اوجه التشابه بین نبی الله موسى والامام الحجۀ علیهما السلام

تبرز أوجه التشابه تلک فی النقاط التالیۀ:

-انّ موسى بن عمران علیه السلام أرسله الله تقدّست أسماؤه، وبعثه بعدما علا فرعون فی الأرض وملأها فساداً واستکباراً. فقد ورد فی بعض التواریخ أن فرعون لم یکن یحکم مصر وحدها، بل کان یحکم جمیع المناطق المتحضّرۀ آنذاک. وبناءً على ذلک فإن فرعون کان قد ملأ فی ذلک العصر الأرض فساداً وظلماً وجوراً، فبعث الله تعالى النبی موسى لیملأها قسطاً وعدلاً وحریۀ وکرامۀ، فیکون الخالق بذلک قد أدخر رجلاً من آل عمران لیملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً.

2- إنّ موسى بن عمران علیه السلام کان معجزۀ الله عز وجل فی الأرض، فعندما یئس الجمیع، وعرفوا أن لا ملجأ ومنجى من الله إلا إلیه، وعندما عجزت کل الوسائل الطبیعیۀ من أن تمنح الناس الخیر والسعادۀ والرفاهیۀ، فإن الله سبحانه ولکی یثبت لعباده أنه هو القاهر فوقهم، وأنه هو الحاکم والمهیمن، وله السلطان والملکوت، فقد بعث موسى بن عمران علیه السلام بعد أن عاش وتربى فی بیت فرعون لکی یثبت للبشریۀ أن الإنسان مهما طغى واستکبر فی الأرض، فإن الله تعالى یبقى أکبر منه، وأنه سیجعل هلاکه على ید الذی ربّاه بیده.

وهکذا الحال بالنسبۀ إلى الإمام الحجۀ علیه السلام فإنه سیأتی بعد أن یعم الیأس الجمیع، ویستبدّ بالبشریۀ شعور العجز عن توفیر الخیر والرفاهیۀ لنفسها إلا بالتوجّه إلى بارئها تبارک وتعالى، ولذلک فعندما یظهر الإمام المهدی علیه السلام فإن البشریۀ بأسرها سوف تهرع لتبایعه.

صحیح أنه علیه السلام سوف یخرج بالسیف، ویظهر به، ولکنه لا یشهره إلا ضد المعاندین، فالغالبیۀ العظمى من الناس سیسلمون على یدیه الکریمتین طواعیۀ دون أی قهر وإجبار، لأن الله عز وجل سینزل عیسى بن مریم علیه السلام فیصلّی خلف إمامنا الحجۀ بن الحسن کما جاء فی أحادیث المذاهب الإسلامیۀ، وعندما یشاهد المسیحیون نبیّهم یصلّی خلف المهدی فإنهم سیهرعون إلى بیعۀ الإمام علیه السلام.

إن الجاهلیۀ المادیۀ الطاغیۀ فی الأرض سوف تصل بالبشریۀ إلى حالۀ انعدام الوزن، وعند الوصول إلى هذه النقطۀ فإنهم یبدؤون بمراجعۀ أنفسهم ویتساءلون عن جدوى المذاهب المادیۀ المختلفۀ التی ابتلوا بها، ثم یأخذون بالتطلّع إلى هدف آخر یعقدون علیه الآمال بعد أن ینفضوا عن أنفسهم غبارجاهلیۀ الجهلاء. وهنا یعلو صوت الإمام المهدی علیه السلام فیسمعه جمیع أهل الأرض،وفی هذا الصوت الربانی یجدون بغیتهم، فیسرعون إلى قبول دعوته فتسود الأرض عدالته، ویسود الإسلام.

3- إن المؤمنین من بنی إسرائیل کانوا فی انتظار نبیهم موسى علیه السلام سنین طویلۀ، وعندما استبد بهم الیأس، وبلغ مداه کفر بعضهم بالبشارۀ، وظنوا أن المنقذ لن یأتیهم، ولکن الله سبحانه وتعالى أرسله لهم بعد اشتداد الأزمۀ، وسوء الظروف، فکانت بعثۀ موسى علیه السلام نجاۀ وبرکۀ ورحمۀ لأولئک القوم، ونحن أیضاً قد طال انتظارنا کما طال انتظار سائر المظلومین والمحرومین فی العالم.

4- کانت لموسى بن عمران علیه السلام غیبۀ صغرى؛ فعندما ولد أمر الله تعالى أمّه أن تضعه فی التابوت وتلقی به فی الیم، وهکذا الحال بالنسبۀ إلى الإمام الحجۀ علیه السلام فقد غاب هو الآخر عن الأنظار منذ اللحظۀ الأولى من ولادته إلا عن خواص موالیه.

 

شاهد أيضاً

نفاق

ما هو النفاق من منظور الإمام علي(ع)؟

مقالات العربیة – ایكنا: یقول القرآن الکریم “لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ” وهکذا یبیّن لنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *