سمحت السلطات السورية بدخول مئات المدنيين من أهالي أحياء القدم والعسالي وبورسعيد جنوب دمشق الى بيوتهم للإطمئنان ولقاء أبنائهم تمهيداً للعودة إليها ضمن عملية المصالحة.
مرت الحرب من جنوب دمشق.. أحياء القدم والعسالي وبورسعيد تنفض عنها غبار معارك أتت على الأخضر واليابس.. المصالحة أخيرا على الطريق الصحيح.. أول السالكين العائدين عائلات جاءت للقاء أبنائها بمن فيهم المسلحون بعد طول غياب.. يحلمون توقا لطي صفحة موجعة من الدماء والدمار..
سيدات جئن لمقابلة أبنائهن.. تقول إحداهن “جاي أشوف ابني وبيت أهلي في حي العسالي.. والله أنا فرحانة بالصلحة وفرحانة بالرجعة بيتنا.. بدي أشوف بيتي وأهلي وأولادي وعيلتنا وعيلة أهلي .. اشتقتلهن”.
سخونة الاشتباكات في أحياء القدم وبورسعيد والعسالي جعلتها من أقصى الجبهات في سوريا. حجم الدمار والشلل الذي أصاب طريق دمشق درعا القديم يدل على معارك عنيفة عاشتها تلك الأزقة الشعبية. وقائع يأمل أهالي المنطقة أن تتحول الى ماض.
يقول أبو عمر الممثل عن المجموعات المسلحة “بعد 6 أشهر من العمل مع الأخوة في الدفاع الوطني والأمن تمكنا من الوصول الى المصالحة.
اليوم هناك تفاهم وأهمها عودة الناس الى بيوتها وتسوية أوضاع المسلحين وعودة الأوضاع الى ما كانت قبل الحرب”.
السلطات السورية ولطي الصفحة السوداء بدت حريصة على الوصول الى الخاتمة السعيدة. إستنفار أمني وخدماتي وورشات المحافظة بدأت مشوار التمهيد لعودة منتظرة لآلاف العائلات.
عماد العلي مدير النظافة في محافظة دمشق يقول “بدأت المحافظة من اليوم الأول بتأهيل البنى التحتية في القدم من حيث الطرق والكهرباء والمياه وإصلاح الكهرباء وترحيل الانقاض.. نأمل أن تنتهي تلك الأعمال تمهيدا لعودة الاهالي للحياة في أحيائهم”.
مصالحة أحياء القدم تنعكس ضغطا قويا على مسلحي الحجر الأسود ومخيم اليرموك الملاصقين لتلك الأحياء وتعيد فتح طريق درعا القديم، شريان الحياة لمئات الآلاف في ريف دمشق الجنوبي .
المصدر:المیادین