النفس الزكية و التي تعرف بـالدم الحرام و النفس الحرام من الشخصيات البارزة التي ترتبط بظهور الإمام المهديعلیه السلام.
إن النفس الزكية قبل 15 يوما من ظهور الإمام المهديعلیه السلام يبرز دوره في الروايات المروية حول علامات الظهور .
شابٌ من اصحاب و ارحام الامام المهديعلیه السلام
وأبرز ما تذكره في الروايات يرسل شابا من أصحابه و أرحامه في الرابع والعشرين أو الثالث والعشرين من ذي الحجة، أي قبل ظهوره بخمسة عشر ليلة لكي يلقي بيانه على أهل «مكة». ولكنه ما أن يقف في الحرم بعد الصلاة، ويقرأ عليهم رسالة الامام المهديعلیه السلام، أو فقرات منها، حتى يثبوا إليه ويقتلوه بوحشية، داخل المسجد الحرام، بين الركن والمقام. ويكون لشهادته المفجعة أثر في الارض وفي السماء. تكون هذه الحادثة حركة اختبارية ذات فوائد متعددة. فهي تكشف للمسلمين وحشية السلطة الحجازية، ومن ورائها القوى الكافرة. وتمهد بظلامتها وتأثيرها لحركة المهديعلیه السلام، التي لا تتأخر عنها أكثر من أسبوعين. كما أنت تبعث الندم والتراخي في أجهزة السلطة، بسبب هذا الاقدام الوحشي السريع.
اخبار الشهادة الشاب الزكي
أخبار شهادة هذا الشاب الزكي في مكة، متعددة في مصادر الفريقين، وكثيرة في مصادرنا الشيعية. وهي تسميه الغلام، والنفس الزكية، ويذكر بعضها أن اسمه محمد بن الحسن. فعن أمير المؤمنين علیه السلام قال:
«ألا أخبركم بآخر ملك بني فلان؟» قلنا: بلى يا أمير المؤمنين. قال: «قتل نفس حرام، في بلد حرام، عن قوم من قريش. والذي فلق الحبة وبرأ النسمة مالهم ملك بعده غير خمسة عشر ليلة.» قلنا: هل قبل هذا من شئ أو بعده؟ فقال: «صيحة في شهر رمضان، تفزع اليقطان، وتوقظ النائم، وتخرج الفتاة من خدرها.»1
والظاهر أن عبارة «قوم من قريش» مصحفة، حيث لا يستقيم لها معنى. وفي رواية طويلة مرفوعة إلى أبي ابصير عن الامام الباقر علیه السلام قال:
«يقول القائم لاصحابه: «يا قوم! إن أهل مكة لا يريدونني، ولكني مرسل إليهم لاحتج عليهم بما ينبغي لمثلي أن يحتج عليهم.» فيدعو رجلا من أصحابه فيقول له: «إمض إلى أهل مكة فقل: يا أهل مكة! أنا رسول فلان اليكم، وهو يقول لكم: إنا أهل بيت الرحمة، ومعدن الرسالة والخلافة، ونحن ذرية محمد وسلالة النبيين، وإنا قد ظلمنا واضطهدنا وقهرنا، وابتز منا حقنا منذ قبض نبينا إلى يومنا هذا، فنحن نستنصركم فانصرونا.» فإذا تكلم الفتى بهذا الكلام، أتوا إليه فذبحوه بين الركن والمقام، وهي النفس الزكية. فإذا بلغ ذلك الامام قال لاصحابه: «ألا (أما) أخبرتكم أن أهل مكة لا يردوننا. فلا يدعونه حتى يخرج، فيهبط من عقبة طوى في ثلاث مئة وثلاثة عشر رجلا، عدة أهل بدر، حتى يأتي المسجد الحرام فيصلي عند مقام إبراهيم أربع ركعات، ويسند ظهره إلى الحجر الاسود، ثم يحمد الله ويثني عليه، ويذكر النبي ويصلي عليه، ويتكلم بكلام لم يتكلم به أحد من الناس.»2
والرواية مرفوعة كما ذكرنا. وطوى المذكورة فيها: أحد جبال مكة ومداخلها. وما ورد فيها عن النفس الزكية قوي في نفسه. ولكن المرجح في كيفية ظهورهعلیه السلام أنه وأصحابه يدخلون المسجد فرادى.
وقد أورد ابن حماد عداة أحاديث حول النفس الزكية الذي يقتل في «المدينة»، والنفس الزكية الذي يقتل في مكة و منها عن عمار بن ياسر قال:
إذا قتل النفس الزكية وأخوه، يقتل بمكة ضيعة نادى مناد من السماء: إن أميركم فلان، وذلك المهدي الذي يملا الارض حقا وعدلا.
وفي كتاب «يوم الخلاص» نقلا عن فتاوى السيوطي، ج 2 ص 135 عن النبي قال:
«إن المهدي لا يخرج حتى تقتل النفس الزكية، فإذا قتلت النفس الزكية غضب عليهم من في السماء ومن في الارض. فأتي الناس المهدي فزفوه كما تزف العروس إلى زوجها ليلة عرسها.»
و روي ابراهيم الجريري عن أبيه قال:
النفس الزكية غلام من آل محمد اسمه محمد بن الحسن، يقتل بلا جرم ولا ذنب، فإذا قتلوه لم يبق لهم في السماء عاذر ولا في الارض. فعند ذلك يبعث الله قائم آل محمد في عصبة لهم أدق في أعين الناس من الكحل، فإذا خرجوا بكى لهم الناس، لا يرون إلا أنهم يختطفون يفتح الله لهم مشارق الارض ومغاربها. ألا وهم المؤمنون حقا. ألا إن خير الجهاد في آخر الزمان.3
وهذا يؤيد أن ظهورهعلیه السلام يكون في أول الامر في عدد قليل من أصحابه بحيث يشفق عليهم الناس ويتصورون أنهم سوف يقبض عليهم ويقتلون.4
خمس عشرة ليلة
قال أبا عبد الله الصادق علیه السلام:
«ليس بين قيام قائم آل محمد و بين قتل النفس الزكية إلا خمس عشرة ليلة.»5
الهوامش:
1. مجلسى، محمد باقر بن محمد تقى، «بحار الأنوار»، بيروت، ط 2، 1403 ق.، ج 52، ص 234.
2. المصدر السابق، ج 52، ص 307.
3. المصدر السابق، ج 52، ص 217.
4. ابن بابويه، محمد بن على، «كمال الدين و تمام النعمة»، طهران، ط 2، 1395 ق.، ج 2، ص 649.
5. المصدر السابق.
المصادر:
كوراني، علي،عصر ظهور، ج1، ص278
ابن بابويه، محمد بن على، كمال الدين و تمام النعمة – تهران، چاپ: دوم، 1395ق.