شهر رمضان.. شهر القرآن أم شهر بقية الكتب السماوية أيضا؟

من هذا الحديث، نستنتج نزول الرّسالات على هؤلاء الأنبياء في هذا الشَّهر الفضيل، بما جعله مميَّزاً ومشرَّفاً على جميع الشّهور عند الله تعالى…

ورد في كتاب الكافي ـ ج 2، ص 629 ـ رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصّادق(ع) أنه قال: “نَزَلَ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً فِي شَهْرِ رَمَضَانَ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، ثُمَّ نَزَلَ فِي طُولِ عِشْرِينَ سَنَةً، ـ ثُمَّ قَالَ ـ قَالَ النَّبِيُّ(ص): نَزَلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الزَّبُورُ لِثَمَاني عَشَرَ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْقُرْآنُ فِي ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَان”.

من هذا الحديث، نستنتج نزول الرّسالات على هؤلاء الأنبياء في هذا الشَّهر الفضيل، بما جعله مميَّزاً ومشرَّفاً على جميع الشّهور عند الله تعالى، وقد أراد بالتّالي لعباده أن يكرّموه بالانفتاح على أجوائه، والإفادة من ساعاته ونهاراته ولياليه في طاعة الله تعالى، ووعي ما جاء في تعاليمه على لسان رسله الّذين بلغوا رسالات ربّهم، وجاهدوا في تبليغ الدّعوة وإعلاء كلمة الله وجعل كلمة الكفر هي السّفلى.

عندما نعرف ما يعنيه نزول الوحي في هذا الشّهر، وأهميّة رسالة السّماء لأهل الأرض، نتعرّف أكثر إلى الخصوصيّة الفريدة لزمن الصّوم الّذي هو مساحة رحبة للانعتاق من أغلال النّفس، إلى حيث أبواب السَّماء مفتوحه على قبول الدّعاء، والابتهال إلى الله بأن يرفعنا إليه بكلّ ما يقرّبنا منه.

لحكمةٍ لا يعلمها إلا الله تعالى، فقد اختار شهر رمضان المبارك لينزِّل الكتب السماويه على عباده الذين اصطفى، ومن موقع احترامنا وتقديرنا لهذا الشّهر، ننطلق كي نزداد فهماً ووعياً لما في هذه الكتب من حكمة ومعرفة وموعظة حسنة، إذ تتقاطع قيم هذه الكتب وما فيها من مفاهيم من أجل بناء الإنسان من داخله؛ بناء روحه لتحلّق في الآفاق الواسعة في الوجود، وبناء مشاعره، فلا تتحرّك إلا بالمحبّة والفضيلة، وبناء عقله الّذي يبحث دوماً عن الحقيقة ويبدع وينتج معرفةً نافعةً تخدم مسيرة الحياة.

إنّنا كمجتمعٍ إيمانيٍّ، علينا احترام زمن الصّوم وخصوصيّته من منطلق احترامنا وتقديرنا لكلّ ما نزل من وحيٍ على أنبياء الله ورسله، هذا الوحي الّذي وجد من أجلنا، من أجل رفعتنا المعنويّة والروحيّة والأخلاقيّة، ومعالجة أمراضنا وعيوبنا، وتصحيح مسيرة حركتنا ومواقفنا.

فلنتخلَّ عن أنانياتنا وعصبياتنا وحساباتنا الضيّقة التي تمنعنا من رؤية الأمور بوضوح ووعي وتدبّر، ولنكن من أصحاب البصائر النّافذة الّذين امتحن الله قلوبهم بالتّقوى ونالوا المغفرة والأجر الكريم.

إنّنا نحيا اليوم في زمن الصّوم، في شهر رمضان الّذي كان زمن نزول الوحي، فهل نكون فعلاً من أهل خطاب الوحي، وعلى مستوى الرّسالة؟!.

موقع بينات

شاهد أيضاً

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

الاخبار – القدس العربي: قام جندي إسرائيلي بتهديد نشطاء فلسطينيين وإسرائيليين كانوا يتضامنون مع أهالي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.