مواقع التواصل الإجتماعي المفجر الحقيقي لثورات الربيع العربي، وفي نفس الوقت هو الرعب الذي تفشى في حكومات العالم، تخوفا من اندلاع الثورات، وذلك بحسب صحيفة “الفجر” المصرية.
في الوقت الذي يحث فيه علماء العالم على المزيد من التطور التكنولوجي، تأتي الحكومات باستخدام ذلك التطور لمزيد من القمع في الحريات، وقاموا بتوجيه ذلك التطور في محاولاتهم لكشف الأسرار عن طريق المراقبة فقاموا بمراقبة جميع مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يتوقف الأمر بالمراقبة فحسب بل ظلت تتفنن الحكومات باستخدام التكنولوجيا في خداع شعوبها.
وأعلن الصحفي الأمريكي يعقوب أبلباوم، خلال مؤتمر للاتصالات عقد في ألمانيا، أن شركة “أبل” كانت تعمل مع وكالة الأمن القومي الأمريكي، واستخدمت جهاز “اي فون” للتجسس على المستخدمين، وفي الوقت نفسه، نفت شركة “أبل” الاتهام تمامًا، وصرح ممثل الشركة، أنه لم يتعاونوا أبدًا مع وكالة الأمن القومي الأمريكي للتجسس على مستخدميها من أجل تحقيق انتشار غير مشروع لمنتجاتها بما في ذلك “اي فون”، حيث إنه لا يمكن استخدام أجهزتها في برامج الرصد.
كما كشف باحثين أمنيين عن وجود ما يقرب من 25 حكومة على مستوى العالم تستخدم برامج للتجسس على مواطنيها عبر رسائل البريد الألكتروني باستخدام Fin Spy.
وأكد الباحثان “مورجان ماركيز بوير” و “بيل ماركزاك” أن هناك برامج تجسس تستخدم للتنقيب عن محتوى الرسائل الإلكترونية للممواطنين، ويمكن من خلالها تسجيل الدردشة، وتشغيل الكاميرات، وتسجيل جميع بيانات ضربات مفاتيح الكيبورد، والتقاط صور من شاشات الكمبيوتر، وقد توصلا أثناء دراستهما لظاهرة التجسس إلى وجود ما يسمى بـ Fin Spy وهو اسم البرنامج الذي تبيعه شركة Gamma البريطانية، والتي بررت موقفها بأنها تقوم ببيع برامج الرصد لحكومات الدول بغرض استخدامها في التحقيقات الجنائية، ومراقبة المجرمين، مشيرين إلى أن حكومات هذه الدول تستخدمه في مراقبة الأشخاص الذين لديهم اتجاهات سياسية منهاضة لحكومات هذه الدول.
ولا يزال شراء الحكومات لبرامج التجسس، وعمليات بيع وتصدير أدوات المراقبة غير منظم تقريبًا بموجب القانون الدولي، حيث يدعي صناع برامج التجسس بأنهم يبيعون منتجاتهم للحكومات لـ”أغراض مشروعة”، ولكن النشطاء يدعون أن حكوماتهم تنتهك القوانين الوطنية باستعمالها مثل تلك البرامج في كثير من الأحيان بدوافع سياسية، “الفجر” رصدت تلك الدول التي تقوم بمراقبة مواطنيها .
ففي البحرين، وجه وزير الدولة لشؤون الاتصالات البحرينية، الشيخ فواز بن محمد آل خليفة، لإنشاء مكتب للمتابعة والتنسيق بوزارة الدولة لشؤون الاتصالات يباشر أعماله اعتبارًا من 1 أغسطس 2013، بتنفيذ ما جاء في توصية المجلس الوطني لتفعيل الإجراءات القانونية ضد كل من يسيء استخدام وسائل الاتصال الاجتماعي والعبث بأمن المملكة واستقرارها، لمواجهة الحراك والاحتجاجات السلمية .
وفي أكتوبر 2012، تم رصد برنامج معروف باسم “فينفيشر”، مصنّع من قبل الشركة الأنجلو ألمانية “غاما”، والذي استخدم في رصد المعارضين البارزين في البحرين. ويذكر أن شركة “غاما” مثلها مثل فريق “هاكينج تيم” تبيع فقط للحكومات.
المصدر : صوت المنامة