قال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق: «إن التمسح بالأضرحة ليس شركا بالله، ولكنه تعبير عن حب لأولياء الله ورغبة في التقرب منهم».وتابع جمعة: «البعض يقول مدد يا حسين (علیه السلام)، ومدد يا أهل البيت (علیهم السلام)، لكن المدد لا يطلب إلا من الله سبحانه وتعالى»، حسب تعبيره.
أجاز الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، التوسل بالنبي – صلى الله عليه وسلم – بل واستحباب ذلك، قائلا ًإن “ذلك جائز بالإجماع ولم يشذ إلا ابن تيمية”.
وعرف جمعة التوسل خلال برنامج “والله أعلم” على فضائية “سي بي سي تو” بأنه معناه: “هو التقرب إلى الله”، مدللاً بقوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ}، مشددًا على أن “التوسل صيغة من صيغ الدعاء لله تعالى، وليس فيها شرك ومن يقول ذلك فهو مدلس ، فإنا عندما ندعو ماذا نقول؟ نقول: اللهم، إذن فنحن ندعو الله”. وقال إن التوسل ورد في السنة، مستندًا إلى حديث الذي رواه عثمان بن حنيف عن أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: ادع الله أن يعافيني. قال: «”ن شئت دعوت، وإن شئت صبرت فهو خير لك”. قال: فادعه. قال: فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: «اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني توجهت بك إلى ربى في حاجتي هذه لتقضى لي، اللهم فشفعه في)، وقد صحح الحديث الحاكم، والترمذي.
وقال المفتي السابق إن “المدد من الله سبحانه وتعالى، فمن يدعو ويقول مدد يا سيدنا الحسين هي طلب الدعاء من -سيدنا الحسين- لله تعالى، وعلى الله تعالى أن يستجيب أو لا يستجيب”، رافضًا تكفير أصحاب البدع عند الأضرحة، “إذا وجدنا بدع عند أضرحة الصالحين وآل البيت يجب أن ننهى عنها ولكن بالحسنى وليس بالتكفير”. وحول حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد”، قال جمعة إن “علماء الأمة لم يفهموا من هذا الحديث أن المقصود النهي عن اتصال المسجد بضريح نبي أو صالح، وإنما فسروا اتخاذ القبر مسجدًا التفسير الصحيح، وهو أن يُجعل القبر نفسه مكانًا للسجود، ويسجد عليه الساجد لمن في القبر عبادة له، كما فعل اليهود والنصارى”. وأكد المفتي السابق أن “النبي – صلى الله عليه وسلم – انتقل من هذه الحياة الدنيا، ولكن بانتقاله هذا لم ينقطع عنا – صلى الله عليه وسلم – وله حياة أخرى هي حياة الأنبياء، وهي التي تسمى الحياة بعد الموت، أو الممات كما سماها – صلى الله عليه وسلم – حيث قال: “حياتي خير لكم تُحدثون ويَحْدُث لكم. ومماتي خير لكم، تُعرض علي أعمالكم فما رأيتُ من خير حمدت الله، وما رأيتُ من شر استغفرت الله لكم”.
المصدر : شیعة نیوز