تلوح في الأفق ارادات تشتغل على فكرة تحويل وجود تنظيم “داعش” في الموصل والفلوجة الى “امر واقع”، وعدم تمكين الجيش العراقي من المسك بالأرض وتحويل القتال الى كرٍّ و فرٍّ، كما الحال في الشأن السوري، اذ مضى على الصراع أمد طويل من غير حسم.
ثمة صمت وُجُوم دولي على ما يحدث وكان الامر دُبَّرَ بليل، وإِطْرَاق وسكوت “ايجابي” لصالح “داعش” من دول الجوار لاسيما الاردن والسعودية وتركيا، وتسويق الامر على انه مشكلة داخلية بحتة على رغم ان خطر “داعش” عابر للحدود، وان مقاتليه يتسربون الى العراق، عبر الحدود السورية من الاردن وتركيا والسعودية برعاية الدول المجاورة، التي تنتهج سياسية تصدير المتطرفين الى الخارج حماية لجبهتها الداخلية.
وفي الشأن الداخلي، ثمة منتفعين من تمكين “داعش”، أولهم الداعين الى تقسيم العراق واستثمار الازمة لابتزاز الحكومة الاتحادية والحصول على المكاسب السياسية، ناهيك عن “دواعش” سياسيين في لبّ العملية السياسية يسعون الى عدم الحسم لمصالح شخصية أو ارتباطات اجنبية مريبة.
انّ الرد على كل هؤلاء هو بتوفير السلاح و تهيئة الجيش لعمليات عسكرية حاسمة تحرّر المناطق المغتصبة في اقرب وقت ممكن، اما اضاعة الوقت بردود افعال محدودة، فلن تجلب للعراقيين سوى المزيد من القتلى والخسائر وتفرض على العراقيين “داعش” كأمر واقع يجب التعامل معه، لاسيما وان اعداد المُنظمّين الى “التنظيم الارهابي” من الخارج والداخل في تزايد مستمر.
المصدر:المسلة