دور الصيام في تعزيز الثقة بالنفس عند الشباب

إنما الصوم عبادة من العبادات العظيمة التي يشرف الله تعالى بها عباده المؤمنين، وهو أحد أركان الإسلام إذ فرض على المسلم، هذا ويختلف الصيام في مختلف الأديان، ففي الصيام جهاد للنفس بمخالفة المألوف والخروج عن المعتاد وترك الشهوات كلياً. هذا وغني عن القول بان الشباب هم الفئة الأكثر قوة من بين أبناء الشعب إذ يمكنهم الاستفادة من هذه الفرصة لتعزيز علاقتهم بالخالق وما وراء الطبيعة، بغية الحديث عن هذا الموضوع أي الشباب وشهر رمضان قد أجرى مراسل وكالة شفقنا حوار مع أساتذة العلوم الاجتماعية والتربوية إليكم ملخص من هذه الحوارات.

وقال حجة الإسلام والمسلمين مريجي الذي يرأس جامعة باقر العلوم عند الحديث عن النتائج الاجتماعية للصيام بالنسبة للشباب: ان الشباب وبغية تكوين أسس حياتهم الاجتماعية بحاجة إلى الثقة بالنفس وشهر رمضان المبارك يمثل تلك الفرصة التي تمكنهم من الحصول على الثقة بالنفس عبر تحمل المشاكل والصعوبات. فالإنسان ولكي يجتاز المشاكل بحاجة إلى الممارسة ومن مدلولات الممارسة تلك، هو صيام شهر رمضان المبارك.

إنما أول خطوة في الصيام هي غض الطرف عن المأكولات، كما يصرح رئيس جامعة باقر العلوم ويضيف: ان الصائم عليه تحمل العطش والجوع والتعب والصداع وهذه الأمور هي صعوبات تجعل الشخص يصارع المشاكل ومن جهة أخرى عليه مواصلة ممارساته وأعماله اليومية. فالشاب وعندما يدخل سن الخامسة عشر يواجه المشاكل ومن جهة أخرى عليه تحملها ومواجهتها، هذه الأمور يمكنها ان تصبح نموذجاً للقضايا الأخرى في حياته، حيث يقوم بتطبيق هذا النموذج في قضايا أخرى.

كما يشير حجة الإسلام مريجي إلى ان في شهر رمضان على المرء ان يراقب كل أعضاء جسده كما عليه ان يشرف على سلوكه طوال الشهر المبارك وهذه الأمور يمكنها ان تمثل ممارسة جيدة ومقدمة ممتازة لأعماله الفردية والاجتماعية طوال حياته. وكما يصرح علماء الإجتماع ووفقاً للدراسات التي قاموا بها فان نسبة كبيرة من المؤمنين الذين يقومون بالواجبات الإلهية يبدون مقاومة كبيرة في مواجهة مشاكل الحياة وخاصة في الحياة الزوجية.

وختم حديثه بالقول بان عدم تحمل المشاكل والعجلة في الحياة من تداعيات عدم الصوم عند الشباب فهؤلاء لا يمكنهم ان يتحملوا المشاكل ولا حتى زلات الأصدقاء فكل علاقاتهم تنهار بسرعة وخاصة في الحياة الزوجية.

وقال حسن غفاري فر في حوار مع وكالة شفقنا بان الصيام هو حاجة البشر الفطرية كما ورد في القرآن “كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ” كما نشاهد اليوم بان العلماء كشفوا حاجة الإنسان إلى الصيام في الحفاظ على صحة البدن، كما عرف البشر بالتجربة بانه عليه ان يغير من عاداته في تناول الطعام في أيام وساعات من حياته، بمعنى انه عليه ان يضع حدوداً لتناول الطعام في فترات ما، وان أول فئة عليها القيام بهذا العمل هم الشباب ذلك انهم يحتاجون إلى النشاط أكثر من الآخرين.

وأضاف: ان الشباب الذين يريدون دخول الحياة الاجتماعية يصبحون كالشجرة الجافة إذا لم يقوموا بتقوية الإرادة وللصيام الدور الأكبر في تقوية الإرادة، وكلما سار الإنسان على طريق تقوية الإرادة الفردية والحصول على رضا الخالق فالله تعالى يجزيه، جزاء حسناً.

وفيما يتعلق بتداعيات عدم الالتزام بالصيام عند الشباب قال: ان أكبر الأضرار تتجلى في ضعف الإرادة والأخلاق المتقلب وعدم الاستقرار، فالشخص الذي لا يمكنه إدارة طعامه لا يمكنه السيطرة على نفسه خاصة عندما يتولى منصباً في المجتمع.

المصدر: https://ar.shafaqna.com/AR/212538/

 

شاهد أيضاً

نفاق

ما هو النفاق من منظور الإمام علي(ع)؟

مقالات العربیة – ایكنا: یقول القرآن الکریم “لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ” وهکذا یبیّن لنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.