الإمام المهدي في الكتاب والسنة والارتباط به

قال تعالى ﴿ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين﴾ تشير الآية الكريمة إلى قضية الاعتقاد بالإمام المهدي  التي اولاها العالم اهتماما بالغا وليس المسلمين فقط.
المسلمون أوردوا أخبار الإمام المهدي منذ ان بشر بها خاتم الأنبياء  وأكد ظهوره أخر الزمان وهناك الكثير من الكتب في هذا المجال، ومنها مثلا كتاب المهدي الموعود المنتظر عند هل السنة والامامية للشيخ نجم الدين العسكري ونقل فيه أكثر من أربع مئة حديث من كتب أهل السنة فقط.
وكذلك كتاب منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر لآية الله لطف الله الصافي وفيه ستة آلاف حديث عن طريق الفريقين. ومن ذلك ايضا كتاب آية الله السيد صادق الشيرازي “المهدي في القران” أورد فيه 103 آيات نزلت تفسيرا او تأويلا او تنزيلا او تطبيقا او تشبيها في الإمام المهدي وغيرها الكثير. ان أهمية قضية الإمام المهدي تكمن في كونه طموح البشرية بمختلف أديانها ومذاهبها.
ان الإيمان بالإمام المهدي ليس إيمانا مجردا يسلي الإنسان كلما اشتد عليه الظلم، بل عقيدة متجذرة وراسخة، فهو مصدر عطاء لان الإيمان بالمهدي يعني رفض الظلم والجور، ومصدر قوة لأنه بصيص النور الذي يقاوم ظلمة اليأس في نفوس البشر وهو الأمل بانتصار العدل.
نحن نؤمن بقائد رافض للظلم والجور وهو الذي يقود مسيرتنا فعليا نحو ذلك اليوم الموعود وهو ليس خيالا بل حقيقة تجسدت في إمام يخرج في يومه وليس في عنقه بيعة لظالم. ان الارتباط الذي يعيشه المؤمنين بهذا القائد  ليس ايمانا روحيا فحسب بل وسلوكا وطريقة وعمل.
نحن شيعة هل البيت نعيش معه في التشريع في زمن الغيبة الصغرى والكبرى من خلال النواب في الصغرى ومن خلال الاجتهاد في الكبرى. كما نعتقد إننا دائما بالقرب من الإمام وهو يرعى ويوجه للخير دائما بنظره الى أفعال المؤمنين وإعمالهم التي تعرض عليه كل جمعة وفي ليلة القدر كما تنص سورة القدر فيسر لبعض الأعمال ويسوءه بعضها الأخر.
ان الإمام يقف مع المؤمنين في كل ما يواجههم من خطوب ومصاعب يخاف عليهم منها، وهو كذلك حاضر في كل سنة في الحج. نحن نلتمس بركاته علينا في كل عمل حولنا. من هنا علينا ان نسر إمامنا بالاقتداء بسيرة جده وأهل البيت  ونسأل الله تعالى ان يجعلنا ممن يحظى برؤيته والجهاد تحت رايته وصلي اللهم على محمد واله الطاهرين.