يسعى تحالف ضد معاداة الإسلام في ألمانيا إلى إحياء ذكرى سنوية تهدف لمجابهة العنصرية ضد المسلمين. وتعتبر المنظمات المنضوية تحت هذا التحالف أن السياسة لها مسؤوليتها في هذا المجال.
مرت تسع سنوات على مقتل الصيدلانية المنحدرة من مصر، مروة الشربيني من طرف اليميني المتطرف ألكسندر فينس الذي وجه إليها 18 طعنة بسكين. ومكان الجريمة كان في قاعة محكمة دريسدن. وحتى جنين الشربيني غير المولود توفي في الجريمة. نينا موهه، المسؤولة عن مشروع Claim، وهو تحالف جديد ضد معاداة الإسلام والمسلمين تتذكر ذلك اليوم الذي شكل “تحولا فظيعا” حتى على المستوى الأوروبي.
وإحياء لذكرى الجريمة ينظم تحالف Claim في الأول من يوليو “يوم مناهضة معاداة المسلمين”. وهذه الذكرى موجودة منذ 2015 وتدعمها وزارة شؤون الأسرة ومؤسسة مركاتور. وتبدو هذه الذكرى ضرورية أكثر من ذي قبل، لأن سمعة التي يروج لها للإسلام في ألمانيا حاليا تعتبر “سيئة”، خاصة لو نظرنا إلى دراسات صادرة عن مؤسسة برتلسمان من عام 2015 وما يسمى “دراسة الوسط” لمؤسسة هاينريش بول المقربة من حزب الخضر لعام 2016، إذ أن نصف مجموع الألمان يشعرون بأنهم “مهددون” من قبل الإسلام أو صنفوا أنفسهم بأنهم “مهددون جداً”.
وازدادت هذه المشاعر قوة في الشهور الأخيرة بسبب تجاوزات ارتكبها شبان مسلمون ضد يهود في ألمانيا. كما تم رصد تعرض فتاة يهودية في مدرسة ابتدائية للمضايقة من قبل تلاميذ مسلمين في نهاية مارس/ آذار
أيضا حادثة اعتداء شاب سوري في منتصف أبريل/ نيسان في برلين على إسرائيلي يضع الكيباه (القلنسوة) على رأسه أثار جدلا على مستوى ألمانيا. هذه التجاوزات تشكل سلسلة اعتداءات ضد يهود. وحسب هيئة مناهضة التمييز في برلين تم في العاصمة الألمانية خلال عام 2017 الإبلاغ عن 12 حادثة مناهضة للسامية
ولا توجد إحصائيات رسمية حول الانتماء الديني للجناة. وبالرغم من ذلك فإن يوزيف شوستر، رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا يعتبر أن الاتحادات الإسلامية تتحمل المسؤولية:” ليس هناك طفل أو شاب يولد وهو معاد للسامية. ويعني ذلك أن هذه النظريات يتلقاها الأطفال والشباب في مكان معين”. وفي العادة يكون ذلك في بيت العائلة أو في جمعيات المساجد التي لا يذهب إليها الأطفال لوحدهم، كما يقول شوستر. فهناك يستمعون إلى خطب بعض الأئمة. “وهؤلاء لم يستوعبوا على ما يبدو ما نعتبره التوافق الاجتماعي والقيم الاجتماعية أو أنهم لا يريدون فهم ذلك عن قصد”.
نقاش سياسي حول الإسلام
وتعكس بيانات رسمية أن المسلمين يسقطون ضحايا لأعمال عنف. فهناك 1.075 اعتداء على مسلمين ومنشآت إسلامية سُجلت في 2017 في ألمانيا، إلا أن مراقبين يقدرون أن نسبة تلك الاعتداءات أكبر بكثير مما هو مسجل رسميا.
وبالنسبة إلى نينا موهه، المسؤولة عن مشروع Claim تكون المسؤولية عن المواقف الرافضة للإسلام في ألمانيا موجودة أيضا في السياسة. “يوجد من حين لآخر ساسة ـ ليس فقط من حزب البديل من أجل ألمانيا ـ يثيرون هذا الموضوع باستمرار ويعرضون بالفعل المسلمين في سياق سلبي أو يمارسون التحريض”. وأضافت موهه:” إنهم أشخاص لا يعرفون شخصيا مسلمين، ويخضعون لتأثير كبير”.
ومنذ مارس/ آذارالأول فقط أثار وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر جدلا على مستوى ألمانيا عندما أكد أن المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا و”ليس الإسلام” ينتمون إلى ألمانيا. ورفضت المستشارة أنغيلا ميركل لاحقا هذا الموقف وقالت:” المسلمون أيضا ينتمون إلى ألمانيا وكذلك دينهم الإسلام”.
وتشعر نينا موهه وزملاؤها من خلال هذا التصريح من المستشارة بالدعم في عملهم. وبإحياء يوم تذكاري في الأول من يوليو تريد موهه ورفاقها إصدار تعميم بأن المسلمين يتحملون أيضا المسؤولية بحيث يجب إشراكهم أكثر في المجتمع الألماني حتى يصبح حضورهم عاديا ويساهمون بإيجابية في تغيير المجتمع”.
دانييل هاينريش/ م.أ.م