احتضن المجلس الإسلامي الدنماركي في العاصمة كوبنهاغن، مساء الجمعة المنصرم، ندوة فقهية بعنوان: “المعاملات المالية في أوروبا”، شارك فيها عدد من العاملين بمجال فقه المعملات المالية في الاسلام ومفكرين وخبراء من المملكة العربية السعودية، وفق ما ذكر بيان عن المجلس.
وقد افتتح رئيس المجلس الاسلامي الدنماركي الأستاذ عبد الحميد الحمدي أعمال الندوة بكلمة ركز فيها على أهمية الموضوع المالي بالنسبة للمؤسسات الإسلامية في أوروبا، وقال: “عندما فكرنا في استضافة هذه الندوة (المعاملات المالية في المجال الأوروبي) كنا ندرك تماما أن المال قوام الأعمال وأن الشفافية والوضوح في المجالات النقدية يمثل جوهر نجاح المؤسسات في كل أنحاء العالم”.
وأضاف: “لا شك أن المؤسسات الإسلامية حديثة العهد في أوروبا تواجه مشكلات اقتصادية ضخمة وربما مضاعفة عن غيرها من المؤسسات، لأنها تتعلق بمجال المعاملات المالية في واقع اقتصادي وقانوني يفرض عليها محاذير قانونية ومالية غاية في التعقيد”.
وأوضح عبد الحميد الحمدي أن هدف المجلس الإسلامي الدنماركي من استضافة ندوة فقهية حول المعاملات المالية هو مد جسور الحوار الثقافي والفكري والديني ليتسع لمختلف المجالات الحيوية التي تمس حياة الإنسان الأوروبي بشكل عام، وأن يكون ذلك جزء من حراك فكري وفقهي في الغرب يستجيب لتحديات المرحلة، ويوضح للمسلمين معالم الرؤية الاسلامية للمعاملات المالية الناجحة، التي تبني المجتمع على أسس من التكافل والرحمة، ولكن أيضا على أسس واضحة قانونية، تحفظ كرامة الإنسان وآدميته، وتحفزه على الفعل والعطاء والمنافسة النزيهة.
وقد ناقش المشاركون في الندوة عددا من المحاور، أهمها قواعد المعاملات المالية والمصرفية وتطبيقاتها المعاصرة، أسس المصرفية الإسلامية، تسليط الضوء حول قرارات المجلس الاوروبي للافتاء في الأمور المالية، وماهية الوقف ودوره في الحفاظ على الهوية الإسلامية.
وعرض الشيخ عبد الله بن منصور الغفيلي، أستاذ الفقه المشارك بالمعهد العالي للقضاء، لقواعد المعاملات المالية والمصرفية وتطبيقاتها المعاصرة، وتحدث عن الضوابط الشرعية لعدم تكريس الطبقية وإقامة العدل وتحريم بعض المعاملات الرافضة للظلم، وذكر الربا وأنواعه ومبررات تحريمه الشرعية.
أما الشيخ الدكتور تركي اليحيى الأستاذ المشارك بالمعهد العالي للقضاء بجامعة الامام، فقد عرض لأسس المصرفية الإسلامية، إذ تطرق للمعاملات الإسلامية الحالية، وكيف أثبتت وجودها على الساحة الاقتصادية رغم قصر عمرها، وأصبحت حاجة وضرورة للمسلمين، وذكر أمثلة لشركات تعمل في هذا المضمار.
بعد ذلك، تناول الشيخ الدكتور سلطان الناصر نائب رئيس مركز التبيان للاستشارات الكلمة، فذكر مفهوم الوقف وتعريفه وأهدافه وأنواعه وكيفية إنشاء أوقاف ودوره في الحفاظ على الهوية الإسلامية وكيفية إحياء هذه السنة. كما تحدث عن دور الوقف في المجتمع الإسلامي، وأكد على أن الثواب يعود للواقفين وللقائمين والعاملين.
فيما كانت مداخلة الشيخ الدكتور محمد علي بلاعو إمام وخطيب مسجد خير البرية بمركز حمد بن خليفة الحضاري، عن قرارات المجلس الأوروبي للإفتاء في الأمور المالية، والفتاوى التي صدرت في هذا الإطار، ومنها الفتاوي الخاصة بفتح حسابات بنكية، وأيضا الحالات التي يجوز فيها التأمين وحكم العمل بشركات التأمين.
المصدر : وكالةالأنباء الإسلامية