل وتقييم الهزيمة الأخيرة لحزب العدالة والتنمية في هذا الإطار الإقليمي.

خلافا لحالة تيار الإخوان في مصر وتونس وأماكن أخرى، فان الإنتخابات جرب في المغرب في ظل أجواء حرة وديمقراطية، إذ لا يعد بإمكان البعض عزو هزيمة تيار الإخوان في المغرب إلى وضع العراقيل السياسية والأمنية والاقتصادية والسيادية أو أنواع مختلفة من الدعاية المغرضة في طريقهم، حتى في جانب الهوية فان تيار الاخوان المسلمين في المغرب، يعد واحدة من التيارات الأكثر ليبرالية وبراجماتية بين الأحزاب التي تنتمي إلى الإخوان المسلمين في العالم العربي، فلا يمكن الحديث بسهولة عن حالة من الرفض العالم، للحركات الإسلامية في الأوساط الاجتماعية في المغرب.

دعونا نكن صريحين: ان هزيمة حزب الإخوان المسلمين جاء بسبب عدم تطبيق شعاراته المثالية طيلة السنوات التي تسلم مقاليد السلطة، ابتداء بالشعارات الاقتصادية والأوضاع المتدهورة الناجمة عن البطالة في المغرب وصولا إلى قضية القبول بتطبيع العلاقات بإسرائيل التي حملت توقيع رئيس الوزراء الإخواني، وقد بقيت خالدة في التاريخ، هذا هو أساس القضية.

بالتأكيد يمكن مناقشة هذه الأحداث لساعات وساعات وكتابة أبحاث ومقالات حول الأسباب المختلفة الكامنة وراء الهزيمة التي مني بها الإخوان المسلمين في المغرب، فقد تكون البراغماتية وتقديم التنازلات التي لا حد لها هي السبب في فشلهم في كسب أصوات الشارع العام، وربما سجلها في فترة الحكم وأداءها هو السبب؛ غير ان أهم الأسباب في فشل وهزيمة حزب العدالة والتنمية هو عجز الحزب في حلحلة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي كان يعاني منها الشعب، الذي صوّت له بغية تحسين الظروف المعيشية.

فضلا عما فات فان هناك قضية مهمة تطل برأسها عند الحديث عن أسباب هزيمة الحزب وهي إنهم أطلقوا شعارات تتجاوز إمكانياتهم ومقدرتهم، وعلى اقل تقدير هذا القول يصدق على حزب الإخوان المسلمين في المغرب، وان كنا نواجه هذه القضية في حالات أخرى، إذ ان التيارات الإسلامية تطلق شعارات مثالية في بعض الأحيان، إذ توحي بان تسلمها مقاليد السلطة سيحدث التغييرات العجيبة والمدهشة، وقد يكون هذا الأمر هو الركيزة والأساس لسياسة تسمى الإدماج التي توظف لاحتواء تيارات الإسلام السياسي والسيطرة عليها، أو إقصاءها نهائيا من الساحة.

ان ما حدث في أفغانستان بعد تسلم طالبان السلطة، يترك تأثيرا كبيرا في توجهات الإسلاميين السياسية، لكنه يتطلب بحثا آخر، غير ان النزعة الإسلامية لدى حزب الإخوان المسلمين اتخذت مسارات آخر للسير عليه وهي صناديق الاقتراع، وعليه فأنها ستواجه أسئلة جادة وحقيقية وإعادة نظر أساسية في مقارباتها.

 

المصدر: ديبلماسي إيراني

شاهد أيضاً

داعش خراسان

داعش خراسان.. أضعف مما تبدو للعلن

السياسة – شفقنا العربي: منذ العملية الانتحارية التي استهدفت مطار كابول الدولي في أغسطس عام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.