ملیحة سرکرده
الاستشفاء بالقرآن و الدعاء
ان نتائج الشفاء عن طريق الدعاء يستثير اهتمام الناس على مر العصور و حتى يومنا الحاضر و في الاوساط التي مازالت تمارس الدعاء و تقوم بالصلاة، مازالو يتحدثون باسهاب عن الاشخاص الذين تم شفاؤهم عن طريق التضرعات للبارئ عزوجل أو لاوليائه الصالحين.
ان نتيجة الشفاء بالدعاء و سرعة الاستجابة، انما يتوقفان على كثافة الدعاء و مدى الصدق و الاخلاص فيه كما أن الدعاء للأخرين يكون دائمأ اكثر نتيجة من دعاء الشخص لنفسه.
جاء في كتاب «طب الامام علي بن ابيطالب»:
«لابد لكل باحث و دارس و طالب علاج ان يعلم بأن طب اهل البيت على قسمين: دعاء و دواء؛ فأما الدعاء: فهو صالح لكل الأبدان.»
فلیس علی المسلم أن يحزن لاصابته بالمرض و لكن عليه تقبل الأمر و الأخذ بالأسباب و البحث عن العلاج المناسب و الاستغفار و الدعاء و الابتهال الي الله سبحانه و تعالى أنه يشفيه ويخفف عنه مرضه و ان يحتسبه عنده تكفيرا للذنوب و ان يثق بان الله هو الشافي وحده و هم ارحم الراحمين من كل البشر و أمره بين الكاف و النون اذا اراد شئ ان يقول له كن فيكون؛ فأنت ايهاالمريض الذي أقعدك المرض و أتعبك و أسهر ليلك و أشقى نهارك و صرفت فيه أكثر مالك و ما تركت عيادة و لا مستشفى، ارفع يديك و أدع الله فاذا دعوته سيستجيب لك فان الله جعل على نفسه حقا أنك اذا دعوته و رجوته أن يستجيب لك مباشرة و قال ربكم: «ادْعُوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرين»1 وقال: «وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادي عَنِّي فَإِنِّي قَريبٌ أُجيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجيبُوا لي وَ لْيُؤْمِنُوا بي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون»2
فالدعاء دال على قرب صاحبه من الله فيسأله مسألة القريب للقريب لا نداء البعيد للبعيد.
قال الله تعالى فى محكم كتابه الكريم: «أَمَّنْ يُجيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ»3 الآية المباركة دلت على أن المضطر اذا دعا ربه استحق الاجابة يعنى أن الدعا الحقيقي المستلزم للاجابة هو دعاء المضطر، لانه هو الذي يوقن بفشل جميع الأسباب المادية فالانسان مثلا اذا اصابه مرض خطير و أيقن أن جميع الاسباب المادية فشلت في علاجه فمثل هذا الانسان ينقطع الى الله لأنه يدرك أن لا سبيل أمامه الا الله فيلجأ الى ربه في حالات شدة البلاء و هو الذي وعد باستجابة دعائه.
الاستشفاء بالقران
قال الله جلت حكمته:
«وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنينَ وَ لا يَزيدُ الظَّالِمينَ إِلاَّ خَسارا»4
«… هُوَ لِلَّذينَ آمَنُوا هُدىً وَ شِفاءٌ وَ الَّذينَ لا يُؤْمِنُونَ في آذانِهِمْ وَقْرٌ وَ هُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى»5
«يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ شِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَ هُدىً وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنين»6
وردت في الأحاديث الشريفة تصريحات بامكانية الاستشفاء من الأمراض البدنية بواسطة القران الكريم ولم يكن أحد أعرف باسرار القران و موارد بركته من أئمة اهل البيت.
و جاء في احاديث عن النبي:
«ان هذالقران هو النور المبين… والشفاء الأشفى.»7
«عليكم بالقران فانه الشفاء النافع و الدواء المبارك.»8
ان الله جعل لكل الداء دواء، و ان الدعا و قراءة القران مؤثر جدا في شفاء كثير من الأمراض التي قد يصعب علاجها بالدواء و الطب ؛ و هناك أدعية مختصة لكل محنة و مرض و تساعد المؤمن للشفاء منها قراءة اية الكرسي، فاتحة الكتاب، المعوذتين وبعض الأدعية المأثورة في هذالباب التي يستحب الدعاء بها كالدعاء (بسم الله ) و قراءة الدعاء من صحيفة السجادية و…
ان الدواء الذي يقدمه القران الكريم نافع في معالجة جميع مراتب الأمراض الروحية و الأخلاقية و أيضا البدنية لأن الله هو الأعرف بما خلقه و بما يصلح خلقه، ولا ريب أنها ناجعة في القضاء على هذه الأمراض مهما كانت، و هو القادر على كل شئ و لذلك فهو قدير على أن يسبب الأسباب اللازمة للشفاء و يجعلها جميعا في كلامه المجيد.
و في الختام نسأل الله تعالى الشافي المعافي أن يشفى قلوبنا و صدورنا و اجسادنا من كل مرض حسي أو معنوي.
الهوامش:
1. سورة غافر، الآیة 62.
2. سورة بقره، الآیة 186.
3. سورة النمل، الآیة 62.
4. سورة الإسراء، الآیة 82.
5. سورة فصلت، الآیة 44
6. سورة یونس، الآیة 57.
7. «بحار الأنوار»، ج ٩٢، ص ٣١.
8. «تفسير امام عسكري»، ص ١٤.
لمصادر:
قران كريم
كتاب بحارالأنوار، ج ٩٢.
كتاب طب الامام اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب
طب الأئمّة: www.haydarya.com
مقاصد القران: www. Maaref quran.org
طب أئمة أهل البيت: https:// forums. Alkafeel.net