تصر دمشق على استكمال معارك جرود القلمون كواحدة من الجبهات الأساسية التي تحصن محيط العاصمة رغم أنها من أقسى المعارك الجبلية التي يقودها الجيش السوري ويستكمل فيها إغلاق الممرات وخطوط الإمداد نحو لبنان والأهم أنها معركة ستحدد مصير تمدد داعش نحو لبنان أو إمكانية تكرار سيناريو الحدود اللبنانية السورية .
لم تتوقف المعارك في جبال القلمون على ضفتي الحدود اللبنانية السورية، منذ استعادة المنطقة قبل ستة أشهر. إذ يستمر الطيران والقصف المدفعي في ضرب معاقل المسلحين خصوصاً بعد انسحابهم من عرسال لمنع تمددهم وعودتهم مجدداً إلى البقاع اللبناني أو جرود القلمون السورية .
وأغار الطيران السوري على تجمعات المسلحين في جرود القلمون عند تلة موسى الاستراتيجية التي تشرف على ثلاثة آلاف متر على أهم الممرات والتلال.
وفيما لجأ المسلحون إلى حرب العصابات الجبلية للإبقاء على قوات لهم في جبهة القلمون، إلا أن تسع عمليات تسلل أخفقت في اختراق البلدات القلمونية منذ أن استعادها الجيش قبل ستة أشهر. فوجد المسلحون أنفسهم محاصرين في الجبال و لم ينتزعوا أي موطىء قدم مما خسروه في يبرود وقارة ودير عطية وفليطة وعسال الورد.
هذا ما يؤكده الخبير الاستراتيجي سليم حربا الذي قال “إن المجموعات الإرهابية حاولت كثيراً إعادة فتح معركة القلمون كما حاولت أكثر من مرة استقدام بعض المسلحين من جرود الجراجير وفليطا وعسال الورد باتجاه الجبة “مضيفاً “أن الجيش يضيق الخناق الآن على ما تبقى من المجموعات الإرهابية في هذه المنطقة الصعبة والمعقدة ويضعها بين فكي كماشة”. وأعرب عن اعتقاده أن “ما حصل بين سوريا والعراق يكاد يكون مستحيلاً في المنطقة”.
داعش والنصرة وكتائب القلمون تقاتل من أجل شريان الإمداد الأخير لها في عرسال اللبنانية ومن أجل علاج الجرحى فيها وإيواء عائلات المسلحين المنسحبين من القصير وحمص في مخيماتها .
داعش تقاتل تحديداً من أجل عرسال البوابة التي دخلت منها مع النصرة إلى لبنان لاعباً سياسياً وعسكرياً. داعش دخلت معركة القلمون ببيعة مسلحي القصير وزعيمهم أبو أحمد جمعة لأبي بكر البغدادي .
المعركة توقفت في عرسال، لكن الحرب من أجلها تستعر في الجبال، نحو 4 آلاف مقاتل أو أكثر تفرقوا مجموعات بين الكهوف والوديان الضيقة والممرات، ومعهم أكثر من ثلاثين رهينة من الجيش اللبناني.
الحرب القلمونية تحولت بعد معركة عرسال جبهة لبنانية – سورية.
المصدر:المیادین