كشفت صحيفة “واشنطن بوست” في عددها الصادر الثلاثاء عن تفاصيل دور قطر في الإفراج عن الصحفي الأمريكي بيتر ثيوكورتيس، الذي ظل مفقودا لعامين في سوريا .
وقالت الصحيفة إنه في الشهر الماضي وصل مدير تنفيذي لمؤسسة إعلامية أمريكية إلى الدوحة مع عميل متقاعد بـ”الف بي أي” إلى الدوحة، وكان الأخير معروفا باتصالاته الموسعة مع الحكومة القطرية. وكان الرجلان على موعد للقاء غانم خليفة القبيسي، مدير المخابرات القطرية لمناقشة المكان المحتمل لثيو كورتيس.
وبعد أن انتظرا لساعات بفندق ريجيس في الدوحة، ظهر القبيسي وكان لديه أنباء جيدة، وقال: “إننا نحاول العثور عليه”. وبعدها بأسابيع، فعلها القطريون. وتم تسليم الصحفي لمسؤولي الأمم المتحدة في مرتفعات الجولان. وأصدرت والدته بيانا قالت فيه، إنه يشعر بامتنان عميق لمساعدة قطر.
ورغم أن مسؤولي الإدارة الأمريكية قالوا إنه تم إطلاق سراحه بعد طلب مباشر من عائلته لمساعدة قطر، فإن الدولة الخليجية الصغيرة كانت تعمل على القضية منذ أشهر بطلب من الإدارة الأمريكية.
وتابعت الصحيفة قائلة، إن قطر التي كانت علاقتها بالجماعات الارهابية في وقت ما محل تساؤلات معلنة من قبل الإدارة، قد أصبحت شريكا لأمريكا في الاتصالات غير المباشرة مع هذه الجماعات الارهابية، وتشمل حماس التي تخوض حربا مع إسرائيل في غزة، وجبهة النصرة التي كانت تحتجز كورتيس والتي صنفتها الولايات المتحدة كجماعة إرهابية.
وخارج الشرق الأوسط سهلت قطر “محادثات سلام” بين الولايات المتحدة وطالبان في أفغانستان، والتي انتهت دون نجاح العام الماضي. كما أنها ساعدت قبل أشهر في صفقة مبادلة الجندى الأمريكي بو بارجدال بخمسة من مسلحى طالبان، الذين يقيمون حاليا في قطر.
ويقول المسؤولون القطريون إن مساهمات بلدهم هي نتاج طبيعي لإيمانهم بالحوار غير المشروط. إلا أن مسؤولي إدارة أوباما لا يقتنعون بالضرورة بهذا المبرر، يشاركون دول الخليج الفارسي الأخرى القلق من أنها تسعى فقط لتعزيز مكانتها كقوة إقليمية أكبر من حجمها.
وفي حين أن وزارة الخزانة الأمريكية تقول إن قطر لم تعد تمول جماعات ارهابية كجبهة النصرة، إلا أن تعتقد أن حفنة من الأثرياء القطريين لا يزالون يجمعون أموالا للجماعات الارهابية في سوريا. إلا أنه في الوقت نفسه، وجدت إدارة أوباما مرارا أن الاتصالات القطرية مفيدة، لاسيما تلك الخاصة بجهاز مخابراتها مع جبهة النصرة الارهابية.
وأصرت قطر وأطراف أخرى شاركت فى إطلاق سراح الصحفي الأمريكي على أنه لم يتم دفع فدية للمسلحين، ويقولون إن نفوذهم مع الجماعة الارهابية يتمثل إلى حد ما فى استعداها للتعامل معهم.
وأيا كان مصدر النفوذ، تتابع واشنطن بوست، فإن قطر لعبت دورا حيويا في إطلاق سراح كورتيس، وهي الجهود التي أعتبرت زخما إضافيا من قبل مناشدة ديفيد باردلي، رئيس ومالك “أتلانتك ميديا”، والعميل المتقاعد بـ”الف بي أي” رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية.
وقال برادلي إنه شارك في هذه القضية بعد لقائه مع ابنة عم كورايس أمى روزين التي طلبت منه أن يساعد في إيجاد قريبها المفقود.. ووافق وشكل فريق ضم مستشاره العامي وباحث سوري الذي يراقب المواقع العربية ويترجم العربية. وبعدها التقى بعميل “الف بي أي” السابق الذي تخصص في تتبع القاعدة، وأصبح شريك برادلي الرئيسى. وعندما شرح له الموقف، قاله له إنه في حاجة إلى الذهاب إلى الدوحة، والتقيا برئيس المخابرات القطرية. (ترجمة اليوم السابع)