سجينات بحرينيات بدواعي طائفية يروين معاناتهن من داخل السجن في البحرين

يكفي أن تكون في سجن وفي المبنى ذاته لفترات طويلة، لا تعرف طريق الحرية أو ما يحدث في العالم الخارجي إلا من خلال ما يسمح لك من القليل القليل، لتدرك حجم “الخطأ الذي اقترفته يداك أو المشكلة التي أوقعت نفسك فيها”، أو “الظلم الواقع عليك”، سواء كنت من أصحاب القضايا الجنائية، أو كنت سجينا سياسيا !

 

خلال السنوات الثلاث الماضية، كانت قصص الظلم والتضييق وسوء المعاملة في سجني الحوض الجاف وجو المركزي قضيّة الشارع أكثر من مرة . قصّص هذا التقرير تدور هذه المرة في سجن النساء، الذي يضم كل السجينات الإناث من البحرينيات والأجانب، المتهمات والمدانات في كافة أنواع القضايا .

تمكنت إحدى السجينات البحرينيات “41 عاما”، محكومة في قضايا مالية، من نقل رسالتها لـ”مرآة البحرين”: “ما قبل الثورة في البحرين في العام 2011، كنت أؤمن بأن القضاء ظلمني في القضية المالية التي كنت طرفا فيها، ولكن بعد العام 2011، تأكدت من ذلك، فمعظم القضايا التي تأتي إلى السجن تكون فيها السيدات والفتيات مظلومات وتم استهدافهن لانتمائهن الطائفي أو لآرائهن السياسية”.

تضيف السجينة بتذمّر ” يصدر ملك البلاد ثلاث مرات في السنة عفوا عن السجناء من الإناث والذكور، ومنذ العام 2011، لم ينل العفو أيا من السجينات من الطائفة الشيعية، رغم استكمالهن للشروط التي تتمثل في قضاء نصف المدة وعدم خطورة الجرائم التي قمن بها”، وتوضح “السيدة المتهمة بتعذيب 18 طفلا في دار الحضانة الذي تملكه وتديره، لم تتوافر فيها أي من هذه الشروط، وقد خرجت بعد أن قضت ثلاثة أشهر فقط، فقط لأنها من عائلة قريبة من السلطة والأسرة الحاكمة، كما ينال العفو الأجنبيات من التايلنديات والفلبينيات والروسيات المدانات بتهريب المخدرات وبيعها، أما البحرينيات المتهمات بقضايا مالية أو سياسية فلا ينالهم أي من أوامر العفو ! ” .

تقول السيدة المحتجزة منذ 4 سنوات أن معاملة آمرة السجن والشرطيات سيئة جدا “عندما نطلب منهم طلبا نقابل بالصراخ والاستهزاء، لا يهتمون لصحتنا أو نظافتنا، أو حتى إنسانيتنا، رغم نقلنا إلى مبنى جديد منذ عدة أشهر إلا أن المعاملة بقيت ذاتها، وكل الشكاوى التي نرفعها تقف عند آمرة السجن ولا تصل لوزارة الداخلية التي يقع سجن النساء تحت إدارتها”.

تضيف السجينة “من السهل جدا عندما نطلب أي طلب، كالخروج إلى المنطقة المفتوحة تحت الشمس، أن ترفض الشرطيات، ثم يتم تلفيق تهمة التعدي على شرطية لنا، وتلصق بنا تهم أخرى تطيل من بقائنا في السجن”.

تواصل السيدة “لا يسمح لنا بممارسة الرياضة، يوضع في أكلنا مادة لتقليل الرغبة الجنسية وهو ما يتسبب بأمراض جلدية وحساسية ومضاعفات صحية، كما أن الأكل ذاته، غير نظيف، لا يسمح لنا بالخروج تحت الشمس إلا لمدة خمس دقائق أو أقل، تغلق الزنازين علينا طوال 18 ساعة تقريبا، لا توفر لنا الرعاية الصحية المناسبة لأي عارض صحي يواجهنا، أو العلاجات طويلة الأمد كالحاجة لإجراء عملية أو علاج أسنان”.

وشكت السيّدة من عدم منح السجينات الخصوصية اللازمة أثناء زيارة أهاليهن لهن، حيث تبقى الحارسات معهن وعلى مقربة منهن، كذلك تقول بأنه يتم التمييز في المعاملة بين الرجال والنساء السجناء من حيث الزيارات، أوقات ومدة الاتصال، الحصول على فرصة للعب الرياضة، الحصول على فرصة للالتقاء بمسؤولي وزراة الداخلية، أو الوحدة الخاصة وغيرها.

وقالت السيدة بأن إدارة السجن لا تسمح لهن بكتابة الرسائل لأقاربهن أو للعالم الخارجي، كما تبقى الحارسات واقفات بالقرب من السجينات عند إجراء المكالمات، وأشارت إلى أنه لم يسمح لأي من نزيلات سجن النساء باستكمال تعليمها حتى أولئك اللواتي لم يكملنه ويقضين مددا طويلة في السجن.

وبينت أن هناك تمييزا ضد الأجنبيات من السجينات، حيث لا يسمح للبحرينيين بزيارتهن إلا إذا كانوا أقارب من الدرجة الأولى، وهذا ما يجعل إدخال الملابس والنقود لهن أمرا صعبا.

وطالبت السيدة بتشكيل لجنة مستقلة للنظر في أوضاع نزيلات سجن النساء للتعرف عن قرب على الأوضاع الداخلية ومحاولة حل المشكلات التي تواجهها النزيلات.

استطاعت “مرآة البحرين” الحديث مع سيدة أخرى من الديانة المسيحية التي عبرت عن استيائها من التفرقة الدينية التي تعاني منها فقالت “في الأعياد أمنع من الزيارات لأنني مسيحية، وقد قالتها لي الحارسة مباشرة، لا زيارات لك لأنك مسيحية”.

واشتركت مع جارتها في الزنزانة الشكوى بشأن الأكل السيء، وقالت “نحن نسمن داخل السجن، فلا يسمح لنا بممارسة الرياضة، ونأكل طعاما غير صحي، كما لا نحصل على ضوء الشمس الذي يساهم في حمايتنا من الأمراض”.

كما تهكمت السيدة الأجنبية على القضاء “تم الحكم في القضايا المرفوعة ضدي ثلاث مرات غيابيا، لأنني أرفض الحضور لعدم إيماني واقتناعي بعدالة هذه المحكمة”.

واستنكرت السيدة الإفراج عن أجنبيات في العفو الملكي ممن لم يقضين نصف مدة الحكم ومن الخطيرين على المجتمع كمهربات المخدرات، فيما تبقى السيدات المدانات في قضايا مالية وغيرها دون أن يشملهن العفو.

وأشارت إلى أبواب الزنزانات المغلقة طوال اليوم، تفتح فقط للوجبات، “طالبنا بتعديل أوضاعنا عدة مرات وقامت عدد من النزيلات بالإضراب عن الطعام، ولكن لا من مجيب”.

المصدر : مرآة البحرين

Check Also

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

الاخبار – القدس العربي: قام جندي إسرائيلي بتهديد نشطاء فلسطينيين وإسرائيليين كانوا يتضامنون مع أهالي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *