قال نائب الأمین العام لحزب الله الشیخ “نعیم قاسم” أن المشهد التکفیري الیوم، هو شبيه لخوارج التاریخ، مؤکدًا أن التکفیریین ‘أصحاب مشروع توسعي تدمیري وإلغائي حملتهم إلی بلداننا غزوة الاستکبار الأمریکي ضد سوریا’.
موعود : وخلال کلمة ألقاها في ندوة فکریة تحت عنوان «الإمام الحسین (ع) في فکر العلامة (اللبنانی الراحل) الشیخ عبد الله العلایلی» نوه الشیخ نعیم قاسم بفکر الشیخ العلایلي الذي کان یعتبر أحد أعلام أهل السنة في لبنان، معتبرًا أن الشیخ العلایلي ‘کان داعیة وحدة, متجاوزًا المذهبیة إلی الأفق الإسلامي الرحب, وکان داعیًا إلی التجدید, ومؤمنًا بضرورة تحریر فلسطین لتحریر الأمة, وقد انضم إلی الرموز الإسلامیة والوطنیة التي ساهمت في العمل نحو خیر لبنان والعرب والمسلمین”.
وقال “بالنسبة للشیخ العلایلي حسینٌ رمز الإسلام الحق ویزید رمز الانحراف, واتِّباعُ الحسین لیس وراثة مذهبیة ولا تبعیة مذهبیة بل هو اتِّباعٌ للأصالة والحق, یذکرنا الشیخ العلایلي بکیفیة رسم الخطوات الصحیحة من أجل أن یکون سلوکنا الإسلامي سلوکًا موحدًا، فلم یکن الحسین(ع) في التاریخ لفئة دون أخری، ولم یکن یزید في التاریخ لفئة دون أخری، کنا أمام موقفین وبالطبع علینا أن نختار أحد الموقفین وعندها نکون مع الموقف بصرف النظر عن المذهب، فالموقف من الحسین(ع) موقف من الإسلام، والموقف من یزید موقف ضد الوثنیة في المجتمع الإسلامي کما عبَّر الشیخ العلایلي”.
وشدد الشیخ قاسم علی أن ‘المشهد التکفیري الیوم لیس مشهدًا إسلامیًا، بل مضاهاة لخوارج التاریخ بالموقف المنحرف والمخالف للإسلام، نحن ندعو إلی الوحدة الوطنیة والإسلامیة التي تبحث عن المشترکات ولا تلغي الخصوصیات, وتؤدي إلی الاعتراف ببعضنا کمدامیك لا بدَّ أن تتعاون مع بعضها لبناء الوطن”.
وقال” فلیکن واضحًا لمن لا زال الالتباس موجودًا لدیه لعلَّه یستفید من الشیخ العلایلي لیری بعین الحقیقة التکفیر منهج ولیس نتیجة لشیء، والتکفیریون أصحاب مشروع توسعي تدمیري وإلغائي حملتهم غزوة الاستکبار الأمریکي ضد سوریا إلی بلداننا فانتهزوا الفرصة للسیطرة, التکفیریون لا دین لهم ولا صاحب لهم وعلی الجمیع أن ینبذهم فهم ضد الجمیع”.
وأضاف “‘المشروع المعادي واحد هو المشروع الأمریکي الإسرائیلي التکفیري، وقد انتقدَنا بعضهم في وسائل الإعلام کیف نجمع بین الثلاثة، أمریکا هي من استقدم التکفیریین إلی المنطقة, وإسرائیل تنسق معهم عبر الجولان وبحسب تقاریر ظهرت أخیرًا من الأمم المتحدة ورصدت مئات حالات التواصل والاجتماعات ونقل الجرحی والصنادیق المقفلة والقصف المساعد من الضفة الأخری ضد الجیش السوري”.
وتسائل ” ألا یکون هذا مؤشرًا علی هذه العلاقة وهذا الارتباط بین أمریکا والصهیونیة والتکفیریین! وقد رأینا کیف قصفت إسرائیل بطیرانها في سوریا واعتدت في اللحظة التي حقَّق فیها الجیش السوری انتصارات مهمة جدًا في کل أنحاء سوریا، فکان الطیران الإسرائیلي یقصف لیعطي جرعة دفعٍ للتکفیریین، ویمنع من تقدم الجیش السوري؟’.
وختم الشیخ قاسم قائلاً “نحن نعتبر أن سوریا قادرة إن شاء الله تعالی أن تنتصر علی محاولات تدمیرها، وأن التکفیریین قد افتضحوا وانکشفوا، وهم إلی تراجع إن شاء الله تعالی، وسنبقی دائمًا علمًا للوحدة الإسلامیة والحق، مع العلامة العلایلي ومع کل المخلصین من علماء المسلمین وحرکات المسلمین، ومع کل الوطنیین الذي یسلکون هذا المنهج”.
وتخلل الندوة کلمات لکل من الشیخ هشام خلیفة رئیس الأقواف الإسلامیة السنیة في دار الفتوی والشیخ مرسل نصر الرئیس السابق للقضاء المذهبي الدرزي والأب الدکتور عبدو أبو کسم مدیر المرکز الکاثولیکي للإعلام، وذلك بحضور حشد من الفعالیات السیاسیة والثقافیة والإعلامیة والاجتماعیة وشخصیات دینیة من مختلف الطوائف والمذاهب.