رأى العلامة السيّد علي فضل الله أنَّ الفيتو الأميركيّ الجديد ما كان ليتمّ لولا الضّعف العربيّ والإسلاميّ، مشيراً إلى أنَّ الشعب الفلسطيني سيعيد إنتاج أساليب جديدة في المواجهة تمنع تزوير التاريخ لحساب القوة الغاشمة.
رعى السيد فضل الله حفل افتتاح مسجد الإمام علي (ع) في بلدة كفرملكي بعد ترميمه، بحضور شخصيات وفاعليات من المنطقة. استهلّ سماحته كلامه بالتوجّه بالشّكر لكلّ من ساهم في ترميم هذا المسجد، متحدثاً عن هذه القرية الصامدة والمجاهدة العامرة بالإيمان والتاريخ المقاوم، مشيراً إلى العلاقة الوطيدة التي كانت تربط سماحة المرجع فضل الله بها.
وتحدَّث سماحته عن أهمية المسجد ودوره في حياتنا، فهو يمثل الحصن والدرع المنيع في مواجهة كل التحديات الفكرية والثقافية والروحية التي تواجه الإسلام، داعياً إلى تعزيز موقع المسجد في حياتنا، من خلال الحضور الدائم فيه، لنتزوَّد روحياً وإيمانياً، وليكون مكاناً للتلاقي والمحبة ونبذ الحقد والبعض.
وتطرَّق إلى موضوع الوحدة الإسلاميّة، فشدّد على حمايتها، والعمل عليها واقعياً، وإنزالها من الشعارات الموسمية والمؤتمرات والندوات إلى أرض الواقع، لتكون مشاريع عملية، لأننا، سنة وشيعة، نعيش في مركب واحد، فإذا غرق فالجميع سوف يغرقون، ولن ينجو أحد من تداعيات الفتن والحروب التي تعصف بواقعنا.
وأشار إلى قرار الرئيس الأميركي اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني وطلب نقل السفارة الأميركية إليها، معتبراً أنَّ هذا القرار يجب أن يُواجه بقوة وصلابة، لأنه تكريس للاحتلال واعتراف به، مشدداً على ضرورة توحيد الأمة لطاقاتها وإعادة البوصلة في اتجاه عدوها الحقيقيّ، الذي استفاد من كلّ ما أصابها من انقسامات وصراعات لكي يمرر مشروعه التهويديّ لكلّ فلسطين.
ورأى سماحته أنَّ الفيتو الأميركي على مشروع القرار المصريّ، يمثّل قمَّة الصّلف والاستكبار الذي وصلت إليه الإدارة الأميركيَّة في إدارة ظهرها للعالم كلّه، مشيراً إلى أنَّ ذلك ما كان ليحصل لولا الضعف العربي والإسلامي الذي زاد في إغراء هذه الإدارة، داعياً إلى استمرار الشعوب العربية والإسلامية في التعبير عن رفضها للظلم الحاصل بشتى الوسائل المتاحة، مؤكّداً أنَّ الشَّعب الفلسطيني سيواصل تصديه لهذه المؤامرة، ليعيد إنتاج أساليب جديدة في المواجهة والصمود ورفض تزوير التاريخ لحساب القوة الغاشمة.
وختم قائلاً: “عندما ندافع عن القدس، فذلك لا يعني القدس لوحدها، بل إننا نريد عودة كلّ فلسطين إلى عروبتها وإسلامها، وأن يرجع أهلها إليها، بعيداً عن أية تسويات مشبوهة قد تطرح لحلِّ هذه القضيَّة”.