بين المواقف والواقع…هل تنضم السعودية والكويت إلى عملية التطبيع؟

بسبب الخطوات التي اتخذها النظام الصهيوني والأمريكيون لإقامة علاقات بين دول الخليج الصغيرة والتطبيع مع الكيان الصهيوني، تكوّن دومينو في المنطقة، لكن بعض الدول، مثل الكويت والسعودية، ليست بالدول التي تدخل مباشرة في عملية التطبيع بعد البحرين. وترجع مقاومة هذه الدول إلى المعارضة التي تواجهها في مجال سيادتها على يد الجماعات وزعماء القبائل في البلدين. ويبدو أن حكام الكويت يتصرفون بحذر، بالنظر إلى قلة عدد السكان وبسبب أجوائها ووجود برلمان يعارض فيه الشيعة والسنة بشدة تطبيع بلادهم بنظام الاحتلال في القدس. إنهم غير مهتمين بالتطبيع لأنهم يعرفون أن التكاليف تفوق الفوائد.

أما بالنسبة للسعودية، يجب أن نعرف بان هناك خلافات تعصف بمختلف طبقاتها بين الحكام الحاليين والأمراء، وبين الأمراء مع القوى الدينية الوهابية في السعودية، وبين الحكام وزعماء القبائل. إضافة إلى ذلك، تواجه الحكومة السعودية في محافظاتها الشرقية مشاكل حول ممارساتها في اليمن. لذلك، لا يبدو أن الكويت والمملكة العربية السعودية تقومان بالتطبيع.

هذا وأن الأمريكيين مصرين على كشف علاقات هذه الدول المؤثرة في الخليج بالكيان الصهيوني، وفي نفس الوقت فانهم قلقون لأنه قد يواجهون تحركات داخلية ويفقدون السيطرة على الحكومة.

جدير بالذكر أن هناك خلافًا بين ملك السعودية وولي عهدها الأمير محمد بن سلمان، ونظراً لخبرة الملك سلمان، ومعرفته بهيكلية الحكومة وعلاقاتها القبلية، لا يريد الدخول في هذه المغامرة، لكن يبدو ان ابن سلمان في عجلة من أمره للقيام بالتطبيع، لا سيما من أجل ان يقترب من الغرب ويحصل على دعم القوى الغربية للنظام السعودي. وبما ان الشباب يشكلون الأغلبية من سكان المملكة العربية السعودية فيسعى بن سلمان إلى جعل التطبيع قضية طبيعية وإخراجها من المجالين الديني والسياسي إلى عالم الدبلوماسية والعلاقات الدولية. يبدو أنه وضع هذه القضية في نطاق واجباته في السنوات الماضية، وخاصة خلال العامين الماضيين، لكنه لا يزال بحاجة إلى مزيد من العمل في المجالين الاجتماعي والثقافي من أجل التطبيع.

 

المصدر: موقع فرارو

شاهد أيضاً

داعش خراسان

داعش خراسان.. أضعف مما تبدو للعلن

السياسة – شفقنا العربي: منذ العملية الانتحارية التي استهدفت مطار كابول الدولي في أغسطس عام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.