أکد الدکتور عبد العزیز بن عثمان التویجری، المدیر العام للمنظمة الإسلامیة للتربیة والعلوم والثقافة ـ إیسیسکو ـ على ضرورة الابتعاد عن التعصب والانـغـلاق لبـنـاء التـعـایش السلمی بین أتبـاع الأدیان.
و فی إطار مشارکته فی أعمال المنتدى العالمی الثالث للمجتمعات المشترکة المنعقد فی عاصمة جمهوریة أذربیجان یومی 28 و29 أبریل الجاری، ألقى الدکتور عبد العزیز بن عثمان التویجری، المدیر العام للمنظمة الإسلامیة للتربیة والعلوم والثقافة –إیسیسکو-، الکلمة الرئیسة فی افتتاح جلسة العمل الخاصة التی عقدت فی مدینة باکو لمناقشة موضوع “الحوار بین أتباع الأدیان باعتباره أداة لبناء الثقة”.
وأشار فی مستهلها إلى أن کثیراً من النزاعات الشائکة والأزمات الناشبة والحروب الطاحنة التی تشهدها الیومَ مناطقُ شتى من العالم، لها جذور مختلفة منها ما هو دینی، للانحراف فی فهم رسالة الأدیان، وللتعصب والتشدّد المفرط وما ینتج عنهما من تطرف وعنف یعطلان التفکیر السلیم، وانتهاج السلوک القویم الذی من مقوماته احترامُ الحق فی الاختلاف وقبول الآخر والتعامل معه بالحکمة، والاقتراب منه للتعرف على هویته والتقارب بین ثقافته. وهو ما یتحقـَّق به السلام الثقافیّ، والتعایش الدینی، والوئام الحضاری.
وأکد المدیر العام للإیسیسکو أن الدین فی حقیقته هو رسالة هدایة للبشر، ودعوة إلى الخیر والعدل والفضیلة والسلام والإخاء، ولیس دعوة إلى الصراع والصدام، أو تحریضٌ على الکراهیة.
وأبرز أن التعارف فی اللغة العربیة یعنی تبادل المعرفة بین البشر الذی یُـفضی إلى إیضاح الحقائق وتصحیح المفاهیم، ویدفع فی اتجاه نمائها وتعدد مناحیها. وفی ذلک إنماء للثقافات وازدهار للحضارات وإقرار للأمن واستتباب للسلام. موضحاً أن المعرفة الصحیحة قوة للإنسان، وطاقة لا حدود لها للبناء الحضاری، وهی تتأسّس على العلم الصحیح الذی ینفع الناس، وعلى الوعی الإنسانی الذی تستنیر به الضمائر، وتقوى الهمم للعمل من أجل الارتقاء بالحیاة الإنسانیة.
وأعلن أن الحوار بین أتباع الأدیان، هو فرعٌ من الحوار بین الثقافات والتحالف بین الحضارات، وهو أعمق دلالةً وأشدّ تأثیراً من أنواع الحوار جمیعـاً، وعلى مختلف المستویات. ولذلک کان الترکیز على تمهید السبل أمام المؤمنین کافة، لیلتقوا على أرضیة مشترکة، ولیبحثوا القضایا الإنسانیة من المنطلقات الدینیة المشترکة، وفی ضوء التعالیم السماویة السمحة، بعیداً عن التعصب والانغلاق، وازدراء المخالف أو الخوف منه، هو إحدى الوسائل العملیة لبناء التعایش السلمی بین أتباع الأدیان، تعزیزاً للتعایش الدینی الذی هو الأداة الفعالة للإسهام فی صیاغة النظام العالمی الجدید على أسس راسخة من التفاهم والوئام والإخاء الإنسانی.
وأعلن فی ختام کلمته أن عالمنا الیوم فی أشدّ الحاجة إلى تقویم الاختلال فی موازین القوى، بما یرجّح کفة العدل والمساواة وحقوق الإنسان، ویقوّی إرادة السلام، ویهزم إرادة الحرب والصراع والصدام. وقال إن تلک هی مسؤولیة أولو العزم من القیادات الدینیة والفکریة والثقافیة التی جعلت من تعزیز الحوار بین أتباع الأدیان والثقافات، رسالة ً لها فی الحیاة تؤدیها على الوجه الأکمل، وتنهض بها فی هذه المحافل بصدق وإخلاص.
المصدر: ایسیسکو