محللون: هناك حالة تنام واضحة في كراهية الإسلام في أوروبا

أكد محللون أتراك، أن هناك حالة تنام واضحة في كراهية الإسلام في أوروبا، مشددين على أن الإسلاموفوبيا لا تقتصر فقط على اليمين المتطرف كما يتم تصويره.

وقال الكاتب التركي حسن بصري يالتشين، في مقال له على صحيفة “صباح” إن هناك زعما بأن القيم الأوروبية تحترم الهويات والقيم الدينية، وأن بعض المخالفين فقط يقومون بهذه الأعمال السيئة، ولكننا اليوم نرى أن الإسلاموفوبيا سائدة ليس فقط لدى اليمين المتطرف، بل في جميع أنحاء أوروبا.

وأضاف أن “المساجد في ألمانيا تداهم، وفي فرنسا هناك ممارسات تقييدية ضد المسلمين، ولم يعد هناك نفاق، وأصبحوا يتحدثون عن تغيير دين الإسلام بلا خجل”.

وتابع قائلا: “إنهم يعتقدون أنه يمكنهم حتى تنظيم دين الإسلام، نتيجة لماضيهم الاستعماري والعنصري، والأمر المثير أن ذلك لا يقتصر على أقلية، بل هو رأي سائد في جميع أنحاء أوروبا”.

وأشار إلى أن الأنماط الشعبوية مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تحاول استغلال هذا التوجه لدى الأوروبيين، ويريدون تحويل معاداة الإسلام إلى ربح لأنفسهم.

ولفت إلى أن موقف الاتحاد الأوروبي التمييزي تجاه تركيا على مر السنين لم ينبع فقط من تركيا، بل إن السبب الرئيس لذلك هو كراهية الإسلام والمسلمين في أوروبا.

وأوضح أن العنصرية في أوروبا، لها تاريخ عميق الجذور، وهناك خشية من تصاعد اضطهاد المسلمين هناك وبشكل علني.

وذكر أن “الاتحاد الأوروبي يتحول بسرعة وبسرعة كبيرة، عن خداعه بشأن قيمه، ولا يستبعد أن تنشأ معسكرات الاعتقال ضد المسلمين”، لافتا إلى أن أوروبا تغاضت عن المذابح التي أقيمت ضد المسلمين في البوسنة.

وفي السياق ذاته، أشار الكاتب التركي إلى أنه لسوء الحظ، وعند النظر إلى العالم الإسلامي، فمن الصعب العثور على دول أخرى مثل تركيا للدفاع عن حقوق المسلمين، ولهذا السبب تتزايد الكراهية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان لدى شخصيات مثل ماكرون والسياسي الهولندي اليميني المتطرف خيرت فيلدرز.

بدوره قال الكاتب التركي، يعقوب كوسا، في مقال على صحيفة “ستار” إنه مع زيادة الهجمات على الإسلام والمسلمين في أوروبا بقيادة فرنسا، تذكر ما قاله الفيلسوف الفرنسي ألين تورين حول الأزمة في أوروبا لمجلة تركية عام 2012، إنه لا يرى أي مخرج للأزمات في أوروبا، فبينما يتطور الجميع في كافة أنحاء العالم، يزيد الركود بشكل أكبر في الغرب.

ونقل الكاتب التركي، عن فيلسوف غربي آخر، أن الغرب قد انهار بسبب تفشي جائحة كورونا، التي لها تداعيات مستقبلية على التوازن الجيوسياسي للعالم.

وأوضح أن الدول الآسيوية مثل اليابان وكوريا الجنوبية لديها نظام صحي أقوى من الغرب، وتبدي إدارة فاعلة في مكافحة كورونا، في الوقت الذي فشلت فيه دول الاتحاد الأوروبي مثل فرنسا وإيطاليا في إدارة الأزمة، ما يعطي دلائل على أن التوازنات الاستراتيجية للعالم ستتغير تماما بعد كورونا.

وذكر أن الفيلسوف الفرنسي مارسيل غوشيه في مقابلة أجرتها معه صحيفة لوموند، بشأن جائحة كورونا، قال: “لقد أدركنا أن نظامنا العام المشترك يعاني من ضعف كبير (..) ومثل هذه الأوبئة مألوفة في آسيا، والغرب وفرنسا لا يستطيعان وضع توقعات استراتيجية لمثل هذا التهديد، وأن فرنسا التي تفتخر بوجود أفضل نظام صحي في العالم، لم تكن مستعدة تماما لهذه الأزمة”.

ونقل الكاتب التركي عن المؤرخ البريطاني المعروف أرنولد توينبي، قوله، إن الإسلاموفوبيا بلغت ذروتها على أيدي رؤساء دول الاتحاد الأوروبي، كما أن معاداة الإسلام سوف تؤدي إلى تسريع انهيار أوروبا.

 

المصدر: عربي 21

شاهد أيضاً

تامل فی نظرية «يورابيا» والمنظور الديموغرافي للإسلام في أوروبا…

للمسلمين في أوروبا دور هام في المجتمع الديني الثاني (بعد المسيحية). بعد الحرب العالمية الثانية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.